أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2017
2562
التاريخ: 8-8-2017
2468
التاريخ: 8-8-2017
2216
التاريخ: 14-8-2017
2696
|
انطوت نفس السيّدة عائشة ـ مع الأسف ـ على بغض عارم وكراهية شديدة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ولعلّ السبب في ذلك ـ فيما نحسب ـ يعود إلى ميل زوجها النبيّ (صلى الله عليه واله) إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وإلى بضعته وحبيبته سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) وإلى سبطيه وريحانتيه سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين (عليهما السلام) واشادته دوماً بفضلهم وسموّ منزلتهم عند الله وفرض مودّتهم على عموم المسلمين كما أعلن الذكر الحكيم ذلك قال تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ) وفي نفس الوقت كانت عائشة تعامل معاملة عادية وفي كثير من الأحيان كان النبيّ (صلى الله عليه واله) يشير إلى أفعالها فقد قال (صلى الله عليه واله) لنسائه : أيّتكنّ تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط وقال (صلى الله عليه واله) : من ها هنا يتولّد الشرّ وأشار إلى بيتها وغير ذلك مما أثار عواطفها.
وثمّة سبب في كراهية عائشة للإمام وهو موقفه الصارم الذي وقفه تجاه بيعة أبيها أبي بكر ومقاطعته لانتخابه وشجبه لبيعته وبعد سقوط حكومة عثمان كانت تروم إرجاع الخلافة إلى قبيلتها تيم لتكون سياسة الدولة بجميع أجهزتها خاضعة لرغباتها وميولها وهي على يقين أن
الخلافة إذا رجعت للإمام (عليه السلام) فإنّها سوف تعامل كغيرها من أبناء الشعوب الإسلامية ولا تحظى بأيّة ميّزة فان جميع الشؤون السياسية والاقتصادية عند الإمام (عليه السلام) لا بدّ أن تسير على وفق الكتاب والسنّة ولا مجال عنده للأهواء والعواطف وكانت عائشة تعرف ذلك جيّداً ولذا أعلنت العصيان والتمرّد على حكومته وقد انضمّ إليها كل من الزبير وطلحة والامويين وذوي الاطماع والمنحرفين عن الحق من القبائل القرشية الذين ناهضوا الدعوة الإسلامية من حين بزوغ نورها.
وعلى أيّ حال فقد كانت عائشة من أوثق الأسباب في الإطاحة بحكومة عثمان وقد أفتت بوجوب قتله ولما أيقنت بهلاكه خرجت إلى مكّة وهي تتطلع إلى الأخبار فلما وافاها النبأ بقتله أعلنت فرحتها الكبرى ولكنها لمّا فوجئت بالبيعة للإمام (عليه السلام) انقلب وضعها رأساً على عقب وراحت تقول بحرارة : قتل عثمان مظلوماً والله لأطلبنّ بدمه .. .
وأخذت تندب عثمان رياءً لا حقيقة وقد رفعت قميصه الملطّخ بدمه وجعلته شعاراً لتمرّدها على السلطة الشرعية التي أعلنت حقوق الإنسان وتبنّت مصالح المحرومين والمضطهدين والتي كانت أمتداداً لحكومة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله).
وعقدت عائشة في مكّة الندوات مع أعضاء حزبها البارزين كطلحة والزبير وسائر الامويين وأخذت تتداول معهم الآراء أي بلد يغزونه ليشكّلوا فيه حكومة لهم ويتّخذوا منه قاعدة لانطلاقهم في محاربة الإمام والإجهاز على حكومته وبعد التأمّل والنظر الدقيق في أحوال المناطق الإسلامية أجمع رأيهم على احتلال البصرة لأن لهم بها شيعة وأنصاراً ، وأعلنوا بعد ذلك العصيان المسلّح وزحفوا نحو البصرة وقد التحق بهم بهائم البشر وحثالات الشعوب من الذين ليس لهم فكر ولا وعي وساروا لا يلوون على شيء حتى انتهوا إلى البصرة وبعد مقاومة عنيفة بينهم وبين الحكومة المركزية فيها استطاعوا احتلالها وألقوا القبض على حاكمها سهل بن حنيف وجيء به مخفوراً إلى عائشة فأمرت بنتف لحيته فنتفتها جلاوزتها وعاد ابن حنيف بعد لحيته العريضة شاباً أمرد.
ولما وافت الأنباء الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بتمرّد عائشة واحتلالها لمدينة البصرة سارع بجيوشه للقضاء على هذا الجيب المتمرّد خوفاً من أن تسري نار الفتنة إلى بقيّة الأمصار الإسلامية وقد ضمّ جيشه القوى الواعية في الإسلام أمثال الصحابي العظيم عمّار بن ياسر ومالك الأشتر وحجر بن عدي وابن التيهان وغيرهم ممن ساهموا في بناء الإسلام وإقامة ركائزه في الأرض.
وسرت جيوش الإمام حتى انتهت إلى البصرة فوجدوها محتلّة بجنود مكثفة وهم يعلنون الطاعة والولاء لأمّهم عائشة فأرسل الإمام رسله إلى أعضاء القيادة العسكرية في جيش عائشة كطلحة والزبير فعرضوا عليهم السلم والدخول في مفاوضات بينهم وبين الامام حقناً لدماء المسلمين فأبوا وأصرّوا على التمرّد والعصيان مطالبين ـ بوقاحة ـ بدم عثمان وهم الذين أطاحوا بحكومته وأجهزوا عليه.
ولما نفدت جميع الوسائل التي اتخذها الإمام (عليه السلام) للسلم اضطّر إلى إعلان الحرب عليهم وجرت بين الفريقين معركة رهيبة سقط فيها أكثر من عشرة آلاف مقاتل وأخيراً نصر الله الإمام على أعدائه فقد قُتل طلحة والزبير وملئت ساحة المعركة بجثث قتلاهم وقذف الله الرعب في قلوب الأحياء منهم فولّوا منهزمين قابعين بالذلّ والعار.
واستولى جيش الإمام على عائشة القائدة العامة للمتمرّدين وحملت بحفاوة إلى بعض بيوت البصرة ولم يتّخذ الإمام معها الإجراءات الصارمة وعاملها معاملة المحسن الكريم وسارع الإمام فسرّحها تسريحاً جميلاً إلى يثرب لتقرّ في بيتها الذي أمرها الله ورسوله أن تسكن فيه ولا تتدخّل بمثل هذه الأمور التي ليست مسؤولة عنها.
وانتهت هذه الفتنة التي أسماها المؤرّخون ( بحرب الجمل ) وقد أشاعت في ربوع المسلمين الثكل والحزن والحداد ومزّقت صفوفهم وألقتهم في شرّ عظيم ... ومن المؤكّد أن دوافع هذه الحرب لم تكن سليمة ولم تكن حجّة عائشة وحزبها منطقية وانّما كانت من أجل المطامع والكراهية الشديدة لحكم الإمام الذي فقدوا في ظلاله جميع الامتيازات الخاصة وعاملهم الإمام كما يعامل سائر المسلمين.
لقد شاهد أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) هذه الحرب الدامية ووقف على أهدافها الرامية للقضاء على حكم أبيه رائد العدالة الاجتماعية في الأرض وقد استبان له أحقاد القبائل القرشية له واستبان له أن الدين لم ينفذ إلى أعماق قلوبهم وانّما كانوا يلوكونه بألسنتهم حفظاً لدمائهم ومصالحهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|