المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب
12-10-2017
أعراض الاصابة بالأمراض الفيروسية
21-6-2016
Medicinal chemistry
18-1-2016
بويل ، ساسيل فرانك
20-10-2015
انتقال الحرارة بالتوصيل أو النقل
2023-04-18
Ionization in mass spectrometer
22-2-2020


غزوة الحديبية  
  
3662   03:36 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص108-110.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

في السنة السادسة[للهجرة] أيضا خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في ذي القعدة الى مكة، للعمرة و معه سبعون بدنة للنحر، فاحرم في مسجد الشجرة مع الف و خمسمائة وعشرين نفرا من اصحابه وقيل الف و اربعمائة نفر وكانت أمّ سلمة معه (صلّى اللّه عليه وآله) فلمّا بلغ ذلك المشركين عزموا على منع النبي من دخول مكة وزيارة بيت اللّه الحرام فنزل (صلّى اللّه عليه وآله) قرب بئر قليلة الماء في الحديبية على بعد منزل من مكة فلمّا نزل المسلمون عند البئر نفذ ماؤه بعد دقائق، فشكوا العطش الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فأخرج سهما وأمر أن يوضع في البئر ففار الماء منه حتى شرب القوم منه وارتووا، وجاء بديل بن ورقاء الخزاعي من قبل قريش الى النبي (صلّى اللّه عليه وآله) وأخبره باتفاق قريش على منعه من زيارة بيت اللّه الحرام.

فقال (صلّى اللّه عليه وآله): «ما جئت لحرب وإنمّا جئت لأقضي نسكي فأنحر بدني وأخلّي بينكم وبين لحماتها» ثم جاء عروة بن مسعود الثقفي فقال (صلّى اللّه عليه وآله) له ما قال لبديل، و كان عروة يرمق اصحاب النبي (صلّى اللّه عليه وآله) ويرى عظمة الرسول في أعينهم فلمّا رجع الى قريش قال لهم: انّي قد جئت كسرى‏ في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه و انّي ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه ولقد رأيت قوما لا يتوضأ الّا ابتدروا وضوءه، و لا يبصق بصاقا الّا ابتدروه  ومسحوه على وجوههم يلتمسون منه البركة و لا يسقط من شعره شي‏ء الّا أخذوه و اذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون النظر إليه تعظيما له، وانّه قد عرض عليكم خطّة رشد فاقبلوها ثم أرسل (صلّى اللّه عليه وآله) عثمان الى مكة لتعلم قريش قصده و يبشّر المسلمين بالفرج فلمّا ذهب تبعه عشرة من المهاجرين وفجأة وصل الخبر الى المسلمين بأن عثمان و هؤلاء العشرة قتلوا في مكة و أشاع الشيطان هذا الخبر في جيش النبي (صلّى اللّه عليه وآله)، فعزم النبي أن لا يبرح مكانه حتى يجازي قريشا فجلس الى جنب شجرة سمرة وبايع اصحابه على أن لا يفرّوا و اذا ثارت الحرب يثبتوا مكانهم فسمّيت هذه البيعة، ببيعة الرضوان لقوله تعالى في سورة الفتح: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].

فوقع الرعب في قلوب قريش من هذه المعاهدة فبعثوا سهيل بن عمرو و حفص بن أخف حتى يكتبوا بينهم صلحا، فجاء سهل و كتب صلحا مع النبي (صلّى اللّه عليه وآله) وهو أن توضع الحرب بينهم عشر سنين، و أن يكفّ بعضهم عن بعض، وانّه لا اسلال‏  ولا اغلال‏ ، وانّه من أتى قريشا من أصحاب محمد لم يردوه إليه، وأن يرجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عنهم عامه هذا وأصحابه ثم يدخل مكة في العام القابل فيقيم فيها ثلاثة أيّام والسيوف في الاغماد ومن أتى محمدا بغير اذن وليّه يرده إليه.

انزعج بعض الصحابة من هذه المصالحة وظهر القلق على البعض الآخر لعدم تحقق رؤيا النبي (صلّى اللّه عليه وآله) الذي رأى انّه ذهب الى مكّة واعتمر وقبض على مفاتيح الكعبة وأظهر ابن الخطاب ما كان مضمرا في باطنه على لسانه وقال: ما شككت في نبوة محمد قط الا يوم الحديبية ثم قال لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): لما ذا نعطي الدنيّة في ديننا و نرضى بهذه المصالحة؟ فأجابه النبي (صلّى اللّه عليه وآله) بانّي رسول اللّه ولم أفعل الا ما أمرني ربي.
قال: يا رسول اللّه أ لم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام و نحلق مع المحلقين؟ فقال: أمن عامنا هذا وعدتك؟ قال: لا، فذكر (صلّى اللّه عليه وآله) له انّه سيدخل مكّة و يطوف هناك، قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ } [الفتح: 27].

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.