المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Oenopides of Chios
20-10-2015
ضرورة ديمومة الحياة
2023-04-16
التأويل *
10-10-2014
الاستجواب
2024-05-25
تفسير الاية (106-107) من سورة البقرة
30-11-2016
الكويكبات
2023-06-12


تفسير الاية (34-42) من سورة الدخان.  
  
327   01:28 مساءً   التاريخ: 14-5-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الدال / سورة الدخان /


قال تعالى : {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُو الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } [الدخان: 34 - 42].

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

أخبر سبحانه عن كفار قوم نبينا (صلى الله عليه وآله وسلّم) الذين ذكرهم في أول السورة فقال {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى} أي ما الموتة إلا موتة نموتها في الدنيا ثم لا نبعث بعدها وهو قوله {وما نحن بمنشرين} أي بمبعوثين ولا معادين {فأتوا ب آبائنا} الذين ماتوا قبلنا وأعيدوهم {إن كنتم صادقين} في أن الله تعالى يقدر على إعادة الأموات وإحيائهم وقيل إن قائل هذا أبو جهل بن هشام قال إن كنت صادقا فابعث جدك قصي بن كلاب فإنه كان رجلا صادقا لنسأله عما يكون بعد الموت وهذا القول جهل من أبي جهل من وجهين ( أحدهما ) أن الإعادة إنما هي للجزاء لا للتكليف وليست هذه الدار بدار جزاء ولكنها دار تكليف فكأنه قال : إن كنت صادقا في إعادتهم للجزاء فأعدهم للتكليف ( والثاني ) أن الإحياء في دار الدنيا إنما يكون للمصلحة فلا يقف ذلك على اقتراحهم لأنه ربما تعلق بذلك مفسدة.

 ولما تركوا الحجة وعدلوا إلى الشبهة جهلا عدل سبحانه في إجابتهم إلى الوعيد والوعظ فقال {أ هم خير أم قوم تبع} أي أ مشركو قريش أظهر نعمة وأكثر أموالا وأعز في القوة والقدرة أم قوم تبع الحميري الذي سار بالجيوش حتى حير(2) الحيرة ثم أتى سمرقند فهدمها ثم بناها وكان إذا كتب كتب باسم الذي ملك برا وبحرا وضحا وريحا عن قتادة وسمي تبعا لكثرة أتباعه من الناس وقيل سمي تبعا لأنه تبع من قبله من ملوك اليمن والتبابعة : اسم ملوك اليمن فتبع لقب له كما يقال خاقان لملك الترك وقيصر لملك الروم واسمه أسعد أبو كرب(3) وروى سهل بن سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال ((لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم)) وقال كعب نعم الرجل الصالح ذم الله قومه ولم يذمه وروى الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إن تبعا قال للأوس والخزرج كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي أما أنا لو أدركته لخدمته وخرجت معه.

{والذين من قبلهم} يعني من تقدمهم من قوم نوح وعاد وثمود {أهلكناهم} معناه أنهم ليسوا بأفضل منهم وقد أهلكناهم بكفرهم وهؤلاء مثلهم بل أولئك كانوا أكثر قوة وعددا فإهلاك هؤلاء أيسر {إنهم كانوا مجرمين} أي كافرين فليحذر هؤلاء أن ينالهم مثل ما نال أولئك {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} أي لم نخلق ذلك لا لغرض حكمي بل خلقناهما لغرض حكمي وهو أن ننفع المكلفين بذلك ونعرضهم للثواب وننفع سائر الحيوانات بضروب المنافع واللذات.

 و{ما خلقناهما إلا بالحق} أي إلا بالعلم الداعي إلى خلقهما والعلم لا يدعو إلا إلى الصواب والحق وقيل معناه ما خلقناهما إلا للحق وهو الامتحان بالأمر والنهي والتمييز بين المحسن والمسيء لقوله ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا الآية وقيل معناه ما خلقناهما إلا على الحق الذي يستحق به الحمد خلاف الباطل الذي يستحق به الذم {ولكن أكثرهم لا يعلمون} صحة ما قلناه لعدولهم عن النظر فيه ولا استدلال على صحته {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} يعني اليوم الذي يفصل فيه بين المحق والمبطل وهو يوم القيامة وقيل معناه يوم الحكم ميقات قوم فرعون وقوم تبع ومن قبلهم ومشركي قريش وموعدهم .

