المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

سياسة خلفاء يوستنيانوس.
2023-10-15
دعاء الضال ـ بحث روائي
17-10-2016
من وحي الله لبعض أنبيائه (عليهم السلام)
12-5-2016
أوصاف المشتاقين
28-3-2020
Euler Transform
27-10-2020
جَعفر بن أبي طالب
18-12-2017


الأغارة على مخيم أهل البيت (عليهم السلام)  
  
3697   03:49 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي.
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1،ص549-552.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015 3637
التاريخ: 7-5-2019 2490
التاريخ: 29-3-2016 3634
التاريخ: 29-3-2016 3071

تسابق القوم على نهب بيوت آل الرسول و قرّة عين الزهراء البتول فعند ما انتهى جيش الضلال من قتل الحسين (عليه السلام) توجهوا نحو الخيام المقدسة و سرادق آل العصمة، و تسابقوا في الذهاب إليها، و حينما و صلوها، بدءوا بنهب و سلب جميع ما رأوه من الثياب و الحليّ و الحلل و الرواحل و المواشي و الورس‏  حتى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة عن ظهرها، و لا أرى من المناسب تفصيل هذه الواقعة الهائلة و كيفيتها، و علت أصوات النساء بالعويل و البكاء و لم يترحم عليهنّ أحد الّا امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين (عليه السلام) و فسطاطهنّ و هم يسلبوهنّ، أخذت سيفا و أقبلت نحو الفسطاط و قالت : يا آل بكر أتسلب بنات رسول اللّه، لا حكم الّا للّه، يا لثارات رسول اللّه، فأخذها زوجها و ردّها الى رحله.

قال الراوي : ثم أخرجوا النساء من الخيمة، و أشعلوا فيها النار، فخرجن حواسر، مسلبات حافيات، باكيات، يمشين سبايا في أسر الذلّة .

قال حميد بن مسلم : ثم انتهينا الى عليّ بن الحسين (عليه السلام) و هو منبسط على فراش و هو شديد المرض، و مع شمر جماعة من الرجالة، فقالوا له: أ لا نقتل هذا العليل؟ فقلت: سبحان اللّه أ يقتل الصبيان؟ انما هذا صبي و انّه لما به، فلم أزل حتى دفعتهم عنه و جاء عمر بن سعد فصاحت النساء في وجهه و بكين، فقال لأصحابه: لا يدخل احد منكم بيوت هؤلاء النسوة و لا تتعرضوا لهذا الغلام المريض‏ .

و سألته النسوة (لما رأين رقة في قلبه) أن يسترجع ما أخذ منهن ليستترن به.

فقال: من أخذ من متاعهنّ شيئا فليرده عليهنّ، فو اللّه ما ردّ أحد منهم شيئا فوكل بالفسطاط و بيوت النساء و عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) جماعة ممن كانوا معه و قال: احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد و لا تسوأن إليهم، ثم عاد الى مضربه فنادى في أصحابه : من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه؟ فانتدب منهم عشرة (كلهم أولاد زنا فركبوا خيولهم) و داسوا الحسين (عليه السلام) بحوافر خيلهم حتى رضوا ظهره و صدره، قال : و جاء هؤلاء العشرة الى ابن زياد لعنه اللّه حتى وقفوا أمامه، فقال أسيد بن مالك أحد العشرة لعنهم اللّه- و أراد بقوله اظهار اخلاصه له و أخذ جائزة مضاعفة- فقال:

نحن رضضنا الصدر بعد الظهر           بكل يعبوب‏  شديد الأسر

فقال ابن زياد : من أنتم؟.

فقالوا : نحن الذين وطأنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا جناجن‏ صدره، فأمر لهم بجائزة يسيرة.

قال أبو عمر الزاهد : فنظرنا الى هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زنا، وهؤلاء أخذهم المختار فشدّ أيديهم و أرجلهم بسكك الحديد و أوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.