المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الأدلة العقلية في نفي السهو  
  
777   09:48 صباحاً   التاريخ: 25-12-2018
المؤلف : الدكتور عبد الرسول الغفار
الكتاب أو المصدر : شبهة الغلو عند الشيعة
الجزء والصفحة : 255- 261
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / النبي محمد (صلى الله عليه وآله) /

الأدلة العقلية في نفي السهو عن النبي (صلى الله عليه واله) ورد أقوال المجوزين : 
أولاً : إن الأنبياء الذين اختارهم الله سبحانه دعاة ومبلغين لرسالاته ، وسفراء إلى خلقه ، وأمناء على وحيه ، إنهم في الذروة العليا من الكمال والإخلاص والطهارة وقد اختارهم سبحانه بعدما توفرت الشروط اللازمة فيهم ، فلا يشك أحد في كونهم أفضل المخلوقين وأنهم الصفوة الطاهرة ، ولا يصل إلى مرتبتهم في الفضل والكمال سائر البشر. فمن لوازم النبوة العصمة في الأنبياء وخلوصهم من كل عيب أو نقص منفر ؛ والسهو أو النسيان عيب أو نقص عن الكمال ، وهذا مختص بالإنسان العادي ، أما الأنبياء فيستحيل عليهم السهو والنسيان لأنه قدح بكمالهم وانتقاصاً لفضلهم. 
والسهو قد يكون من فعل الساهي ، كما قد يكون من فعل غيره ، ولما كان مختص بمن يعتريه ، إذا يمكن التحرز منه. 
ولما عرفت أن السهو والنسيان عيب ونقص لهذا حرص الناس أن لا يودعوا أموالهم وأسرارهم عند من عرف بالسهو والنسيان ، كما أن الفقهاء وأهل النظر يطرحون ما يرويه ذوو السهو من الحديث والأخبار ، إلا أن يشركهم فيه غيرهم من ذوي الفطنة والذكاء. 
ثم لو جاز على النبي أن يسهو في صلاته ، لجاز عليه أن يسهو في بقية العبادات والأفعال ، فيصنع ضوابطاً غير الضوابط التي أقرها الله سبحانه ، حتى يسهو فينقلها عن حدودها الشرعية ، وعند ذاك لا يؤمن منه الزيادة في العبادة أو النقصان منها. 
فلو جاز على النبي أن يسهو في صلاته لجاز عليه السهو أيضاً في صيامه فيفطر في نهار الصيام كان يأكل أو يجامع نساءه ساهياً. 
ولجاز عليه أن يسهو في أدائه للزكاة كأن يؤخرها عن إخارجها أو يدافعها مستحقيها أو ... 
ولجاز عليه أن يسهو في رد المنكر والنهي عنه ... الخ. 
كل ذلك يثبت إذا ثبت سهوه في الصلاة ونسيانه فيها ، لأن كل ذلك عباد تعبد بها النبي (صلى الله عليه واله) على وجه القربة إلى خالقه. أضف إلى ذلك أنها عبادة مشتركة بينه وبين سائر الناس ، فإذا تساوى الرسول ـ والذي هو مبلغ للأحكام والأمين على الرسالة ـ مع بقية الناس فيسهو وينسى كما يحصل لهم من السهو والنسيان ، إذن ما ميزة النبي على أمته؟! وأي فضل يبقى للنبي ورسالته؟! وإذا جاز السهو عليه (صلى الله عليه واله) فلماذا اختص سهوه ونسيانه بالصلاة دون غيرهما من العبادات؟! 
ثانياً : الروايات المشتملة على سهو النبي (صلى الله عليه واله) شهرتا بين العامة أكثر من شهرتها بين الخاصة ، لذا حملها على التقية هو المتعين. 
ثالثاً : اختلاف الروايات من حيث وقوع السهو في الصلاة التي كان يؤديها النبي ، وعدم تحقق تعيينها في كونها صلاة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء ، يوجب طرحها. 
رابعاً : بما أن فكرة سهو النبي توافق العامة وتخالف أصول المذهب عندنا فإن الروايات الحاكية لهذه الفكرة ساقطة عن الاعتبار. 
