المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6194 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

إجراءات حاسمة فعلها الامام امير المؤمنين
16-10-2017
نبات الأزاليا Rhododendron
23-8-2021
المقصـود بالشـريك
24-3-2016
المكافحة الحيوية للاكاروسات Biological Control
28-6-2021
الكدمة - الرض
8-4-2016
النيوترون Neutron
1-3-2017


الشيخ آقا رضا ابن الشيخ محمد هادي الهمذاني  
  
2331   11:38 صباحاً   التاريخ: 17-8-2017
المؤلف : السيد محسن الامين.
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة.
الجزء والصفحة : ج 7 -ص19
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علماء القرن الرابع عشر الهجري /

الشيخ آقا رضا ابن الشيخ محمد هادي الهمذاني النجفي توفي بسامراء صبيحة يوم الأحد 28 صفر سنة 1322 ودفن في الرواق شيخنا واستاذنا الذي جل استفادتنا في الفقه كانت منه بل وفي الأصول فضلا عما استفدناه من أخلاقه وأطواره وسيرته العملية فان أنفع المواعظ الموعظة بالافعال لا بالأقوال  وصف حاله العلمية كان عالما فقيها أصوليا محققا مدققا من أفضل تلاميذ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي مشغولا ليله ونهاره بالمطالعة والتأليف والتدريس في الفقه والأصول يأتي صباحا من داره التي بقرب مسجده الذي كان يؤم فيه فنسمع درسه في الفقه الذي كان يلقيه من كتابه مصباح الفقيه وقد كتبه في اليوم الماضي والليلة الماضية فيستمر ذلك نحوا من ساعة بعد ما يستمر الانتظار لاجتماع الطلاب نحوا من نصف ساعة ثم يذهب إلى داره ويشتغل بكتابة درس اليوم الآتي إلى الظهر فيذهب إلى المسجد فيصلي بمن اجتمع فيه ثم يعود إلى البيت فيتغدى هو وابن أخته وصهره الشيخ علي الذي كان يشبهه في علمه وأطواره وأخلاقه وابن أخيه الذي كان ساكنا معه وحضر من همدان للنجف لطلب العلم وولده الشيخ محمد وكان غذاؤهم غالبا ما يحضره هو أو أحد من ذكر من خبز العجم الذي يباع في السوق ولا يكون ناضجا مع شئ من الجبن وبعض البقول ثم ينام قليلا فإذا انتبه اشتغل بالمطالعة وكتابة الدرس وكان لهذه الدار حجرة صغيرة يصعد إليها بدرج من باب الدار رأسا تشبه حجرتي التي بدار الوقف في دمشق.

