أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-9-2017
867
التاريخ: 20-3-2018
1655
التاريخ: 19-9-2017
986
التاريخ: 20-3-2018
4883
|
خلاف محمد بن القاسم العلوي:
في سنة تسع عشرة ومائتين ظهر محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بالطالقان من خراسان يدعو إلى الرضا من آل محمد. وكان ابتداء أمره أنه كان ملازما مسجد النبي حسن السيرة فأتاه إنسان من خراسان اسمه أبو محمد كان مجاورا فلما رآه أعجبه طريقه فقال له أنت أحق بالإمامة من كل أحد وحسن له ذلك وبايعه وصار الخراساني يأتيه بالنفر بعد النفر من حجاج خراسان يبايعونه فعل ذلك مدة فلما رأى كثرة من بايعه من خراسان سارا جميعا إلى الجوزجان واختفى هناك وجعل أبو محمد يدعو الناس إليه فعظم أصحابه وحمله أبو محمد على إظهار أمره فأظهره بالطالقان فاجتمع إليه بها ناس كثير. وكانت بينه وبين قواد عبد الله بن طاهر وقعات بناحية الطالقان وجبالها فانهزم هو وأصحابه وخرج هاربا يريد بعض كور خراسان وكان أهلها كاتبوه فلما صار بنسا وبها والد بعض من معه فلما بصر به سأله عن الخبر فأخبره فمضى الأب إلى عامل نسا فأخبر بأمر محمد بن القاسم فأعطاه العامل عشرة آلاف درهم على دلالته وجاء العامل إلى محمد واستوثق منه وبعثه إلى عبد الله بن طاهر فسيره إلى المعتصم فورد إليه منتصف شهر ربيع الأول فحبس عند مسرور الخادم الكبير وأجرى عليه الطعام ووكل به قوما يحفظونه فلما كان ليلة الفطر اشتغل الناس بالعيد فهرب من الحبس دلي إليه حبل من كوة كانت يدخل منها الضوء فلما أصبحوا أتوه بالطعام للغداء فلم يروه وجعلوا لمن دل عليه مائة ألف فلم يعرف له خبر.
ذكر محاربة الزط:
وفيها وجه المعتصم عجيف بن عنبسة في جمادى الآخرة لحرب الزط الذين كانوا غلبوا على طريق البصرة وعاثوا وأخذوا الغلات من البيادر بكسكر وما يليها من البصرة وأخافوا السبيل ورتب عجيف الخيل في كل سكة من سكك البريد تركض بالأخبار فكان يأتي بالأخبار في عجيف في يوم فسار حتى نزل تحت واسط وأقام على نهر يقال له بردوادا حتى سده وأنهارا أخر كانوا يخرجون منها ويدخلون وأخذ عليهم الطرق ثم حاربهم فأسر منهم في معركة واحدة خمسمائة رجل وقتل في المعركة ثلاثمائة رجل فضرب أعناق الأسرى وبعث الرؤوس إلى باب المعتصم ثم أقام عجيف بإزاء الزط خمسة عشر يوما فظفر منهم فيها بخلق كثير وكان رئيس الزط رجلا يقال له محمد بن عثمان وكان صاحب أمره إنسانا يقال له سماق ثم استوطن عجيف وأقام بإزائهم سبعة أشهر.
محاصرة طليطلة:
في هذه السنة سير عبد الرحمن بن الحكم الأموي صاحب الأندلس جيشا مع أمية بن الحكم إلى مدينة طليطلة فحصرها وكانوا قد خالفوا الحكم وخرجوا عن الطاعة واشتد في حصرهم وقطع أشجارهم وأهلك زروعهم فلم يذعنوا إلى الطاعة فرحل عنهم وأنزل بقلعة رباح جيشا عليهم ميسرة المعروف بفتى أبي أيوب فلما أبعدوا منه خرج جمع كثير من أهل طليطلة لعلهم يجدون فرصة وغفلة من ميسرة فينالون منه ومن أصحابه غرضا وكان ميسرة قد بلغه الخبر فجعل الكمين في مواضع فلما وصل أهل طليطلة إلى قلعة رباح للغارة خرج الكمين عليهم من جوانبهم ووضعوا السيف فيهم وأكثروا القتل وعاد من سلم منهم منهزما إلى طليطلة وجمعت رؤوس القتلى وحملت إلى ميسرة فلما رأى كثرتها عظمت عليه وارتاع لذلك ووجد في نفسه غما شديدا فمات بعد أيام يسيرة.
