المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28

Growth Factors
15-5-2016
الانسلاخ في الحشرات Molting or Ecdysis
17-1-2016
انواع اخرى من الملاحة - النقل بالأسلاك- النقل المعلق
22-8-2022
Lysosomes
2-8-2016
هل توجد أدلّة نقلية تثبت أنّ رسول الله صلّى مسبلاً ؟
2023-12-31
Euler Graph
27-2-2022


خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة  
  
2457   10:36 صباحاً   التاريخ: 29-7-2017
المؤلف : السيد محسن الامين.
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة.
الجزء والصفحة : ج 6 -ص304
القسم : الحديث والرجال والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2017 1416
التاريخ: 2023-09-06 962
التاريخ: 23-12-2015 1844
التاريخ: 2023-10-03 1073

أبو عبد الله أو أبو يحيى أو أبو محمد خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي الصحابي توفي سنة 37 بالكوفة وقيل 39 وسنه 73 أو 63 سنة.
وخباب بخاء معجمة مفتوحة وباء موحدة مشددة وألف وباء والإرت بهمزة وراء مهملة مفتوحتين ومثناة فوقانية مشددة واصل الأرت من في لسانه عقدة لا يطاوعه لسانه عند إرادة الكلام فإذا شرع فيه اتصل كلامه ولعل أباه كان كذلك.
الخلاف في نسبه قال ابن هشام في سيرته هو من بني تميم ويقال هو من خزاعة اه‍ وفي الاستيعاب اختلف في نسبه فقيل هو خزاعي وقيل تميمي لم يختلف أنه حليف لبني زهرة والصحيح أنه تميمي النسب لحقه سباء في الجاهلية فبيع بمكة فاشترته امرأة من خزاعة اسمها أم أنمار بنت سباع الخزاعية فأعتقته وأبوها سباع حليف عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة فهو تميمي النسب خزاعي الولاء زهري بالحلف وقيل بل أم خباب هي أم سباع الخزاعية ولم يلحقه سباء ولكنه انتمى إلى حلفاء أمه بني زهرة اه‍ وفي الإصابة التميمي ويقال الخزاعي سبي في الجاهلية فبيع بمكة فكان مولى أم أنمار الخزاعية وقيل غير ذلك ثم حالف بني زهرة وفي الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد كاتب الواقدي كان أصابه سباء فبيع بمكة فاشترته أم أنمار وهي أم سباع الخزاعية حليف عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ويقال بل أم خباب وأم سباع بن عبد العزى الخزاعي واحدة وكانت ختانة بمكة وهي التي عنى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين قال لسباع بن عبد العزى هلم إلي يا ابن مقطعة البظور فانضم خباب بن الأرت إلى آل سباع وادعى حلف بني زهرة بهذا السبب اه‍ وفي الخصال ما يدل على أنه نبطي لا عربي وهو ما رواه بسنده عن علي ع السباق خمسة فانا سابق العرب وسلمان سابق فارس وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبش وخباب سابق النبط فمع ضعف سنده وإرساله واشتماله على ما لم يصح عندنا معارض بأقوى منه وفي المستدرك للحاكم: كثر الاختلاف في نسبه فقيل حليف بني زهرة ثم رواه بسنده عن عروة بن الزبير.

وقيل مولى بني زهرة ثم رواه بسنده عن الزهري وقال إنه أصح الأقاويل لصحة الرواية به إلى الزهري. وقيل مولى ثابت بن أم أنمار ثم رواه بسنده عن خليفة بن خياط قال وثابت مولى الأخنس بن شريق الثقفي. وقيل مولى عتبة بن غزوان ثم رواه بسنده عن إبراهيم بن سعد.