هي مقره ومحل مطالعته وتصنيفه وكنت احتاج في بعض الأوقات ان أسأله عن مسالة أو معنى عبارة في مؤلفاته فادخل عليه والقلم والقرطاس في يده والجواهر والحدائق والوسائل مفتوحات أمامه فيلقي القلم والكاغذ من يده ويتوجه إلي فأسأله عما أريد ويجيبني فإذا انتهى الحديث بيننا تناول القلم والقرطاس فأسرع انا حينئذ إلى الباب. ويبقى مشغولا بالمطالعة والكتابة إلى الساعة الحادية عشرة عصرا فيخرج إلى المسجد ويلقي درسا في الفقه من كتابه مصباح الفقيه حتى يصير وقت المغرب فيصلي إماما في ذلك المسجد ثم يذهب إلى الحضرة الشريفة فيزور القبر الشريف ويصلي ويدعو ثم يعرج أحيانا على الحجرة المدفون فيها السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة أو غيرها فيجلس هناك ما شاء ثم يذهب إلى داره وقد يذهب إلى داره رأسا بعد الزيارة فيتمشى مع من ذكرناهم ويشتغل بالمطالعة ثم يستيقظ فيصلي الصبح فان وجد متسعا للمطالعة والكتابة اشتغل بهما حتى تطلع الشمس فيحضر إلى المسجد وهكذا وتخرج به جماعة صاروا من أفاضل زمانهم وبعد وفاة الميرزا الشيرازي قلد وكان قد كتب حاشية على نجاة العباد ورجع إليه جماعة من الخواص معتقدين أعلميته ولم تطل أيامه وعرض له مرض النسيان فامتنع عن الفتيا وقبض الحقوق وخرج من النجف لتغيير الهواء وأقام بسامراء فازداد فيها ضعفه ومرضه وتوفي فيها وهو في سن الكهولة بالتاريخ المتقدم ودفن في الرواق كما مر وذلك بعد خروجنا من النجف بنحو من ثلاث سنوات وكتب لنا شهادة بخط يده بالاجتهاد وقال له يوما الشيخ علي القمي عن حديث انه موجود في مستدركات الوسائل فقال ابن يكبول نمارزد هذا لا يساوي فلسا وقال يوما: نحن في حجية الاخبار مقلدون للمحقق الحلي في قوله ما قبله الأصحاب قبلناه وما ردوه رددناه وجرى يوما ذكر الفقه الرضوي فأنكر ان يكون من تأليف الرضا ع وقال إن الرضا لما مر بنيسابور وروى لهم حديث سلسلة الذهب كتبه عنه الألوف من الناس فلو كان الفقه الرضوي من تأليفه لما خفي امره ولم يطلع عليه الا رجل واحد بعد وفاة الرضا ع بمئات السنين وقال له عاملي في مجلس هذا اجماعي فغضب وقال أنت تقعد هنا في القبة وتقول اجماعا اجماعا من أين اتاك هذا الاجماع؟ وقال لي يوما: جاءني عاملي ولم يسمه لكنني عرفته بالقرائن فقال لي هذه شهادة اجتهاد أحب ان توقع فيها! فانا من أين أعرف انه طالب علم فضلا عن انه مجتهد زهده وورعه وتقواه كان زاهدا في الدنيا معرضا عنها حتى عن الكلام في أمورها العادية كالقصص والتواريخ والحكايات والسوانح لا يتكلم الا بما يعنيه لم نسمع منه شيئا من ذلك واعترف غيرنا ممن عاشره بمثل هذا لكن ذلك مع الاعتدال لا كفعل الربيع بن خثيم الذي سال رجلا هل لك أب هل في قريتكم مسجد ثم ندم وقال سودت صحيفتك يا ربيع على ما مر في ترجمته عاشرناه وواظبنا على القراءة عليه مدة وجودنا في النجف بعد فراغنا من قراءة السطوح وذلك نحوا من ثماني سنوات وخرجنا منها قبل وفاته بنحو من ثلاث سنين فلم نعثر منه طول هذه المدة على زلة ولا صغيرة واعترف بذلك أيضا غيرنا ممن عاشره وكانت فيه صفات العلماء المخبتين والزاهدين الورعين حقا لم تسمع في مجلسه غيبة من أحد وإذا شعر من أحد الجالسين انه يريد الخوض في ذلك شرع فيما يوجب عدم خوضه فيه وكان في عصره رجل في النجف اسمه الشيخ هادي الطهراني مشهور بالفضل له حلقة درس كبيرة ومؤلفات مطبوعة يقال انه كان يطيل لسانه على أكابر العلماء.
