المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24



الخطيب البارع العلامة الشيخ حسين الطرفي  
  
2807   11:50 صباحاً   التاريخ: 14-12-2017
المؤلف : السيد محمّد كاظم القزويني .
الكتاب أو المصدر : زينب الكبرى (عليها السلام) من المهد الى اللحد
الجزء والصفحة : ص668-672.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / وفاة السيدة زينب ومدفنها /

لسماحة الخطيب البارع العلامة الشيخ حسين الطرفي هذه القصيدة المميزة بروح الولاء ونكهة الإخلاص وسلامة العقيدة :

بضعة البضعة البتولة فاطم ... وكفى تلك نسبةً للمكارم

بك يعتز هاشم حين تعزين ... إليه إن قيل يا بنة هاشم

يابنة المصطفى الذي اختاره الله ... رسولاً وللنبيّين خاتم

وابنة المرتضى عليّ وأسمى ... والدٍ لابنةٍ نمتها الأعاظم

ثمّ يا صنوة الإمامين طوبى ... لك أُخت العبّاس بدر الهواشم

إئذني يا عقيلة الطالبيّين ... لمستأذنٍ على الباب جاثم

يبتغي الإذن في اقتحام رحابٍ ... من مزاياك واضحات المعالم

حرمٌ لا يحوم فيه سوى المأذون ... منكم بأن يرى في المحارم

آيةُ الإذن عنده أن سيهدى ... لصواب المقال فيك الناظم

ليقول الّذي له أنت أهلٌ ... أسعفيه يسعد بك المتشائم

شفعي فيه حبه وولاه ... ورجاه في أن يكون الخادم

* * * *

خصك الله باصطفائك ردءاً ... لإمامٍ على الشريعة قائم

قد أقام السبط القوائم للدين ... ليعلو وكنت إحدى القوائم

رامك السبط للبناء وللهدم ... لك الله من مشيدٍ وهادم

شدت ما أسّس الحسين ، وهدت ... بك مما شاد الطغاة دعائم

يا لذاك اللسان يفرغ عمّا ... بين لحيي أبيك سيفاً صارم

مقولٌ طاح بالعتاة فأودى ... بابن مرجانة الكفور الظالم

واغتدى في الشآم معول هدمٍ ... فل فيه عرش البغيض الحاكم

وأحلت الغرور فيه انهزاماً ... حين في داره أقمت المآتم

* * * *

لك قلبٌ ما ضاق وسعاً برزءٍ ... لم تطق حمله قلوب العوالم

فبكاه من في السماء ومن في الـ ... أرض حتّى لقد بكته البهائم

ولكم كنت إذ تعانين ضعفاً ... من لغوبٍ تبدين أقوى العزائم

جدت بالجهد كلّما تستطيعيـ ... ـن وبذل القوى لحفظ الفواطم

لك عينٌ ترعى اليتامى وتبكي ... للأيامى وما اغتدت عين نائم

بين حرصٍ على العيال وجودٍ ... بدموعٍ سخينةٍ وسواجم

ولقد أذهل العقول وقوفٌ ... لك عند الحسين والفكر هائم

معك الحائرات قد حمن من حو ... لك ذعراً كما تحوم الحمائم

ففزعتن للصريع على الرمضاء ... يشكو الظما عن الماء صائم

وشهدت الذي جرى من عظيم الـ ... ـخطب لم يجر مثله في العظائم

وتحملت ترك شلو حسينٍ ... عارياً والمسير فوق السوائم

وتهيأت للتحمل فيما ... سوف يأتي من البلاء القادم

ما نسيت الحسين للموت حتّى ... متِّ والقلب فيه ما الله عالم




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.