ولما ذكر سبحانه أن يوم الفصل ميقات الخلق يحشرهم فيه بين أي يوم هو فقال {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} فالمولى الصاحب الذي من شأنه أن يتولى معونة صاحبه على أموره فيدخل في ذلك ابن العم والناصر والحليف وغيرهم ممن هذه صفته والمعنى أن ذلك اليوم يوم لا يغني فيه ولي عن ولي شيئا ولا يدفع عنه عذاب الله تعالى {ولا هم ينصرون} وهذا لا ينافي ما يذهب إليه أكثر الأمة من إثبات الشفاعة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) والمؤمنين لأن الشفاعة لا تحصل إلا بأمر الله تعالى وإذنه والمراد بالآية أنه ليس لهم من يدفع عنهم عذاب الله وينصرهم من غير أن يأذن الله له فيه .

وقد بين ما أشرنا إليه باستثنائه من رحمه منهم فقال {إلا من رحم الله} أي إلا الذين رحمهم الله من المؤمنين فإنه إما أن يسقط عقابهم ابتداء أو يأذن بالشفاعة فيهم لمن علت درجته عنده فيسقط عقاب المشفوع له لشفاعته {إنه هو العزيز} في انتقاله من أعدائه {الرحيم} بالمؤمنين .

________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج9 ، ص111-113.

2- لم نجد له فيما بأيدينا من كتب اللغة معنى يناسبه ، ولعله مما يشتق ، ويؤخذ الفعل من الاسم نحو خيم القوم اي :ضربوا خيامنا . هذا ايضا مأخوذ من الحيرة . وفي نسخة : حيز مأخوذ من الحيز .

3- وفي المخطوطة ((سعد).

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الأُولى وما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} . هؤلاء إشارة إلى مشركي مكة . قالوا : لا حياة ولا نشور بعد الموت ، واحتجوا بقولهم :

{ فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}  انهم لا يؤمنون بأن اللَّه قادر على إحياء الموتى إلا إذا رأوا ذلك عيانا . . . وذهلوا عن النشأة الأولى ، وان الذي أوجد الإنسان ، ولم يكن شيئا مذكورا - قادر على أن يحيى العظام وهي رميم .

{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ} . كان للتبابعة دولة وصولة في اليمن وغيرها ، وكانوا أحسن حالا وأكثر مالا من قريش ، ولما عتوا عن أمر ربهم أخذهم بالهلاك والدمار ، وكذا أهلك قوم نوح وعادا وثمود لكفرهم وإجرامهم ، فكيف أمن قومك يا محمد عواقب الكفر والفساد ؟

ولو اعتبروا لأبصروا وآمنوا ، ولكنهم قوم لا يفقهون{ وما خَلَقْنَا السَّماواتِ والأَرْضَ وما بَيْنَهُما لاعِبِينَ ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ}. إن اللَّه حكيم ، والحكيم منزه عن العبث ، فلا يخلق شيئا إلا لمصلحة تعود إلى الخلق . . . والغاية من خلق الإنسان أن يحيا حياة طيبة خالدة إلى ما لا نهاية ، وعليه فلا بد من البعث والنشر ، وإلا كان خلق الإنسان عبثا . أنظر تفسير الآية 33 من سورة لقمان فقرة لما ذا خلق اللَّه الإنسان ؟ . {ولكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } ان اللَّه خلق الكون بما فيه لحكمة وغرض صحيح .

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} . يوم الفصل هو يوم القيامة الذي يجمع اللَّه الناس فيه لنقاش الحساب وجزاء الأعمال ، وميقاتهم هو موعد ذاك الجمع والحساب والجزاء { يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ولا هُمْ يُنْصَرُونَ } . لا جاه

ولا مال ولا أنساب ولا حميم . . . لا شيء على الإطلاق ينفع في ذاك اليوم إلا صالح الأعمال فهو وحده الشفيع عند اللَّه { إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ } ولكن اللَّه يرحم من هو أهل لرحمته كالذي له سوابق تقربه من خالقه جل وعز ( إِنَّهُ هُو الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) .