ولعله لما كان يعتقده في نفسه من الفضل والتفوق وقد شاهدناه في النجف وكثر الكلام في حقه من كثير من أكابر العلماء حتى وصل إلى حد التكفير فانحل امره وتناقص عدد حلقة درسه إلى ما يقرب من عدد الأصابع أو يزيد قليلا وكان ذلك قبل ورودنا النجف فوردناها والحال على ذلك وفي بعض أوقات وجودنا فيها ثارت ثائرة جماعة من العلماء عليه فأصدروا فتاواهم بتكفيره وأرسلوا إلى شيخنا المترجم ليشاركهم في ذلك فأبى وقال التكفير امر عظيم لا أقدم عليه بمثل هذه النسب وصارت يومئذ مسالة الشيخ هادي حديث الناس من العلماء والطلاب وغيرهم في مجالسهم ومحافلهم اما شيخنا المترجم فلم يكن أحد يجسر على ذكر شئ من ذلك في مجلسه وكان الطلبة قبل حضوره إلى الدرس يخوضون في ذلك فإذا حضر سكتوا أو تكلموا في غيره وإذا شعر بان أحدا يريد الخوض في ذلك منعه وسال رجل في حلقة الدرس عما يفعله بعض الأساتذة من شتم بعض الطلاب وزجرهم فقال هم محمولون على الصحة اما نحن فلا نفعل ذلك لكنه كان يغضب إذ رأى ما ينافي الشرع جرى يوما بمجلسه ذكر ما يفعله المسمون في العراق بالرواديد في مجالس العزاء من الترجيع والترديد فاظهر غاية الاشمئزاز والاستنكار وثوق الخاصة والعامة به بما لا يثقونه بغيره وانا أورد في ذلك حكاية واحدة تدل على المراد وفيها مع ذلك مواعظ وعبر وآداب دينية يلزم كل عالم ان يتأسى بها. لما توفي السيد مهدي الحكيم النجفي في جبل عامل كان له مع السيد محمود الحبوبي أحد تجار العراق سبعون ليرة عثمانية ذهبا وله ورثة في العراق وآخرون في جبل عاملة فأراد وصيه الشيخ عبد الحميد شرارة ان يستجلب سهم الورثة العامليين من العراق فكتب وكالة لي وللشيخ حسين مغنية بقبض سهم الورثة العامليين وايصاله إليهم ووقع عليهما أشهر علماء جبل عاملة السيد علي ابن عمنا السيد محمود والسيد نجيب فضل الله وبذل السيدان كل ما لديهما من فقاهة في تصحيح هذه الوكالة لتكون مقبولة غير مردودة فنطق الوصي بصيغة الوكالة الصحيحة وقبل السيد علي الوكالة بلفظ قبلت فضولا عن الموكلين وغير ذلك مما ربما يشترط بالوكالة فلقيت الحبوبي وأخبرته بذلك فقال أريد   وصف حاله العلمية كان عالما فقيها أصوليا محققا مدققا من أفضل تلاميذ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي مشغولا ليله ونهاره بالمطالعة والتأليف والتدريس في الفقه والأصول يأتي صباحا من داره التي بقرب مسجده الذي كان يؤم فيه فنسمع درسه في الفقه الذي كان يلقيه من كتابه مصباح الفقيه وقد كتبه في اليوم الماضي والليلة الماضية فيستمر ذلك نحوا من ساعة بعد ما يستمر الانتظار لاجتماع الطلاب نحوا من نصف ساعة ثم يذهب إلى داره ويشتغل بكتابة درس اليوم الآتي إلى الظهر فيذهب إلى المسجد فيصلي بمن اجتمع فيه ثم يعود إلى البيت فيتغدى هو وابن أخته وصهره الشيخ علي الذي كان يشبهه في علمه وأطواره وأخلاقه وابن أخيه الذي كان ساكنا معه وحضر من همدان للنجف لطلب العلم وولده الشيخ محمد وكان غذاؤهم غالبا ما يحضره هو أو أحد من ذكر من خبز العجم الذي يباع في السوق ولا يكون ناضجا مع شئ من الجبن وبعض البقول ثم ينام قليلا فإذا انتبه اشتغل بالمطالعة وكتابة الدرس وكان لهذه الدار حجرة صغيرة يصعد إليها بدرج من باب الدار رأسا تشبه حجرتي التي بدار الوقف في دمشق. هي مقره ومحل مطالعته وتصنيفه وكنت احتاج في بعض الأوقات ان أسأله عن مسالة أو معنى عبارة في مؤلفاته فادخل عليه والقلم والقرطاس في يده والجواهر والحدائق والوسائل مفتوحات أمامه فيلقي القلم والكاغذ من يده ويتوجه إلي فأسأله عما أريد ويجيبني فإذا انتهى الحديث بيننا تناول القلم والقرطاس فأسرع انا حينئذ إلى الباب.

