تطور السياحة في العصر الحديث - عصر النهضة - دوافع الكشوف الجغرافية |
4044
04:30 مساءً
التاريخ: 14-1-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-4-2022
1400
التاريخ: 20-4-2022
1575
التاريخ: 27-5-2020
2295
التاريخ: 29-5-2020
2954
|
هناك دوافع رئيسية ثلاثة لعملية الكشف الجغرافي تتمثل في الدوافع الشخصية والجماعية والإنسانية. وتتمثل الدوافع الشخصية في الاهتمام الشخصي النابع من الرغبة الجامحة الداخلية لدى بعض الناس الى الارتحال والتجوال والكشف. ومن ذلك حب الاستطلاع وحب المغامرة والرغبة في الثراء واكتساب المعرفة. ومن خير الأمثلة على ذلك رحلات (ابن بطوطة)، (ماركويولو)، وهمبولت.
الدوافع الجماعية في العوامل الدينية والاقتصادية والسياسية للجماعات وهي لها دورها كحوافز زادت من معارف الإنسانية عن انحاء العالم بخروج عديد من الافراد والجماعات الى آفاق الأرض وقد كانت الكنيسة والآباء الدينيين في العصور الوسطى ثم البعثات التبشيرية بعد ذلك من مصادر المعرفة الجغرافية, وقد خرجت جماعاتهم مبعوثة من الكنيسة او من جمعيات التبشير الى المناطق البعيدة وقد زاد آنذاك الاتجاه نحو نشر المسيحية بين جماعات المغول والتتار وكان من اشهر المرتحلين آنذاك الراهب (كريني) والراهب (وليم دوبرك) وتوالى منذ أوائل القرن 14م وصول الرحالة والمبشرين الى قلب آسيا مع التجار.
والمخاطرين وكان من اشهر هؤلاء (جون اوف مونت كرفينو)، (جون ماريجنولي) وكان للكشوف البحرية وما تلاها من كشوف برية في المناطق التي وصل اليها الاوربيون دوافعها الدينية سواء اكانت ذات شكل سياسي او تبشيري وقد حققت البعثات التبشيرية كثيرا من النتائج الهامة التي اعانت على استمرارية الكشوف البرية، وكانت من عوامل الاقتصاد في الوقت والمجهود او كليهما.
وكانت الرغبة في الثراء والبحث عن موارد جديدة وتوسيع نطاق التجارة من اكبر الدوافع للحركة والرحلات الكشفية. وقد بدأت الكشوف الجغرافية في العصر الحديث بواسطة بعثات بحرية لها اهداف اقتصادية واضحة. فثروات الشرق والتوابل وحرير الصين كانت القطب الجاذب للكشوف البحرية في الاتجاهات المختلفة سواء جنوبا او غربا او شمالا بغرب او شمالا بشرق في المحيط الأطلسي.
وكانت كلها ترمي الى الوصول الى زيبانجيو (او شيبلنجيو) وكاثاي والصين الجنوبية وجزر التوابل والهند للحصول على الثروات او المتاجرة. وكذلك ترتبط كشوف مناطق سيبيريا وشمال كندا بالدافع الاقتصادي متمثلا في تتبع الحيوان ذو الفراء كما تدين المعرفة الجغرافية كثيرا للشركات التجارية الإنجليزية والهولندية في القرنين 17، 18 وأخيرا لشركات صيد الحيتان والمطاط والتعدين والبترول وقامت الاتحادات الحديثة في المجتمعات المتقدمة بمهمة المسح الدقيق لتوزيع السكان والموارد والاحوال الاجتماعية والاقتصادية للمناطق التي تباع فيها منتجاتها او خدماتها.
وارتبطت عديد من الكشوف الجغرافية بالتنافس الاستعماري. من ذلك ما قام به الاسبان بحثا عن طريق خاص لهم نحو الشرق خلاف الطريق الذي كان قد اتبعه البرتغاليون بالدوران حول جنوب افريقيا. والكشوف التي ارتبطت بمحاولات الانجليز والهولنديين والفرنسيين بحثا عن طريق خاصة لهم نحو الشرق بالاتجاه نحو الشمال الشرقي او نحو الشمال الغربي في المحيط الأطلسي الشمالي. وقد تباينت الدوافع التي دفعت بسكان اوربا الى الانتشار في ارجاء الأرض ونشر لواء سلطانهم الاستعماري. وقد تعدد وتباينت الدوافع التي كانت شائعة عن انتشار هذه الظاهرة البشرية. وهي تجمل في الدوافع الأخلاقية والاقتصادية والحاجة الى مناطق استقرار يهاجر اليها الفائض السكاني من اوربا. وتضيف بعض الآراء (دوافع نفسية) للاستعمار. من ذلك ما ذكره (الدكتور سليمان حزين) عند تحليله لفلسفة الاستعمار والعوامل النفسية التي تقع وراء الاستعمار الأوربي الحديث.
