المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

What is the prognosis of a genetic condition
23-10-2020
تفاعل اورثو - بنزوكوينون المعوض بمجاميع ساحبة للالكترونات
2024-05-27
Language shift in early modern Ireland
2024-02-16
السيوطي
3-03-2015
في المحكم والمتشابه
14-11-2021
مكونات التخطيط الاستراتيجي للعلاقات العامة والاتصال
30-7-2022


مآسي البتول (عليها السّلام)  
  
2592   09:55 صباحاً   التاريخ: 9-10-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : السيدة زينب (عليها السّلام) رائدة الجهاد في الإسلام
الجزء والصفحة : ص102-105.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / احداث عاصرتها السيدة زينب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2017 2593
التاريخ: 10-12-2017 2824
التاريخ: 9-10-2017 2485
التاريخ: 2-10-2017 2300

طافت موجات قاسية من الآلام والأحزان ببضعة الرسول ووديعته ؛ فقد استغرق الأسى قلبها الرقيق المعذّب ، وغشيتها سُحب قاتمة من اللوعة والحزن على فقد أبيها الذي كان عندها أعزّ من الحياة ، وكانت تزور بلهفة جسده الطاهر ، فتطوف حوله 
وهي ذاهلة اللبّ ، منهدّة الكيان ، فتلقي بنفسها عليه ، وتأخذ حفنة من ترابه الطاهر فتضعه على عينيها ، وهي تبكي أمرّ البكاء وأقساه ، وتقول : 
مـاذا عـلى مَن شمّ تربةَ أحمدٍ ... أن لا يـشمَ مدى الزمانِ غواليا
صُـبّت عـليّ مصائبٌ لو أنّها ... صُـبّت على الأيام صرنَ لياليا
قل للمغيّبِ تحتَ أطباقِ الثرى ... إن كنتَ تسمعُ صرختي و ندائيا
قـد كنتُ ذات حمى بظلِ محمّدٍ ... لا أخـتشي ضيماً و كانَ جماليا
فـاليوم أخـضعُ للذليلِ وأتّقى ... ضـيمي وأدفـعُ ظالمي بردائيا
فـإذا بـكت قـمريةٌ في ليلها ... شجناً على غصنٍ بكيتُ صباحيا
فـلأجعلنَّ الحزنَ بعدكَ مؤنسي ... ولأجعلنّ الدمعَ فيك وشاحيا

