المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



الاطفال والرياء  
  
1163   09:35 صباحاً   التاريخ: 5-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص265 ــ 267
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

في حياتنا الاجتماعية هناك افراد يفتقدون الجوهر والمحتوى، فترى باطنهم خالياً من كل معاني الفضيلة الانسانية. فالواحد منهم قد أخفى وجهه الواقعي وتظاهر بمظهر الرياء والتكبر. وإذا ما سقط النقاب عن وجهه للحظة ولم يستطع أن يمسك نفسه فإنه سيصاب بالقلق لأنه يخاف من انكشاف حقيقته.

حياته مملوءة بالتصنّع، وفي كل مكان يبرز بشكل خلاف ما هو عليه، وفي كثير من الأحيان ينصب سعيه ونشاطه على حفظ شخصيته الاصطناعية والمجهولة. وإذا لم يوفق فيعتبر نفسه قد فشل وخسر.

هذا وأمثاله هم الذين وصفوا بالمرائين. الذين يسعون إلى جلب انتباه الآخرين لكي يقيموا لهم أهمية وحساباً. وهذا الشعور يعبر عن الحاجات العاطفية لجميع الافراد وبالأخص الاطفال، وهذا الاحتياج إذا لم يؤمن بالطرق المشروعة فإنه يتم تأمينه بوسائل وطرق غير صائبة اخرى.

معنى ومفهوم الرياء

من المناسب في البدء أن نتعرض بالبحث إلى معنى ومفهوم الرياء. فأساس الأمر هو نوع من الرياء والظهور بمظهر غير طبيعي. فيظهر ولكن ليس بالصورة الحقيقية، بل بصورة كاذبة ومصطنعة.

والرياء مصدره الرئاء: وهو التظاهر بخير دون حقيقة. وفي الاصطلاح طلب المنزلة والمكانة في قلوب الآخرين. وعلى إثر ذلك فإنه يحرص على أن يتظاهر بالقيام بالأعمال الحسنة.

والبعض يتظاهرون أو يوحون بالأعمال والسلوك والكلام وذلك من أجل الحصول على منزلة في قلوب الآخرين والأصل هو أن كل ما يتظاهر به الفرد فإنه يضمر ويخفى خلافه سعياً منه لكسب المكانة والمنزلة في قلوب الناس فيتفنن في عرض صور مختلفة لريائه بدون خشية أو خجل.

ـ العلامات والمظاهر

للرياء والتكبر عند الطفل وحتى عند الكبار مظاهر وعلامات، منها:

ـ التصنع في القول والبيان وفي الاعمال والسلوك والاوضاع والاستعادة من الجمال والملاحة لغرض جلب النظر اليه.

ـ التصنع في المعاشرة والسلوك في العلاقات والمعاملات (وأحياناً في الدين وهذا الامر غير موجود ولا مصداق له عند الأطفال).

ـ إذا رآه الآخرون يفرح وإذا اختلى بنفسه يكسل ويحب أن يمدحه ويثني عليه الجميع. ورد في قرب الاسناد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان عنده أحد ويحب أن يحمد في جميع اُموره).

ـ يمدح نفسه ويحب أن يمدحه الناس.

ـ يتخاصم مع الآخرين ويبول في فراشه عندما يحس بالفشل والاحباط.

ـ يبالغ في القول بالنسبة إلى سلوكه.

ـ يدعو الآخرين للاطلاع على وضعه وحاله حيث يمثل صورة من البؤس والمسكنة.

ـ الهيجان والنشاط عند تواجده في مجموعة ويتظاهر بالذكاء وحسن الخلاق.

ـ التفاخر ومقارنة مكانته لدى حضوره بين عدد من أقرانه.

ـ السعي لمعاشرة ذوي الشهرة والاسم.

ـ وأخيراً إذا ما توخينا الدقة في أعماله وسلوكه فإننا سوف نتبين حال ووضع المرائي وكيفية تقمّصه الصور المختلفة والسلوك المصطنع. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.