لا ناصر ولا راحم غدا إلا اللَّه فهو ذو العزة والرحمة تذعن الخلائق لقدرته ، وتفتقر إلى رحمته .

___________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج13-14.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

لما أنذر القوم بالعذاب الدنيوي ثم بالعذاب الأخروي وتمثل للعذاب الدنيوي بما جرى على قوم فرعون إذ جاءهم موسى (عليه السلام) بالرسالة من ربه فكذبوه فأخذهم الله بعذاب الإغراق فاستأصلهم.

رجع إلى الكلام في العذاب الأخروي فذكر إنكار القوم للمعاد وقولهم أن ليس بعد الموتة الأولى حياة فاحتج على إثبات المعاد بالبرهان ثم أنبأ عن بعض ما سيلقاه المجرمون من العذاب في الآخرة وبعض ما سيلقاه المتقون من النعيم المقيم وعند ذلك تختتم السورة بما بدأت به وهو نزول الكتاب للتذكر وأمره (صلى الله عليه وآله وسلم) بالارتقاب.

قوله تعالى: {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين} رجوع إلى أول الكلام من قوله: {بل هم في شك يلعبون} والإشارة بهؤلاء إلى قريش ومن يلحق بهم من العرب الوثنيين المنكرين للمعاد، وقولهم: {إن هي إلا موتتنا الأولى} يريدون به نفي الحياة بعد الموت الملازم لنفي المعاد بدليل قولهم بعده: {وما نحن بمنشرين} أي بمبعوثين، قال في الكشاف يقال: أنشر الله الموتى ونشرهم إذا بعثهم. انتهى.

فقولهم: {إن هي إلا موتتنا الأولى} الضمير فيه للعاقبة والنهاية أي ليست عاقبة أمرنا ونهاية وجودنا وحياتنا إلا موتتنا الأولى فنعدم بها ولا حياة بعدها أبدا.

ووجه تقييد الموتة في الآية بالأولى، بأنه ليس بقيد احترازي إذ لا ملازمة بين الأول والآخر أوبين الأول والثاني فمن الجائز أن يكون هناك شيء أول ولا ثاني له ولا في قباله آخر، كذا قيل.

وهناك وجه آخر ذكره الزمخشري في الكشاف فقال: فإن قلت: كان الكلام واقعا في الحياة الثانية لا في الموت فهلا قيل: إلا حياتنا الأولى وما نحن بمنشرين كما قيل: إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين، وما معنى قوله: {إلا موتتنا الأولى}؟ وما معنى ذكر الأولى؟ كأنهم وعدوا موتة أخرى حتى نفوها وجحدوها وأثبتوا الأولى.

قلت: معناه - والله الموفق للصواب - أنهم قيل لهم: إنكم تموتون موتة تتعقبها حياة كما تقدمتكم موتة قد تعقبتها حياة وذلك قوله عز وجل: {وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم} فقالوا: إن هي إلا موتتنا الأولى يريدون ما الموتة التي من شأنها أن تتعقبها حياة إلا الموتة الأولى دون الموتة الثانية، وما هذه الصفة التي تصفون بها الموتة من تعقب الحياة لها إلا للموتة الأولى خاصة فلا فرق إذا بين هذا وبين قوله: {إن هي إلا حياتنا الدنيا} في المعنى انتهى.

ويمكن أن يوجه بوجه ثالث وهو أن يقولوا: {إن هي إلا موتتنا الأولى} بعد ما سمعوا قوله تعالى: {قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} الآية، وقد تقدم في تفسير الآية أن الإماتة الأولى هي الموتة بعد الحياة الدنيا، والإماتة الثانية هي التي بعد الحياة البرزخية فهم في قولهم: {إن هي إلا موتتنا الأولى} ينفون الموتة الثانية الملازمة للحياة البرزخية التي هي حياة بعد الموت فإنهم يرون موت الإنسان انعداما له وبطلانا لذاته.