خامساً : لقد أجمع المسلمون على أن النبي لا يكذب وما صدر منه الكذب طيلة حياته قبل النبوة وبعدها والأخبار الواردة في سنن أبي داود (1) ومسلم (2) وسنن ابن ماجة (3) تذكر أن رجلاً ـ وفي بعضها ذا اليدين ـ سأله لما سها (صلى الله عليه واله) في عدد الركعات ، فأسقط بعضها فقال يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فكان جوابه (صلى الله عليه واله): لم أنس ولم تقصر ، وفي بعضها : ( كل ذلك لم يكن ) وفي بعض الروايات ( لا ). 
أقول إذا كان عالماً بالسهو فجوابه بالنفي كذب ، والكذب قادح بنبوته ومسقط للمروءة لذا لا بد من القول بأن جوابه لم يخالف الواقع الذي هو عليه حيث أن يقينه (صلى الله عليه واله) قد أتى بالصلاة كاملة وأن الشك الذي ظهر هو من السائل ـ في اليدين ـ لهذا قال (عليه السلام) : ( لم أنس ولم تقصر ) بل وإن عبارته (صلى الله عليه واله) في بعض الروايات : ( كل ذلك لم يكن) هي أصرح في النفي وآكد حيث نفى كل سهو ونسيان ، كما أنه لم يغفل (صلى الله عليه واله) عن تبليغ الأمة فيما ينزل عليه من تشريع جديد أو نسخ في بعض الأحكام والعبادات لهذا لم يطرأ على الصلاة أي تغير. 
بل كيف الجمع بين هذه العبارة : ( كل ذلك لم يكن ) وبين ( استقباله الناس وسؤاله منهم )! أصدق ذو اليدين؟ فقالوا نعم يا رسول الله ، فأتم ما بقي من صلاته ثم سجد سجدتي السهو؟! 
فهل المأموم أحفظ من الرسول في صلاته؟ والمولى سبحانه في القرآن الكريم يخاطب النبي (صلى الله عليه واله) فيقول له : {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى: 6]. 
وقد تواتر من الفريقين أن النبي (صلى الله عليه واله) تنام عيناه ولا ينام قلبه فكيف من لا ينام قلبه في حال النوم ينام قلبه حال اليقظة عن عبادة ربه التي قوامها التوجه والإقبال الخالص على الله. 
سادساً : ما يعارض أخبار السهو روايات عديدة منها موثقة ابن بكير حيث أن النبي لم يسجد للسهو قط بل ولا يسجدهما فقيه. 
سابعاً : فيما ورد عن النبي (صلى الله عليه واله) وقد جاوز حد التواتر أنه قال (صلى الله عليه واله): ( إياكم وخشوع النفاق ؛ يخشع البدن ولا يخشع القلب ) (4) وهو القائل : ( ركعتان مقتصدتان خير من قيام ليلة والقلب ساه ) وهو القائل : ( لا صلاة لمن لا يتخشع في صلاته ) (5) وهو القائل ( من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قام يصلى صلاة يعلم ما يقول فيها حتى يفرغ من صلاته كان كهيئته يوم ولدته أمه ) (6). وقال (صلى الله عليه واله): إذا صليت فصل صلاة المودع ، ولا تتحدثن بكلام يعتذر منه واجمع اليأس مما في أيدي الناس (7). 
إذا كان حال الرسول مع أصحابه في الموعظة والإرشاد هكذا فكيف به وهو يصلي جماعة ساهياً فينقص من صلاة الظهر أو العصر أو العشاء؟! ... 
ألا تجد أن خطاب الله سبحانه : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] سوف يشمل النبي (صلى الله عليه واله) ؟! 
إذا فهل يعقل أن النبي يتوجه إلى لقاء ربه وفي عبادة يشترك معه المسلمون لأداء صلاة الجماعة ولم يكن لقلبه أدنى حضور حتى يسهو في صلاته؟! 
ثامناً : ذكر المتقي الهندي أحاديث في باب السهو منها أن الرسول (صلى الله عليه واله) قد أخبر أصحابه أنه لو نسي في صلاته فعلى الرجال أن يسبحوا حتى يستدرك وعلى النساء التصفيق (8). 
