أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-02-2015
1370
التاريخ: 9-10-2014
1347
التاريخ: 25-11-2014
1330
التاريخ: 25-11-2014
1412
|
لا شك أنّ الإسلام قد حرّم الركون إلى الظالم فقال سبحانه : { وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ }[ هود : 113] ، والكاتب وزملاؤه من مؤيدي الحكومات الجائرة والدعاة لهم في صلوات الجمعة والجماعة ، فما هو جوابهم عند الله عن هذا الركون الّذي لا يمكن إنكاره ؟!
هذا هو زميله أبو الأعلى المودودي أوّل فائز بجائزة الملك فيصل ، وذاك نصيره الآخر « عبد رب الرسول سياف » الفائز بالجائزة الملكية عام 1404 ه (1) ، وهكذا دواليك فلا يشك ذو مسكة انّ جميع مشاريعهم وخططهم قائمة بالأُجور المبذولة من قبل الحكومات المفروضة على الأُمّة الإسلامية ، وهؤلاء قبال هذه النعم والترف ، يسعون بكل قوة وحماس ، في تدعيم عروشهم وتحكيم دعائمها ، ومع ذلك يدّعون أنّهم على خط الإسلام ، والتوحيد وغيرهم على خط الوثنية والشرك.
فما هذا التوحيد الّذي يدّعونه ويجعلونه واجهة لكل آمالهم وأُمنياتهم الدنيوية ؟! فلو كانت حقيقة التوحيد كسر الأصنام والأوثان ، وحذف الوسائط بين العبد والرب ، فما معنى تكريم هذه الطواغيت الجائرة ، والدعاء لهم والافتخار بضيافتهم الفاخرة ، والنزول عند رغباتهم واتخاذهم سناداً وعماداً في الحياة حتّى كأنّه لولاهم لما استقر لهم العيش ؟
نراهم ونرى كل من كان في الخط الذي يمشي عليه هؤلاء ، ساكتين في مقابل طواغيت العصر وأعمالهم الإجرامية ومنها تسامحهم بل تعاملهم مع الشيطان الأكبر الّذي زرع دويلة إسرائيل في قلب الأُمّة الإسلامية ، وهو معلوم للأصم والأعمى ، فكيف بالسميع والبصير ؟!
نرى أنّه سبحانه يذمّ الساكتين ويندّد بالمحايدين عندما يطرح حياة أُمّة من بني إسرائيل الذين كانوا يعيشون في ساحل من سواحل البحر ، فيقسمهم إلى ثلاثة أصناف :
الأوّل : الجماعة الرافضة لحكم الله سبحانه ، حيث حرم عليهم صيد البحر يوم السبت قائلاً : { ... إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ }[ الأعراف : 163].
الثاني : الجماعة الساكتة الّتي أهمّتهم أنفسهم ، لا ينهون المعتدين عن عدوانهم ، بل كانوا يعترضون على القائمين بوظيفة الإرشاد ، والرد في وجه العاصين والطاغين بقولهم : { لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا }.
الثالث : الجماعة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر ، محتسبين ذلك وظيفة دينية عريقة ، وقد حكى الله سبحانه على لسانهم وقال : { مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }.
فالله سبحانه يخبر أنّه اباد الطائفتين الأُوليين « المنكرين ، والساكتين والمحايدين » وأنجى الطائفة الثالثة قائلاً : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }[ الأعراف : 165] ، فالآية صريحة في حصر النجاة في الناهين عن السوء وشمول العذاب للمعتدين والساكتين.
فما أصرح الآية في تبيين مصيركم أيّها الساكتون في وجه الطغاة ، الجالسون حول موائدهم العامرة ، المرتادون لمجالسهم وضيافاتهم الفاخرة ، من دون أن تقابلوهم بوجوه مكفهرّة أو بقلوب مملوءة بالغضب ، ومع ذلك تدّعون أنّكم دعاة التوحيد وأعلام الهداية وشعاركم الوحيد « إلى الإسلام من جديد » ؟!!
وهل الإسلام إلاّ أُصول وعقائد وأحكام ووظائف جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين وملأ فمه : « من رأى منكراً فليغيره بلسانه ، فإن لم يستطع فبيده ، ومن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ».
فهل أنت أيها الأُستاذ ويا أصحاب الندوة والندويين المرتزقين من الوهابية على هذا النمط ؟ فهل رفعتم عقيرتكم على أصحاب الجلالات والعروش بمساهمتهم مع الشيطان الأكبر بإيوائه ثغر الإسلام وأُمّ القرى ومن حولها ؟ كلا ، ولا !! فإنّكم تدركون خطورة الموقف ، وأنّ التخلّف عن الأدب الرسمي فضلاً عن رفع العقيرة ، ينتهي إلى قطع الرواتب والمنح والجوائز ، وبالنتيجة السقوط عن أعينهم وأعين من يعينونهم.
فأنتم بهذا الحال وعّاظ السلاطين وخدّامهم لا وعّاظ الإسلام وخدّام المسلمين غير انّكم اتّخذتم الإسلام والدين واجهة في المجتمع ، ومع ذلك تتمنّون أن يلتف حولكم شباب المسلمين زاعمين أنّكم الإسلام المجسد مع أنّ حياتكم ومنحكم وأُجوركم كلها على عاتق الملوك ، لا على الشعب المسلم ، هذا موجز من دوركم في الحواضر الإسلامية ، ولا نريد البسط والإسهاب « في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء » ؟!!
لقد رأى الكاتب صورتي النبي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المساجد والبيوت ، وقد عزّ عليه ذلك.
