المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



دور التربية الدينية في بناء الانسان المتكامل  
  
4762   11:55 صباحاً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص201-204
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2018 6310
التاريخ: 30-1-2017 2321
التاريخ: 28-4-2017 2984
التاريخ: 2-9-2016 4902

اهتمت التربية الدينية الاسلامية بالفرد والمجتمع وبالنسبة للفرد فقد اهتمت بنموه الجسمي والعقلي والانفعالي كما اكدت على وجوب التزامه بالقيم والآداب الاجتماعية التي تحقق الخير له ولمجتمعه.

وسنتناول دور التربية الدينية في نمو كل جانب من جوانب الانسان.

1ـ دور التربية الدينية في النمو الجسمي :

اهتمت التربية الاسلامية بالجسد عن طريق الاتي :

• الاهتمام بالعبادة ، ذلك ان عبادة الله تحتاج الى جهد وطاقات جسدية.

• تحريم الانتحار وإلحاق الاذى بالجسم.

• الاهتمام بتنمية الرضيع وإعالة الطفل واطعامه ورعايته وجعل هذه الامور مسؤولية الوالدين والدولة.

• الاهتمام بالرياضة كالرمي والفروسية والسباحة.

2- دور التربية الدينية في النمو العقلي :

يرى الغزالي ان العقل مصدر كل عمل وحكمة، وبه يعرف الانسان نفسه والوجود الطبيعي والالهي وكل انواع العلوم ونبين اهتمام التربية الاسلامية بالعقل في النقاط التالية:

• يعتبر الاسلام العقل اهم الطاقات الانسانية فجميع اركان الايمان مبنية على فهم العقل وقناعته.

• خاطب القرآن العقل ليدله على وجود الله وحث الانسان على التدبر في الكون وفي نفسه ليدله على أن الله وحده هو الذي يستحق العبادة.

• دعا الاسلام الى المحافظة على العقل حيث نهى عن الخمر.

• دعا الاسلام العالم الى مراعاة عقول الناس وطبائعهم حتى يتمكن من جمع الناس حوله وتعليمهم امور دينهم ودنياهم.

• نهى الاسلام عن الغرور والتكبر عن قبول الحق وندد بالذين لا يفكرون ولا يستعملون عقولهم.

3- دور التربية الدينية في النمو الاخلاقي والاجتماعي :

ويشمل العواطف والقيم والآداب الاجتماعية وتخاطب التربية الدينية الاسلامية عاطفة الناس كما تخاطب عقله فهي تحثه على الفضائل ومكارم الاخلاق والبعد عن الرذائل وكل ما يلحق الضرر بصحة الانسان النفسية او بالبيئة الاجتماعية.

4- دور التربية الدينية في النمو الروحي :

الانسان في نظر الاسلام لا يتكون من روح فقط او مادة خالصة بل هو عبارة عن مادة وروح معاً. قال تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}[الحجر:28-29] لقد ميز الله سبحانه الانسان عن سائر المخلوقات بأن جعل تكوينه من عنصر طين الارض ونفخه من روح الله وهذه النفخة هي التي اعطت الشعور والادراك والقدرة على النمو وهي التي جعلته افضل المخلوقات.

والروح في المفهوم الاسلامي هي مفتاح العلاقة بين الخالق (عزوجل) وبين عباده، وبها يسمو

الانسان الى اعلى الدرجات ويواجه طغيان شهواته فيهذبها وطغيان المادة فيسخرها في طاعة الله.

ويتحقق النمو الروحي من خلال التربية الروحية التي تتم عن طريق الارتباط بدين الله الذي يحقق صفاء الروح واستنارة العقل وسمو الاخلاق واستقامة السلوك ولهذا يعد النمو الروحي من الاسس الرئيسية لنمو الفرد بشكل عام.

5- دور التربية الدينية في النمو الارادي :

يرى الاسلام ان الانسان مخير وحر الارادة في الاطار الاجتماعي، والى الحد الذي يستطيع معه ان يمارس هذا الاختيار وهو مجبر او مسير بمقدار ما تتحكم فيه البيئة الاجتماعية والطبيعية وبمقدار ما يتعامل مع القوانين الالهية التي لا سلطان له عليها.

لذلك يدعو الاسلام الانسان الى التمسك بحريته واستقلاله، وان تكون له ادارة حرة تمكنه من العيش بكرامة. ولكنه في الوقت نفسه جعل هذه الحرية مرتبطة بالآخرين والحرص على منفعتهم، ومساندة لحرية المجتمع  واستقراره وداعمة للحضارة الانسانية، منسجمة مع ما انزل الله. وعليه جعل الله الطاعة ملزمة للفرد وواجبة عليه لله وللرسول (صلى الله عليه وسلم) واولي الأمر ما داموا صالحين مؤمنين .

إن التكاليف الاسلامية وما تتطلب من سلامة نفسية الى جانب الصحة الجسمية وقدرة على الضبط والصبر تثري النمو الارادي لدى الانسان .

6- دور التربية الدينية في النمو الابداعي :

شجع الاسلام على الابداع اذ اكد على تنمية الفرد في مجال الابداع العلمي حين دعا الى التفكير في الكون وفي الجبال والسماء وفي الانسان نفسه وكل شيء خلقه الله سبحانه واكد الاسلام على اهمية النمو الابداعي حين حث على طلب العلم في العديد من الآيات والاحاديث ومن ذلك قوله تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: 11].

وقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث :صدقة جارية ,او علم ينفع به ,او ولد صالح يدعو له )(رواه مسلم ).

وللتربية الدينية دور في نمو الفرد الجمالي فالقرآن الكريم يفيض بالجمال ويدعو الى حبه والابتعاد عما هو قبيح ,قال تعالى:{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}[الحجرات: 11] ويزخر القرآن الكريم بالقصص التي تتسم بالجمال بالتشويق وبراعة التصوير والتخيل الحسي والتجسيم والقدرة على رسم الشخصيات البشرية وعلى تحريك المشاعر الانسانية والتأثير فيها وقد عرف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حبه للجمال وترغيبه في كل جميل مادام لا يتعارض مع الدين الاسلامي .اذ دعا الى تسمية الطفل باسم حسن والى التجمل في مواطن الاجتماع وحث على العناية بالمظهر .

إن التربية التي تستند على الدين وما انزل في كتاب الله وسنة رسوله الكريم تحث على النمو الابداعي بشقيه العلمي والجمالي على الا يحمل هذا النمو ضررا للآخرين او خدشا للحياة والحقيقة ان هذا هو النمو الابداعي الحقيقي وعودة الى أدبيات الابداع نجد ان المبدع ليس مجرد فرد قادر على انتاج شئ يتسم بالأصالة والمرونة انه ايضا شخص يمتلك احساسا عاليا بالمسؤولية الاجتماعية .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.