أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3077
التاريخ: 1-6-2017
3682
التاريخ: 17-5-2017
3101
التاريخ: 5-11-2015
3730
|
قبل ان تدخل قوات الاسلام مكة كان رسول الله (صلى الله عليه واله) قد دعا جميع قادة وامراء جيشه وقال لهم بانه يريد ان يفتح مكة من دون إراقة أيّة دماء، ولهذا امرهم ان لا يقاتلوا إلاّ من قاتلهم، إلاّ أنه أمر بقتل عشرة وان وجدوا تحت أستار الكعبة وهم : عكرمة بن أبي جهل و هبار بن الاسود وعبد الله بن أبي سرح و مقيس بن حبابة الكندي و الحويرث بن نقيذ و عبد الله بن خطل و صفوان بن أميّة و وحشي بن حرب قاتل حمزة.
و عبد الله بن الزبعرى و حارث بن طلالة واربع نسوة وكان كل واحد من هؤلاء قد قتل أحدا او ارتكب جناية أو شارك في مؤامرة او حرب ضدّ الاسلام والمسلمين.
وقد بلغ الأمراء والقادة هذا الأمر إلى جنودهم كافة، ومع أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يعرف مسبّقا بمعنويات المكيين المنهارة، وعدم قدرتهم على المقاومة، إلا أنه ـ مع ذلك ـ لم يترك جانب الاحتياط والحذر الذي يفرضه العمل العسكري، عند دخول مكة، حيث رسم لدخولها خطة دقيقة.
فقد وصل رسول الله (صلى الله عليه واله) بجيشه كله إلى ذي طوى ( وهو موضع مرتفع كانت ترى منه بيوت مكة ومنازلها ) وهو في كتيبة قوامها خمسة آلاف، فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) منازل مكة اغرورقت عيناه بدموع الشوق والحنين، فانحنى تواضعا لله تعالى وشكرا، حتى رأى ما رأى من فتح الله، وكثرة المسلمين حتى مسّت لحيته الشريفة واسطة الرجل أو يقرب منه.
ومراعاة لجانب الحذر والاحتياط فرّق (صلى الله عليه واله) جنوده فأمر البعض بأن يدخلوا مكة من أسفلها، وأمر البعض بأن يدخلوها من أعلاها، ولم يكتف بهذا بل أمر وحدات من الجيش بان تدخل من جميع المداخل والطرق المؤدية إلى داخل مكة.
فدخلت جميع وحدات الجيش الاسلامي وقطعاته وكتائبه وفرقه مكة من دون قتال ومن دون ان تلقى من أهلها مقاومة، فقد كانت جميع الأبواب مفتحة في وجوههم الاّ المدخل الذي دخل منه خالد بن الوليد بفرقته، فقد عمد جماعة من المكيين بتحريض من عكرمة و صفوان و سهيل على شهر أسلحتهم في وجوه المسلمين، ورموا بالنبل لمنعهم من دخول مكة، ووقع قتال بين الجانبين، ولكن محرّضي هذه الجماعة اختفوا بعد شيء من القتال والمقاومة، وفرّ الآخرون بعد أن قتل منهم المسلمون اثنى عشر أو ثلاثة عشر شخصا.
ومرة اخرى قام أبو سفيان ومن حيث لا يشعر بعمل آخر لصالح الاسلام في هذه الحادثة، فانه كان لا يزال مرعوبا ممّا رأى من كثرة الحشود العسكرية الاسلامية وقوتها وكان يعلم ان المقاومة لا تجدي نفعا ولا تجرّ على أهل مكة إلاّ الضرر، ولهذا نادى بأعلى صوته ـ حقنا للدماء ـ : يا معشر قريش علام تقتلون أنفسكم؟ من دخل داره فهو آمن، ومن وضع السلاح فهو آمن... فلا يدفع محمّدا شيء، فضعوا اسلحتكم، وادخلوا في بيوتكم، واغلقوا عليكم أبوابكم او ادخلوا المسجد، تسلموا.
فكان لنداء أبي سفيان هذا أثره في نفوس الناس فجعلوا يقتحمون الدور، ويغلقون عليهم، ويطرحون السلاح في الطرقات حتى يأخذها المسلمون، بينما لجأ بعضهم إلى المسجد.
ولما ظهر رسول الله (صلى الله عليه واله) على ثنية أذاخر نظر إلى لمعان السيوف وهي تصعد وتهبط فقال : ما هذه البارقة؟ ألم أنه عن القتال ؟
فقيل : يا رسول الله، خالد بن الوليد قوتل، ولو لم يقاتل ما قاتل.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : قضى الله خيرا.
ثم إن رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل مكة من ناحية أذاخر، وهي أعلى نقطة في مكة في موكب عظيم جليل، فضرب له قبة من أدم بالحجون ( عند قبر عمّه العظيم أبي طالب ) يستريح فيها، وقد أصرّوا عليه (صلى الله عليه واله) بأن ينزل في بعض بيوت مكة فأبى (صلى الله عليه واله).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|