المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

المزارعة - المخابرة
27-9-2016
الثورة
22-4-2021
الحركة الدورانية بتسارع منتظم
15-2-2016
شجاعة المعصوم (عليه السلام) : صفات اخلاقية وليست عدوانية
4-3-2019
Vandiver,s Criteria
19-9-2020
التعذيب الجسدي لأخذ الإعترافات !
6-12-2015


معارضة السيّدة عائشة  
  
2415   02:51 مساءً   التاريخ: 8-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص77-80.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / الاوضاع التي واكبها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2017 2562
التاريخ: 8-8-2017 2468
التاريخ: 8-8-2017 2216
التاريخ: 14-8-2017 2696

انطوت نفس السيّدة عائشة ـ مع الأسف ـ على بغض عارم وكراهية شديدة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ولعلّ السبب في ذلك ـ فيما نحسب ـ يعود إلى ميل زوجها النبيّ (صلى الله عليه واله) إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وإلى بضعته وحبيبته سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) وإلى سبطيه وريحانتيه سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين (عليهما السلام) واشادته دوماً بفضلهم وسموّ منزلتهم عند الله وفرض مودّتهم على عموم المسلمين كما أعلن الذكر الحكيم ذلك قال تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ) وفي نفس الوقت كانت عائشة تعامل معاملة عادية وفي كثير من الأحيان كان النبيّ (صلى الله عليه واله) يشير إلى أفعالها فقد قال (صلى الله عليه واله) لنسائه : أيّتكنّ تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط وقال (صلى الله عليه واله) : من ها هنا يتولّد الشرّ وأشار إلى بيتها وغير ذلك مما أثار عواطفها.
وثمّة سبب في كراهية عائشة للإمام وهو موقفه الصارم الذي وقفه تجاه بيعة أبيها أبي بكر ومقاطعته لانتخابه وشجبه لبيعته وبعد سقوط حكومة عثمان كانت تروم إرجاع الخلافة إلى قبيلتها تيم لتكون سياسة الدولة بجميع أجهزتها خاضعة لرغباتها وميولها وهي على يقين أن
الخلافة إذا رجعت للإمام (عليه السلام) فإنّها سوف تعامل كغيرها من أبناء الشعوب الإسلامية ولا تحظى بأيّة ميّزة فان جميع الشؤون السياسية والاقتصادية عند الإمام (عليه السلام) لا بدّ أن تسير على وفق الكتاب والسنّة ولا مجال عنده للأهواء والعواطف وكانت عائشة تعرف ذلك جيّداً ولذا أعلنت العصيان والتمرّد على حكومته وقد انضمّ إليها كل من الزبير وطلحة والامويين وذوي الاطماع والمنحرفين عن الحق من القبائل القرشية الذين ناهضوا الدعوة الإسلامية من حين بزوغ نورها.
وعلى أيّ حال فقد كانت عائشة من أوثق الأسباب في الإطاحة بحكومة عثمان وقد أفتت بوجوب قتله ولما أيقنت بهلاكه خرجت إلى مكّة وهي تتطلع إلى الأخبار فلما وافاها النبأ بقتله أعلنت فرحتها الكبرى ولكنها لمّا فوجئت بالبيعة للإمام (عليه السلام) انقلب وضعها رأساً على عقب وراحت تقول بحرارة :  قتل عثمان مظلوماً والله لأطلبنّ بدمه .. .
وأخذت تندب عثمان رياءً لا حقيقة وقد رفعت قميصه الملطّخ بدمه وجعلته شعاراً لتمرّدها على السلطة الشرعية التي أعلنت حقوق الإنسان وتبنّت مصالح المحرومين والمضطهدين والتي كانت أمتداداً لحكومة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله).