فلو كان المصلون على علم ويقين من سهو النبي ، فلماذا لم يجنحوا إلى التسبيح والنساء إلى التصفيق حتى لا يفوتهم شيء من الصلاة ، وتكون عبادتهم قد أديت على أتم وجه؟! 
تاسعاً : ادعى المجوزون لسهو النبي واستناداً إلى ذيل بعض الروايات أن سهو النبي رحمة للأمة وفي بعضها ليفقههم بالدين ... 
أقول : عجباً أن تكون الرحمة الموهوبة إلى الأمة عن طريق إسهاء النبي ونسيانه ، ولماذا كانت الرحمة سبيلها الخطأ في الصلاة دون بقية العبادات؟! وهل اقتصر أمر تفقيه الأمة في أمور دينهم بسهو النبي فقط؟! 
وإذا أراد المولى سبحانه أن يفقه الناس في أمور دينهم فإسهاء النبي في الصلاة لغرض تعليم الناس أحكام السهو ، فما السبيل على تفقيهم لبقية الأحكام والعبادات؟! 
عاشراً : إن القائل بسهو النبي يدعي أن سهوه من الله سبحانه وهو يفرق بين سهو النبي وسهو الناس ، إذ يزعم أن سهو الناس من الشيطان لأنهم يتولونه أما سهو النبي فهو من الله. 
أقول : هذا أمر عجيب ... 
لقد صرح القرآن الكريم في قصة موسى (عليه السلام) والحوت فقال : {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } [الكهف: 63]. 
وفي قصة يوسف لما مكث في السجن قال : {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42] (9). 
فالنبي موسى والنبي يوسف ـ في هذه الآية وفي تفسير على أحد الوجوه ـ يعترفان أن الذي أنساهما هو الشيطان ، فهل يعني ذلك أن للشيطان سبيل عليهما؟! أو أنهما يتولانه ، حتى أنساهم أو أن له عليهما سلطان دون غيرهما من الأنبياء...؟! ثم ماذا تقول عن الحديث الوارد عن أبي هريرة عن النبي أنه قال إن نساني الشيطان شيئاً من صلاتي فليسبح القوم ... الحديث .
الحادي عشر : قال علماء الجمهور من السنة والشيخ الصدوق من الخاصة أن الذي حصل للنبي هو إسهاء من الله لا السهو الذي هو من الشيطان أقول ما الغرض من الإسهاء؟ هل المراد منه تشريع سجدتي السهو فهذا غير متوقف على السهو في الصلاة بل إنه منوط بالرسول (صلى الله عليه واله) في تبليغه للأمة في أي وقت شاء وبالخصوص يتعين تبليغه إذا حدث من أحدهم. فبيان سجدتي السهو والركعات المنسية أو التشهد لا يتوقف على الإسهاء. 
وإن كان السهو لغرض الإسهاء فهذا الوجه أقبح من الأول لأن الإسهاء في الحقيقة غير اختياري ، فلا يعقل له حكم كما عرفت أن الإسهاء من الله ، والعبد لا إرادة له فيه فكيف يشرع له حكم؟ أليس هذا ضرب من الجبر؟! 
الثاني عشر : أن خبر ذي اليدين الذي يرويه أبو هريرة لا يصح عندنا لما فيه من الكذب الصريح ، ففي مسند الشافعي ـ وصحيح البخاري وغيره ـ قال أبو هريرة صلى بنا رسول الله صلاة العصر فسلم في ركعتين فقام ذو اليدين فقال : أقصرت أم نسيت يا رسول الله (10)؟! ... 
إن الراوي لهذا الخبر أبو هريرة وقد أسلم أبو هريرة عام خيبر أي في السنة السابعة للهجرة. وذو اليدين قد استشهد في غزوة بدر أي في السنة الثانية للهجرة فأين كان أبو هريرة عندما استشهد ذو اليدين وكيف أخذ عنه وقد سبقه ذو اليدين إلى الإسلام بخمس سنين؟! 