وحكت هذه الأبيات ما عانته زهراء الرسول من لوعة وشجون على فراق أبيها الذي استوعب حبّه عواطفها ومشاعرها ، وقد بلغ من عظيم حزنها عليه أنّه لو صبّت مصائبها على الأيام لخلعت ضياءها ولبست السواد القاتم . 
كما صوّرت هذه الأبيات الرقيقة مدى عزّتها وعظيم مكانتها في أيام أبيها سيّد الكائنات ؛ فقد كانت من أعزّ وأمنع نساء المسلمين ، ولكنّها بعد فقد أبيها تنكّر لها أصحابه ، وأجمعوا على هضمها والغضّ من شأنها حتّى صارت تخضع للذليل ، وتتّقي الظالمين لها بردائها ، إذ ليس عندها قوّة تحميها ولم تكن تأوي إلى ركن شديد .
وقد خلدت بضعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ووديعته إلى الأسى والحزن ، وقد وجدت في البكاء راحة نفسية لها ، وبلغ من عظيم وجدها على أبيها أنّ أنس بن مالك استأذن عليها ليعزّيها بمصاب أبيها ، وكان ممّن وسّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في مثواه الأخير , فقالت له : هذا أنس بن مالك ؟ . 
ـ نعم يا بنت رسول الله . 
فانبرت وهي تلفظ قطعاً من قلبها المذاب قائلة : كيف طابت نفوسكم أن تحثّوا التراب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؟! . 
وغرق أنس في البكاء ، وانصرف وقد نخب الأسى فؤاده . 
وبلغ من عظيم حزن الصدّيقة على أبيها أنّها كانت تُطالب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) أن يريها القميص الذي غُسّل فيه أباها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فإذا جاء به إليها تأخذه بلهفة وتوسعه تقبيلاً وشمّاً ؛ لأنّها تجد فيه رائحة أبيها الذي غاب في مثواه . وخلدت زهراء الرسول إلى البكاء في وضح النهار وفي غلس الليل ، وظلّ شبح أبيها يطاردها في كلّ فترة من حياتها القصيرة الأمد .
وكانت ابنتها الصدّيقة الطاهرة زينب في حزن بهيم ، تنظر إلى اُمّها وقد أشرفت على الموت من كثرة البكاء على أبيها ، فكانت تشاركها في أحزانها وآلامها ولوعتها . 
وثقل على أتباع أبي بكر بكاء الصدّيقة على أبيها ، فشكوا ذلك إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وطلبوا منه أن يجعل لبكائها وقتاً خاصاً ، فعرض الإمام عليها ذلك فأجابته ؛ فكانت في نهارها تمضي إلى خارج المدينة وتصحب معها ولديها الحسن والحسين وزينب (عليهم السّلام) ، فتجلس تحت شجرة من الأراك ، وتأخذ باللوعة والبكاء على أبيها طيلة النهار ، فإذا أوشكت الشمس أن تغرب قفلت مع أبنائها إلى الدار .
وعمد القوم إلى تلك الشجرة فقلعوها ، فكانت تبكي في حرّ الشمس ، فسارع الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فبنى لها بيتاً سمّاه (بيت الأحزان) ، وظل هذا البيت رمزاً لأساها وغضبها على القوم على مرّ العصور .
ويقول الرواة : إنّ الإمام قائم آل محمّد (عجّل الله تعالى فرجه) قال في هذا البيت :
أم تـراني اتخذت لا وعُلاها ... بعد بيت الأحزانِ بيتَ سرورِ

وكانت بضعة رسول الله وحبيبته مع أطفالها يمكثون طيلة النهار في ذلك البيت الحزين ، وهي تناجي أباها وتندبه وتبكيه ، فإذا جاء الليل أقبل الإمام (عليه السّلام) فأرجعها مع أطفالها إلى الدار . 
واستولى الحزن على بضعة الرسول وذاب جسمها ، وقد فتكت بها الأمراض فلازمت فراشها ، ولم تتمكّن من النهوض والقيام ، وكانت ابنتها العقيلة إلى جانبها تقوم بخدماتها ورعايتها ، وبادرت السيّدات من نساء المسلمين إلى عيادتها ، فقلن لها : كيف أصبحت من علّتك يا بنت رسول الله ؟ 
فرمقتهنَّ بطرفها ، وأجابتهنَّ بصوتٍ خافت مشفوع بالأسى والحسرات قائلة : أجدني كارهة لدنياكنَّ ، مسرورة لفراقكنَّ ، ألقى الله ورسوله بحسرات ، فما حُفِظ لي الحق ، ولا رُعيت منّي الذمّة ، ولا قُبلت الوصية ، ولا عُرِفت الحرمة . 
أجل ، لم يُحفظ حقّها ، ولم تُرعَ ذمّتها ؛ فقد أصرّ القوم على هضمها والتنكّر لها ، وانصرفن النسوة وقد غامت عيونهنَّ بالدموع ، وعرضن على أزواجهن كلمات زهراء الرسول وغضبها عليهم ، وقد عرفوا مدى تقصيرهم في حقّها .
وهرعت بعض اُمّهات المؤمنين إلى عيادتها ، فقلنَ لها : يا بنت رسول الله ، صيّري لنا في حضور غسلك حظّاً . 
فلم تجبهنَّ إلى ذلك ، وقالت : لا حاجة لي في حضوركنَّ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.