المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



اضطهاد معاوية الشيعة  
  
2766   02:13 مساءً   التاريخ: 18-10-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : السيدة زينب (عليها السّلام) رائدة الجهاد في الإسلام
الجزء والصفحة : ص177-180.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / احداث عاصرتها السيدة زينب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2017 2627
التاريخ: 9-10-2017 2640
التاريخ: 19-10-2017 2604
التاريخ: 5-12-2017 3496

اضُطهدت الشيعة اضطهاداً مريراً وقاسياً في أيام معاوية ؛ فقد انتقم منهم كأقسى وأشدّ ما يكون الانتقام ، وكان ما عانوه منه لا يُوصف لشدّة قسوته ومرارته .
وهذه صورة موجزة لما عانوه : 
أ - القتل الجماعي :
وعهد معاوية إلى الجلاّدين من شرطته بقتل الشيعة وإبادتهم ؛ فقتل المجرم بسر بن أرطأة بعد التحكيم ثلاثين ألفاً عدا مَنْ أحرقهم بالنار ، وقتل سمرة بن جندب ثمانية آلاف من أهل البصرة ، وأمّا زياد ابن أبيه فقد اقترف أفظع الجرائم ؛ فقطع الأيدي والأرجل ، وسمل العيون ، وأنزل بالشيعة جميع صنوف العذاب . 
كما صفّى معاوية جميع العناصر الواعية من الشيعة ، وكان منهم : 
1 ـ حجر بن عدي وجماعته 
2 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي 
3 ـ رشيد الهجري
4 ـ أوفى بن حصن 
5 ـ عبد الله الحضرمي وجماعته 
6 ـ جويرية العبدي 
7 ـ عبد الرحمن العنزي 
8 ـ صيفي بن فسيل .
وقد ذكرنا بصورة مفصّلة كيفية شهادتهم ، وما لاقوه من التنكيل من معاوية ؛ لمحبّتهم لأهل البيت (عليهم السّلام) . 
ب ـ ترويع النساء :
وروّع معاوية جمهرة من سيّدات نساء الشيعة ، كان من بينهنّ : 
1 ـ الزرقاء بنت عدي 
2 ـ اُمّ الخير البارقية 
3 ـ سودة بنت عمارة 
4 ـ اُمّ البراء بنت صفوان 
5 ـ بكارة الهلالية 
6 ـ أروى بنت الحارث 
7 ـ عكرشة بنت الأطرش 
8 ـ الدرامية الحجونية 
لقد لاقين هذه السيّدات التوهين والتقريع والترويع من معاوية ؛ لولائهنّ لأهل البيت (عليهم السّلام) . 
جـ ـ هدم دور الشيعة :
وأوعز معاوية إلى عمّاله بهدم دور الشيعة فقاموا بهدمها ، وتركوهم بلا مأوى يأوون إليه . 
د ـ حرمان الشيعة من العطاء :
وكتب معاوية إلى عمّاله نسخة واحدة بحرمان الشيعة من العطاء ، وهذا نصها : وانظر إلى مَنْ قامت عليه البيّنة أنّه يحبّ عليّاً وأهل بيته فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه . 
وقام عملاؤه بالفحص في سجلاتهم ، فمَنْ وجدوه يتعاطف مع أهل البيت (عليهم السّلام) محوا اسمه ، وأسقطوا عطاءه . 
هـ ـ رفض شهادة الشيعة :
وعمد معاوية إلى إذلال الشيعة وتجريحهم فأوعز إلى ولاته بعدم قبول شهادة الشيعة في دور القضاء وغيره ؛ مبالغة في التوهين بهم . 
و ـ إبعاد الشيعة إلى خراسان :
ومن الإجراءات القاسية التي اتّخذها زياد بن أبيه عمدة ولاة معاوية ، وأخوه اللاّشرعي ضدّ شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) ، وكسر شوكتهم أنّه أجلى خمسين ألفاً منهم من الكوفة إلى خراسان ، المقاطعة الشرقية في فارس . 
وقد عمل المبعدون على نشر التشيّع في تلك البلاد حتّى تحوّلت إلى جبهة قوية للمعارضة ضدّ الحكم الاُموي ، وقد استغلّها أبو مسلم الخراساني فجنّدها وحارب بها الاُمويِّين حتّى أطاح بدولتهم . 
هذه بعض الإجراءات الرهيبة التي اتّخذها معاوية ضدّ الشيعة ، وهي تمثّل مدى حقده وعدائه لأهل البيت (عليهم السّلام) . 
أمّا البحث عن نزعاته الشريرة وسائر أعماله المجافية لروح الإسلام والقانون فقد ذكرناها بصورة مفصّلة في الجزء الثاني من كتابنا ( حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ) فلا حاجة لذكرها . 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.