أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2017
3062
التاريخ: 28-5-2017
2609
التاريخ: 2023-02-08
3760
التاريخ: 21-6-2017
2926
|
كان عبد الله ابن عبد الله بن ابي من فتيان الإسلام الشجعان، ومن فرسانه البواسل، وكان ـ كما تقتضيه تعاليم الإسلام ـ يبر بأبيه المنافق أكثر من غيره، ولكنه عند ما عرف بما تفوّه به أبوه في شأن رسول الله (صلى الله عليه واله) وظن أن رسول الله (صلى الله عليه واله) سيقتل أباه جاء الى النبي (صلى الله عليه واله) وقال : يا رسول الله انه قد بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن ابي ، فيما بلغك عنه فإن كنت لا بدّ فاعلا فمرني به فانا أحمل إليك رأسه، فو الله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبرّ بوالده مني، وإني أخشى أن تامر به غيري، فيقتله فلا تدعني نفسي انظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فاقتله، فأقتل ( رجلا ) مؤمنا بكافر فأدخل النار!!
إن حديث هذا الفتى يعكس ـ في الحقيقة ـ أعظم تجليات الإيمان وآثاره في النفس، والروح الانسانية.
لماذا لم يطلب من النبي (صلى الله عليه واله) أن يعفو عن أبيه؟! لأنّه كان يعلم أن ما يفعله رسول الله (صلى الله عليه واله) إنما هو بأمر الله تعالى، ولكن ابن عبد الله كان يرى نفسه في صراع روحيّ حادّ.
فمن جانب كانت تدعوه عواطف البنوة والابوّة والأخلاق العربيّة أن ينتقم ممّن يقتل أباه، ويسفك بالتالي دم مسلم.
ومن جانب آخر توجب عوامل اخرى مثل ضرورة استتباب الأمن والطمأنينة في البيئة الاسلامية أن يقتل رأس المنافقين ابن أبي ، انه صورة من صور الصراع بين مقتضى الايمان، ومقتضى العاطفة.
ولقد اختار عبد الله بن عبد الله بن ابي طريقا ثالثا في هذا الصراع، يضمن مصالح الإسلام من جهة، ويحافظ على مشاعره من أن تجرح على أيدي الآخرين من جهة اخرى، وذلك بأن يكون هو الذي ينفّذ حكم الاعدام في أبيه المنافق المشاغب.
وهذا العمل وان كان شاقا مؤلما إلاّ أن قوة الايمان بالله والتسليم لأمره سبحانه كانت تفيض عليه قدرا كبيرا من الطمأنينة والسكون.
ولكن النبي الرحيم (صلى الله عليه واله) قال ردا على سؤال واقتراح عبد الله بن عبد الله بن أبي : بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا !!!
وهذا الكلام الذي يكشف عن سمو أخلاق النبيّ (صلى الله عليه واله) ومبلغ رحمته، أدهش المسلمين جميعا فتوجهوا باللوم والعتاب الحادّ إلى المنافق عبد الله بن أبي ، ولحقه بسبب ذلك ذل شديد بين الناس ما وراءه ذل، وهوان ما وراءه هوان، واحتقره الناس حتى انه لم يعد أحد يعبأ به، ويقيم له وزنا.
لقد علّم رسول الله (صلى الله عليه واله) المسلمين في هذه الحوادث دروسا مفيدة جدا، وأظهر جانبا من سياسة الاسلام الحكمية، والرشيدة.
فقد تحطم عبد الله بن أبي رئيس المنافقين بعد هذه الحادثة، ولم يعد له أي دور، بل عاش بقية حياته مهانا محتقرا بين الناس بعد أن رأى الناس إيذاءه المستمر لرسول الله، وعفو النبي (صلى الله عليه واله) عنه، واغضاءه عن مساوئه.
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعمر بن الخطاب ذات يوم حين بلغه احتقار الناس لابن ابي ذلك الاحتقار، وسقوط محله في القلوب : كيف ترى يا عمر، أما والله لو قتلته يوم قلت لي : اقتله، لارعدت له انف، لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته.
فقال عمر : قد والله علمت لأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) أعظم بركة من أمري.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|