وفاته ومدفنه :

في طبقات ابن سعد مسندا انه سئل عبد الله بن خباب متى مات أبوك قال سنة 37 وهو يومئذ ابن 73 سنة وفي موضع آخر منه انه توفي بالكوفة منصرف علي ع من صفين سنة 37 فصلى عليه علي ودفنه بظهر الكوفة وكان يوم مات ابن 73 ثم قال قال محمد بن عمر وسمعت من يقول هو أول من قبره ع بالكوفة وصلى عليه منصرفه من صفين وكان الناس يدفنون موتاهم بالكوفة في جبابينهم فلما ثقل خباب أوصى ابنه فقال ادفني بهذا الظهر فإنك لو قد دفنتني به قيل دفن بالظهر رجل من أصحاب رسول الله ص فدفن الناس موتاهم فدفنه بالظهر فكان أول مدفون بظهر الكوفة اه‍.
وروى الحاكم في المستدرك هذا الحديث بسنده عن عبد الله بن خباب الا انه قال حتى جاء خبابا سهم فلما ثقل الحديث وفي الاستيعاب نزل الكوفة ومات بها سنة 37 منصرف علي ع من صفين وقيل بل مات سنة 39 بعد أن شهد مع علي صفين والنهروان وصلى عليه علي بن أبي طالب وكانت سنه إذ مات 63 سنة وقيل بل مات خباب سنة 19 بالمدينة وصلى عليه عمر اه‍. وفي الإصابة نزل الكوفة ومات بها سنة 37 زاد ابن حبان منصرف علي ع من صفين وصلى عليه علي وقيل مات سنة 19 والأول أصح ويقال انه أول من دفن بظهر الكوفة وعاش 63 سنة اه‍.
وفي رجال العلامة الطباطبائي انه نزل الكوفة ومات بها سنة 37 بعد أن شهد صفين والنهروان مع أمير المؤمنين ع وكان عمره 63 سنة وصلى عليه أمير المؤمنين ع وفي تهذيب التهذيب نزل الكوفة ومات بها سنة 37 وهو ابن 73 سنة أو 63 وصلى عليه علي بن أبي طالب وحكى صاحب الاستيعاب أنه شهد صفين مع علي وقال أبو الحسن بن الأثير الصحيح انه لم يشهد صفين منعه من ذلك مرضه وقال ابن حبان مات منصرف علي من صفين وصلى عليه علي اه‍. وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة 37: فيها مات خباب بن الإرث شهد بدرا وما بعدها وشهد صفين مع علي والنهروان وقيل لم يشهدها كان مريضا ومات قبل قدوم علي إلى الكوفة وقيل مات سنة 39 وكان عمره 63 سنة وفي التعليقة عن الشيخ أبي جعفر الطوسي انه مات بالكوفة وصلى عليه أمير المؤمنين ع وقبره هناك وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين والطبراني وابن الأثير في الكامل ان خبابا مات بعد خروج أمير المؤمنين ع إلى صفين فروى نصر عن عبد الرحمن بن جندب قال لما اقبل علي ع من صفين أقبلنا معه فجزنا النخيلة ورأينا الكوفة ورأينا بيوت الكوفة ثم مضى حتى جزنا دور بني عوف فإذا نحن عن ايماننا بقبور سبعة أو ثمانية فقال أمير المؤمنين ع ما هذه القبور فقال له قدامة بن عجلان الأزدي يا أمير المؤمنين ان خباب بن الإرث توفي بعد مخرجك فأوصى ان يدفن في الظهر وكان الناس يدفنون في دورهم وأفنيتهم فدفن الناس إلى جنبه فقال علي ع: رحم الله خبابا قد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلى في جسده أحوالا ولن يضيع الله اجر من أحسن عملا. فجاء حتى وقف عليهم ثم قال: السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أنتم لنا سلف وفرط ونحن لكم تبع وبكم عما قليل لاحقون اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم ثم قال:
الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا احياء وأمواتا الحمد لله الذي جعل منها خلقنا وفيها يعيدنا وعليها يحشرنا طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله بذلك اه‍. وذكر نحوه ابن الأثير في أسد الغابة وفي الكامل وقال أيضا في حوادث سنة 37 وفيها مات خباب بن الإرث شهد بدرا وما بعدها وشهد صفين مع علي ع والنهروان وقيل لم يشهدهما كان مريضا ومات قبل قدوم علي ع إلى الكوفة اه‍. وفي الإصابة روى الطبراني من طريق زيد بن وهب قال لما رجع علي ع من صفين مر بقبر خباب فقال: رحم الله خبابا أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسمه أحوالا ولن يضيع الله اجره اه‍..