والحديث الذي رواه أبو هريرة صريح أنه كان مع النبي وصلى بهم العصر وقد شهد الصلاة ذو اليدين ... ألم يكن هذا من مختلقات أهل الوضع إن لم نقل إنه من عنديات أبي هريرة؟! ولو سلمنا إن ذا اليدين اسمه ذو الشمالين وذو الشمالين هو الذي استشهد في بدر فالإشكال هو الإشكال. 
وإذا قيل أن ذا اليدين شخصان أحدهما استشهد في بدر والآخر كان حياً إلى زمن معاوية .. قلنا إن ذا اليدين الذي تزعمون أنه كان حياً إلى زمن معاوية مجهول ولم يوثقه أحد وبهذا سقط الحديث عن الاعتبار وبطل الاستدلال. 
الثالث عشر : تواترت الأحاديث من الفريقين ، من أن الصلاة عمود الدين كما أن الدعاء مخ العبادة ، والصلاة كلها ذكر ودعاء وخشوع وخضوع ، فلو جاز السهو على النبي (صلى الله عليه واله) فينقص منها أو يزيد فيها يعني خروجه عن إطار الخشوع والخضوع وسهوه إنما هو لإنشغال البال وعدم خضوع القلب ، وهذا باطل لأنه منفر لمن يتابعه في أفعاله وأقواله. 
الرابع عشر : ورد عنه (صلى الله عليه واله) أنه قال : صلوا كما رأيتموني أصلي ، وهذا يعني متابعة الرسول بأي كيفية كانت ، فلو جاز عليه السهو والخطأ والنسيان لوجبت متابعته ، لأننا مأمورون بذلك ، وهذا يعني متابعة الخطأ في العبادة والأمر باتباع الخطأ قبيح بالأدلة النقلية والعقلية ، فسبحانه لا يصدر منه القبيح كما أنه لا يأمر به. 
الخامس عشر : أما رواية سعيد الأعرج وسماعة بن مهران في شأن نوم النبي (صلى الله عليه واله) عن صلاة الصبح فالخبر موافق لمرويات العامة ومخالف لأصول المذهب. وقد دلت الأخبار عنه (صلى الله عليه واله) أن عينه تنام ولا ينام منه القلب ، وفي رواية أخرى أنه يعلم ما وراءه كما ينظر ويعلم ما أمامه ، فكيف ينام عن صلاته المكتوبة؟! 
السادس عشر : مع كون صحة الخبرين ـ خبر الأعرج وخبر ابن مهران ـ فقد تركهما الأصحاب لحمل صدورهما للتقية (11). 
__________________

(1) سنن أبي داود 1 | 264 الحديدث 1008 والحديث 1015. 
(2) وصحيح مسلم 1 | 404.
(3) سنن ابن ماجه 1 | 383 الحديث 1213 والحديث 1214 وغيرها من كتب الصحاح والسنن. 
(4) كنز العمال (عليه السلام) | 527 الحديث 20090.
(5)(6) كنز العمال (عليه السلام) | 526 الحديث 20087 و 20088.
(7) كنز العمال (عليه السلام) | 528 الحديث 20095.
(8) كنز العمال (عليه السلام) | 472 عن أبي هريرة قال : قال النبي أن نساني الشيطان شيئاً من صلاتي فليسبح القوم وليصفق النساء. الحديث 19837. 
(9) الضمير في أنساه يعود إلى مظنون النجاة الذي كان مع يوسف في السجن ونحن إستشهدنا بهذه الآية إستناداً إلى من يجعل الضمير في أنساه عائد إلى يوسف ... التفسير الكبير ، الفخر الرازي 544 ـ 604 م 9 | حـ 18 | 148 ط 3 دار الفكر بيروت 1985. 
(10) مسند الشافعي 121 وصحيح البخاري 2 | 85 وسنن أبي داود 1 | 264 الحديث 1008 وصحيح مسلم 1 | 404 وسنن بن ماجه 1 | 383 الحديث 1214. 
(11) لقد إستفدنا ـ في بعض ما أوردنا من الأدلة العقلية في نفي السهو ـ من الرسالة المنسوبة للشيخ المفيد في رده على الصدوق وما نقلناه بتصرف. 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.