أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2022
2326
التاريخ: 7-11-2021
2434
التاريخ: 6-3-2021
2366
التاريخ: 27-4-2022
1436
|
التوزيع الجغرافي في المواقع التراث العالمي في الوطن العربي
تعتبر عناصر التراث العمراني من أهم عناصر الجذب السياحي، وهو ما أصبح معروفاً باسم السياحة الثقافية، والتي تتيح الإطلاع على المنتجات المادية للحضارات السابقة بكل مقوماتهـا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية ،وتوجد علاقة تكاملية وتبادلية بين السياحة الثقافية من جهة، وإعادة التوظيف للتراث العمراني من جهة أخرى، فكل منهما أداة لتحقيق الآخر. فالسياحة الثقافية تهتم بالتراث العمراني بشكل كبير، من حيث المحافظة على ديمومته وإبرازه، في حين يقـوم التراث العمراني بإمداد السياحة بعناصر جذب مميزة، وموارد اقتصادية هامة للتنمية السياحية بشكل خاص، وللاقتصاد الوطني بشكل عام، الأمر الذي جعل من زيادة الإقبال على هكـذا استثمار من الأمور الواجب التوقف عندها، والعمل على وضع الأطر الناظمة لها.
ولضمان نجاح وتطور العلاقة آنفة الذكر بشكل صحي ومتوازن، لابد من وجود مجموعة من الضوابط والمعايير لعملية إعادة توظيف التراث العمراني سياحياً، إضـافة إلى تحديد الجهات المعنية بذلك، والتي تقع على عاتقها مسؤولية توجيه هذه العملية، ووضع الخطط والبرامج المتكاملة والمبنية على أسس ودراسات ميدانية، تكفـل عـدم الإضرار بالتراث العمراني، والتنمية المتوازنة للمناطق التاريخية.
تعتبر عناصر التراث الحضاري والمعماري مـن أهـم عناصـر الجـذب بالنسبة للسياحة العالمية و المحلية على حد السواء، و تعتبر صناعة السياحة من أهم الصناعات العالمية التي تهتم بها الدول كافة لما تحققه مـن دخـل و انتعاش اقتصادي على كافـة المستويات، و كما هو واضح فإن السائح الذي يقوم بزيارة معالم التراث الحضاري لا يقوم باقتناء تلك المعالم و لكن يقوم باقتناء تجربة إنسانية نشأت من تلك الزيارة، فكـل من معالم التراث الحضاري تقوم بتوليد مجموعة من التجارب ،ولكـن تلك المواقع لا تقوم بتوليد تلك التجارب وحدها و لكن بتوليد معاني لدى السائح عن تلك المناطق. إن موارد التراث الثقافي ومواقعه تمتلك في مجموعه إمكانيات سياحية كبيرة من حيث التنوع والأهمية والجاذبية والشكل العام، لكنها ليست جميعها على حد سواء في هذه الإمكانات، وعملية تحديد الأفضل منها للبدء بالتنمية السياحية لا يعتمد فقـط على الأهمية الأثرية أو التاريخية أو التراثية، وإنما على مجموعة المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ومنها فيما يتعلق بمواقع التراث الثقافي : إدارة الموقع والبنية التحتية الموجودة فيه، وقربه من الأسواق السياحية وجاذبيته البصرية، وقدرته على إثـارة الرغبة والاهتمام في نفوس زائريه، وإمكاناته التسويقية، وإمكاناته التعليمية والتعريفية في ترويج ثقافة أو رسالة معينة، وقدرته الاستيعابية، ومقدار تحمله لضغوط الزائرين . ومن الممكن اعتبار السائح هو " المستخدم للتراث" في توليـد تجـارب إنسانية وتاريخية و الإحساس بعبق الماضي، ولكن لاستخدام التراث الحضاري تأثير مباشـر على التراث نتيجة سوء الاستخدام أحيانا أو التغيرات المتعمدة للتراث لاستيعاب السياحة كعنصر من عناصر الاستغلال، ومـن المفيـد التعرف على نوعية السائح ورغباته وطريقة استخدامه للتراث الحضاري والتجربة الإنسانية التي يمر بها ويستخلصها من زيارة المناطق التراثية والحضارية، وذلك عـن طـريـق إجـراء أبحـاث للتعرف على تلك العوامل، و كذلك تأثيرها على التراث العمراني.
بعد انتهاء فترة الانبهار بالتطورات التكنولوجيـة والطفـرة العمرانية السريعة، نتيجة الانفتاح السريع والمفاجئ على العالم، بدأت العديد من دول الوطن العربي في التمعن بالتفكير في البيئة العمرانية التي أنتجتهـا تلك الفترة والتي افتقدت الطـابع المعماري المميز والانتماء للمنطقة، وبدأ الاهتمام على كافة المستويات بالتراث وإحياء القيم التقليدية الأصيلة والاهتمام بالعمارة التراثيـة ومـا تعكـسه مـن قـيـم حـضارية وتراثية، و بدأت عمليات ترميم بعض المباني القديمة، وتحويلها إلى متاحف، كذلك بدأ تشجيع محاولات إظهار طابع معماري مناسب للمنطقة في المباني الحديثة ونجحت بعض المحاولات في مزج القديم والحديث ،و توظيـف مـواد الإنشاء في الوصول إلى طابع معماري مميز للمناطق السياحية التراثية.
تنتشر اليوم ظاهرة هدم المباني التراثية والحضارية التي أنشأت خلال العقـود الماضية ليحل محلها مباني جديدة تظهر محاولات إضفاء طابع معماري يظهـر الانتماء والهوية لثقافة وتاريخ المنطقة، فالاتجاه لاستغلال القوة الاقتصادية المتوفرة بهدف تحقيق أقصى استغلال للتكنولوجيا الحديثة مـن مـواد بناء ونظـم إنشاء دون التقيـد بـطـابع معماري معين في سبيل اللحاق بركب الحضارة العالمية ،يقابـل الاتجاه إلى مراعاة النواحي الثقافية والاجتماعية الذي يدعو إلى التضحية ببعض الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية في سبيل تحقيق طابع معماري ينتمى للمنطقة ،ويوفر لسكانها الشعور بالانتماء و الاستمرارية التاريخية.
تبقى إشكالية التعامل مع المشروعات الجديدة في المناطق التراثيـة مـن الأسئلة التي لا نجد إجابات سهلة عليها :هل ينبغي للأبنية الجديدة في الأحياء القديمة أن تمتلك أشكالاً . و نماذج تاريخية؟ أم أنه من الأجدر إظهارها بطابع مرحلتها (عصرها)؟ وتباينت الآراء حول أهمية وجود طابع معماري حضاري مميز ، يعكس القيم الثقافيـة والاجتماعية للمنطقة والمحافظة على التراث الحضاري القديم، ومعـارض يعتبر هـذا الاتجاه تقيد بمخلفات الماضي ويؤكد على أهمية مسايرة التطورات التكنولوجيـة الحديثة.
العمارة هي نتاج تفاعل العديد من العوامل الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية والسياسية و الإنسانية، وهي لا تمثل فقط الواقع الحالي للمجتمعات والشعوب ولكنها تؤثر في توجهات المجتمع المستقبلية حيث أنها البيئة التي تتفاعـل فيهـا كافة الأنشطة الإنسانية المختلفة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|