وفيها أيضا كان بطليطلة فتنة كبيرة تعرف بملحمة العراس قتل من أهلها كثير.
ذكر عدة حوادث:
- وفيها أحضر المعتصم أحمد بن حنبل وامتحنه بالقرآن فلم يجب إلى القول بخلقه فأمر به فجلد جلدا عظيما حتى غاب عقله وتقطع جلده وحبس مقيدا.
- وفيها قدم إسحاق بن إبراهيم إلى بغداد في جمادى الأولى ومعه من أسرى الخرمية خلق كثير وقيل إنه قتل منهم نحو مائة ألف سوى النساء والصبيان.....
ثم دخلت سنة عشرين ومائتين:
ذكر ظفر عجيف بالزط:
وفي هذه السنة دخل عجيف بالزط بغداد بعد أن ضيق عليهم وقاتلهم وطلبوا منه الأمان فأمنهم فخرجوا إليه في ذي الحجة سنة تسع عشرة ومائتين وكانت عدتهم مع النساء والصبيان سبعة وعشرين ألفا والمقاتلة منهم اثنا عشر ألفا فلما خرجوا إليه جعلهم في السفن وعباهم في سفنهم على هيئتهم في الحرب معهم البوقات حتى دخل بهم بغداد يوم عاشوراء من هذه السنة وخرج المعتصم إلى الشماسية في سفينة يقال لها الرف حتى يمر به الزط على تعبيتهم وهم ينفخون في البوقات وأعطى عجيف أصحابه كل رجل دينارين دينارين وأقام الزط في سفنهم ثلاثة أيام ثم نقلوا إلى الجانب الشرقي وسلموا إلى بشر بن السميدع فذهب بهم إلى خانقين ثم نقلوا إلى الثغر إلى عين زربة فأغارت الروم عليهم فاجتاحوهم فلم يفلت منهم أحد.
ذكر مسير الأفشين لحرب بابك الخرمي:
وفي هذه السنة عقد المعتصم للأفشين حيدر بن كاوس على الجبال ووجهه لحرب بابك فسار إليه وكان ابتداء خروج بابك سنة إحدى ومائتين فكانت مدينته البذ وهزم من جيوش السلطان عدة وقتل من قواده جماعة فلما أفضى الأمر إلى المعتصم وجه أبا سعيد محمد بن يوسف إلى أردبيل وأمره أن يبني الحصون التي أخربها بابك فيما بين زنجان وأردبيل ويجعل فيها الرجال تحفظ الطرق لمن يجلب الميرة إلى أردبيل فتوجه أبو سعيد لذلك وبنى الحصون ووجه بابك سرية في بعض غزاته فأغارت على بعض النواحي ورجعت منصرفة وبلغ ذلك أبا سعيد فجمع الناس وخرج في طلب السرية فاعترضها في بعض الطرق فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل أبو سعيد من أصحاب بابك جماعة وأسر جماعة واستنقذ ما كانوا أخذوه وسير الرؤوس والأسرى إلى المعتصم فكانت هذه أول هزيمة على أصحاب بابك.
ثم كان الأخرى لمحمد بن البعيث وذلك أن محمدا كان في قلعة له حصينة تسمى الشاهي كان ابن البعيث قد أخذها من ابن الرواد وهي من كورة أذربيجان وله حصن آخر من أذربيجان يسمى تبريز وكان مصالحا لبابك تنزل سراياته عنده فيضيفهم حتى أنسوا به ثم إن بابك وجه قائدا اسمه عصمة من اصبهبديته في سرية فنزل بابن البعيث فأنزل له الضيافة على عادتها واستدعاه له في خاصة ووجوه أصحابه فصعد فغذاهم وسقاهم الخمر حتى سكروا ثم وثب على عصمة فاستوثق منه وقتل من كان معه من أصحابه وأمره أن يسمي رجلا رجلا من أصحابه فكان يدعو الرجل باسمه فيصعد فيضرب عنقه حتى علموا بذلك فهربوا وسير عصمة إلى المعتصم فسأل المعتصم عصمة عن بلاد بابك فأعلمه طرقه ووجوه القتال فيها ثم ترك عصمة محبوسا فبقي إلى أيام الواثق.
