أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2017
3165
التاريخ: 2-7-2017
3378
التاريخ: 4-5-2017
3279
التاريخ: 11-12-2014
3228
|
لقد كان اولئك العتاة الجهلة يتصورن أن رسالة محمّد (صـلى الله علـيه وآله) المدعومة من قبل اللّه تعالى والمؤيّدة من جانبه سبحانه يمكن ان يقضى عليها بواسطة هذه الحيل والمكائد والخطط والمؤامرات ولم يكونوا يدركون أن هذا النبيّ ـ كغيره من الأنبياء ـ يتمتع بالمدد الالهيّ الغيبي وان اليد الّتي حفظت مشعل الاسلام طوال ثلاثة عشر عاماً في وجه الاعاصير والرياح قادرة على افشال هذه الخطة الاثيمة وتعطيل هذه المؤامرة أيضاً.
يقول المفسرون : بعد أن دبّر الكفار ما دبروا نزل ملك الوحي جبرئيل على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وأخبره بما حاك ضدّه المشركون من مؤامرة اذ قرأ عليه قول اللّه تعالى : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
وعندئذ اُمِرَ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بالهجرة من مكة إلى المدينة ولكنّ التخلص من أيدي القساة المكلّفين بقتله من قبل زعماء الوثنيين وبالنظر إلى المراقبة الدقيقة الّتي كانوا يقومون بها لجميع التحركات لم يكن بالأمر السهل وخاصة بالنظر إلى بُعد المسافة بين مكة والمدينة.
فاذا لم يكن رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يخرج من مكة وفق خطة دقيقة صحيحة كان من المحتمل جداً أن يدركه المكيّون في أثناء الطريق ويقبضوا عليه ويسفكوا دمه الشريف قبل ان يصل إلى أتباعه وأصحابه.
ولقد ذكر المفسرون والمؤرخون صوراً مختلفة لكيفية خروج النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وهجرته والاختلاف الّذي نلاحظه بين هؤلاء المفسرين والمؤرخين في خصوصيات وتفاصيل هذه الواقعة مما يقل نظيرة في غيره من الوقائع.
وقد استطاع مؤلف السيرة الحلبية أن يُوفّق إلى درجة مّا بين المنقولات والمرويات المختلفة ببيان خاص ولكنه لم يوفّق لازالة التناقض والاختلاف فى بعض الموارد في هذا الصعيد.
على أنّ الموضوع الجدير بالإهتمام هو أن اكثر المؤرّخين الشيعة والسنة نقل كيفية هجرة النبيّ وخروجه من منزله ثم من مكة بنحو مؤداه إسناد نجاة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وخلاصه إلى عامل الاعجاز وبالتالي فقد اسبغوا عليه صبغة الكرامة والمعجزة.
في حين أن الإمعان في تفاصيل هذه القصة يكشف عن أن نجاة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) كانت نتيجة سلسلة من الاجراءات الاحترازية والتحسبات والتدابير الحكيمة وإن إرادة اللّه تعالى تَعَلّقت بان ينجّي نبيّه الكريم عن طريق الأسباب العادية المألوفة وليس عن طريق التدخّل الغيبيّ وإعمال قدرته تعالى الغيبية.
ويدل على هذا المطلب أنَّ النبيّ توسل بالعِلل الطبيعية والوسائل والأسباب العادية ( كمبيت شخص في فراش النبيّ واختفاء رسول اللّه في الغار وغير ذلك مما سيأتي ذكره ) وبهذا الطريق نجّى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) نفسه وتخلصّ من أيدي اعدائه العازمين على إراقة دمه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|