وقد شهد القرن التاسع عشر تطورا جذريا في الاتجاه نحو الرحلة والسياحة بدافع من المعرفة والاتصال بالشعوب. وساعد على ذلك توفر النقل وانخفاض التكلفة بحيث اصبح في مقدور المدخرات القليلة التمتع به بعدما كان امتيازا خاصا بالأغنياء. الا ان هذه الرحلات اخذت تبعد عن مجال الكشوف الجغرافية حيث لم تضف الا القليل او شيء الى اجمالي المعارف الجغرافية، وكان من العوامل المشجعة على ذلك ما شهدته الفترة بين عامي 1830، 1840 من بداية لسلسلتين من الأدلة المرشدة وكانت أهميتها للجماهير الرحالة لا تقدر، وهما: كتاب مواري، ودليل بيدكر Mrry's Hand book & Baedeker's Guides.
كما كان للجمعيات العلمية القومية او الاهلية لغير المحترفين دورها غير المنكور في الكشوف الجغرافية للبلدان المختلفة. وما الدور الذي اضطلعت به الجمعية الجغرافية الخديوية (المصرية) ببعيد عنا في كشوف افريقيا وحوض النيل. وقد اثارت مشاعر الناس مغامرات المستكشفين واخبارهم. وقد تم كثير من الاستكشافات في اثناء القرن التاسع عشر تحت اشراف هذه الجمعيات. وكانت الرحلة النشاط الرئيسي الملحوظ للجغرافية طوال معظم القرن 19. وكانت الجمعية الجغرافية الملكية بلندن ملتقى المستكشفين والرحالة وتمسكت بهذا التقليد اكثر مما فعلته الجمعيات الامريكية المماثلة.
ورغم ذلك عنيت كل من الجمعية الجغرافية الملكية والجمعية الجغرافية الوطنية عناية ملحوظة باستمرار البحوث الكشفية، وتمثل الجمعيات منبرا يستطيع منه الذين يعتزمون القيام بالرحلات الكشفية استعراض العالم واختيار الأماكن الملائمة لتلك الرحلات والتيسيرات والإمكانات اللازمة لتنظيم مثل تلك الرحلات من ذلك ما قدمته الجمعية الجغرافية الامريكية من خدمات للمستكشفين في أمريكا اللاتينية وفي الجهات القطبية.
وقد قام الجغرافيون بتجميع وتصنيف البيانات عن الأجزاء غير المعروفة من الأرض للأوربيين وسكان أمريكا الشمالية. وتم تمويل عديد من بعثاتهم بواسطة الجمعيات الجغرافية التي أسست ابان القرن 19. وكانت تحصل بدورها على الأموال اللازمة من مصادر تجارية او إنسانية لان البيانات التي كانت تجمع كان لها قيمتها العظيمة من وجهة النظر للتجارة العالمية، والى جانب دعم وتنظيم البعثات الكشفية اضطلعت الجمعيات الجغرافية بدور تعليمي ملحوظ. فلقد وفرت لقاءات المحاضرين للجمهور الفرصة للمشاهدة والسماع عن الاكتشافات الجديدة.
ولا زالت الجمعية الملكية في لندن تمارس ارسال البعثات العلمية كبيرها وصغيرها كنشاط رئيسي، وتنشر تقارير اكتشافاتها، في (المجلة الجغرافية). ولا زالت عديد من اجتماعات الجمعية تقدم بالكلمة وبالصورة نتائج البعثات والرحلات الى كل أجزاء العالم.
وتعد الجمعية الجغرافية الامريكية في نيويورك الصنو الأمريكي لمثيلها في لندن ورغم انصرافها قليلا عن دور الرحلات الكشفية الا انها تقدم دعما ملحوظا لأبحاث عن الأجزاء من العالم التي لم تتم دراستها مثل المناطق القطبية, وتتبنى (الجمعية الجغرافية القومية) تقليد الرحلة في الولايات المتحدة ولها مجلة مشهورة هي المجلة الجغرافية القومية (National Geographic).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|