ثم إن الأفشين سار إلى بلاد بابك فنزل برزند وعسكر بها وضبط الطرق والحصون فيما بينه وبين أردبيل وانزل محمد بن يوسف بموضع يقال له خش فحفر خندقا وأنزل الهيثم الغنوي برستاق أرشق فأصلح حصنه وحفر خندقه وأنزله علويه الأعور من قواد الأبناء في حصن النهر مما يلي أردبيل فكانت السابلة والقوافل تخرج من أردبيل ومعها من يحميها حتى تنزل بحصن النهر ثم يسيرها صاحب حصن النهر إلى الهيثم الغنوي فيلقاه الهيثم بمن جاء إليه من ناحية في موضع معروف لا يتعداه أحدهم إذا وصل إليه فإذا لقيه أخذ ما معه وسلم إليه ما معه ثم يسير الهيثم بمن معه إلى أصحاب أبي سعيد فيلقونه بمنتصف الطريق ومعهم من خرج من العسكر فيتسلمون ما مع الهيثم ويسلمون إليه ما معهم وإذا سبق أحدهم إلى المنتصف لا يتعداه ويسير أبو سعيد بمن معه إلى عسكر الأفشين فيتلقاه صاحب سيارة الأفشين فيتسلمهم منه ويسلم إليه من صحبه من العسكر فلم يزل الأمر على هذا وكانوا إذا ظفروا بأحد من الجواسيس حملوه إلى الأفشين فكان يحسن إليهم ويهب لهم ويسألهم عن الذي يعطيهم بابك فيضعفه لهم ويقول لهم كونوا جواسيس لنا فكان ينتفع بهم.
ذكر وقعة الأفشين مع بابك:
وفيها كانت وقعة الأفشين مع بابك قتل من أصحاب بابك خلق كثير، وكان سببها أن المعتصم وجه بغا الكبير إلى الأفشين ومعه مال للجند والنفقات فوصل أردبيل فبلغ بابك الخبر فتهيأ هو وأصحابه ليقطعوا عليه قبل وصوله إلى الأفشين فجاء جاسوس إلى الأفشين فأخبره بذلك فلما صح الخبر عند الأفشين كتب إلى بغا أن يظهر أنه يريد الرحيل ويحمل المال على الإبل ويسير نحوه حتى يبلغ حصن النهر فيحبسن الذي معه حتى يجوز من صحبه من القافلة فإذا جاوزوا رجع بالمال إلى أردبيل ففعل بغا ذلك وسارت القافلة وجاءت جواسيس بابك إليه فأخبروه أن المال قد سار فبلغ النهر وركب الأفشين في اليوم الذي واعد فيه بغا عند العصر من برزند فوافى خش مع غروب الشمس فنزل خارج أبي سعيد فلما أصبح ركب سرا ولم يضرب طبلا ولم ينشر علما وأمر الناس بالسكوت وجد في السير ورحلت القافلة التي كانت توجهت ذلك اليوم من النهر إلى ناحية الهيثم وتعبى بابك في أصحابه وسار على طريق النهر وهو يظن أن المال يصادفه فخرجت خيل بابك على القافلة ومعها صاحب النهر فقاتلهم صاحب النهر فقتلوه وقتلوا من كان معه من الجند وأخذوا جميع ما كان معهم وعلموا أن المال قد فاتهم وأخذوا علمه ولباس أصحابه فلبسوها وتنكروا ليأخذوا الهيثم الغنوي ومن معه أيضا ولا يعلمون بخروج الأفشين وجاؤوا كأنهم أصحاب النهر فلم يعرفوا الموضع الذي يقف فيه علم صاحب النهر فوقفوا في غيره وجاء الهيثم فوقف في موضعه وأنكر ما رأى فوجه ابن عم له فقال له اذهب إلى هذا البغيض فقل له لأي شيء وقوفك فجاء إليهم فأنكرهم فرجع إليه فأخبره فأنفذ جماعة غيره فأنكروهم أيضا وأخبروه أن بابك قد قتل علوية صاحب النهر وأصحابه وأخذ أعلامهم ولباسهم فرحل الهيثم راجعا ونجى القافلة التي كانت معه وبقي هو وأصحابه في أعقابهم حامية لهم حتى وصلت القافلة إلى الحصن وهو راشق وسير رجلين من أصحابه إلى الأفشين وإلى أبي سعيد يعرفهما الخبر فخرجا يركضان ودخل الهيثم الحصن ونزل بابك عليه ووضع له كرسي بحيال الحصن وأرسل إلى الهيثم أن خل الحصن وانصرف فأبى الهيثم ذلك