ويبقى مشغولا بالمطالعة والكتابة إلى الساعة الحادية عشرة عصرا فيخرج إلى المسجد ويلقي درسا في الفقه من كتابه مصباح الفقيه حتى يصير وقت المغرب فيصلي إماما في ذلك المسجد ثم يذهب إلى الحضرة الشريفة فيزور القبر الشريف ويصلي ويدعو ثم يعرج أحيانا على الحجرة المدفون فيها السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة أو غيرها فيجلس هناك ما شاء ثم يذهب إلى داره وقد يذهب إلى داره رأسا بعد الزيارة فيتمشى مع من ذكرناهم ويشتغل بالمطالعة ثم يستيقظ فيصلي الصبح فان وجد متسعا للمطالعة والكتابة اشتغل بهما حتى تطلع الشمس فيحضر إلى المسجد وهكذا وتخرج به جماعة صاروا من أفاضل زمانهم وبعد وفاة الميرزا الشيرازي قلد وكان قد كتب حاشية على نجاة العباد ورجع إليه جماعة من الخواص معتقدين أعلميته ولم تطل أيامه وعرض له مرض النسيان فامتنع عن الفتيا وقبض الحقوق وخرج من النجف لتغيير الهواء وأقام بسامراء فازداد فيها ضعفه ومرضه وتوفي فيها وهو في سن الكهولة بالتاريخ المتقدم ودفن في الرواق كما مر وذلك بعد خروجنا من النجف بنحو من ثلاث سنوات وكتب لنا شهادة بخط يده بالاجتهاد وقال له يوما الشيخ علي القمي عن حديث انه موجود في مستدركات الوسائل فقال ابن يكبول نمارزد هذا لا يساوي فلسا وقال يوما: نحن في حجية الاخبار مقلدون للمحقق الحلي في قوله ما قبله الأصحاب قبلناه وما ردوه رددناه وجرى يوما ذكر الفقه الرضوي فأنكر ان يكون من تأليف الرضا ع وقال إن الرضا لما مر بنيسابور وروى لهم حديث سلسلة الذهب كتبه عنه الألوف من الناس فلو كان الفقه الرضوي من تأليفه لما خفي امره ولم يطلع عليه الا رجل واحد بعد وفاة الرضا ع بمئات السنين وقال له عاملي في مجلس هذا اجماعي فغضب وقال أنت تقعد هنا في القبة وتقول اجماعا اجماعا من أين اتاك هذا الاجماع؟ وقال لي يوما: جاءني عاملي ولم يسمه لكنني عرفته بالقرائن فقال لي هذه شهادة اجتهاد أحب ان توقع فيها! فانا من أين أعرف انه طالب علم فضلا عن انه مجتهد زهده وورعه وتقواه كان زاهدا في الدنيا معرضا عنها حتى عن الكلام في أمورها العادية كالقصص والتواريخ والحكايات والسوانح لا يتكلم الا بما يعنيه لم نسمع منه شيئا من ذلك واعترف غيرنا ممن عاشره بمثل هذا لكن ذلك مع الاعتدال لا كفعل الربيع بن خثيم الذي سال رجلا هل لك أب هل في قريتكم مسجد ثم ندم وقال سودت صحيفتك يا ربيع على ما مر في ترجمته عاشرناه وواظبنا على القراءة عليه مدة وجودنا في النجف بعد فراغنا من قراءة السطوح وذلك نحوا من ثماني سنوات وخرجنا منها قبل وفاته بنحو من ثلاث سنين فلم نعثر منه طول هذه المدة على زلة ولا صغيرة واعترف بذلك أيضا غيرنا ممن عاشره وكانت فيه صفات العلماء المخبتين والزاهدين الورعين حقا لم تسمع في مجلسه غيبة من أحد وإذا شعر من أحد الجالسين انه يريد الخوض في ذلك شرع فيما يوجب عدم خوضه فيه وكان في عصره رجل في النجف اسمه الشيخ هادي الطهراني مشهور بالفضل له حلقة درس كبيرة ومؤلفات مطبوعة يقال انه كان يطيل لسانه على أكابر العلماء.
ولعله لما كان يعتقده في نفسه من الفضل والتفوق وقد شاهدناه في النجف وكثر الكلام في حقه من كثير من أكابر العلماء حتى وصل إلى حد التكفير فانحل امره وتناقص عدد حلقة درسه إلى ما يقرب من عدد الأصابع أو يزيد قليلا وكان ذلك قبل ورودنا النجف فوردناها والحال على ذلك وفي بعض أوقات وجودنا فيها ثارت ثائرة جماعة من العلماء عليه فأصدروا فتاواهم بتكفيره وأرسلوا إلى شيخنا المترجم ليشاركهم في ذلك فأبى وقال التكفير امر عظيم لا أقدم عليه بمثل هذه النسب وصارت يومئذ مسالة الشيخ هادي حديث الناس من العلماء والطلاب وغيرهم في مجالسهم ومحافلهم اما شيخنا المترجم فلم يكن أحد يجسر على ذكر شئ من ذلك في مجلسه وكان الطلبة قبل حضوره إلى الدرس يخوضون في ذلك فإذا حضر سكتوا أو تكلموا في غيره وإذا شعر بان أحدا يريد الخوض في ذلك منعه وسال رجل في حلقة الدرس عما يفعله بعض الأساتذة من شتم بعض الطلاب وزجرهم فقال هم محمولون على الصحة اما نحن فلا نفعل ذلك لكنه كان يغضب إذ رأى ما ينافي الشرع جرى يوما بمجلسه ذكر ما يفعله المسمون في العراق بالرواديد في مجالس العزاء من الترجيع والترديد فاظهر غاية الاشمئزاز والاستنكار وثوق الخاصة والعامة به بما لا يثقونه بغيره وانا أورد في ذلك حكاية واحدة تدل على المراد وفيها مع ذلك مواعظ وعبر وآداب دينية يلزم كل عالم ان يتأسى بها. لما توفي السيد مهدي الحكيم النجفي في جبل عامل كان له مع السيد محمود الحبوبي أحد تجار العراق سبعون ليرة عثمانية ذهبا وله ورثة في العراق وآخرون في جبل عاملة فأراد وصيه الشيخ عبد الحميد شرارة ان يستجلب سهم الورثة العامليين من العراق فكتب وكالة لي وللشيخ حسين مغنية بقبض سهم الورثة العامليين وايصاله إليهم ووقع عليهما أشهر علماء جبل عاملة السيد علي ابن عمنا السيد محمود والسيد نجيب فضل الله وبذل السيدان كل ما لديهما من فقاهة في تصحيح هذه الوكالة لتكون مقبولة غير مردودة فنطق الوصي بصيغة الوكالة الصحيحة وقبل السيد علي الوكالة بلفظ قبلت فضولا عن الموكلين وغير ذلك مما ربما يشترط بالوكالة فلقيت الحبوبي وأخبرته بذلك فقال أريد   ان أدفعها عن يد عالم مجتهد واخذ بها ايصالا شرعيا قانونيا لأكون فارع الذمة امام الله ولا يطالبني أحد من الناس فقلت ليكن ذلك فقال انا لا اطمئن بغير الشيخ آقا رضا الهمذاني فقلت انه شيخنا واستاذنا فحضرنا جميعا امام الشيخ انا وشريكي في الوكالة والسيد محمود واحضر السيد محمود معه ابن عمه السيد محمد سعيد العالم الشاعر المشهور ليكون مراقبا على صحة الايصال شرعا وقانونا لكنه حين كتابة الايصال اضطر ان يؤخر كتابته لأنها لم تنتظم معه في المجلس رغم علمه الوافر وأدبه الجم فلما عرضنا ذلك على الشيخ قال إن الوكالة لا تثبت بالخط لكن ان كنتما وكيلين والا فانا أوكلكما لأنني ولي الغائب فهذه أول عقدة انحلت والحمد لله وشرع السيد الحبوبي في دفع الليرات فظهر انها تنقص ليرة واحدة فقال اكتبوا الايصال وانا أحضرها من السوق فشرعنا نكتب الايصال فقال الشيخ كيف تكتبون بوصول المبلغ تماما وهو ينقص واحدة هذا كذب لا يجوز فقلت له انها تصلنا بعد وقت قصير فهبه كقوله تعالى ونفخ في الصور فلم يقبل فقلت له نقرضه ليرة مما دفعه ويدفعها لنا فيرتفع الكذب ولم يكن معنا ليرة لنا لنقرضه إياها لأننا:
لا تالف الليرة الصفراء صرتنا * بل قد تمر عليها وهي تنطلق