أقول : إنّ الكاتب رأى سفور النساء في شوارع طهران يومذاك ورأى المؤسسات الربوية في جميع المدن الّتي زارها ، كما رأى التماثيل المنصوبة لطاغوت العصر في الساحات والميادين ، ولمس سنّ القوانين الكافرة في البلاد ، ولاحظ البرامج التربوية المنحرفة في الجامعات والكليات ، ومع ذلك كله لم ينبس في شأن تلك الموارد ببنت شفة ولم يعترض لا على مضيّفه ، ولا أتى بذكر واحدة من تلك الأُمور المهمة الهدامة لأُسس الإسلام في صميم رسالته ، ولكنّه عزّ عليه وجود
صورة النبي والولي في بعض المساجد ، الّتي لا يوافق عليها العلماء ولا يفعلها إلاّ بعض الجهلة والسذج.
فالإسلام الّذي يجتمع مع سفور النساء ، وإنشاء المؤسسات الربوية ، وانحراف المناهج التربوية ، ويلتئم مع القوانين الكافرة في جميع المظاهر ، ويجتمع مع الدعاء للطواغيت والخضوع لهم ، وأخذ المنح والجوائز من أيديهم ، والتذلّل لهم بكل الوسائل ، عليه السلام ، وعلى مثل ذلك الدين العفا ، وكأنّي بشاعر المعرّة يخاطب تلك الزمرة ، ويقول :
إذا وصف الطائي بالبخل مادر وعير قسّاً بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت خفية وقال الدجى للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء ترفّعاً وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر انّ الحياة ذميمة ويا نفس جدي انّ دهرك هازل
ويا للعجب انّكم تشاهدون بأُمِّ أعينكم السفور والخمور في شوارع العواصم الإسلامية وتعلمون أنّ الحكومات الّتي أنتم تؤيدونها وتدعمونها ، هي السبب الوحيد لهذه الأوضاع الخلقية المؤسفة ومع ذلك لا تنبسون ببنت شفة ، ولمّا قامت الثورة الإسلامية في إيران ، فجابهت فوضى الفساد ، وقطعت جذورها ، خرجتم من أوكاركم متسلحين باسم الإسلام المزعوم تصبون القارعات عليها ، وتشنون الغارات إليها بكل قوّة ووسيلة ، وتكتبون في كل شهر وشهرين رسالة حولها إبعاداً لها عن قلوب الشباب ، وتحاولون تشويه سمعتها ، ما هذا التساهل في مقابل الطغمة الأثيمة في الحواضر الإسلامية ، وما هو الهدف وراء هذه الهجمة الشرسة على الحكومة الإسلامية الفتية الّتي تريد إيقاظ الطوائف الإسلامية ، حتّى تقوم بواجبها وتركز على التمسك بالوحدة ؟!
فبدلاً من دعمها وتأييدها وصيانتها عن الزلة حتّى تنمو وتصير شجرة مثمرة معطية أُكلها كلَّ حين ، قمتم بوجه تلك الحكومة بنشر كتيبات ورسائل تكرّرون الشبه الّتي أكل عليها الدهر وشرب ، وأجاب عنها الفطاحل الأعلام ، وقبل كل شيء تشقون عصا المسلمين وتمزّقون الوحدة ولو كان الهدف من نشرها هو الهداية والإرشاد إلى سبيل التوحيد ، فليست الفرية والافتعال والاعتماد على كتب مخالفيهم ، بل وعلى كتب اليهود والنصارى من شروطها ، ولا نبش الدفائن من أُسسها !! « ما هكذا تورد يا سعد الأبل ».
إنّ ما تذكرونه من الشبهات مأخوذ من كتّاب مغفّلين أو مستغربين ، كموسى جار الله التركستاني ، وأحمد أمين المصري ، ذلك الكاتب المتحذلق المختلق ، والقصيمي النجدي ذلك الكيذبان الأشرس على المسلمين جميعاً وعلى الشيعة خصوصاً ، وغيرهم ، وقد قام الفطاحل الأعلام من الإمامية بنقد هذه النسب المفتعلة أو تفسيرها على نهج الحق ، نظراء : الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء ، والسيد محسن الأمين الشامي ، وشرف الدين العاملي ، وعبد الله السبيتي ، والعلاّمة الأميني ـ قدس الله أسرارهم وأسكنهم فسيح جناته ـ فكان الواجب على الكاتب ونظيره ترك التعرّض لهذه المسائل بعد الوقوف على هذه الكتب ، غير أنّه راقه تكرار المكرّرات وإغواء البسطاء ، وقبل كل شيء إرضاء الأسياد الذين يقومون في وجه الثورة الإسلامية يخافون من اندلاعها في المنطقة.
لا شك أنّ الحركة نحو الإسلام قد استفحلت في جميع الأقطار الإسلامية وتشرف أن تكون ناضجة مثمرة في الأبعاد الكثيرة ، وانّ الأُمنية الّتي كانت تجول في خواطر الشخصيات الإسلامية الكبيرة منذ بداية القرن الرابع عشر كالسيد جمال الدين الأسد آبادي ، وتلميذه شيخ الأزهر محمد عبده المصري ، والسيد الكواكبي الشامي وسائر الأعلام ، أخذت تتجسد في المجتمع.
فهل يصحّ في هذه الظروف نبش الدفائن والتنقيب عن المسائل الّتي تفكك عرى الوحدة ، وتوجد القلق والاضطراب ، أو ليست الوظيفة في هذه الظروف الدعوة إلى الوحدة وتناسي البحث عن هذه المسائل أو تأجيلها إلى آونة أُخرى ؟!
____________________
(1) جريدة أخبار العالم الإسلامي ، رجب 1407 ه ـ الموافق 16 آذار 1987 م .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|