المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دور معلمة الروضة في تدعيم الاتصال بين الروضة وأولياء الامور  
  
15179   04:07 مساءً   التاريخ: 28-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص63-65
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

إن رياض الأطفال ليست بديلا عن الاسرة ولكنها مكملة لها ولدورها وهذا التكامل ضروري للغاية لتحقيق النمو المتوازن والمتكامل للطفل في هذه المرحلة.

ويقصد بالتكامل بين الاسرة والروضة توطيد العلاقة بين الام والمعلمة وتبادل الرأي والمشورة في اساليب التعامل مع الطفل ومواجهة ما يمكن ان يتعرض له الطفل من متاعب ومشكلات يتعاونان معا لحلها.

وقد اظهرت كثير من الدراسات والبحوث التربوية ان الاتفاق على اسلوب موحد لمعاملة الطفل من هذه المرحلة السنية ووجود نظم موحدة ترسم قواعد السلوك فان ذلك يحقق الصحة والسلامة النفسية للطفل ويتمثل التعاون بين الروضة والاسرة في (1):

1ـ زيارة الاباء والامهات لدور الحضانة ورياض الاطفال بصفة دورية لان التعاون بينهما يضع ولي الامر دائما في عمل بكل ما يقدم للطفل بالروضة وتشعر الجهاز الفني والاداري في الروضة باهتمام اولياء الامور بأطفالهم .

2ـ تبادل المعلومات بين الاباء والمعلمات في الروضة فالمعلمة بحاجة الى معرفة المزيد من هوايات الطفل ومشاكله الصحية والغذائية بالمنزل ليسهل التعامل معه واشباع حاجاته كذلك من المهم ان يعرف اولياء امور الاطفال الكثير عن اطفالهم وسلوكياتهم مع الاخرين في الروضة كما يجب ان يحاط الوالدان علما بخطط العمل في الروضة حتى تكون هناك استمرارية ويساعد كل منهما الاخر في تحقيق الاهداف المنشودة.

وبعض الروضات تعمد الى ارسال استمارة الى الوالدين عند دخول الطفل الى الروضة تحتوي بالاضافة الى البيانات الاجتماعية على بعض البيانات الشخصية عن الطفل مثل : مع من يلعب الطفل عادة (مع اخوانه - مع اصدقائه - بمفرده) وبماذا يحب ان يلعب بشكل خاص (بالعرائس- بالسيارات) وما هي ممارسته وهواياته المحببة في الاسرة (الرسم – التلوين - مطالعة الكتب) وما هي المشاكل او الميول الخاصة الموجودة لدى الطفل وتود الاسرة ان تطلع معلمة الروضة عليها كل هذه البيانات تساعد الروضة على فهم الطفل كفرد له حاجاته الخاصة وتؤدي تلبيتها واشباعها ومراعاتها الى النمو المتزن المتكامل وهو هدف تسعى الى تحقيقه كل من الاسرة والروضة ولا يتم الا من خلال هذا التعاون المتكامل.

ـ تقدم الروضة لأولياء الامور الكتيبات التربوية والمطبوعات التي تعرفهم بالروضة واهدافها وبرامجها واساليبها في التربية كما تقدم التقارير الشهرية التي توضح اطراد نمو الطفل في جميع الجوانب.

ـ تقدم الروضة المشورات التربوية والعلمية لأولياء الامور في المجلات المختلفة المرتبطة بتربية الطفل من حيث جنسه وسمات المرحلة السنية واحتياجاتها والمهارات التي يمكن ان تسهم الاسرة في تنميتها وافضل الطرق لتعويده العادات الشخصية والصحية السليمة عن طريق اللقاءات في مجالس الاباء او الندوات الخاصة او عرض بعض الافلام التربوية للاستفادة منها فالروضة والمعلمة تقع عليهما مهمة التوجيه والتفسير والارشاد كل ذلك اذا احسن القيام به من قبل المعلمة سيزيد من العلاقة مع اولياء امور الاطفال مما ينعكس ايجابا على تربية الطفل واشباع حاجاته المختلفة.

______________

1ـ حنان عبد الحميد العناني : تنمية المفاهيم الاجتماعية والدينية والاخلاقية في الطفولة المبكرة، الاردن ـ عمان ، دار الفكر ، 2005، ص191-192.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.