المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الازدهار السياحي
2023-06-10
السعة الداخلية للثنائي
1-9-2021
دار الايتـــــام
3-2-2018
Physiochemistry of color vision
2024-04-06
عمليات الإرساب الجليدي
11/9/2022
Yaroslav Borisovich Lopatynsky
14-11-2017


الخطوات العامة لقيادة الأسرة  
  
2264   10:43 صباحاً   التاريخ: 7-2-2018
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص48ـ51
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016 1901
التاريخ: 23-3-2021 1597
التاريخ: 11-1-2016 1956
التاريخ: 7-12-2016 2188

ثمة وظائف أساسية ينبغي على القائد الأب الاهتمام بها وأداؤها علماً أن هذه الوظائف تختلف باختلاف طبقات المجتمع الواحد والمجتمعات الاخرى :

1ـ البناء الفكري : فالأب هو العنصر الذي يضع أسس البناء الفكري للأسرة ويحدد نظام القيم الذي يتحكم بالأفراد. وقد يكون للأم  رأي في هذا المجال ايضا، وعندها لا بد من الدمج بين الرأيين.

ويمثل الأب في الحقيقة القائد الديني للأسرة، وقد أكد الإسلام كثيراً على هذا الأمر، فهو الذي يبني القاعدة المعنوية والاخلاقية للأسرة ويشرف على المسائل الدينية والاعتقادية. وهو الذي يأمر ابناءه بالصلاة (وامر اهلك بالصلاة..) والصدق والتضحية والفداء، ويشرف كذلك على زوجته واولاده ويوجههم نحو الطريق القيوم. وما المواقف التي يتخذها الاولاد ازاء الحوادث والوقائع المختلفة الا انعكاس لهداية الاب وتوجيهاته.

تنظيم الوظائف وتقسيمها : يتبنى الأب في محيط أسرته عملية تنظيم مختلف الامور. فهو يحدد برنامج النوم واليقظة، وتناول الطعام واللعب، والسفر والاستجمام، وهو الذي يرسم مسؤوليات أفراد الأسرة في البيت، والمسؤول عن المشتريات، والذي يجلب الطعام، ويعتني بأساس المنزل وزهور الحديقة وغير ذلك.

ويتحدد اعتبار الأب في جانب منه على ضوء هذا التنظيم وتقسيم الوظائف بحيث لا يسمح لأي فرد ان يتعدى الحدود المرسومة له.

3ـ تنظيم العلاقات : يقوم الاب بعملية تنظيم للعلاقات وتحديدها. فهو ينظم علاقة الاخ بأخته والكبير بالصغير وعلاقات الأسرة بالأصدقاء والاقرباء. فهل يحق للأخ أو الأخت الكبير الأمر والنهي؟ وهل تجب لهما الطاعة؟

كما ويشرف الأب ايضا على الممارسة الجيدة لهذه العلاقة، ويمنع الاخطاء والتجاوزات سيما قيام أي فرد من افراد الاسرة بفرض رأيه على الآخرين، او ان يستغل قوته فيكون عنيفاً مع الضعفاء. عندما سينال جزاءه من الاب الذي يقف بالمرصاد لكل متجاوز.

رسم برنامج الحياة : تحتاج كل أسرة إلى برنامج خاص من أجل ثباتها واستقرارها بشرط أن يلتزم جميع الاعضاء به. ولا بد ان يكون هذا البرنامج بناء وهادف لتحقيق مصالح الاسرة الحالية والمستقبلية.

ويجب ان يستخدم الاب تجاربه وعقله ويستعين بخبرات الاخرين في سبيل نجاح هذا البرنامج وتحقيق نتائجه. ولا بد ان يشتمل هذا المخطط على كل ما تحتاج اليه الأسرة من قضايا التسلية والامور الاخرى التي تؤدي إلى بنائها ورشدها وتزرع الالفة والتفاهم بين أفرادها. وينبغي أن يراعي هذا البرنامج السن والادراك والفهم والطاقات البدنية.

5ـ تنظيم الوقت : تقع على الاب مسؤولية كبيرة في تنظيم برنامج افراد الاسرة. ويحدد للأطفال – خاصة الذين يدرسون في المدارس – أوقات الدراسة واللعب ومصاحبة الاصدقاء.

