أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017
3185
التاريخ: 23-5-2017
3384
التاريخ: 21-6-2017
3211
التاريخ: 5-11-2015
3651
|
كانت غزوة بدر الكبرى، وذلك أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سمع بأبي سفيان بن حرب في أربعين راكباً من قريش تجّاراً قافلين من الشام، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في ثلاثمائة راكب ونيّف، وأكثر أصحابه مشاة، معهم ثمانون بعيراً وفرس يقال إنّه للمقداد، يعتقب النفر على البعير الواحد، وكان بين رسول الله وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي بعير، وذلك في شهر رمضان. فلمّا خرج من المدينة وبلغ أبا سفيان الخبر أخذ بالعير على الساحل، وارسل إلى أهل مكّة يستصرخ بهم، فخرج منهم نحو من ألف رجل من سائر بطون قريش ومعهم مائتا فرس فودونها، وخرجوا معهم بالقيان يضربن بالدفوف ويتغنّين بهجاء المسلمين، ورجع الأخنس بن شريق الثقفي ببني زهرة من الطريق وكان حليفاً لهم، فبقي منهم نحو من تسعمائة وسبعين رجلاً، وفيهم العبّاس وعقيل ونوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب خرجوا مكرهين، وكانت أشرافهم المطعمون فيهم: العبّاس بن عبد المطّلب وعتبة بن ربيعة وطعيمة بن عديّ وأبو البختري بن هشام واُميّة بن خلف وحكيم بن حزام والنضر بن الحارث بن كلدة وأبو جهل بن هشام وسهيل بن عمرو. فلما بلغ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى بدر، وهي بئر منسوبة إلى رجل من غفار يقال له: بدر، وقد علم رسول الله بفوات العير ومجيء قريش شاور أصحابه في لقائهم أو الرجوع، فقالوا: الأمر إليك وآلق بنا القوم. فلقيهم على بدر لسبع عشرة من شهر رمضان، وكان لواء رسول الله يومئذ أبيض مع مصعب بن عمير ورايته مع عليّ عليه السلام، وأيّدهم الله سبحانه بخمسة آلاف من الملائكة، فكثّر الله المسلمين في أعين الكفّار وقلّل المشركين في أعين المؤمنين كيلا يفشلوا، وأخذ رسول الله كفّاً من تراب فرماه إليهم وقال: «شاهت الوجوه» فلم يبق منهم أحدٌ إلاّ اشتغل بفرك عينيه. وقتل الله من المشركين نحو سبعين رجلاً، واُسر نحو سبعين(1)رجلاً منهم: العبّاس بن عبدالمطّلب، وعقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، فأسلموا، وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث قتلهما رسول الله بالصفراء، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للعبّاس: «افد نفسك وابني أخويك عقيلاً ونوفلاً، وحليفك عتبة بن عمرو وأخي بني الحارث بن فهر فإنّك ذو مال». فقال: إنّي كنت مسلماً وإنّ القوم استكرهوني. فقال عليه السلام: «الله أعلم بإسلامك، إن يكن حقّاً فإنّ الله يجزيك به، فأمّا ظاهر أمرك فقد كان علينا». قال: فليس لي مالٌ.
قال: «فأين المال الذي وضعته عند اُمّ الفضل بمكّة وليس معكما أحدٌ فقلت لها: إن اُصبت في سفري هذا فهذا المال لبنيّ: الفضل وعبدالله وقثُم؟».
فقال: والله يا رسول الله إنّي لأعلم أنّك رسول الله، إنّ هذا لشيء ما علمه أحدٌ غيري وغير اُمّ الفضل، فأحسب لي يا رسول الله ما أصبتم منّي من مال كان معي عشرون أوقيّة. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «لا، ذاك شيء أعطانا الله
منك». ففدى نفسه بمائة أوقيّة، وفدى كلّ واحد بأربعين أوقيّة(2).
وقتل عليّ عليه السلام ببدر من المشركين: الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان شجاعاً فاتكاً، والعاص بن سعيد بن العاص بن اُمّية والد سعيد بن العاص، وطعيمة بن عديّ بن نوفل شجره بالرمح وقال: «والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبداً» ونوفل بن خويلد، وهو الذي قرن أبا بكر وطلحة قبل الهجرة بحبل وعذّبهما يوماً إلى الليل، وهو عمّ الزبير بن العوّام، ولمّا أجلت الوقعة قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «من له علم بنوفل»؟ فقال عليه السلام: «أنا قتلته» فكبّر النبي عليه السلام ثمّ قال: «الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه»(3).
