أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2021
2689
التاريخ: 19-4-2021
2677
التاريخ: 18-1-2023
1233
التاريخ: 22/12/2022
1094
|
اليتيم بعد فقد والده أو والدته أو كليهما يشعر بالحرمان المطلق ، حرمان من إشباع حاجاته العاطفية والروحية، وحرمان من إشباع حاجاته المادية كالحاجة إلى المأكل والمشرب والملبس، فتنتابه الهواجس والمخاوف ، ويخيّم عليه القلق والاضطراب ، فالشعور بالحرمان من العطف والحنان له تأثيراتها السلبية على كيان الطفل وعلى بناء الشخصية ، ومن خلال متابعة الواقع الاجتماعي نجد ان أغلب الأيتام الذين لم يجدوا العناية والاهتمام من قبل الآخرين كانوا مضطربي الشخصية تنتابهم العقد النفسية وسوء التوافق مع المجتمع الذي حرمهم من العناية والاهتمام ، لذا أوصى الإسلام برعاية اليتيم رعاية خاصة لا تقل ان لم تَزِدْ على الرعاية الممنوحة للأطفال الآخرين ، فأكَّد على اشباع جميع حاجاتهم المادية والروحية ، وكانت الآيات القرآنية المختصة برعاية الايتام أكثر من الآيات المختصة بعموم الاطفال.
وأول الحاجات التي أكّد الإسلام على اشباعها هي الحاجات المادية.
قال سبحانه وتعالى :{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}[الإنسان: 8].
{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ }[البلد: 14، 15].
{وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ}[البقرة: 177].
وجعل الله تعالى لليتيم حقاً في أموال المسلمين {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[الأنفال: 41].
وقال تعالى : {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[البقرة: 215].
ونهى تعالى عن التصرّف بأموال اليتيم إلاّ بالصورة الاحسن التي تجدي له نفعاً وربحاً {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ }[الأنعام: 152].
وقال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : « من عال يتيماً حتى يستغني ، أوجب الله له بذلك الجنّة » (1).
وقال (صلى الله عليه و آله وسلم) : « من كفل يتيماً من المسلمين فأدخله إلى طعامه وشرابه ،
أدخله الله الجنّة البتة ، إلاّ أن يعمل ذنباً لا يغفر » (2).
وقال (صلى الله عليه و آله وسلم) :«أنا وكافل اليتيم في الجنّة كهاتين ـ وهو يشير باصبعيه »(3).
وراعى المنهج الإسلامي اشباع الحاجات المعنوية لليتيم كالإحسان إليه والعدل معه.
قال سبحانه وتعالى : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[البقرة: 83].
وقال تعالى : {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ }[النساء: 127].
وقال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : « خيرُ بيتٍ من المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسن إليه، وشرّ بيتٍ من المسلمين بيتٌ فيه يتيم يساء اليه » (4).
وأوصى رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) على مداراة اليتيم والرفق به وتكريمه فقال (صلى الله عليه و آله وسلم) :« حثّ الله تعالى على برِّ اليتامى لانقطاعهم عن آبائهم، فمن صانهم صانه الله تعالى ، ومن أكرمهم أكرمه الله تعالى ، ومن مسح يده برأس يتيم رفقاً به جعل
الله تعالى له في الجنّة بكلِّ شعرة مرّت تحت يده قصراً أوسع من الدنيا وما فيها... » (5).
وشجّع الإمام الصادق (عليه السلام) على التعامل مع اليتيم بحنان ورحمة فقال :
« ما من عبد يمسح يَدَه على رأس يتيم ترحمّاً له إلاّ اعطاه الله تعالى بكلِّ شعرة نوراً يوم القيامة»(6).
ومن رعاية اليتيم معالجة المشاكل التي تواجهه والتي تسبب له الألم والقلق والاضطراب ، قال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : « اذا بكى اليتيم اهتزّ العرش على بكائه فيقول الله تعالى : يا ملائكتي اشهدوا عليّ أنَّ من أسكته واسترضاه أرضيته في يوم القيامة » (7).
وعنه (صلى الله عليه و آله وسلم) : « اذا بكى اليتيمُ في الارض يقول الله من أبكى عبدي وأنا غيّبت أباه في التراب فو عزتي وجلالي انّ من أرضاه بشطر كلمة أدخلته الجنّة » (8).
ومن الوصايا بشؤون اليتيم إدخال الفرح على قلبه بإشباع حاجاته المادية أو الروحية من احترام وتقدير ومحبّة أو مدح وتشجيع إلى غير ذلك.
قال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : « إنَّ في الجنّة داراً يقال لها دار الفرح لا يدخلها إلاّ من فرّح يتامى المؤمنين » (9).
ومن الاهتمام والعناية باليتيم هو القيام بتربيته تربية صالحة وإعداده لان يكون عنصراً صالحاً في المجتمع ، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « ادّب اليتيم بما تؤدّب منه ولدك... » (10).
فاليتيم الذي يحصل على العناية والرعاية والحب والحنان يشعر بالراحة والطمأنينة ويعيش سويّاً في عواطفه وفي شخصيته ، امّا في حالة الحرمان فانّه لا يصبح سويّاً وقد يلتقطه بعض المنحرفين فيوجهه الوجهة غير الصالحة فيصبح عنصراً ضاراً في المجتمع.
_________
1ـ تحف العقول : ١٩٨.
2ـ مستدرك الوسائل ١ : ١٤٨.
3ـ المحجة البيضاء ٣ : ٤٠٣.
4ـ المحجة البيضاء ٣ : ٤٠٣.
5ـ المحجة البيضاء ٣ : ٤٠٣.
6ـ المحجة البيضاء ٣ : ٤٠٣.
7ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٣.
8ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٣.
9ـ كنز العمال ٣ : ١٧٠ / ٦٠٠٨.
10ـ الكافي ٦ : ٤٧ / ٨ باب تأديب الولد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|