أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
3049
التاريخ: 28-6-2017
3245
التاريخ: 23-12-2015
3153
التاريخ: 7-6-2017
2800
|
أمّا بالنسبة إلى تعامله مع خدّامه، فقد كان صلى الله عليه وآله يعاملهم بمنتهى الرحمة والإنسانيّة، يساوي نفسه بهم في مأكله وملبسه، ويوصي المسلمين بحسن المعاملة مع خدمهم. فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال في الخدم: "ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تطعمون"(1)، وفي معناها ما رواه أبو ذر (رضي الله عنه): سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليكسه مما يلبس، ولا يكلّفه ما يغلّبه، فإن كلّفه ما يغلّبه فليعنه"(2) .
ونجد أنّه صلى الله عليه وآله قد أوصى في ذيل الرواية الأخيرة بأن لا يكلّف السيّد خادمه عملاً شاقّاً، وإن كلّفه ذلك فليعاونه على إنجازه، فقد ورد أيضاً هذا المعنى عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: "في كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شيء، فيشقّ عليهم، فاعملوا معهم فيه" (3).
وأوصى صلى الله عليه وآله بعدم تعذيبهم حتى لو كانوا مقصّرين وسيّئين، وجعل الحلّ في بيعهم أو عتقهم، لا في الغلظة عليهم حتى يؤوبوا، فعن الإمام الكاظم عليه السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "أربعة لا عذر لهم: ...، ورجل له مملوك سوء، فهو يعذّبه، لا عذر له إلا أن يبيع وإما أن يعتق"(4) .
وقد تجلّت هذه الوصايا في سيرته صلى الله عليه وآله ، حيث يروي خادمُه أنس بن مالك أنّه صلى الله عليه وآله لم يحصل أن عبس في وجهه طيلة عشر سنوات من الخدمة، فيقول: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله عشر سنين، فلم يضربني ضربة، ولم يسبّني، ولم يعبس في وجهي"(5). فلا عجب بعد ذلك أن ينعته القرآن الكريم بصاحب الخلق العظيم، حيث إنّه صلى الله عليه وآله لا يوصي الناس بخُلِقٍ إلّا كان متقدمّاً عليهم أشواطاً وأشواطاً في تطبيقه.
وكان صلى الله عليه وآله يعلّم خدمه أحكام دينهم وما يحتاجون إليه من أمور دنياهم ، ما يعني أنه كان ينظر إليهم نظرة إنسانية كاملة، ويعتبرهم أهلاً للتعلّم والرُقيّ.
__________
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|