فقال الشيخ لا يجوز لكم اقراض مال اليتيم فلت له انه سيعود إلينا بلا فصل قال وان فلما رأى الحبوبي النزاع محتدما قام إلى السوق واحضر ليرة ودفعها لنا وانحلت هذه العقدة الثانية والحمد لله فقال الشيخ أنتم هنا وأصحاب المال في جبل عاملة فكيف ترسلونه إليهم ولعله يفقد في الطريق فقلت له نحن لا نرسله عينا إلى جبل عاملة ولكننا نضعه أمانة عند بعض التجار ونكتب إلى الوصي فيقبض ممن لهم أولاد طلاب في النجف ويحول علينا فندفع لأولادهم فقال عند أي تاجر تريدون وضع المال قلنا له عند الحاج علي شعبان والحاج باقر شعبان وكانا من الأتقياء المعتمدين عند الجميع فقال اشهدوا عليهما عند الدفع فقلت له أتاجر الذي نضع عنده أمانة يثقل الاشهاد عليه وان كان من أهل التقوى فقال لا يلزم أن تقولوا له نريد ان نشهد عليك بل تدفعون له بحضور شاهدين بدون أن يفهم انهما حضرا للشهادة عليه وانحلت العقدة الثالثة والرابعة ولله الحمد والمنة وفي هذه الحكاية درس عظيم نافع لمن يتولون قبض الأمانات.
تواضعه الشديد وحمله نفسه عليه في كل شئ من تواضعه الشديد انه كان يقوم لكل داخل ويقوم للطلاب جميعهم حتى في أثناء الدرس والعادة المتبعة في النجف ان الشيخ لا يقوم لاحد من تلاميذه في يوم الدرس سواء في أثنائه وخارجه فإذا قام لهم علموا ان ذلك اليوم يوم تعطيل اما الطلاب فيقومون للداخل منهم قبل شروع الشيخ في الدرس وفي أثناء الدرس لا يقومون لاحد اما شيخنا المترجم فكلما دخل واحد منهم قام له ولو في أثناء الدرس فيقوم والكراس الذي يقرأ فيه في يده فإذا كان ذلك في أثناء الدرس كان وحده هو القائم وباقي الطلاب جالسون.
وكان يشتري لوازم بيته بنفسه ولا يكل ذلك إلى أحد رأيته مرة واقفا على القصاب ينتظر فراغه ليعطيه اللحم وذلك في أيام الزيارة والقصاب مشغول بالبيع على الزائرين ولا يلتفت إلى أصحابه المواطنين لان انتفاعه من الغرباء أكثر وكان واقفا قبل مجيئي مدة الله أعلم مقدارها فصحت بالقصاب ان اعط الشيخ ما يريد فقال الشيخ ما يخالف فقلت له اي شئ ما يخالف يدعك إلى آخر الناس فاعتذر القصاب ووزن له ووزن لي بعده ولولا مجيئي لكان حاله حال ابنتي شعيب. ورأيته مرة يساوم على الحطب يوم الجمعة أو الخميس لأنهما يوما تعطيل الدروس في الأسبوع يأتي الحطابون بالحطب من الرمث أو الشنان وما أشبه ذلك من البرية على حميرهم ويقفون بها في الأزقة فتشتري الناس منهم فقلت له يا شيخنا كلف غيرك يشتري لك الحطب فقال انا لا أغير طريقتي وكان يومئذ قد رأس وقلده الناس وقال لي مرقودة رآنا ذاهبين إلى كربلاء للزيارة مشاة انا قد غبطتكم على هذا المشي وتمنيت لو كنت أقدر على المشي فأزور ماشيا معكم.
كراهته الشهرة وانعزاله عن الناس كان يكره الشهرة ويحب العزلة الا فيما لا بد منه لدين أو دنيا فكان لا يجلس في يوم عيد ولا يحب ان يشيعه أحد إذا سافر ويزور أحيانا بعض من جرت العادة ان يزار ويحضر بعض مجالس العزاء ويأتي في بعض الليالي إلى حجرة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة والى غيرها وبالجملة كانت زياراته مقتصرة على ما يرتفع له الجفاء وقال له الطلبة يوما وقد قرب العيد نريد ان نزوركم يا شيخنا يوم العيد فقال انا لا أريد ذلك فحضرنا يوم العيد فإذا الباب مغلق وبعد دق كثير نزل ابن أخته وصهره الشيخ علي ففتح الباب وصعدنا وسلمنا على الشيخ وباركنا له بالعيد وملا الشيخ علي سبيلين أو ثلاثة كانت موجودة هناك من التتن وقدمها