ويمكن أن يوجه بوجه رابع وهو أن يرجع التقيد بالأولى إلى الحكاية دون المحكي وذلك بأن يكون الذي قالوا إنما هو{إن هي إلا موتتنا{ ويكون معنى الكلام أن هؤلاء ينفون الحياة بعد الموت ويقولون: إن هي إلا موتتنا يريدون الموتة الأولى من الموتتين اللتين ذكرنا في قولنا: {قالوا ربنا أمتنا اثنتين} الآية.

والوجوه الأربع مختلفة في القرب من الفهم فأقربها ثالثها ثم الرابع ثم الأول.

قوله تعالى: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} تتمة كلام القوم وخطاب منهم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين به حيث كانوا يذكرون لهم البعث والإحياء فاحتجوا لرد الإحياء بعد الموت بقولهم: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين{ أي فليحي آباؤنا الماضون بدعائكم أو بأي وسيلة اتخذتموها حتى نعلم صدقكم في دعواكم أن الأموات سيحيون وأن الموت ليس بانعدام.

قوله تعالى: {أ هم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين} تهديد للقوم بالإهلاك كما أهلك قوم تبع والذين من قبلهم من الأمم.

وتبع هذا ملك من ملوك الحمير باليمن واسمه على ما ذكروا أسعد أبو كرب وقيل: سعد أبو كرب وسيأتي في البحث الروائي نبذة من قصته وفي الكلام نوع تلويح إلى سلامة تبع نفسه من الإهلاك.

قوله تعالى: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون} ضمير التثنية في قوله: {وما بينهما} لجنسي السماوات والأرض ولذا لم يجمع، والباء في قوله {بالحق{ للملابسة أي ما خلقناهما إلا متلبستين بالحق، وجوز بعضهم كونها للسببية أي ما خلقناهما بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق الذي هو الإيمان والطاعة والبعث والجزاء، ولا يخفى بعده.

ومضمون الآيتين حجة برهانية على ثبوت المعاد وتقريرها أنه لولم يكن وراء هذا العالم عالم ثابت باق بل كان الله لا يزال يوجد أشياء ثم يعدمها ثم يوجد أشياء أخر ثم يعدمها ويحيي هذا ثم يميته ويحيي آخر وهكذا كان لاعبا في فعله عابثا به واللعب عليه تعالى محال ففعله حق له غرض صحيح فهناك عالم آخر باق دائمي ينتقل إليه الأشياء وما في هذا العالم الدنيوي الفاني البائد مقدمة للانتقال إلى ذلك العالم وهو الحياة الآخرة.

وقد فصلنا القول في هذا البرهان في تفسير الآية 16 من سورة الأنبياء، والآية 27 من سورة ص فليراجع.

وقوله: {ولكن أكثرهم لا يعلمون} تقريع لهم بالجهل.

قوله تعالى: {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} بيان لصفة اليوم الذي يثبته البرهان السابق وهو يوم القيامة الذي فيه يقوم الناس لرب العالمين.

وسماه الله يوم الفصل لأنه يفصل فيه بين الحق والباطل وبين المحق والمبطل والمتقين والمجرمين أو لأنه يوم القضاء الفصل منه تعالى.

وقوله: {ميقاتهم أجمعين{ أي موعد الناس أجمعين أو موعد من تقدم ذكره من قوم تبع وقوم فرعون ومن تقدمهم وقريش وغيرهم.

قوله تعالى: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون} بيان ليوم الفصل، والمولى هو الصاحب الذي له أن يتصرف في أمور صاحبه ويطلق على من يتولى الأمر وعلى من يتولى أمره والمولى الأول في الآية هو الأول والثاني هو الثاني.

والآية تنفي أولا إغناء مولى عن مولاه يومئذ، وتخبر ثانيا أنهم لا ينصرون والفرق بين المعنيين أن الإغناء يكون فيما استقل المغني في عمله ولا يكون لمن يغني عنه صنع في ذلك، والنصرة إنما تكون فيما كان للمنصور بعض أسباب الظفر الناقصة ويتم له ذلك بنصرة الناصر.

