أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2017
4588
التاريخ: 20-10-2017
2160
التاريخ: 5-12-2017
3066
التاريخ: 5-10-2017
2371
|
لم تبقَ كارثة من كوارث الدنيا ولا رزية من رزايا الدنيا إلاّ جرت على حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وعقيلة بني هاشم في كربلاء ؛ فقد أحاطت بها المصائب يتبع بعضها بعضاً ؛ فقد شاهدت أعداء الله وجيوش آل أبي سفيان قد اجتمعت على إبادة أهلها ، وقد احتلّوا ماء الفرات ومنعوا ذرّية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الانتهال منه ، وقد عجّت أطفال أهل البيت (عليهم السّلام) ونساؤهم بالصراخ والعويل من شدّة الظمأ ، وقد أحاطوا بالعقيلة يطلبون منها الماء وهي حائرة مذهولة تأمرهم بالصبر ، كيف الصبر والعطش قد مزّق قلوبهم ؟!
وقد زحفت جيوش الاُمويِّين نحو الإمام الحسين (عليه السّلام) في ليلة التاسع من المحرّم ، كان سيّد الشهداء جالساً أمام بيته محتبياً بسيفه ، إذ خفق برأسه ، فسمعت اُخته العقيلة أصوات الجيش قد تدانت نحو أخيها ، فانبرت إليه وهي مذهولة مرعوبة فأيقظته ، وقالت له : إنّ العدو قد دنا منّا .
فقال لها : إنّي رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام فقال : إنّك تروح إلينا .
وكانت هذه الكلمات كالصاعقة على رأس العقيلة ، فقد خرقت قلبها الرقيق المعذّب ، فلطمت وجهها وقالت : يا وليتاه !
وكان أبو الفضل العباس (عليه السّلام) إلى جانب أخيه لا يفارقه ، فقال له : يا أخي ، أتاك القوم.
وطلب منه الإمام (عليه السّلام) أن يتعرّف على خبرهم ، فقال له : اركب بنفسي أنت يا أخي حتّى تلقاهم ، فتقول لهم : ما بدا لكم ؟ وما تريدون ؟ .
وبادر قمر بني هاشم ومعه عشرون فارساً نحو القوم ، وفيهم حبيب بن مظاهر ، وزهير بن القين ، فسألهم العباس عن زحفهم ، فقالوا له : جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول على حكمه أو نناجزكم .
وقفل أبو الفضل (عليه السّلام) إلى أخيه فعرّفه ما عرضوه عليهم ، فقال (عليه السّلام) له : ارجع إليهم ، فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة لعلّنا نصلّي لربّنا هذه الليلة وندعوه ونستغفره ؛ فهو يعلم أنّي اُحبّ الصلاة ، وتلاوة كتابه ، وكثرة الدعاء والاستغفار .
وكان ذكر الله والدعاء والصلاة من أهمّ ما يصبوا إليه الإمام (عليه السّلام) في هذه الحياة .
وقفل قمر بني هاشم راجعاً إلى تلك الوحوش الكاسرة ، فعرض عليهم مقالة أخيه ، وتردّد القوم في إجابته ، فأنكر عليهم عمرو بن الحجّاج الزبيدي إحجامهم ، وقال : سبحان الله ! والله لو كان من الديلم ثمّ سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوه .
ولم يزد ابن الحجّاج على ذلك ، ولم يقل : إنّه ابن رسول الله ؛ خوفاً أن يُنقل كلامه إلى ابن مرجانة فينال العقاب والحرمان . وأيّد ابن الأشعث مقالة ابن الحجّاج ، فقال له ابن سعد : مخأجبهم إلى ما سألوا ، فلعمري ليصبحنك بالقتال غداً .
واستجاب ابن سعد إلى تأجيل الحرب بعد أن رضيت به الأكثرية من قادة جيشه ، وأوعز ابن سعد إلى رجل من أصحابه أن يعلن ذلك أمام معسكر الحسين (عليه السّلام) ، فدنا منه وقال رافعاً صوته : يا أصحاب الحسين بن عليّ ، قد أجّلناكم يومكم هذا إلى غد ، فإن استسلمتم ونزلتم على حكم الأمير وجّهنا بكم إليه ، وإن أبيتم ناجزناكم .
واُرجئ القتال إلى اليوم الثاني المصادف يوم العاشر من المحرّم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|