للزائرين فكان أحدهم يجر الدخان من السبيل ثم يدفعه إلى الذي بجانبه واحضر شيئا من الملبس المصنوع في النجف فاخذ كل واحد قطعة منه وانصرفنا شاكرين لهذه الزيارة التي كانت رغما عن الشيخ ولا شك انه لما رأى أنه لا مناص له منها أذن لنا بدخول داره فلم نكن غاصبين ولا آثمين وأراد مرة السفر الحج فقلنا له نريد ان نودعكم يا شيخنا فمتى يكون سفركم قال انا لا أريد ذلك وكان الباذل له مصاريف الحج رجل عطار في النجف يسمى الحاج محمد الهمذاني وكانت العادة جارية ان سفر الحج يكون برا من النجف عن طريق نجد والحجاج ينصب كل منهم صيوانا بحسب حاله خارج السور يصنعون فيه القهوة وتزورهم الناس وليلة السفر يودعهم من يريد وداعهم هناك اما شيخنا فإنه انتظر إلى قرب اقفال الحضرة وحضر ليزور ويذهب إلى صيوانه فانتظرته انا واحد الطلاب هناك وذهبنا معه وودعناه ورجعنا وكان يمشي في الطريق وحده وليس معه بالليل من يحمل أمامه الضياء كعادة كبار العلماء وإذا رآه من لا يعرفه ظنه من بعض فقراء الطلبة كنت أمشي معه يوما ليلا فاستقبله زائر من العجم فسأله هل تصلي ركعات الوحشة صلاة ليلة الدفن ركعتان يهدى ثوابهما للميت فقال لا ولم يكن يعمل لنفسه دعاية ولا يلتمس من يعمل له ذلك ولا يتحدث بشئ مما جرى له مما فيه تميز بشئ.
مبدأ امره ومنتهاه كان في أول امره غير معروف كثيرا وأول من أشاد بذكره واجتهد في اعلاء امره وعرف فضله ومكانته في العلم الشيخ أحمد بن صاحب الجواهر وكان هذا معروفا بالذكاء والفطنة مشهورا بالفضل فلازمه يقرأ عليه ونوه بذكره ودعا إليه وتبعه غيره من آل صاحب الجواهر في حياة الشيخ احمد وبعد وفاته وفي مدة قراءتنا عليه وكان الشيخ احمد قد توفي وكان يلازم درسه   عدة من فضلائهم وكان هو يعرف لهم ذلك ويقول اني أراعي آل صاحب الجواهر. وكان في مبدأ امره فقيرا قانعا مقتصدا واشترى له الحاج محمد الهمذاني العطار في النجف دارا صغيرة فسكنها ومررنا بها في سفرنا للعراق عام 1352 فإذا هي بيعت وخلت من سكناه وسكنى ذريته بعد ما كانت عامرة بالعلم وأهله فسبحان من لا يدوم الا ملكه ودعاه المذكور إلى حج بيت الله الحرام وبذل له الزاد والراحلة حتى ثوبي الاحرام والنعلين ومما حدثنا به عن مشاهداته في الحج قال سرق لبعض الحجاج الإيرانيين صندوق صغير فيه جواهر وأشياء نفيسة فأخبر بذلك الحملدار فوقع ظنه على بعض العكامين وتهدده بالعقاب قال فتحيرت عند ذلك بين ان اسكت فيكون سكوتا على منكر لان هذا العكام لم يثبت عليه ما يوجب العقاب وبين ان أتكلم فيضيع حق الحاج فخرجت من البيت لئلا أرى شيئا ثم علمت أن العكام لما أيقن بالعقاب ذهب واحضر الصندوق وكان قد دفنه في مزبلة قال وجاءني رجل من غير الشيعة فقال اني اتيت باعمال الحج كلها وعددها فهل بقي علي شئ فقلت لا لكن على بعض مذاهب المسلمين بقي عليك طواف النساء فقال الذين يقولون بعدم وجوب طواف النساء هل يقول أحد منهم ان من طافه يبطل حجه قلت لا فإذا أطوفه فان كان واجبا أكن قد أكملت حجي وان لم يكن واجبا لم يضرني وبعد وفاة الميرزا الشيرازي ورجوع جماعة إليه في التقليد جاءته بعض الحقوق فكان يصرفها على مستحقيها ولم تتغير حاله في شئ من ماكل أو ملبس أو مسكن أو غيرها بل بقي على ما كان عليه من أحواله التي وصفناها يمشي وحده ليلا ونهارا ويشتري حوائجه بنفسه ويحمل ما يشتريه من لحم وغيره بيده من السوق إلى بيته ويتواضع وبالجملة لم يتغير شئ من أحواله التي وصفناها بقدر شعرة.