والوجه في انتفاء الإغناء والنصر يومئذ أن الأسباب المؤثرة في نشأة الحياة الدنيا تسقط يوم القيامة، قال تعالى: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ } [البقرة: 166] ، وقال: {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } [يونس: 28].

قوله تعالى: {إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم} استثناء من ضمير {لا هم ينصرون} والآية من أدلة الشفاعة يومئذ وقد تقدم تفصيل القول في الشفاعة في الجزء الأول من الكتاب.

هذا على تقدير رجوع ضمير {لا هم ينصرون} إلى الناس جميعا على ما هو الظاهر.

وأما لو رجع إلى الكفار كما قيل فالاستثناء منقطع والمعنى: لكن من رحمة الله وهم المتقون فإنهم في غني عن مولى يغني عنهم وناصر ينصرهم.

وأما ما جوزه بعضهم من كونه استثناء متصلا من {مولى} فقد ظهر فساده مما قدمناه فإن الإغناء إنما هو فيما لم يكن عند الإنسان شيء من أسباب النجاة ومن كان على هذه الصفة لم يغن عنه مغن ولا استثناء والشفاعة نصرة تحتاج إلى بعض أسباب النجاة وهو الدين المرضي وقد تقدم في بحث الشفاعة، نعم يمكن أن يوجه بما سيجيء في رواية الشحام.

وقوله: {إنه هو العزيز الرحيم} أي الغالب الذي لا يغلبه شيء حتى يمنعه من تعذيب من يريد عذابه، ومفيض الخير على من يريد أن يرحمه ويفيض الخير عليه ومناسبة الاسمين الكريمين لمضامين الآيات ظاهرة.

__________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج18، ص118-121.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

 لا شيء بعد الموت!

بعد أنّ جسدت الآيات السابقة مشهداً من حياة فرعون والفراعنة، وعاقبة كفرهم وإنكارهم، تكرر الكلام عن المشركين مرّة أُخرى، وأعادت هذه الآيات مسألة شكهم في مسألة المعاد ـ والتي مرّت في بداية السورة ـ بصورة أُخرى، فقالت: {إنّ هؤلاء ليقولون إن هي إلاّ موتتنا الأولى} وسوف لا نعود إلى الحياة اطلاقاً(2) وما يقوله محمّد عن المعاد والحياة بعد الموت والثواب والعقاب، والجنّة والنّار لا حقيقة له، فلا حشر ولا نشر أبداً!

وهنا سؤال يطرح نفسه، وهو: لماذا يؤكّد المشركون على الموتة الأولى فقط، في حين اعتبر البعض الآخر مرجع الضمير هو العاقبة والنهاية، وعلى هذا يكون المعنى: ما عاقبة أمرنا إلاّ الموتة الأولى (روح المعاني والميزان) وليس بينهما من تفاوت كثير من ناحية النتيجة.

والتي تعني عدم وجود موت آخر بعد هذا الموت، في حين أنّ مرادهم نفي الحياة بعد الموت، لا إنكار الموت الثاني وبتعبير آخر فإنّ الأنبياء كانوا يخبرون بالحياة بعد الموت، لا بالموت مرة ثانية.

ونقول في الإجابة: إنّ مرادهم عدم وجود حالة أُخرى بعد الموت، أي إنّنا نموت مرّة واحدة وينتهي كلّ شيء، وبعد ذلك لا توجد هناك حياة أُخرى ولا موت آخر، فكل ما هوموجود هذا الموت لا غير. (فتأمل!)(3).

وهذا يشبه كثيراً ما ورد في الآية (29) من سورة الأنعام، حيث تقول: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } [الأنعام: 29]!

ثمّ تنقل كلام هؤلاء الذين تشبثوا بدليل واه لإثبات مدعاهم، إذا قالوا: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين}.

قال البعض: إنّ هذا كان كلام أبي جهل، حيث أنّه التفت إلى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وقال: إن كنت صادقاً فابعث جدك قصي بن كلاب، فإنّه كان رجلاً صادقاً لنسأله عمّا يكون بعد الموت(4).

