أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2017
2400
التاريخ: 4-12-2017
2135
التاريخ: 18-10-2017
2348
التاريخ: 20-10-2017
2415
|
سارت قافلة الإمام تطوي البيداء ، وهي تارة تتيامن واُخرى تتياسر ، وجنود الحرّ يذودون الركب عن البادية ويدفعونه تجاه الكوفة والركب يمتنع عليهم ، وإذا براكب قد أقبل وهو رسول من قِبل ابن زياد إلى الحرّ ، فسلّم الخبيث الدنس على الحرّ ولم يسلّم على الحسين (عليه السّلام) ، وناول الحرّ رسالة من ابن مرجانة جاء فيها : أمّا بعد ، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي ، فلا تنزله إلاّ بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يُفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسّلام .
وقرأ الحرّ الكتاب على الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وقد أراد أن يستأنف سيره متّجهاً صوب قرية أو ماء ، فمنعه الحرّ ، وانبرى زهير بن القين وهو من أفذاذ أصحاب الإمام (عليه السّلام) ، فقال له : يابن رسول الله ، إنّ قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال مَنْ يأتينا من بعدهم ما لا قِبل لنا به .
فقال له الحسين (عليه السّلام) : ما كنت لأبدأهم بقتال .
وتابع زهير حديثه قائلاً : سر بنا إلى هذه القرية حتّى ننزلها فإنّها حصينة ، وهي على شاطئ الفرات ، فإن منعونا قاتلناهم ؛ فقتالهم أهون علينا من قتال من يجيء بعدهم .
ولكنّ الحرّ أصرّ على الإمام (عليه السّلام) أن ينزل في ذلك المكان ولا يتجاوزه ، ولم يجد الإمام بدّاً من النزول فيه ، والتفت إلى أصحابه فقال لهم : ما اسم هذا المكان ؟ .
فقالوا له : كربلاء .
وفاضت عيناه بالدموع وقال : اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء .
وطافت به الذكريات ، ومثل أمامه ما قاله جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأبوه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) من أنّ دمه الزاكي سيُراق في هذه الأرض ، وفيها تتقطّع أوصاله ، وتُسفك دماء أهل بيته وأصحابه ، وخلد الإمام إلى الصبر واستسلم لقضاء الله .
ونهض أصحاب الإمام (عليه السّلام) وأهل بيته فنصبوا الخيام لمخدّرات الرسالة وعقائل الوحي كما نصبوا الخيام لهم ، وأسرع فتيان بني هاشم وأمامهم سيّدهم أبو الفضل العباس فأنزلوا السيّدات من المحامل وجاؤوا بهنَّ إلى خيامهن ، وقد أحسّت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) السيدة زينب (عليها السّلام) بالأخطار الهائلة والكوارث التي ستجري عليها وعلى أهلها في هذه الأرض .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|