بعض آرائه العلمية:

كان يرى أن المدار في حجية الخبر على الوثوق بالصدور ولذلك كان يقول بقول المحقق ما قبله الأصحاب منها قبلناه وما ردوه رددناه وكان يحافظ على موافقة المشهور كثيرا وان كان لا يقول بحجية الشهرة وكان يقول باشتراط الامتزاج في تطهير الماء النجس وعدم كفاية مجرد الاتصال بالكثير أو الجاري ويقول بان الكيل والوزن في تقدير الكر متقاربان ولكن الصواب خلاف قوله هذا بل التفاوت كثير على القول بثلاثة أشبار ونصف نعم هما متقاربان على التحديد بثلاثة أشبار وكان يقول بعدم اشتراط الرجوع ليومه وليلته في المسافة الملفقة ويقول الاخبار صريحة في ذلك ومن يريد القول بغيره يحتاج إلى أن يعوج سليقته ويقول بان اشتراط كون الشك بعد رفع الرأس من السجدة الأخيرة مع أن السجود يتم بتمام الذكر انما هو لكون السجود لا ينتهي الا برفع الرأس فليس الشك بعد تمام الركعة بل في أثنائها ويستشكل في أن المقيم في بلد زمانا طويلا مع عدم قصد التوطن كالطلاب الذين يقيمون في النجف عشرات السنين يجري عليهم حكم المسافر ويقول إن منجزات المريض مع عدم التهمة هي من الأصل ويقول إذا كان الضد المأمور به مضيقا وضده من العبادات موسعا وفعل الموسع صح لكنه ياثم بتأخير المضيق.