أقول لا يبعد ان يكون موته في غياب علي ع بصفين سنة 37 لان الوقعة كانت في تلك السنة ومن قال إن وفاته منصرف علي ع من صفين وانه صلى عليه لعله توهم ذلك من تأبينه له فظن أنه كان حاضرا عند وفاته ومن قال إنه توفي سنة 39 لعله بناه على أنه توفي بعد النهروان أو بني ان وفاته بعد النهروان على أنه توفي سنة 39 والظاهر أنه وقع تصحيف بين 37 و 39 وان الصواب الأول وكذلك الظاهر أن الخلاف في مدة عمره نشأ من التصحيف بين الستين والسبعين لتقارب الحروف في الرسم اما القول بأنه مات بالمدينة سنة 19 فالظاهر أنه اشتباه برجل آخر.
في أسد الغابة الصحيح انه مات سنة 37 وانه لم يشهد صفين فإنه كان مريضا قد طال به المرض فمنعه من شهودها واما الخباب الذي مات سنة 19 فهو مولى عتبة بن غزوان ذكره أبو عمر أيضا وقد ذكر ابن منده وأبو نعيم ان خباب بن الأرت مولى عتبة بن غزوان وليس كذلك انما خباب مولى عتبة بن غزوان رجل آخر يأتي ذكره وهما قد ذكرا فيمن شهد بدرا من بني نوفل بن عبد مناف من حلفائهم عتبة بن غزوان وخباب مولى عتبة ثم قال أبو نعيم عن مولى عتبة انه لم يعقب ولا نعرف له رواية فكفى بهذا دليلا على أنهما اثنان لان ابن الأرت قد أعقب عدة أولاد منهم عبد الله قتله الخوارج أيام علي ع ولابن الأرت رواية عن النبي ص ثم إن بني زهرة غير بني نوفل وقد ذكر ابن إسحاق وغيره من أصحاب السير من شهد بدرا من بني زهرة من حلفائهم خباب بن الأرت وذكروا أيضا من حلفاء بني نوفل خبابا مولى عتبة بن غزوان فظهر ان مولى عتبة غير خباب بن الأرت اه‍.

أقوال العلماء فيه :

