المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

ELECTRON   SPIN
9-3-2016
التفسير في عصر الصحابة والتابعين
13-10-2014
سويات الطاقة الاهتزازية لجزئية ثنائية الذرة
12-2-2022
الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر
12-2-2018
Multiplication Table
17-11-2019
Nucleic acids : Overview
19-12-2021


تعامل رسول الله صلى الله عليه وآله مع خدمته  
  
1650   02:56 صباحاً   التاريخ: 8-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة
الكتاب أو المصدر : النبي محمد صلى الله عليه وآله قدوة للعالمين
الجزء والصفحة : ص196-197
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017 3049
التاريخ: 28-6-2017 3245
التاريخ: 23-12-2015 3153
التاريخ: 7-6-2017 2800

أمّا بالنسبة إلى تعامله مع خدّامه، فقد كان صلى الله عليه وآله يعاملهم بمنتهى الرحمة والإنسانيّة، يساوي نفسه بهم في مأكله وملبسه، ويوصي المسلمين بحسن المعاملة مع خدمهم. فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال في الخدم: "ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تطعمون"(1)، وفي معناها ما رواه أبو ذر (رضي الله عنه): سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليكسه مما يلبس، ولا يكلّفه ما يغلّبه، فإن كلّفه ما يغلّبه فليعنه"(2) .

ونجد أنّه صلى الله عليه وآله قد أوصى في ذيل الرواية الأخيرة بأن لا يكلّف السيّد خادمه عملاً شاقّاً، وإن كلّفه ذلك فليعاونه على إنجازه، فقد ورد أيضاً هذا المعنى عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: "في كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شيء، فيشقّ عليهم، فاعملوا معهم فيه" (3).

وأوصى صلى الله عليه وآله بعدم تعذيبهم حتى لو كانوا مقصّرين وسيّئين، وجعل الحلّ في بيعهم أو عتقهم، لا في الغلظة عليهم حتى يؤوبوا، فعن الإمام الكاظم عليه السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "أربعة لا عذر لهم: ...، ورجل له مملوك سوء، فهو يعذّبه، لا عذر له إلا أن يبيع وإما أن يعتق"(4) .

 وقد تجلّت هذه الوصايا في سيرته صلى الله عليه وآله ، حيث يروي خادمُه أنس بن مالك أنّه صلى الله عليه وآله لم يحصل أن عبس في وجهه طيلة عشر سنوات من الخدمة، فيقول: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله عشر سنين، فلم يضربني ضربة، ولم يسبّني، ولم يعبس في وجهي"(5). فلا عجب بعد ذلك أن ينعته القرآن الكريم بصاحب الخلق العظيم، حيث إنّه صلى الله عليه وآله لا يوصي الناس بخُلِقٍ إلّا كان متقدمّاً عليهم أشواطاً وأشواطاً في تطبيقه.

وكان صلى الله عليه وآله يعلّم خدمه أحكام دينهم وما يحتاجون إليه من أمور دنياهم ، ما يعني أنه كان ينظر إليهم نظرة إنسانية كاملة، ويعتبرهم أهلاً للتعلّم والرُقيّ.

__________

  1. الشيخ الطبرسيّ، مكارم الأخلاق، ص101.
  2. ورام بن أبي فراس المالكي الاشتري، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورام)، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1368ش، ط2، ص65-66.
  3. الكوفيّ، حسين بن سعيد، الزهد، تحقيق ميرزا غلام رضا عرفانيان، لا.ن، لا.م، 1399هـ، لا.ط، ص44.
  4. فضل الله الراوندي، فضل الله بن علي، النوادر، تحقيق سعيد رضا علي عسكري، مؤسسة دار الحديث الثقافية، إيران - قم، لا.ت، ط1، ص159.
  5. الطبرانيّ، المعجم الأوسط، قسم التحقيق بدار الحرمين، دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع، 1415 - 1995م، لا.ط، ج6، ص123.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.