أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2018
2330
التاريخ: 28-1-2018
1289
التاريخ: 20-3-2018
13430
التاريخ: 12-2-2019
1827
|
يقال إن اسمها مأخوذ من (سُرَّ من رأى) وتقع على شرق نهر دجلة على بعد ثلاثين فرسخًا (حوالي مائة كيلو متر) شمال بغداد، وهي مدينة جددها العباسيون وبخاصة هارون الرشيد الذي حفر نهرا سماه الطاقول، ثم بني بها المعتصم قصرًا وأهداه لأشناس.
كان سبب نقل العاصمة اصطناع المعتصم للأتراك. وحدث أن بغداد ضاقت بالجند الجدد من الترك الذين استكثر منهم المعتصم (1)، فقد بلغ تعدادهم حوالي سبعين ألفًا، ومدوا أيديهم وأذاهم إلى حُرمَ الناس. وسعوا في بغداد الفساد، وشكا الناس للخليفة، وهدده الشيوخ بسهام السَّحرَ، (بالدعاء ليلا عليه) فوطدَّ العزم على الخروج بجنده من بغداد، فاختار سامرا وبني بها قصرًا فخمًا له، ومسجدًا عظيمًا، وبني عساكرُه دورًا حولَ قصره، وانتقل المعتصم وقواده وجنده إلى سامرا، وظل بها المعتصم حتى مات.
قد أورد كارل بروكلمان وصفًا دقيقًا لسامرا، ومن بعض دراساته عنها:
أنشأ المعتصم قناتين من نهر دجلة، خلفتا على المدينة الجديدة - بالإضافة إلى النهر نفسه - منعة الحصن البحري، وقد اعتمد المعماريون المسلمون في أبنية سامرا على نماذج فهلوية (2).
يقول أبو سعد: سامَرّاء بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخًا يقال لها سُرّ مَن رأى فخففها الناس وقالوا سامَرّاء، وهي في الإقليم الرابع، طولها تسع وستون درجة وثلثًا درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وسدس، تعديل نهارها أربع عشرة ساعة، بناها المعتصم ونزلها في سنة 221هـ.
فقد أمر المعتصم أبا الوزير أحمد بن خالد الكاتب بأن يأخذ مائة ألف دينار ويشتري بها بناحية سُرّ من رأى موضعًا يبني فيه مدينة لهؤلاء الأتراك الذين سعوا في بغداد فسادًا، فقال له أبو الوزير: آخذ خمسة آلاف دينار وإن احتجت إلى زيادة استزدت (3).
وفي بناء سر من رأى نلاحظ التأكيد على الأسوار أو على بناء مدينة محصنة وذلك لثبوت أركان الدولة العباسية، واهتم المعتصم بأن تكون عاصمته مجمعًا للصناعات المعروفة، واعتنى بالناحية التجارية، فوسع" صفوف الأسواق" وعمل شارعًا على دجلة جعله رصيفًا مرسي لسفن التجارة.
__________
(1) مروج الذهب ومعادن الجوهر، المسعودي(346هـ)، ج3 ص 46، والبلدان، اليعقوبي، ص14، تاريخ التمدن الإسلامي، جرجي زيدان، ج4 ص109، تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 381، المنتقي من المقفىَّ في أخبار بني العباس، المقريزي، تحقيق/ تميمه محمد عيد الروّاف، ص 300ـ 302، التاريخ السياسي للخلافة العباسية، د/ فائزة إسماعيل أكبر، ص 180، العباسيون وآثارهم المعمارية في الشرق ومصر والمغرب، عبد الله كامل موسى عبده، ص 238ـ254، تاريخ الدولة العباسية (العصر العباسي الأول)، أحمد إسماعيل الجبوري، ج1 ص 156.
(2) تاريخ الشعوب الإسلامية، كارل بروكلمان ج 2 ص 49ـ50، و تاريخ الموصل، أبو بكر الأزدي، ص 416، الكامل في التاريخ، ابن الأثير( ت630هـ)، م6 ص21، رسالة ماجستير( الأوضاع الاقتصادية في العراق والشام في العصر العباسي الأول، د/يسرى أحمد عبد الله عبد الرحمن زيدان، ص 483.
(3) معجم البلدان، ياقوت الحموي، م 3 ص174ـ175.
وكان اهتمامه شديدًا في فصل الجيش والدواوين عن السكان وفي إنزال الأهل في أحياء خاصة حسب مهنهم.
فأسكن كل صنف من جيشه في جهة حسب جنسياتهم، ثم وضع كل فرقة تحت قائدها وفي محلة خاصة.
فكان تقسيمه للمدينة الجديدة تقسيمًا عسكريًا اجتماعيًا يتناسب وكونها معسكرًا أولا، ومركزًا حضريًا ثانيًا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|