قال ابن أبي الحديد هو قديم الاسلام قيل إنه كان سادس ستة وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد وهو معدود في المعذبين في الله وهو أول من دفن بظهر الكوفة وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص خباب بن الأرت مقتصرا على ذلك وقال بحر العلوم الطباطبائي في رجاله: خباب بن الأرت التميمي أبو عبد الله أحد السابقين الأولين الذين عذبوا في الدين فصبروا على اذى المشركين روي أن قريشا أوقدت له نارا وسحبوه عليها فما أطفأها الا ودك ظهره وكان اثر النار ظاهرا عليه في جسده، وقال اليافعي في تاريخه وفضائل صهيب وسلمان وأبي ذر وخباب لا يحيط بها كتاب اه‍.
وذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير في موضعين في البدريين من المهاجرين وفي الكوفيين فقال سمعت من يذكر انه رجل من العرب من بني سعد بن زيد مناة بن تميم وكان أصابه سباء فاشترته أم أنمار فأعتقته ونزل في الكوفة وابتنى بها دارا في جهار سوج خنيس وتوفي بها روى بسنده انه أسلم قبل ان يدخل رسول الله ص دار الأرقم وقبل ان يدعو فيها وكان من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه وقال خباب لقد رأيتني يوما أخذوني وأوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها ثم وضع رجل رجله على صدري فما اتقيت الأرض الا بظهري ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد برص وروى أيضا ان المقداد بن عمرو وخباب بن الأرت لما هاجرا إلى المدينة نزلا على كلثوم بن الهدم فلم يبرحا منزله حتى توفي قبل أن يخرج رسول الله ص إلى بدر بيسير فتحولا فنزلا على سعد بن عبادة فلم يزالا عنده حتى فتحت بنو قريظة وآخى رسول الله ص بين خباب بن الأرت وجبر بن عتيك وشهد خباب بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص ولما مرض اكتوى في بطنه سبعا وقال لولا أني سمعت رسول الله ص يقول لا ينبغي لاحد ان يتمنى الموت لتمنيته واتي بكفنه قباطي فبكى ثم قال لكن حمزة عم النبي ص كفن في بردة فإذا مدت على قدميه قلصت عن رأسه وإذا مدت على رأسه قلصت عن قدميه حتى جعل عليه إذخر ولقد رأيتني مع رسول الله ص ما أملك دينارا ولا درهما وان في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف واف (1) ولقد خشيت ان تكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا وعاده نفر من أصحاب رسول الله ص فقالوا ابشر يا أبا عبد الله إخوانك تقدم عليهم غدا فبكى وقال عليها (2) من حالي اما انه ليس بي جزع ولكن ذكرتموني أقواما وسميتموهم لي إخوانا وان أولئك مضوا بأجورهم كما هي واني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أوتينا بعدهم اه‍ وروى الحاكم بسنده عن خباب قال لقد خشيت ان يذهب بأجورنا مع رسول الله ص ما أصبنا من الدنيا قال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وفي أسد الغابة بسنده قيل له ان أصحابك اجتمعوا إليك لتحدثهم أو لتأمرهم قال بم آمرهم ولعلي آمرهم بما لست فاعلا. وفي الدرجات الرفيعة كان خباب من فقراء المسلمين وخيارهم كان فاضلا من المهاجرين الأولين وكان في الجاهلية قينا يعمل السيوف روي أن الزبير وعثمان تكالما فقال الزبير ان شئت تقاذفنا فقال عثمان أبا لبعر يا أبا عبد الله فقال الزبير بل يضرب خباب وريش المقعد يعني بالسيوف والسهام والمقعد بفتح العين المهملة رجل كان يريش السهام وكان مبتلى في جثمانه مرض لا يزايله اه‍ وفي شرح النهج هو معدود في المعذبين في الله سأله عمر بن الخطاب أيام خلافته ما لقيت من أهل مكة فقال انظر إلى ظهري فنظر فقال ما رأيت كاليوم ظهرا فقال خباب أوقدوا لي نارا وسحبت عليها فما أطفاها الا ودك ظهري وجاء خباب إلى عمر فجعل يقول أدنه أدنه ثم قال ما أحد أحق بهذا المجلس منك الا ان يكون عمار بن ياسر وابنه عبد الله بن خباب هو الذي قتله الخوارج فاحتج أمير المؤمنين ع وطالبهم بدمه اه‍.
وفي الاستيعاب كان قينا حدادا يعمل السيوف في الجاهلية وكان فاضلا من المهاجرين الأولين شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع النبي ص وكان قديم الاسلام ممن عذب في الله وصبر على دينه وكان رسول الله ص قد آخى بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمة وقيل بل آخى بينه وبين جبر بن عتيك والأول أصح نزل الكوفة ومات بها سئل عما لقي من المشركين فقال انظر إلى ظهري أوقدت لي نار وسحبت عليها فما أطفأها الا ودك ظهري الودك الشحم وعده في الاستيعاب ممن فضل عليا على غيره وفي أسد الغابة هو من السابقين الأولين إلى الاسلام وممن عذب في الله كان سادس ستة في الاسلام ألبسوه الدرع الحديد وصهروه في الشمس فبلغ منه الجهد ما شاء ان يبلغ من حر الحديد والشمس قال الشعبي ان خبابا صبر ولم يعط الكفار ما سألوه فجعلوا يلصقون ظهره بالرضف حتى ذهب لحم متنه ونزل الكوفة ومات بها.
وفي الإصابة كان من السابقين الأولين روى البارودي انه أسلم سادس ستة وهو أول من أظهر اسلامه وعذب عذابا شديدا لأجل ذلك ثم شهد المشاهد كلها وكان يعمل السيوف في الجاهلية ثبت ذلك في الصحيحين وثبت فيهما أيضا انه تمول وانه مرض مرضا شديدا حتى كاد ان  يتمنى الموت اه‍. وفي أسد الغابة قال بعض العلماء ان خباب بن الأرت لم يكن قينا وانما القين مولى عتبة بن غزوان والله أعلم.