من البديهي أنّ كلّ ذلك كان تذرعاً، ومع أنّ سنّة الله لم تقم على أن يحيي الأموات في هذه الدنيا ليأتوا بأخبار ذلك العالم إلى هذا العالم، لكن على فرض أن يتمّ هذا العمل من قبل الرّسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، فسيعزف هؤلاء المتذرعون نغمة جديدة، ويضربون على وتر آخر، فيسمون ذلك الفعل سحراً مثلاً، كما طلبوا المعاجز عدّة مرات، فلما أتاهم النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بها أنكروها أشد إنكار.

وقوله تعالى : { أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ( 37 )ومَا خَلَقْنَا السَّموَاتِ وَالاْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَعِبِينَ( 38 ) مَا خَلَقْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}

قوم تبع:

لقد كانت أرض اليمن ـ الواقعة في جنوب الجزيرة العربية ـ من الأراضي العامرة الغنية، وكانت في الماضي مهد الحضارة والتمدن، وكان يحكمها ملوك يسمّون «تبّعاً» ـ وجمعها تبابعة ـ لأنّ قومهم كانوا يتبعونهم، أو لأنّ أحدهم كان يخلف الآخر ويتبعه في الحكم.

ومهما يكن، فقد كان قوم تبع يشكلون مجتمعاً قوياً في عدته وعدده، ولهم حكومتهم الواسعة المترامية الأطراف.

وهذه الآيات تواصل البحث الذي ورد حول مشركي مكّة وعنادهم وإنكارهم للمعاد ـ فتهدد أُولئك المشركين من خلال الإشارة إلى قصة قوم تبع، بأنّ ما ينتظركم ليس العذاب الإلهي في القيامة وحسب، بل سوف تلاقون في هذه الدنيا أيضاً مصيراً كمصير قوم تبّع المجرمين الكافرين، فتقول: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنّهم كانوا مجرمين}.

من المعلوم أنّ سكان الحجاز كانوا مطلعين على قصة قوم تبع الذين كانوا يعيشون في جوارهم، ولذلك لم تفصل الآية كثيراً في أحوالهم، بل اكتفت بالقول: أنّ احذروا أن تلاقوا نفس المصير الذي لاقاه أولئك الأقوام الآخرون الذين كانوا يعيشون قربكم وحواليكم، وفي مسيركم إلى الشام، وفي أرض مصر. فعلى فرض أن بإمكانكم إنكار القيامة، فهل تستطيعون أن تنكروا العذاب الذي نزل بساحة هؤلاء القوم المجرمين العاصين؟

والمراد من {الذين من قبلهم} أمثال قوم نوح وعاد وثمود.

وسنبحث المراد من قوم تبع، في ما يأتي، إن شاء الله تعالى.

ثمّ تعود الآية التي بعدها إلى مسألة المعاد مرّة أُخرى، وتثبت هذه الحقيقة باستدلال رائع، فتقول: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين}(5).

نعم، فإنّ لهذا الخلق العظيم الواسع هدفاً، فإذا كان الموت بزعمكم نقطة النهاية بعد أيام من المأكل والمشرب والمنام وقضاء الشهوات الحيوانية، وبعد ذلك ينتهي كلّ شيء بالموت، فسيكون هذا الخلق لعباً ولهواً وعبثاً، لا فائدة من ورائه ولا هدف.

ولا يمكن التصديق بأنّ الله القادر الحكيم قد خلق هذا النظام والخلق العظيم من أجل عدّة أيّام سريعة الإنقضاء لا هدف من ورائها، مع ما تقترن به أيّام الحياة هذه من أنواع الآلام والمصائب والمصاعب، أفينتهي كلّ شيء بانتهائها!؟ إنّ هذا الأمر لا ينسجم مطلقاً مع حكمة الله.

بناءً على هذا، فإنّ مشاهدة وضع هذا العالم وتنظيمه، تلزمنا التصديق بأنّه مدخل وممر إلى عالم أعظم أبدي، فلماذا لا تتفكرون في ذلك؟

لقد ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة مراراً في سور المختلفة، فيقول في الآية (16) من سورة الأنبياء: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الأنبياء: 16].