فحاربه بابك وهو يشرب الخمر على عادته والحرب مشتبكة وسار الفارسان فلقيا الأفشين على أقل من فرسخ فقال لصاحب مقدمته أرى فارسين يركضان ركضا شديدا ثم قال اضربوا الطبل وانشروا الأعلام واركضوا نحوهما وصيحوا لبيكما ففعلوا ذلك وأجرى الناس خيلهم طلقا وأحدا حتى لحقوا بابك وهو جالس فلم يطق أن يركب حتى وافته الخيل فاشتبكت الحرب فلم يفلت من رجاله أحد وأفلت هو في نفر يسير من خيالته ودخل موقان وقد تقطع عنه أصحابه ورجع عنه الأفشين إلى برزند وأقام بابك بموقان وأرسل إلى البذ فجاءه عسكر فرحل بهم من موقان حتى دخل البذ ولم يزل الأفشين معسكرا ببرزند وأقام بموقان وأرسل إلى البذ فجاءه عسكر فرحل بهم من موقان حتى دخل البذ ولم يزل الأفشين معسكرا ببرزند فلما كان في بعض الأيام مرت قافلة فخرج عليها أصبهبد بابك فأخذها وقتل من فيها فقحط عسكر الأفشين لذلك فكتب الأفشين إلى صاحب مراغة بحمل الميرة وتعجيلها فوجه إليه قافلة عظيمة فيها قريب من ألف ثور سوى غيرها من الدواب تحمل الميرة ومعها جند يسيرون بها فخرج عليهم سرية لبابك فأخذوها عن آخرها وأصاب العسكر ضيق شديد فكتب الأفشين إلى صاحب شيروان يأمره أن يحمل إليه طعاما فحمل إليه طعاما كثيرا وأغاث الناس وقدم بغا على الأفشين بما معه...
ذكر قبض الفضل بن مروان:
وكان الفضل بن مروان من البردان وكان حسن الخط فاتصل بيحيى الجرمقاني كاتب المعتصم قبل خلافته فكان يكتب بين يديه فلما هلك الجرمقاني صار في موضعه وسار مع المعتصم إلى الشام ومصر فأخذ من الأموال الكثير فلما صار المعتصم خليفة كان اسمها له وكان معناها للفضل واستولى على الدواوين كلها وكثر الأموال وكان المعتصم يأمره بإعطاء المغني والنديم فلا ينفذ الفضل ذلك فثقل على المعتصم وكان له مضحك اسمه إبراهيم يعرف بالهفتي فأمر له المعتصم بمال وتقدم إلى الفضل بإعطائه فلم يعطه شيئا فبينما الهفتي يوما عند المعتصم يمشي معه في بستان له وكان الهفتي يصحبه قبل الخلافة ويقول له فيما يداعبه والله لا تفلح أبدا وكان مربوعا بدينا وكان المعتصم خفيف اللحم فكان يسبقه يسبقه ويلتفت إليه ويقول مالك لا تسرع المشي فلما أكثر عليه من ذلك قال الهفتي مداعبا له كنت أراني أماشي خليفة واليوم أراني أماشي فيجا والله لا أفلحت أبدا فضحك المعتصم فقال وهل بقي من الفلاح شيء لم أدركه بعد الخلافة فقال أتظن أنك أفلحت لا والله مالك الخلافة إلا اسمها ما يتجاوز أمرك أذنيك إنما الخليفة الفضل فقال وأي أمر لي لم ينفذ فقال العفتي أمرت لي بكذا وكذا منذ شهرين فما أعطيت حبة فحقدها على الفضل فقيل أول ما أحدثه في أمره أن جعل زماما في نفقات خاصة وفي الخراج وجميع الأعمال ثم نكبه وأهل بيته في صفر وأمرهم بعمل حسابهم وصير مكانه محمد بن عبد الملك الزيات فنفى الفضل إلى قرية في طريق الموصل تعرف بالسن وصار محمد وزيرا كاتبا وكان الفضل شرس الأخلاق ضيق الطعن كريه اللقاء بخيلا مستطيلا فلما نكب شمت به الناس حتى قال بعضهم فيه:
لبيك على الفضل بن مروان نفسه *** فليس له باك من الناس يعرف
لقــد صحب الدنيـــا منوعا لخيرها *** وفارقهـــا وهو الظلوم المعنف
إلى النـــار فليذهب ومن كان مثله *** على أي شيء فاتنا منه نأسف
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|