اخباره :

في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق في اسلام عمر ان أخته فاطمة وزوجها سعيد بن عمرو بن نفيل ورجل من بني عدي بن كعب اسمه نعيم بن عبد الله النحام كانوا قد أسلموا وهم مستخفون باسلامهم وكان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن فخرج عمر يوما متوحشا سيفه يريد رسول الله ص وقد ذكر له انه مع جماعة من أصحابه قريبا من أربعين رجلا وامرأة في بيت عند الصفا فيهم عمه حمزة وأبو بكر وعلي بن أبي طالب فلقيه نعيم بن عبد الله فقال أين تريد فقال أريد محمدا هذا الصابئ الذي فرق امر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها فاقتله فقال لقد غرتك نفسك من نفسك أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم قال وأي أهل بيتي قال أختك فاطمة وزوجها ابن عمك فرجع عمر إلى أخته وختنه وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها سورة طه يقرئهما إياها فلما سمعوا حسه تغيب خباب في مخدع لهم وجعلت فاطمة الصحيفة تحت فخذها وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما فقال ما هذه الهيمنة التي سمعت قالا ما سمعت شيئا قال بلى لقد أخبرت انكما تابعتما محمدا على دينه وبطش بختنه فقامت إليه أخته لتكفه عن زوجها فضربها فشجها فقالا له قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك فلما رأى ما بأخته من الدم ندم وقال لأخته أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرأون آنفا فقالت انا نخشاك عليها فحلف لها ليردنها إذ قرأها فقالت انك نجس على شركك فقام فاغتسل فلما قرأ منها صدرا قال ما أحسن هذا الكلام وأكرمه فلما سمع ذلك خباب خرج إليه ودعاه إلى الاسلام فقال دلني على محمد لآتيه فاسلم فدله فطرق الباب فنظر إليه رجل من خلل الباب متوحشا السيف فأخبر رسول الله ص فقال حمزة ائذن له فان كان جاء يريد خيرا بذلناه له وان كان يريد شرا قتلناه بسيفه فقال رسول الله ص ائذن له فلما دخل اخذ رسول الله ص يجمع رداءه ثم جبذه جبذة شديدة وقال ما جاء بك والله ما أرى ان تنتهي حتى يزل الله بك قارعة قال جئتك لأؤمن بالله وبرسوله الحديث.
وفي سيرة ابن هشام أيضا قال ابن إسحاق كان خباب بن الأرت صاحب رسول الله ص قينا بمكة يعمل السيوف وكان قد باع من العاص بن وائل سيوفا عملها له حتى إذا كان له عليه مال فجاء يتقاضاه قال له يا خباب أليس يزعم محمد صاحبكم هذا الذي أنت على دينه ان في الجنة ما ابتغي أهلها من ذهب وفضة أو ثياب أو خدم قال خباب بلى قال فانظرني إلى يوم القيامة حتى ارجع إلى تلك الدار فأقضيك هنالك حقك فوالله لا تكون أنت وأصحابك آثر عند الله مني ولا أعظم حظا في ذلك فأنزل الله تعالى فيه أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله تعالى ونرثه ما بقول ويأتينا فردا:. وروى محمد بن سعد هذا الخبر في الطبقات بسنده إلى خباب بنحو آخر قال كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل دين فاتيته أتقاضاه فقال لي لن أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت له لن أكفر به حتى تموت ثم تبعت قال إني لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد فنزلت فيه أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله فردا) نزول بعض الآيات فيه وفي جماعة مثله في خباب وجماعة من فقراء المؤمنين انزل الله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الآية روى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن خباب بن الأرت قال فينا نزلت كنا ضعفاء عند النبي ص بالغداة والعشي فعلمنا القرآن والخير فجاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فقال انا من أشراف قومنا وانا نكره ان يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك قال نعم قالوا لا نرضى حتى نكتب بيننا كتابا فاتي بأديم ودواة فنزلت هؤلاء الآيات. أخبرنا أبو بكر الحارثي أخبرنا أبو بكر بن حبان حدثنا أبو يحيى الرازي حدثنا سهل بن عثمان حدثنا أسباط بن محمد عن أشعث عن كركوس عن ابن مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله ص وعنده خباب بن الأرت وصهيب وبلال وعمار قالوا يا محمد رضيت بهؤلاء أتريد ان تكون تبعا لهؤلاء فأنزل الله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم وروى الثعلبي في تفسيره باسناده عن عبد الله بن مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله ص وعنده صهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعا لهم أهؤلاء الذين من الله عليهم اطردهم عنك فلعلك ان طردتهم اتبعناك فأنزل الله تعالى ولا تطرد الخ وفي مجمع البيان قال سلمان وخباب فينا نزلت هذه الآية جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري وذووهم من المؤلفة قلوبهم فوجدوا النبي ص قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين فحقروهم وقالوا يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى نخلو بك فان وفود العرب تأتيك فنستحي ان يرونا مع هؤلاء الأعبد ثم إذا انصرفنا فان شئت فأعدهم إلى مجلسك فأجابهم النبي ص إلى ذلك فقالا له اكتب لنا بهذا على نفسك كتابا فدعا بصحيفة واحضر عليا ع ليكتب ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبرئيل بقوله ولا تطرد الذين يدعون إلى قوله أليس الله بأعلم بالشاكرين فنحى رسول الله ص الصحيفة واقبل علينا ودنونا منه وهو يقول كتب ربكم على نفسه الرحمة فكنا نقعد معه فإذا أراد ان يقوم قام وتركنا فأنزل الله عز وجل وابر نفسك مع الذين يدعون ربهم الآية فكان رسول الله ص يقعد معنا ويدنو حتى كادت ركبنا ان تمس ركبتيه فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم وقال لنا الحمد لله الذي لم يمتني حتى امرني ان أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات.
وفي مجمع البيان في تفسير قوله تعالى واصبر نفسك الآية: نزلت الأولى في سلمان وأبي ذر وصهيب وعمار وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي ص وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاءوا إلى رسول الله ص عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله ان جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وارواح صنانهم وكانت عليهم جباب الصوف جلسنا نحن إليك واخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك الا هؤلاء فلما نزلت الآية قام النبي ص يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عز وجل فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى امرني ان أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات اه‍. وقد أطبق المفسرون على نزول هذه الآيات في خباب وأصحابه واستقصاء الروايات فيها يطول به الكلام.
وروى نصر في كتاب صفين بسنده عن ابن عباس ان خباب بن  الأرت وجماعة اخذهم المشركون فقتلوا بعضهم وعذبوا بعضهم وذلك بعد ما خرج النبي ص من مكة حتى قالوا بعض ما أراد المشركون ثم أرسلوا فنزلت فيهم هذه الآية والذين هاجروا في الله من بعد ما فتنوا لنبوأنهم في الدنيا حسنة ولاجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
وفي معجم البلدان ان عثمان بن عفان اقطع خباب بن الأرت استينا قرية بالكوفة.

روايته والراوون عنه   :

في الإصابة روى عن النبي ص وفي ذيل المذيل روى عن رسول الله ص حديثا كثيرا وفي أسد الغابة روى عنه ابنه عبد الله ومسروق بن الأجدع وقيس بن سنجرة وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل والشعبي وحارثة بن مضرب وغيرهم وزاد صاحب تهذيب التهذيب روى عنه أبو امامة الباهلي وأبو معمر عبد الله بن الشخير وعلقمة بن قيس وأبو وائل وحارثة بن مضرب وأبو الكنود الأزدي وأبو ليلى الكندي قال وأرسل عنه مجاهد والشعبي وسليمان بن أبي هند خباب المسلمي الكوفي خباب النخعي الكوفي ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع الخباز البلدي اسمه محمد بن أحمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نوع من الدراهم يسمى الوافي.
(2) كذا في النسخة ولعل صوابه اها. - المؤلف -




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)