فالهدف من تنظيم الوقت هو لترتيب الحياة المعيشية للأسرة وبنائها، مما يحتاج إلى سياسة خاصة لكي لا يستثمر الطفل مثلا جل وقته في اللعب واللهو ويترك دراسته، او ان يتفرغ بشكل كامل لعملية الدراسة والمطالعة ويترك بناءه الجسمي والنفسي والعاطفي.

6ـ المراقبة والاهتمام : يعتبر الأب ملاذ الطفل وملجأه. صحيح أن الأم ترغب بإسعاد ولدها ويحق لها

ذلك، لكن مسؤولية الهداية والتوجيه فيما لو حدث أي انحراف او خطا تقع على الاب.

وسبب هذا الدور هو لمسؤولية الاب في مراقبة الاسرة والاهتمام بها. ويجب عليه ان يدفع عنها الاخطار الجسمية والاخلاقية والمعنوية. وهذه مسؤولية كبيرة ومهمة في نفس الوقت وتحتاج إلى جهود عظيمة، لا يستطيع تحقيقها إلا الأب رغم صعوبتها.

جاء عن الامام الصادق (عليه السلام) قوله :

لما نزلت هذه الآية :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}[التحريم: 6] جلس رجل من المسلمين يبكي وقال : انا قد عجزت عن نفسي وكلفت أهلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك.

7ـ المحافظة على الإنضباط : إن الأب هو المسؤول عن التزام الأسرة وانضباطها، ويجب عليه ان يعلّم ولده اطاعة القوانين والالتزام بها. ولا بد له ان يتعاون مع زوجته وان يدعمها من اجل تحقيق الانضباط المطلوب.

وللأم دور مهم في هذا المجال وذلك لتأثير شخصيتها وسجاياها على الاولاد. لكن دور الاب يفوق عدة مرات دور الام لأنه رب الاسرة وسيدها. ويفهم الافراد في ظله معنى القانون.

فالطفل ينتظر من أمه الحب والعطف والحنان وينتظر من أبيه تحقيق العدالة والإلتزام بالقانون، وهذا هو السبب في بروز دوره المهم ، إذ انه الوحيد القادر على إصلاح طفله ومراقبة تصرفاته.

الهدف من إدارة الأسرة :

فالأب هو سيد الاسرة ولكن لا يعني ذلك أن يمارس رئاسته فقط ، أو أن يستغل ذلك لتفريغ عقده، إنه رب الأسرة وسيدها بشرط أن يوجه الأطفال نحو الرشد والبناء الخلقي والعاطفي والإنساني.

ويجب على الأب أن يوفر الظروف المناسبة التي يحتاجها الطفل لتكامله، وان يدعم ثقة الطفل بنفسه ويفسح المجال أمام حريته المشروطة ويكتشف عن طاقاته الكامنة حتى يتمكن من بناء مستقبله بشكل جيد في ذلك المجتمع.

فعندما يقال أن الولد سر أبيه، فذلك يعني ان يقوم الاب بواجبه في مجال الاهتمام بهذا الطفل وبنائه. وانها لخيانة أن يترك الأب ولده وأن يفرّط ويتسامح في بنائه ورشده في مختلف المجالات.

حتى يحقق الأب وظيفته :

إن ممارسة وظيفة الأبوة لهي مسؤولية خطيرة للغاية لحاجتها إلى الوعي والصبر والتضحية. فقد جاء عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قوله: (الرجل  راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم).

فهو مسؤول عن تحقيق الثقة بين أفراد أسرته ووقايتهم والإهتمام بهم حتى لا ينحرفوا ، وتوفير المناخ الملائم للشعور بالإستقلال والحرية ودرء الأخطار عنهم .

وينبغي على الأب أن يفكر بتربية أولاده وهم لا يزالون في رحم الأم حتى لا يشعر هذا المولود الجديد بالتيه بمجرد ولادته فتواجهه المشاكل.

ويجب عليه أن يشعر برغبة وميل شديدن بهذا الشأن ويهيء نفسه للمرحلة الجديدة التي ستبدأ بعد ولادة الطفل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.