المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



دور العبادة والكتاتيب  
  
17468   05:07 مساءً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص101-103
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لاريب في أن دور العبادة تعد إحدى المؤسسات التربوية المهمة التي تسهم في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال بما تقوم به من تعليم للطفل على معرفة مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وكيفية التعامل مع الاخرين وغرس القيم الاسلامية في نفوس الاطفال.

فلرجال الدين دور كبير يمكن ان يقوموا به في مجال التنشئة الاجتماعية للطفل ممثلة في القدوة الحسنة والراي الثاقب لان هؤلاء الرجال لديهم الحكمة والموعظة الحسنة لما درسوه وفهموه من امور الدين فعن طريقهم يمكن ان يرشد الاطفال لما ينفعهم وما يضرهم.

واذا تعود الطفل منذ صغره على ارتياد المساجد والتردد عليها فلا شك في ان ذلك سوف يغرس فيه المبادئ الاسلامية السليمة من تسامح ومعاملات وأداء الأمانة وحسن السلوك... الخ وستظل هذه القيم لديه بعد ذلك لان ما يتم غرسه في الصغر يصعب انتزاعه في الكبر.

وكذلك فان دور العبادة تسهم في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل بطريقة اخرى حيث ان معظم دور العبادة ان لم يكن كلها فيها مكتبات مخصص فيها ركن للمواد المطبوعة المناسبة  لمراحل الطفولة على مختلف مستوياتها يمكن ان يستفيد بها الطفل ويتثقف منها ويتزود بالمعارف والمعلومات وبالإضافة الى ذلك تعمل دور العبادة على اكساب الاطفال العادات والتقاليد والسلوكيات الصحيحة والتي تتفق مع ما جاء في الرسالات السماوية وتدعو الاطفال الى عبادة الله سبحانه وتعالى وتحثهم على الاجتهاد والعمل لكسب العيش واحترام الصغير للكبير.

فالمجتمع الاسلامي لا يقوم الا اذا غذيت فيه العقيدة الاسلامية التي حددت الاوامر والافعال التي يأمرنا بها الله وتلك التي ينهى عنها اما الافعال فلا شك في ان التنشئة  الاجتماعية احداها سواء اكانت في دور الحضانة او في الاهل والاسرة او في  المجتمع او دور العبادة.

وتلعب دور العبادة دورا مهما في التنشئة الاجتماعية للفرد من حيث :

1ـ تعليم الفرد والجماعة التعاليم الدينية والمعايير السماوية التي تحكم السلوك بما يضمن سعادة الفرد والمجتمع.

2ـ إمداد الفرد باطار سلوكي مرتضى ونابع من تعاليم دينه.

3ـ تنمية الضمير عند الفرد والجماعة.

4ـ الدعوة الى ترجمة التعاليم السماوية الى سلوكيات عملية.

5ـ توحيد السلوك الاجتماعي والتقريب بين مختلف الطبقات الاجتماعية  . 

وكثير ما تعدت دور العبادة هذا الدور الديني فمزجت به تدريس المواد المختلفة على نحو ما تفعله المدارس النظامية فاتخذت من نفسها مدارس خاصة للقيام بهذه المهمة ويتولى رجال الدين التعليم فيها ومن هنا تظهر اهمية دور العبادة في عملية التنشئة الاجتماعية .

اما الكتاتيب فتؤدي دورا مهما في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل لا يقل عن دور العبادة والكتاتيب عادة ما تكون ملحقة بالمساجد او منفصلة عنها (وقد ارتبط في الاذهان اسم الكتاب بتعليم القرآن الكريم مما جعل نشأته تعود الى ظهور الاسلام) لكن الحقيقة غير ذلك فقد وجد الكتاب اولا لتعليم القراءة والكتابة وهذا يعني ان نشأة الكتاتيب ترجع الى ما قبل الاسلام لذا يعتبر الكتاب من اقدم المؤسسات التعليمية التي عرفها العرب قبل الإسلام (فالكتاب يعد من اسبق المعاهد التعليمية وجودا في العالم الاسلامي).

وتربية الاطفال لاتقف عند تعليمهم وانما تمتد الى تربية خلقهم وبث الصفاء في نفوسهم وتنظيم العادات الحسنة فيهم، فالصبي امانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفسية ساذجة خالية من كل نقش وصورة، فهو قابل لكل ما ينقش عليه، ومائل الى كل ما يمثل به اليه فان عوّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والاخرة، ويشاركه في ثوابه ابواه، وكل معلم له ومؤدب وان عوّد السر واهمل شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القائم عليه والوالي له.

فالطفولة التي تربي على الاسلام منهجا وقولا وعملا وقدوة في البيت والشارع ودور العلم في معاملاتها وفي مجتمعها تكون هي وسيلة الامة لتخريج جيل قوي في اخلاقه نبيل في قيمه رفيع في مبادئه سام في تفكيره، وهذا امل غال يحتاج الى يقظة الفكر وترنو اليه الامم المتطلعة الى الرقي والتي لبناتها في ابناءها اذا صلحت اقيم عليها اقوى بناء واجمله.

وطفل الريف بصفة خاصة يعاني من الفراغ لظروف البيئة القاسية والحياة الجافة لذلك وحتى لا يشب على الانحراف وتتلقفه ايدي السوء لابد من الاهتمام به وتوجيهه الوجهة السليمة الى الكتاتيب حتى يتم غرس القيم الصالحة فيه وابعاد سبل الانحراف عنه.

والكتاب يحقق للطفل حفظ القرآن الكريم وسلامة نطقه وبعض مبادئ الدين الاسلامي ليصبح مريدوه مواطنين صالحين بعيدين عن حياة التشرد ومن هنا كان لهذا الحصن الاسلامي ولايزال الصدى القوي للنفوس والاثر العظيم في التربية ومكان يجمع بين الصبيان لا فرق بين غنيهم وفقيرهم فلم يكن فيه اثر للتفرقة المطلوبة فلقد كانت الحرية والديمقراطية فيه تتمثل في اجلى صورها.

كما يعتبر الكتّاب مؤسسة تربوية مهمة ومرحلة اولية ويتدارك امر الطفل في تربيته منذ البدء حتى ينشأ الطفل سليم العقيدة لذلك ينبغي الاهتمام بالكتاتيب والتوسع في انشائها وتزويدها بالمحفظين والاثاث والمكتبات وخاصة في الريف حتى يشب الطفل وفي عقله قيم ومبادئ راسخة عن دينه ومجتمعه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.