أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2017
2259
التاريخ: 6-10-2017
2439
التاريخ: 20-10-2017
2258
التاريخ: 5-12-2017
2487
|
ندب ابن مرجانة لحرب مسلم ، عمرو بن الحرث المخزومي صاحب شرطته ومحمّد بن الأشعث ، وضمّ إليهما ثلاثمئة رجل من صناديد الكوفة وفرسانها ، وأقبلت تلك الوحوش الكاسرة مسرعة لحرب القائد العظيم الذي أراد أن يحرّرهم من الذلّ والعبودية ، ويُقيم فيهم عدالة الإسلام وحكم القرآن .
ولمّا سمع مسلم حوافر الخيل وزعقات الرجال علم أنّه قد اُتي إليه ، فبادر إلى فرسه فأسرجه وألجمه ، وصبّ عليه درعه وتقلّد سيفه ، وشكر السيّدة طوعة على حسن ضيافتها ورعايتها له.
واقتحم الجيش عليه الدار فشدّ عليهم يضربهم بسيفه ففرّوا منهزمين ، ثمّ عادوا عليه فأخرجهم منها ، وانطلق نحوهم في السكة شاهراً سيفه لم يختلج في قلبه خوف ولا رعب ، وقد أبدى من البطولات النادرة ما لم يشاهد مثله في جميع فترات التأريخ ، وقد قتل منهم واحداً وأربعين رجلاً ، وكان من قوّته النادرة أن يأخذ الرجل بيده ويرمي به من فوق البيت ، وليس في تاريخ الإنسانيّة مثل هذه البطولة ، ولا مثل هذه القوّة الخارقة .
وجعل أنذال أهل الكوفة يصعدون فوق بيوتهم ويرمونه بالحجارة وقذائف النار ، وفشلت جيوش ابن مرجانة من مقاومة البطل العظيم ؛ فقد أشاع فيهم القتل ، وطلب محمّد بن الأشعث من سيّده ابن مرجانة أن يمدّه بالخيل والرجال ، فلامه الطاغية وقال : سبحان الله ! بعثناك إلى رجل واحد تأتينا به فثلم في أصحابك هذه الثلمة العظيمة !
وثقل ذلك على ابن الأشعث ، وقال لابن مرجانة : أتظنّ أنّك أرسلتني إلى بقّال من بقّالي الكوفة ، أو إلى جرمقاني من جرامقة الحيرة ؟ وإنّما بعثتني إلى أسد ضرغام ، وسيف حسام ، في كفّ بطل همام ، من آل خير الأنام .
وأمدّه ابن مرجانة بقوى مكثّفة ، فجعل البطل العظيم يحصد رؤوسهم بسيفه ، وهو يرتجز :
أقـسمتُ لا أُقتل إلاّ حرّا ... وإن رأيتُ الموتَ شيئاً نُكرا
أو يُـخلطُ الباردُ سخناً مرّا ... ردّ شـعاعُ الشمسِ فاستقرا
كـلّ امرئٍ يوماً يُلاقي شرّا ... أخافُ أن أُكذب أو اُغرّا
ولمّا سمع الخائن العميل محمّد بن الأشعث هذا الشعر من مسلم رفع صوته قائلاً : إنّك لا تُكذب ولا تُخدع ، إنّ القوم بنو عمّك ، وليسوا بقاتليك ولا ضارّيك .
فلم يحفل به مسلم ، ومضى يُقاتلهم أعنف القتال وأشدّه ، ففرّوا منهزمين لا يلوون على شيء ، واعتلوا فوق منازلهم يرمونه بالحجارة ، فأنكر عليهم مسلم قائلاً : ويلكم ! ما لكم ترمونني بالحجارة كما تُرمى الكفار ، وأنا من أهل بيت الأبرار ؟ ويلكم ! أما ترعون حقّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وذريّته ؟
وضاق بابن الأشعث أمر مسلم ، فصاح بالجيش : ذروه حتّى اُكلّمه . فدنا منه ، وقال له : يابن عقيل ، لا تقتل نفسك ، أنت آمن ، ودمك في عنقي .
ولم يعنَ به مسلم ؛ فقد عرفه وعرف قومه أنّهم لا وفاء ولا دين لهم ، وأجابه : يابن الأشعث ، لا اُعطي بيدي أبداً وأنا أقدر على القتال ، والله لا كان ذلك أبداً .
وحمل مسلم على ابن الأشعث فولّى منهزماً يُطارده الرعب والخوف ، واشتدّ العطش بمسلم فجعل يقول : اللّهمّ إنّ العطش قد بلغ منّي .
وتكاثرت عليه الجموع ، فصاح بهم ابن الأشعث : إنّ هذا هو العار والفشل أن تجزعوا من رجل واحد هذا الجزع ! احملوا عليه بأجمعكم حملة واحدة . فحملوا عليه ضرباً بأسيافهم وطعناً برماحهم ، وضربه الوغد الأثيم بكر بن حمران ضربة منكرة على شفته العليا ، وأسرع السيف إلى الأسفل ، وضربه مسلم ضربة أردته إلى الأرض .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|