وعقدت عائشة في مكّة الندوات مع أعضاء حزبها البارزين كطلحة والزبير وسائر الامويين وأخذت تتداول معهم الآراء أي بلد يغزونه ليشكّلوا فيه حكومة لهم ويتّخذوا منه قاعدة لانطلاقهم في محاربة الإمام والإجهاز على حكومته وبعد التأمّل والنظر الدقيق في أحوال المناطق الإسلامية أجمع رأيهم على احتلال البصرة لأن لهم بها شيعة وأنصاراً ، وأعلنوا بعد ذلك العصيان المسلّح وزحفوا نحو البصرة وقد التحق بهم بهائم البشر وحثالات الشعوب من الذين ليس لهم فكر ولا وعي وساروا لا يلوون على شيء حتى انتهوا إلى البصرة وبعد مقاومة عنيفة بينهم وبين الحكومة المركزية فيها استطاعوا احتلالها وألقوا القبض على حاكمها سهل بن حنيف وجيء به مخفوراً إلى عائشة فأمرت بنتف لحيته فنتفتها جلاوزتها وعاد ابن حنيف بعد لحيته العريضة شاباً أمرد.
ولما وافت الأنباء الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بتمرّد عائشة واحتلالها لمدينة البصرة سارع بجيوشه للقضاء على هذا الجيب المتمرّد خوفاً من أن تسري نار الفتنة إلى بقيّة الأمصار الإسلامية وقد ضمّ جيشه القوى الواعية في الإسلام أمثال الصحابي العظيم عمّار بن ياسر ومالك الأشتر وحجر بن عدي وابن التيهان وغيرهم ممن ساهموا في بناء الإسلام وإقامة ركائزه في الأرض.
وسرت جيوش الإمام حتى انتهت إلى البصرة فوجدوها محتلّة بجنود مكثفة وهم يعلنون الطاعة والولاء لأمّهم عائشة فأرسل الإمام رسله إلى أعضاء القيادة العسكرية في جيش عائشة كطلحة والزبير فعرضوا عليهم السلم والدخول في مفاوضات بينهم وبين الامام حقناً لدماء المسلمين فأبوا وأصرّوا على التمرّد والعصيان مطالبين ـ بوقاحة ـ بدم عثمان وهم الذين أطاحوا بحكومته وأجهزوا عليه.
ولما نفدت جميع الوسائل التي اتخذها الإمام (عليه السلام) للسلم اضطّر إلى إعلان الحرب عليهم وجرت بين الفريقين معركة رهيبة سقط فيها أكثر من عشرة آلاف مقاتل وأخيراً نصر الله الإمام على أعدائه فقد قُتل طلحة والزبير وملئت ساحة المعركة بجثث قتلاهم وقذف الله الرعب في قلوب الأحياء منهم فولّوا منهزمين قابعين بالذلّ والعار.
واستولى جيش الإمام على عائشة القائدة العامة للمتمرّدين وحملت بحفاوة إلى بعض بيوت البصرة ولم يتّخذ الإمام معها الإجراءات الصارمة وعاملها معاملة المحسن الكريم وسارع الإمام فسرّحها تسريحاً جميلاً إلى يثرب لتقرّ في بيتها الذي أمرها الله ورسوله أن تسكن فيه ولا تتدخّل بمثل هذه الأمور التي ليست مسؤولة عنها.
وانتهت هذه الفتنة التي أسماها المؤرّخون ( بحرب الجمل ) وقد أشاعت في ربوع المسلمين الثكل والحزن والحداد ومزّقت صفوفهم وألقتهم في شرّ عظيم ... ومن المؤكّد أن دوافع هذه الحرب لم تكن سليمة ولم تكن حجّة عائشة وحزبها منطقية وانّما كانت من أجل المطامع والكراهية الشديدة لحكم الإمام الذي فقدوا في ظلاله جميع الامتيازات الخاصة وعاملهم الإمام كما يعامل سائر المسلمين.
لقد شاهد أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) هذه الحرب الدامية ووقف على أهدافها الرامية للقضاء على حكم أبيه رائد العدالة الاجتماعية في الأرض وقد استبان له أحقاد القبائل القرشية له واستبان له أن الدين لم ينفذ إلى أعماق قلوبهم وانّما كانوا يلوكونه بألسنتهم حفظاً لدمائهم ومصالحهم. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.