بعض أحاديثه :

قال يوما كنا قد وضعنا بعض الدراهم تحت الفراش لنشتري به من البر ما نطحنه فجاء رجل كنا استأجرناه على صلاة فسرقه وقال كان بعض الطلاب المواظبين على الدرس يحضر كل يوم مبكرا فجاء يوما ولاقى مشقة في الوصول فوجد الشيخ قد عطل الدرس لسبب فأسف كثيرا على فوات الدرس بعد هذه المشقة قال لكنني فتشت في أعماق قلبي فوجدته مسرورا بهذا التعطيل طلبا للراحة. ولما كنا نقرأ عليه في صلاة الجماعة كان أهل بيتنا مرضى فخرجنا بهم إلى بعض بساتين السهلة لتغيير الهواء فكنا نضطر إلى المجئ كل يوم إلى النجف أول الفجر مشاة لعدم وجود دواب في ذلك الوقت والوقت قائظ فنصل إلى النجف أول طلوع الشمس والمسافة نحو من فرسخ فنقطعها في نحو ثلثي الفرسخ فنحضر الدرس الذي هو بعد طلوع الشمس بقليل ثم يقرأ تلاميذنا علينا دروسهم ونعود عند العصر راكبين لوجود الدواب فرآني يوما وقد بان علي اثر السفر فسألني فقلت له اني حضرت من بساتين السهلة عند الفجر ووصلت الآن فتعجب فقلت له صار لي مدة افعل هكذا وكل يوم تراني أكون قد حضرت من هناك فقال لكل شئ آفة ولطلب العلم آفات.
ولده له ولد يسمى الشيخ محمد نشأ على طلب العلم حتى وصل إلى المعالم محصلا حسن الأخلاق فأصبح يوما بعد ما شب وكبر وقد ذهب إلى دكان صائغ أو ساعاتي ليكون عنده ويتعلم صنعته فعلم أبوه بذلك فلم ينتهره ولم يجبره على ترك ذلك انما قال له كن عند ساعاتي ولا تكن عند صائغ أو بالعكس وبقي على ذلك ثم ذهب إلى همذان وجعل يكتب عرض حالات لمن يشتكون عند الحاكم ولما وصلنا همذان في طريقنا إلى زيارة الرضا ع عام 1353 سألنا عنه وطلبنا مواجهته فجاء وقد لبس لباس أرباب الدولة.

مشايخه :

1- الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وهو عمدة مشايخه ولما هاجر الميرزا الشيرازي إلى سامراء استقل هو بالتدريس.

2- الميرزا محمد تقي الشيرازي.

3-الميرزا حسن ابن الميرزا خليل الطهراني النجفي.

تلاميذه:

تخرج به جماعة كثيرون :

1- ابن أخته وصهره الشيخ علي كان يشبهه علما وهديا لكن المنية لم تمهله.

2- الشيخ احمد ابن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر .

3- الشيخ علي ابن الشيخ باقر ابن صاحب الجواهر كان مواظبا على درسه .

3 و 4 و 5- ثلاثة من آل صاحب الجواهر غابت عني أسماؤهم أحدهم كان فاضلا حسن الأخلاق رأيته بالنجف في سفري إلى العراق عام 1352.

6- الشيخ محمد محسن المعروف بآقا بزرگ صاحب الذريعة .

7- الشيخ علي القمي العابد الزاهد الشهير.

8- الشيخ علي الحلي.

10 و 11- الشيخ احمد والشيخ محمد حسين أبناء الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا من آل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء 12- الشيخ جواد البلاغي.

13- الشيخ عبد الحسين بن الشيخ محمد آل الشيخ أسد الله التستري الكاظمي.

14- الفقير مؤلف هذا الكتاب.

15- الشيخ حسين مغنية العاملي.

16-الشيخ منير عسيران الصيداوي العاملي وكان يحضر معنا في درسه غير هؤلاء من طلبة العجم غابت عني أسماؤهم.  

مؤلفاته :

1- مصباح الفقيه شرح على الشرائع كان يدرس فيما يكتبه منه كل يوم خرج منه كتاب الطهارة فيه كثير من مهمات المباحث الأصولية وكتاب الصلاة مطبوعان وخرجنا من النجف وهو يدرس في الزكاة .

2- حاشية الرسائل مطبوعة قد نسختها بخطي قبل طبعها 3 حاشية المكاسب.

4- حاشية الرياض.

5- تقريرات بحث الميرزا الشيرازي في الأصول.

6- كتاب البيع من تقريرات بحث الميرزا الشيرازي.

7- حاشية نجاة العباد




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)