ويقول في الآية (62) من سورة الواقعة : {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} [الواقعة: 62].

وعلى أية حال، فإنّ هنالك غاية وراء خلق هذا العالم، وهناك عالماً آخر يتبعه، في حين أنّ المذاهب الإلحادية والمنكرة للمعاد ترى بأنّ هذا الخلق عبث لا فائدة من ورائه ولا هدف.

ثمّ تضيف الآية التي بعدها لتأكيد الكلام: {ما خلقناهما إلاّ بالحق}.

إن كون هذا الخلق حقاً يوجب أن يكون له هدف عقلائي، وذلك الهدف لا يتحقق إلاّ بوجود عالم آخر. إضافة إلى أنّ كونه حقاً يقضي بأنّ لا يتساوى المحسنون والمسيئون، ولما كنا نرى كل واحد من هاتين الفئتين قلّما يرى جزاء عمله في هذه الدنيا، فلا بد من وجود عالم آخر يجري فيه الحساب والثواب والعقاب، ليتلقى كل إنسان جزاء عمله، خيراً أم شراً.

وخلاصة القول، فإنّ الحق في هذه الآية إشارة إلى الهدفية في الخلق، واختبار البشر وقانون التكامل، وكذلك تنفيذ أصول العدالة: {ولكن أكثرهم لا يعلمون}لأنهم لا يعملون الفكر في التوصل إلى الحقائق، وإلاّ فإنّ أدلة المبدأ والمعاد واضحة بينة.

وقوله : { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ( 40 ) يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلىً عَن مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ( 41 ) إِلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُو الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}:

يوم الفصل!

تمثل هذه الآيات في الحقيقة نتيجة الآيات السابقة التي بحثت مسألة المعاد، والتي استدل بها عن طريق حكمة خلق هذا العالم على وجود البعث والحياة الأُخرى.

فتستنتج الآية الأولى من هذا الإستدلال: {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين}.

كم هو جميل هذا التعبير عن يوم القيامة بيوم الفصل! ذلك اليوم الذي يفصل فيه الحق عن الباطل، وتمتاز صفوف المحسنين عن المسيئين، ويعتزل فيه الإنسان أعزّ أصدقائه وأقرب أخلائه.. نعم، إنّه موعد كلّ المجرمين(6).

ثمّ ذكرت الآية التالية شرحاً موجزاً ليوم الفصل هذا، فقالت: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون}.

أجل، ذلك اليوم هو يوم الفصل والافتراق، يوم يفارق الإنسان فيه كلّ شيء إلاّ عمله، ولا يملك المولى ـ بأي معنى كان، الصاحب، الولي، ولي النعمة، القريب، الجار، الناصر وأمثال ذلك ـ القدرة على حل أصغر مشكلة من مشاكل القيامة.

«المولى» من مادة ولاء، وهي في الأصل تعني الاتصال بين شيئين بحيث لا يوجد بينهما حاجز، وله مصاديق كثيرة وردت في كتب اللغة كمعان مختلفة، تشترك جميعاً في معناها الأصلي وجذرها(7).

في ذلك اليوم لا يجيب الرفيق رفيقه، وترى الأقارب لا يحل بعضهم مشكلة بعض، بل وتتبخر كلّ الخطط وتتقطع جميع الأواصر الدنيوية كما نقرأ هذه الصورة في الآية (46) من سورة الطور: {يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً ولا هم ينصرون}.

أمّا ما هو الفرق بين «لا يغني» وبين «لا هم ينصرون»؟ فإنّ أحسن ما يقال هو: أنّ الأوّل إشارة إلى أنّ أي فرد لا يقدر في ذلك اليوم على حل مشكلة فرد آخر بصورة انفرادية مستقلة، والثّاني إشارة إلى أنّهم عاجزون عن حل المشاكل حتى وإنْ تعاونوا فيما بينهم، لأنّ النصرة تقال في موضع يهبّ فيه شخص لمعونة آخر ومساندته حتى ينصره على المشاكل.

