أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
3594
التاريخ: 4-5-2017
3461
التاريخ: 2-7-2017
3243
التاريخ: 11-5-2017
3069
|
لم تضعف مجادلات اليهود واسئلتهم العويصة عقيدة المسلمين وايمانهم برسول الله (صلى الله عليه واله) فحسب، بل تسبّبت في أن تتضح مكانته العلمية، وقيمة معارفه الغيبية للجميع أكثر من ذي قبل.
ففي ظلّ هذه المجادلات والمحاورات رغب جماعات كبيرة من الوثنيين واليهود في الاسلام فآمنوا برسول الله (صلى الله عليه واله) وصدّقوه.
من هنا دبّر اليهود مؤامرة أخرى وهي التذرّع باسلوب فرّق تسد ، لالقاء الفرقة في صفوف المسلمين.
فقد رأى دهاة اليهود وساستهم أن يستغلّوا رواسب الاختلافات، ويؤججوا نيران العداء القديم بين الأوس والخزرج الذي زال بفضل الاسلام، وبفضل ما أرساه من قواعد الاخوة والمساواة والمواساة والمحبة، بعد أن كانت مشتعلة طوال مائة وعشرين عاما متوالية، ليستطيعوا بهذه الطريقة تمزيق صفوف المسلمين بإثارة الحروب الداخلية بينهم، والتي من شأنها ابتلاع الاخضر واليابس والقضاء على الجميع دون ما استثناء ، ففيما كان نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه إذ مرّ عليهم شاس بن قيس وهو يهودي شديد العداء للإسلام، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، فغاظه ما رأى من الفة الأوس والخزرج، واجتماعهم وتواددهم، وصلاح ذات بينهم على الاسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة الطويلة في الجاهلية، فأمر فتى من يهود كان معهم فقال له : اعمد إليهم فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا وتبادلوا فيه من الاشعار!! ايقاعا بين هاتين الطائفتين من الأنصار، وإثارة لنيران الاحقاد الدفينة، والعداوات الغابرة.
ففعل ذلك الغلام اليهودي ما أمره به شاس فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا، وتفاخروا، وتواثب رجلان من القبيلتين على الركب وأخذ كل منهما يهدّد الآخر، وتفاقم النزاع، وغضب الفريقان وتصايحا، وقاما إلى السلاح وكاد أن يقع قتال ودم بعد أن ارتفعت النداءات القبلية بالاستغاثة والاستنجاد على عادة الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) وعرف بمكيدة اليهود، ومؤامرتهم الخبيثة هذه، فخرج الى تلك الجماعة المتصايحة من الأوس والخزرج في جمع من أصحابه المهاجرين فقال : يا معشر المسلمين، الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهليّة، واستنقذكم به من الكفر، وألّف بين قلوبكم؟؟.
فعرف القوم أنها مؤامرة مبيّتة من اليهود اعداء الاسلام والمسلمين، وكيد خبيث منهم، فندموا على ما حدث، وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) سامعين مطيعين، وأطفأ الله عنهم كيد أعدائهم.
إلاّ أن مؤامرات اليهود لم تتوقف عند هذا الحدّ، ولم تنته بهذا، فقد اتسعت دائرة خيانتهم وجنايتهم، ونقضهم للعهد وأقاموا علاقات سرية وخاصة مع مشركي الأوس والخزرج، ومع المنافقين والمترددين في اسلامهم واعتقادهم، واشتركوا بصورة صريحة في اعتداءات قريش على المسلمين، وفي الحروب التي وقعت بين الطرفين، وكانوا يقدّمون كل ما أمكنهم من الدعم والمساعدة للوثنيين، ويعملون لصالحهم!!
وقد جرت هذه النشاطات السرّية والعلنية المضادّة المعادية للاسلام والمسلمين، وهذا التعاون المشؤوم مع مشركي قريش، جرت إلى وقوع مصادمات وحروب دامية بين المسلمين والطوائف اليهودية أدت في المآل إلى القضاء على الوجود اليهودي في المدينة.
وسيأتي ذكر هذه الحوادث في وقائع السنة الثالثة والرابعة من الهجرة، وسيتضح هناك كيف أن الجماعة اليهودية ردت على الجميل الذي تعكسه كلتا المعاهدتين من أولهما الى آخرهما، بنقض العهد، ومعاداة الاسلام والمسلمين، والتآمر ضدّ رسول الله (صلى الله عليه واله) خاصّة، وبنصرة أعدائه، ودعم خصومه، الأمر الذي أجبر النبيّ (صلى الله عليه واله) على تجاهل تلك المعاهدات الودية والانسانية ومن ثم محاربتهم، وإخراجهم من المدينة وما حولها والقضاء على
ما تبقى من كياناتهم الشريرة.
لقد أقام رسول الله (صلى الله عليه واله) في المدينة من ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة إلى شهر صفر من السنة الثانية حتى بنى المسجد والبيوت والمنازل المحيطة بها، وقد أسلم في هذه الفترة كل من تبقى من الأوس والخزرج، ولم يبق دار من دور الانصار إلاّ أسلم أهلها، ما عدا بعض العوائل والفروع ممن بقوا على شركهم، ولكنهم أسلموا بعد معركة بدر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|