أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022
1650
التاريخ: 28-5-2017
2574
التاريخ: 18-12-2017
3107
التاريخ: 2-4-2017
2750
|
تعتبر مصر مهد الحضارات والمدنيات العريقة، ومركز سلطان الفراعنة، وموضع سيادة الاقباط.
ويوم أشرقت شمس الاسلام على أرض الحجاز كانت مصر قد فقدت استقلالها، وقوتها، وكان المقوقس قد فوض إليه حكم مصر من قبل قيصر الروم لقاء 19 مليون دينار يدفعها الى قيصر.
وكان حاطب بن أبي بلتعة احد الستة الذين كلّفوا بابلاغ كتب رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى الملوك والرؤساء يومذاك وقد أمره رسول الله (صلى الله عليه واله) بإيصال كتابه إلى المقوقس حاكم مصر.
وإليك نص كتاب رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى المقوقس :
بسم الله الرحمن الرحيم من محمّد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى.
أما بعد فإني أدعوك بدعاية الاسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرّتين، فإن تولّيت فإنّما عليك إثم القبط ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد الاّ الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون .
فخرج حاطب بكتاب رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى قدم مصر ، وأراد الدخول على حاكمها، المقوقس علم بأنه يسكن في أحد قصوره الشامخة على ضفاف النهر، في الإسكندرية، فركب زورقا، نقله إلى قصر المقوقس.
فلما وصل حاطب إلى قصر المقوقس أكرمه وأخذ كتاب رسول الله (صلى الله عليه واله) وقرأه، وفكّر في مضمونه بعض الوقت، ثم قال لسفير النبي (صلى الله عليه واله) : ما منعه إن كان نبيّا أن يدعو على من خالفه ( أي من قومه ) وأخرجوه من بلده إلى غيرها أن يسلّط عليهم.
فقال حاطب وكان حكيما فهيما : ألست تشهد أن عيسى بن مريم رسول الله؟ فماله حيث أخذه قومه فأرادوا أن يقتلوه أن لا يكون دعا عليهم أن يهلكهم الله تعالى حتى رفعه الله إليه؟
فأعجب المقوقس ـ الذي لم يكن يتوقع أن يجابه بهذا المنطق القوى المفحم ـ برد حاطب وقال له : أحسنت، أنت حكيم جاء من عند حكيم.
فتجرأ حاطب لما رأى هذا الموقف الخاضع من ملك مصر وقال : إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى ( يعني فرعون ) فأخذه الله نكال الآخرة والاولى، فانتقم به، ثمّ انتقم منه فاعتبر بغيرك، ولا يعتبر غيرك بك، ان هذا النبيّ (صلى الله عليه واله) دعا الناس فكان أشدّهم عليه قريش، وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصارى ولعمري ما بشارة موسى بعيسى عليهما الصلاة والسلام إلاّ كبشارة عيسى بمحمّد (صلى الله عليه واله) وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلاّ كدعائك أهل التوراة إلى الانجيل، وكل نبي أدرك قوما فهم امّته، فالحق عليهم أن يطيعوه، فانت ممّن أدرك هذا النبيّ، ولسنا ننهاك عن دين المسيح (عليه السلام) ولكنا نأمرك به.
وهو يقصد بكلامه الأخير أن الاسلام هو الصورة الاكمل لدين المسيح.
انتهى الحوار بين حاطب سفير النبي (صلى الله عليه واله) والمقوقس حاكم مصر إلاّ أن المقوقس لم يعطه جوابا قاطعا في ذلك المجلس، فكان على حاطب أن يلبث في مصر مدة حتى يتلقى جواب كتاب رسول الله (صلى الله عليه واله).
ثم طلب المقوقس حاطبا ذات يوم وانفرد به في قصره، وسأله عن ما جاء به رسول الله وإلى مَا يدعو؟ فقال له حاطب : إلى أن نعبد الله وحده، ويأمر بالصلاة، خمس صلوات في اليوم والليلة ويأمر بصيام رمضان، وحج البيت، والوفاء بالعهد، وينهى عن أكل الميتة والدم.. و... و...
فقال له المقوقس : صفه لي.
قال حاطب : فوصفت فأوجزت.
فقال المقوقس : مصدّقا ما ذكره حاطب من أوصاف رسول الله (صلى الله عليه واله) : هذه صفته، وكنت أعلم أن نبيّا قد بقي، وكنت اظن أن مخرجه بالشام وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله، فأراه قد خرج في أرض العرب، في أرض جهد وبؤس، والقبط لا تطاوعني في اتّباعه، وسيظهر على البلاد، وينزل أصحابه من بعد بساحتنا هذه، حتى يظهروا على ما هاهنا.
ثم طلب المقوقس من حاطب أن يكتم أمر هذا الحوار الذي دار بينه وبين حاطب عن قومه قائلا : وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا واحدا، ولا أحب أن يعلم بمحادثتي ( أو بمحاورتي ) إياك.
ثم إنه اكرم حاطبا مدة اقامته بمصر إكراما بالغا، وأحسن قراه، وضيافته.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|