أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2017
2358
التاريخ: 7-8-2017
2779
التاريخ: 12-8-2017
2286
التاريخ: 14-8-2017
2299
|
في طليعة القوى المعارضة لحكومة الإمام والمعادية له معاوية بن أبي سفيان وبنوا أميّة فقد نزع الله الإيمان من قلوبهم وأركسهم في الفتنة ركساً فكانوا من ألدّ أعداء الإمام كما كانوا من قبل من أعداءً لرسول الله (صلى الله عليه واله) فهم الذين ناهضوا دعوته وكفروا برسالته وكادوا له في غلس الليل وفي وضح النهار حتى أعزّه الله وأذلّهم ونصره وقهرهم وقد دخلوا في الإسلام مكرهين لا مؤمنين به ولولا سماحة خلق النبيّ (صلى الله عليه واله) وعظيم رأفته ورحمته لما أبقى لهم ظلاًّ على الأرض إلاّ أنّه (صلى الله عليه واله) منحهم العفو كما منح غيرهم من أعدائه.
ولم يكن للأمويين أي شأن يذكر أيام النبيّ (صلى الله عليه واله) فقد قبعوا بالذل والهوان ينظر إليهم المسلمون بنظرة العداء والخصوم ويذكرون ما قاموا به في محاربة دينهم والتنكيل بنبيّهم ومن المؤسف انّه لما فجع المسلمون بفقد نبيّهم (صلى الله عليه واله) وآل الأمر إلى الخلفاء علا نجم الأمويين وذلك لأسباب سياسية خاصة فقد عيّن أبو بكر يزيد بن أبي سفيان والياً على دمشق وخرج بنفسه لتوديعه إلى خارج يثرب تعظيماً له واشادة بمكانة أسرته ولم يفعل مثل ذلك مع بقية عمّاله وولاته كما يقول المؤرّخون ولما هلك يزيد أسندت ولاية دمشق إلى أخيه معاوية وكان أثيراً عند عمر تتوافد عليه الأخبار بأنّه يشذّ في سلوكه وينحرف في تصرّفاته عن سنن الشرع وأحكام الإسلام فقد أخبروه بأنّه يلبس الحرير والديباج ويأكل في أواني الذهب والفضّة وكل ذلك محرّم في الإسلام فيقول معتذراً عنه ومسدداً له : ذاك كسرى العرب ومتى كان ابن هند الصعلوك النذل كسرى العرب !! ولو فرضنا أنّه كان كذلك فهل يباح له في شريعة الله أن يقترف الحرام ولا يحاسب عليه ان الله تعالى ليست بينه وبين أحد نسب ولا قرابة فكل من شذّ عن سنّته وخالف أحكامه فانّه يعاقبه على ذلك يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) لو عصيت لهويت ويقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) : ان الله تعالى خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيّداً قرشياً.
وعلى أيّ حال فان عمر قد أغدق بألطافه ونعمه على معاوية وزاد في رقعة سلطانه ونفخ فيه روح الطموح وقد ظلّ يعمل في ولايته على الشام عمل من يريد الملك والسلطان فكان يقرّب الوجوه والزعماء ويغدق عليهم بالهبات والأموال ويشتري الذمم والعواطف ويركّز ولاءه في قلوب الغوغاء.
ومهّدت عائشة في ثورتها على حكم الإمام الطريق لمعاوية لإعلانه العصيان المسلّح على حكومة الامام التي هي أشرف حكومة ظهرت في الشرق العربي على امتداد التأريخ وقد تذرّع بها معاوية الذئب الجاهلي لحرب الإمام واتخذ من دم عثمان وسيلة لإغراء الغوغاء واتّهم الإمام بأنّه المسؤول عن المطالبة بدمه وفي نفس الوقت أوعز إلى أجهزة الإعلام أن تندب عثمان وتظهر براءته مما اقترفه في تصرّفاته الاقتصادية والسياسية التي تتجافى مع أحكام الإسلام.
وتسلّح معاوية بكبار الدبلوماسيين ومهرة السياسة في العالم العربي أمثال المغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وأمثالهما ممن كانت لهم الدراية الوثيقة في أحوال المجتمع فكانوا يضعون له المخططات الرهيبة للتغلّب على الأحداث.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|