المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



غدير خم ونصب امير المؤمنين  
  
3998   02:54 مساءً   التاريخ:
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص138-140.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

روى المفيد و الطبرسي انّه: «لمّا قضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )نسكه أشرك عليا في هديه و قفل الى المدينة معه المسلمون حتى انتهى و هو معه و المسلمون حتى انتهى الى المعروف بغدير خم و ليس بموضع اذ ذاك يصلح للمنزل لعدم الماء فيه و المرعى، فنزل (صلّى اللّه عليه و آله )في الموضع و نزل المسلمون معه و كان سبب نزوله في هذا المكان، نزول القرآن عليه بتنصيب أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب (عليه السّلام) خليفة في الأمة بعده، و قد كان تقدّم الوحى إليه في ذلك من غير توقيت له، فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه و علم اللّه عز و جل انّه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس الى بلدانهم و اماكنهم‏ و بواديهم، فأراد اللّه أن يجمعهم لسماع النصّ على أمير المؤمنين (عليه السّلام) و تأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل اللّه تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } [المائدة: 67] يعني في استخلاف علي (عليه السّلام) و النص بالامامة عليه: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67] فأكّد الفرض عليه بذلك و خوّفه من تأخير الامر فيه و ضمن له العصمة و منع الناس منه.

فنزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )في المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الامر له بذلك و شرحناه، و نزل المسلمون حوله و كان يوما قائظا شديد الحرّ، فأمر (صلّى اللّه عليه وآله )بدوحات‏  هناك فقمّ‏  ما تحتها و أمر بجمع الرحال في ذلك المكان و وضع بعضها فوق بعض، ثم أمر مناديه فنادى في الناس: الصلاة جامعة.

فاجتمعوا من رحالهم إليه و انّ أكثرهم ليلفّ ردائه على قدميه من شدة الرمضاء، فلمّا اجتمعوا صعد (صلّى اللّه عليه و آله )على تلك الرحال حتى صار في ذروتها و دعا أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرقى معه حتى قام عن يمينه.

 

ثم خطب الناس فحمد اللّه و أثنى عليه و وعظ فأبلغ في الموعظة و نعى الى الامة نفسه، و قال: انّي قد دعيت و يوشك أن أجيب و قد حان منّي خفوق من بين أظهركم و انّي مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟.

 

قالوا: اللهم بلى، فقال لهم على النسق من غير فصل‏ و قد أخذ بضبعي أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرفعهما حتى بان بياض إبطيهما :فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، و انصر من نصره، و أخذل من خذله.

ثم نزل (صلّى اللّه عليه و آله )و كان وقت الظهيرة فصلّى ركعتين ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الفرض فصلّى بهم الظهر، و جلس (صلّى اللّه عليه و آله )في خيمته و أمر عليا (عليه السّلام) أن يجلس في خيمة له بإزائه، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنّئوه بالمقام ويسلّموا عليه بأمرة المؤمنين.

ففعل الناس ذلك كلّهم، ثم أمر أزواجه و سائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه و يسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن.

وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب و أظهر له من المسرّة به و قال فيما قال:

بخ بخ لك يا عليّ!! أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة!!

وجاء حسّان بن ثابت الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله ) فقال: يا رسول اللّه أ تأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه اللّه؟, فقال له: قل يا حسان على اسم اللّه، فوقف على نشز  من الارض و تطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول:

يناديهم يوم الغدير نبيّهم‏                            بخم و أسمع بالرسول مناديا

و قال فمن مولاكم و وليكم؟               فقالوا و لم يبدو هناك التعاديا

إلهك مولانا و أنت ولينا                    و لن تجدنّ منا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا عليّ فانني‏                   رضيتك من بعدي اماما و هاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليّه‏                 فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا، اللهم والي وليّه‏                 و كن للذي عادى عليا معاديا

 

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك‏.
وذلك أشعار منه (صلّى اللّه عليه و آله )على عدم ثبات حسان على ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) كما ظهر أثره بعد وفاته (صلّى اللّه عليه و آله).

 

وأيضا للكميت الشاعر قصيدة في هذا المقام نذكر ثلاثة ابيات منها:

و يوم الدوح دوح غدير خم‏               ابان له الولاية لو أطيعا

و لكن الرجال تبايعوها                     فلم أر مثلها خطرا منيعا

و لم أر مثل ذاك اليوم يوما                و لم أر مثله حقا أضيعا

وقد ألفت كتابا حول حديث الغدير موسوم ب «فيض القدير فيما يتعلق بحديث الغدير» و لو لا اختصار الكتاب لذكرت ملخّصا منه ولانّ وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و آله )صادفت أوائل العام الحادي عشر الهجري بعد سفر حجة الوداع، فنبدأ بذكر وفاته (صلّى اللّه عليه و آله).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.