أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2017
3311
التاريخ: 28-6-2017
3885
التاريخ: 11-12-2014
4951
التاريخ: 11-12-2014
3401
|
وقعت بيعة العقبة الثانية لأهل المدينة، و ذلك انهم عاهدوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يحفظوه و يحرسوه كما يحفظوا أنفسهم و أن يمنعوه ما يمنعوا أنفسهم، ثم ذهبوا الى المدينة، فلمّا علم المشركون بهذا الأمر زاد حقدهم و غيظهم، فاجتمع اربعون نفرا من دهاتهم في دار الندوة للمشورة و ظهر لهم الشيطان على هيئة شيخ من أهل نجد، فصار رأيهم على أن يختاروا من كل قبيلة رجلا و يسلّحوه حساما عضبا ، فيهجموا عليه بغتة و يقتلوه، فيذهب دمه في قريش جميعا، فلا يستطيع بنو هاشم و بنو عبد المطّلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم، فيتركوا الامر الى الدية.
فاجتمعوا في أول ليلة من شهر ربيع الاول، حول دار النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ليهجموا عليه ويقتلوه في فراشه، فهبط عليه جبرئيل و أخبره بمكرهم و نزلت هذه الآية المباركة:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ } [الأنفال: 30] .
فأمر أن يبيّت عليا (عليه السّلام)، مكانه و يخرج هو الى المدينة، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) لعلي (عليه السّلام): «انّ الروح هبط عليّ يخبرني أنّ قريشا اجتمعت على قتلي و أمرني ربّي أن أهجر دار قومي، و أن أنطلق الى غار ثور، و انّه أمرني ان آمرك بالمبيت على مضجعي لتخفي بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل و صانع؟» فقال عليّ (عليه السّلام): أو تسلمن بمبيتي هناك يا نبيّ اللّه؟.
قال: نعم، فتبسّم علي (عليه السّلام) ضاحكا و أهوى الى الارض ساجدا شاكرا، فكان أول من سجد للّه شكرا، فلما رفع رأسه قال: امض لما أمرت، فداك نفسي، و مرني بما شئت أكن فيه بمشيّتك و ما توفيقي الّا باللّه، ثم ضمّه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى صدره و بكيا معا، فأخذ جبرئيل يد النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و أخرجه من الدار و قرأ النبي (صلّى اللّه عليه و آله): {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ } [يس: 9] .
ونثر التراب على وجوههم و قال: شاهت الوجوه، و ذهب الى غار ثور، و في رواية انّه ذهب الى بيت أمّ هاني و في الصباح ذهب الى الغار.
اما أمير المؤمنين (عليه السّلام) فانّه بات تلك الليلة على فراش النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و تغشّى ببرده الأخضر الخضرمي، فأراد المشركون الهجوم في الليل، فمنعهم أبو لهب و قال: انّ في البيت نساء و أطفالا، فنحرسه الليلة و نهجم عليه صباحا، فعند ما أصبح الصباح دخلوا الدار، فوثب عليّ (عليه السّلام) في وجوههم، فقالوا له: أين محمّد؟ قال: أ جعلتموني عليه رقيبا، ألستم قلتم نخرجه من بلادنا؟ فقد خرج عنكم، فنزلت هذه الآية في حق عليّ (عليه السّلام):
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207].
ومكث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ثلاثة أيام في الغار، ثم خرج في اليوم الرابع الى المدينة، فحلّ بها في الثاني عشر من شهر ربيع الاول، في السنة الثالثة عشرة من البعثة، فصارت هذه الهجرة مبدأ تاريخ المسلمين.
وفي السنة الاولى من الهجرة آخى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بين المهاجرين و الانصار، وجعل عليا (عليه السّلام) أخاه و كان زفاف عائشة في شهر شوال منها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|