أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
3979
التاريخ: 28-6-2017
3132
التاريخ: 2024-10-28
834
التاريخ: 5-11-2015
3668
|
قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) كثيرا من شروط ثقيف حتى انه ضمن لأهل الطائف ـ ضمن ذلك العهد ـ أمن منطقة الطائف وما يرتبط بالطائفيين من أراض، ولكن بعض شروطهم كانت غير صحيحة، ووقحة الى درجة أن النبي (صلى الله عليه واله) غضب بسببها، ولا بأس بأن نتعرض لذكر بعض هذه الشروط :
قال وفد ثقيف : ان قبيلة ثقيف مستعدة لان تعتنق الاسلام شريطة أن يترك بيت أصنامهم على حاله، وأن يعبدوا اللات وهو صنم القبيلة الاكبر مدة ثلاث سنين فأبى رسول الله (صلى الله عليه واله).
فلما رأوا غضب النبي واباءه أخذوا يتنازلون عن المدة التي ذكروها سنة سنة وهو يأبى عليهم حتى سألوا شهرا واحدا، فأبى عليهم أن يدعها ولا يوما.
ولقد كان مثل هذا الطلب من النبي (صلى الله عليه واله) الذي كان نشر التوحيد، وهدم بيوت الاصنام، وتحطيم الاوثان يشكل هدفه الاساسي كان طلبا مخجلا جدا، ولقد كان مثل هذا الطلب يكشف عن أنهم كانوا يريدون إسلاما لا يضر بمصالحهم الماديّة وميولهم الباطنية، أما إذا كان غير هذا فلن يقبلوه ولن يرضوا به.
ولهذا عند ما عرف وفد ثقيف بقبح مطلبهم هذا بادروا إلى التعلل والاعتذار بأنهم إنما أرادوا بذلك إرضاء نسائهم وذراريهم وسفهاء قبيلتهم، حيث إنهم يكرهون أن يروّعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الاسلام، فاذا أبى رسول الله (صلى الله عليه واله) عليهم ذلك فليبعث معهم شخصا من غير قبيلتهم ليهدمها، فوافق النبي (صلى الله عليه واله) على هذا الشرط، لأنّ النبي (صلى الله عليه واله) كان يريد محو وازالة جميع المعبودات الباطلة عن الحياة البشرية سواء أتمّ هذا على أيدي الطائفيين أم على أيدي غيرهم.
والشرط الآخر هو أن يعفيهم رسول الله (صلى الله عليه واله) من الصلاة.
فلقد كانوا يتصوّرون أن رسول الله (صلى الله عليه واله) يمكنه التصرّف في الأحكام الإلهية كما يفعل قادة أهل الكتاب، حسب زعمهم، حيث كانوا يكلّفون جماعة بهذه الاحكام، بينما يعفون جماعة اخرى منها، وذلك غفلة منهم عن أنّه (صلى الله عليه واله) يتبع الوحي الالهيّ، ولا يمكنه التغيير فيه قيد شعرة.
إن هذا الشرط كان يكشف عن انه لم يكن قد ترسّخت في أفئدتهم روح التسليم المطلق بعد، وأنّ اعتناقهم للاسلام كان نتيجة ظروف ساقتهم إلى اسلام ظاهريّ سطحيّ، وإلاّ فلا داعي ولا مبرّر للأيمان ببعض ما جاء في الاسلام دون بعض، فيقبلوا شيئا ويرفضوا شيئا آخر.
إن الاسلام، والايمان بالله إن هو إلاّ نوع من التسليم الباطني الروحيّ، والخضوع القلبي الذي يقبل المرء في ظلّه جميع التعاليم والدساتير الإلهية عن طواعية ورغبة، وفي مثل هذه الحالة لا غير لا تجد فكرة التبعيض في التعاليم الإلهية طريقا إلى روح إنسان ومخيّلته.
ولأجل هذا قال رسول الله (صلى الله عليه واله) في جوابهم : لا خير في دين لا صلاة فيه .
إن المسلم الذي لا يسجد ولا يركع لله تعالى في اليوم والليلة ولا مرة واحدة، ولا يذكر ربّه لا يكون مسلما بالمعنى الصحيح.
هذا وعند ما اتفق الطرفان على شروطهما نظمت معاهدة تشمل المواد والشروط المتّفق عليها، وقّع عليها رسول الله (صلى الله عليه واله)، وحينئذ أذن رسول الله (صلى الله عليه واله) لوفد ثقيف بالعودة إلى قومهم، واختار منهم أحدثهم سنا وهو عثمان بن أبي العاص الذي كان أحرصهم على التفقه في الإسلام، وتعلّم القرآن خلال وجوده بالمدينة فأمّره عليهم، وجعله نائبا دينيا، وسياسيا عنه في قبيلة ثقيف وأوصاه ـ فيما أوصاه ـ بأن يصلّي بالناس جماعة مراعيا أضعفهم قائلا له : يا عثمان تجاوز في الصلاة وأقدر الناس بأضعفهم فانّ فيهم الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة.
ثم كلّف رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا سفيان بن حرب ، و المغيرة بن شعبة بالتوجّه الى الطائف مع وفد ثقيف لهدم الاصنام فيها، أجل إن أبا سفيان الذي كان وحتى يوم أمس من حفظة الأصنام وهو الذي أراق في سبيلها أنهرا من الدّماء، يمشي الآن إلى الطائف وهو يحمل فأسه ومعوله لتحطيم الأصنام فيها، ويحوّلها الى تلّ من الحطب، ويبيع ما يتعلق بها من ذهب وفضّة وحليّ ليقضى بأموالها ديون عروة و الأسود حسب اوامر رسول الله (صلى الله عليه واله).
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|