أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-19
176
التاريخ: 28-5-2017
3095
التاريخ: 1-6-2017
3026
التاريخ: 11-5-2017
3140
|
روى المفيد و الطبرسي انّه: «لمّا قضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )نسكه أشرك عليا في هديه و قفل الى المدينة معه المسلمون حتى انتهى و هو معه و المسلمون حتى انتهى الى المعروف بغدير خم و ليس بموضع اذ ذاك يصلح للمنزل لعدم الماء فيه و المرعى، فنزل (صلّى اللّه عليه و آله )في الموضع و نزل المسلمون معه و كان سبب نزوله في هذا المكان، نزول القرآن عليه بتنصيب أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب (عليه السّلام) خليفة في الأمة بعده، و قد كان تقدّم الوحى إليه في ذلك من غير توقيت له، فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه و علم اللّه عز و جل انّه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس الى بلدانهم و اماكنهم و بواديهم، فأراد اللّه أن يجمعهم لسماع النصّ على أمير المؤمنين (عليه السّلام) و تأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل اللّه تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } [المائدة: 67] يعني في استخلاف علي (عليه السّلام) و النص بالامامة عليه: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67] فأكّد الفرض عليه بذلك و خوّفه من تأخير الامر فيه و ضمن له العصمة و منع الناس منه.
فنزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )في المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الامر له بذلك و شرحناه، و نزل المسلمون حوله و كان يوما قائظا شديد الحرّ، فأمر (صلّى اللّه عليه وآله )بدوحات هناك فقمّ ما تحتها و أمر بجمع الرحال في ذلك المكان و وضع بعضها فوق بعض، ثم أمر مناديه فنادى في الناس: الصلاة جامعة.
فاجتمعوا من رحالهم إليه و انّ أكثرهم ليلفّ ردائه على قدميه من شدة الرمضاء، فلمّا اجتمعوا صعد (صلّى اللّه عليه و آله )على تلك الرحال حتى صار في ذروتها و دعا أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرقى معه حتى قام عن يمينه.
قالوا: اللهم بلى، فقال لهم على النسق من غير فصل و قد أخذ بضبعي أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرفعهما حتى بان بياض إبطيهما :فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، و انصر من نصره، و أخذل من خذله.
ثم نزل (صلّى اللّه عليه و آله )و كان وقت الظهيرة فصلّى ركعتين ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الفرض فصلّى بهم الظهر، و جلس (صلّى اللّه عليه و آله )في خيمته و أمر عليا (عليه السّلام) أن يجلس في خيمة له بإزائه، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنّئوه بالمقام ويسلّموا عليه بأمرة المؤمنين.
ففعل الناس ذلك كلّهم، ثم أمر أزواجه و سائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه و يسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن.
وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب و أظهر له من المسرّة به و قال فيما قال:
بخ بخ لك يا عليّ!! أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة!!
وجاء حسّان بن ثابت الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله ) فقال: يا رسول اللّه أ تأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه اللّه؟, فقال له: قل يا حسان على اسم اللّه، فوقف على نشز من الارض و تطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخم و أسمع بالرسول مناديا
و قال فمن مولاكم و وليكم؟ فقالوا و لم يبدو هناك التعاديا
إلهك مولانا و أنت ولينا و لن تجدنّ منا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا عليّ فانني رضيتك من بعدي اماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليّه فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا، اللهم والي وليّه و كن للذي عادى عليا معاديا
وأيضا للكميت الشاعر قصيدة في هذا المقام نذكر ثلاثة ابيات منها:
و يوم الدوح دوح غدير خم ابان له الولاية لو أطيعا
و لكن الرجال تبايعوها فلم أر مثلها خطرا منيعا
و لم أر مثل ذاك اليوم يوما و لم أر مثله حقا أضيعا
وقد ألفت كتابا حول حديث الغدير موسوم ب «فيض القدير فيما يتعلق بحديث الغدير» و لو لا اختصار الكتاب لذكرت ملخّصا منه ولانّ وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و آله )صادفت أوائل العام الحادي عشر الهجري بعد سفر حجة الوداع، فنبدأ بذكر وفاته (صلّى اللّه عليه و آله).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|