وروى جابر، عن الباقر، عن أمير المؤمنين عليهما السلام فقال: «لقد تعجّبت يوم بدر من جرأة القوم وقد قتلت الوليد بن عتبة، إذ أقبل إليّ حنظلة ابن أبي سفيان فلمّا دنا منّي ضربته بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلاً»(4).
وقتل زمعة بن الأسود، والحارث بن زمعة، وعمير بن عثمان بن كعب ابن تيم عمّ طلحة بن عبيد الله، وعثمان ومالكاً أخوي طلحة في جماعة، وهم في ستّة وثلاثين رجلاً(5).
وقتل حمزة بن عبدالمطّلب شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، والأسود بن عبد الأسود المخزومي(6).
وقتل عمرو بن الجموح أبا جهل بن هشام، ضربه بالسيف على رجله فقطعها ودفّف(2) عليه عبد لله بن مسعود فذبحه بسيفه من قفاه، وحمل رأسه إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). قال عبدالله: وجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على مذمّره ـ أي عنقه ـ وقلت: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: رويعي الغنم! لقد ارتقيت مرتقاً صعباً. قال: ثمّ اجتززت رأسه فجئت به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقلت: هذا رأس عدوّ الله أبي جهل، فحمد الله تعالى(8). وقتل عمّار بن ياسر اُمّية بن خلف(9).
وأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن تلقى القتلى في قليب بدر، ثمّ وقف عليهم وناداهم بأسمائهم وأسماء آبائهم واحداً واحداً، ثمّ قال: «قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقّاً» ثمّ قال: «إنّهم ليسمعون كما تسمعون ولكن منعوا عن الجواب»(10).
واستشهد من المسلمين يوم بدر أربعة عشر رجلاً، منهم: عبيدة بن الحارث بن عبدالمطّلب، وذو الشمالين عمرو بن نضلة حليف بني زهرة، ومهجع مولى عمر، وعمير بن أبي وقّاص، وصفوان بن أبي البيضاء(11)وهؤلاء من المهاجرين، والباقون من الأنصار(12).
ولمّا رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة من بدر لم يقم بالمدينة إلاّ سبع ليال حتّى غزا بنفسه يريد بني سليم، حتّى بلغ ماء من مياههم يقال له: الكدر، فأقام عليه ثلاث ليال، ثمّ رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً، فأقام بها بقيّة شوّال وذا القعدة، وفادى في إقامته جلّ اُسارى بدر من قريش(13).
(2) انظر: سيرة ابن هشام 2: 263، والطبقات الكبرى 2: 11، ودلائل النبوة للبيهقي 3: 32،
42.
(3) انظر: ارشاد المفيد 1: 70، ومغازي الواقدي 1: 92، وسيرة ابن هشام 3: 366.
(4) ارشاد المفيد 1: 75.
(5) انظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 14: 209.
(6) انظر: مغازي الواقدي 1: 151، وسيرة ابن هشام 2: 366، وفيهما: الأسود بن عبد الأسد
لمخزومي.
(7) دفّف على الجريح: أجهز عليه، وفي حديث أبن مسعود: انه دافّ أبا جهل يوم بدر أي
جهز عليه «لسان العرب ـ دفف ـ 9: 105».
(8) انظر: سيرة ابن هشام 2: 288 و 289، وتاريخ الطبري 2: 454 ـ 456، ودلائل النبوة
للبيهقي 3: 84 ـ 85.
(9) المغازي للواقدي 1: 151 وفيه علي بن اُمية بن خلف بدل اُمية بن خلف، السيرة النبوية
ابن هشام 2: 372.
(10) سيرة ابن هشام 2: 92، تاريخ الطبري 2: 456، دلائل النبوة للبيهقي 3: 48 وفيها
اختلاف يسير.
(11) كذا في نسخنا، والصواب: صفوان بن بيضار كما اثبتته جميع المصادر.
(12) انظر: المغازي للواقدي 1: 145 ـ 146، الطبقات الكبرى 2: 17 ـ 18، شرح نهج
لبلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 14: 207.
(13) سيرة ابن هشام 3: 46، تاريخ الطبري 2: 482.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|