لكن هناك جماعة واحدة مستثناة فقط، وهي التي أشارت إليها الآية التالية، فقالت: {إلاّ من رحم الله إنّه هو العزيز الرحيم}.

لا شك أنّ هذه الرحمة الإلهية لا تُمنح اعتباطاً، بل تشمل الذين آمنوا وعملوا الصالحات فقط، وإذا كانوا قد بدر منهم زلل ومعصية، فإنّها لا تبلغ حدّاً تقطع فيه علاقتهم بالله سبحانه، فهم يرفعون أكفهم إلى الله ويرجون رحمته، فيتنعمون بها، ويرتوون منها، ويتمتعون بشفاعة أوليائه.

من هنا يتّضح أنّ نفي وجود صديق وولي ونصير في ذلك اليوم لا ينافي مسألة الشفاعة، لأنّ الشفاعة أيضاً لا تحصل إلاّ بإذن الله تعالى.

والطريف أنّ الآية قرنت وصفه سبحانه بكونه عزيزاً ورحيماً، والأوّل إشارة إلى قدرته اللامتناهية التي لا تعرف الهزيمة والضعف، والثّاني إشارة إلى رحمته التي لا حدود لها، والمهم أن تكون رحمته عين قدرته.

وقد روي في بعض روايات أهل البيت(عليهم السلام) أنّ المراد من جملة: {إلاّ من رحم الله} وصي النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين علي(عليه السلام)وشيعته(8).

ولا يخفى أنّ الهدف منها هو بيان المصداق الواضح.

 

____________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج12، ص461-470.

2 ـ هنا اختلاف في مرجع ضمير (هي) فأرجعه بعض المفسّرين الى (الموتة)، وهو المستفاد من سياق الكلام، وبناء على هذا يكون المعنى: ما الموتة إلاّ موتتنا الأولى (تفسير التبيان ومجمع البيان والكشاف).

3 ـ ذكر المفسّرون احتمالات أُخرى في تفسير هذه الجملة، وتبدو جميعاً بعيدة، ومن جملتها: أنّهم فسّروا الموتة الأولى بالموت قبل الحياة في هذه الدنيا، وبناء على هذا يكون معنى الآية: إنّ الموت الذي تكون بعده حياة هو الموت الذي متنا من قبل، أمّا الموت الثّاني فلا حياة بعده أبداً.

4 ـ مجمع البيان، المجلد 9، صفحة 66، وبعض التفاسير الأُخرى.

5 ـ «لاعب» من مادة (لعب)، ويقول الراغب في المفردات: لعب فلان إذا كان فعله غير قاصد به مقصداً صحيحاً. والتثنية في (ما بينهما) من أجل أنّ المراد جنس السماء والأرض.

6 ـ احتمل المفسّرون احتمالات عديدة في مرجع الضمير في (ميقاتهم) فالبعض أرجعه إلى كلّ البشر، والبعض خصوص الأقوام الذين أشير إليهم في الآيات السابقة، أي قوم تبع والعصاة من قبلهم. غير أنّ المعنى الأوّل هو الأصح.

7 ـ لقد ذكرت للمولى معان كثيرة في اللغة، وعدها البعض سبعة وعشرين معنى: 1 ـ الرب 2 ـ العم 3 ـ ابن العم 4 ـ الابن 5 ـ ابن الأخت 6 ـ المعتِق 7 ـ المعتَق 8 ـ العبد 9 ـ المالك 10 ـ التابع 11 ـ المنعَم عليه 12 ـ الشريك 13 ـ الحليف 14 ـ الصاحب 15 ـ الجار 16 ـ النزيل 17 ـ الصهر 18 ـ القريب 19 ـ المنعِم 20 ـ الفقيد 21 ـ الولي 22 ـ الأولى بالشيء 23 ـ السيد غير المالك والمعتق 24 ـ المحبّ 25 ـ الناصر 26 ـ المتصرف في الأمر 27 ـ المتولي في الأمر. (الغدير، المجلد 1، صفحة 362).

8 ـ نور الثقلين، المجلد 4، صفحة 629.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .