المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

تقنية نانوية Nanotechnology
19-4-2019
من مصادر مستدرك الوسائل / أصل العلاء بن رزين.
2024-01-15
بعوث أمنمحات الثالث الى شبه جزيرة (سينا)
2024-02-18
انصهار الثلوج - الدليل
8-1-2020
Cancer Epidemiology
19-2-2016
متوسط التسارع والتسارع اللحظي
10-8-2017


التطهير من المساوئ وتوفير البدائل والحلول  
  
2564   11:09 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص156ـ159
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

 يجب في البدء تخليص الطفل من كل ما يضر به وطرد الأفكار المشوشة والمؤذية الموجودة في داخله، ومن الأمور المضرة :

1- إزالة العقد: كثيرون هم الأطفال الذين واجهوا في حياتهم لحظات عصيبة ومشاكل لم يستطيعوا حلها أو انهم واجهوا صعوبات لم يقدروا على تخطيها، ويجدر بالمربي ان يسرع لمساعدة الطفل في مثل هذه الموارد ليخلصه مما هو فيه من هم أو غم أو يسكن روعه إن كان في حالة عصبية.

إن بول الطفل في الفراش أثناء الليل يعود في كثير منه إلى الصعوبات التي واجهها ولا يستطيع التحدث والإفصاح عنها بجرأة، وقد يكون الحسد والخوف وعدم التنعّم بالمقدار الكافي من المحبة هو السبب في ظهور الحالة المذكورة آنفاً وهنا يكون الطفل غير قادر على الحفاظ على توازنه، وأحياناً يعمد الى بل فراشه آملاً في استقطاب المزيد من الاهتمام.

وهنا يستلزم بالضرورة الالتفات في عملية بناء شخصية الطفل الى ما يلي :

لابد من منح الطفل الثقة بنفسه وجعل الاجواء المحيطة به مفرحة، وتوفير الأرضية لحصول الاطمئنان من كل الجهات وكذلك تهدئة روعه وجعله يستشعر المحبة والحنان دون ان تؤاخذه على كل صغيرة وكبيرة تصدر منه ونبادر الى حل مشاكله بطريقة منطقية واستدلالية و..

2ـ دفع الكآبة: إذا كانت الأذية وحالة الضجر التي يمر بها الطفل مؤقتة فذلك ليس مضراً، أما إذا كانت مستمرة فينبغي متابعة الموضوع ومعرفة جذوره.

إن الكآبة النفسية تؤدي الى الفتور واليأس من الحياة بل وتؤدي أحياناً الى ان يمرض الطفل وقد يصل الأمر الى موته في بعض الحالات. ومن الضروري لنا وللأطفال ان نحب الحياة لكونها وسيلة لبلوغ الكمال وكلما تضاءلت هذه الرغبة ازداد التأوّه والحسرة.

لكن الطفل يمر أحياناً بحالة كآبة أو مشكلة يصعب عليه تجاوزها بينما يكون حلها سهلاً بالنسبة لنا، فمثلاً يضجر الطفل جداً الى حد الكآبة بسبب قيام والده بالتقاط صورة لأخيه واهماله هو، أو يوضع الشكولاتة في فم اخته وتجاهله فعندها يعزل الطفل نفسه في زاوية من الغرفة وينصب لنفسه عزاء في حين يمكن تلافي هذا الموضوع بسهولة وإزالة عوامله بأبسط الوسائل.

3ـ إزالة الخوف والاضطراب: الخوف الشديد والاضطراب والقلق الناجم عن توقع بروز احداث سيئة وحصول نزاعات وصراعات داخلية وكذلك الخوف من المستقبل الغامض دون ان يكون هناك سبب عقلاني، فكل ذلك من القضايا التي توفر الأرضية لسوء الخلق وجعل الطفل غير طبيعي.

يعمد الطفل المصاب بالخوف والاضطراب الى تأنيب نفسه وإنحاء اللائمة عليها من أجل بلوغ حالة التعادل والخروج من ذلك الوضع وبعبارة أخرى كأنه يريد أن ينتزع نفسه من ذلك الخوف فيقوم بكل ما يريد على خاطره، وواضح جداً أن بروز هذه التصرفات تجعله مضطرباً.

لذا كان من الضروري قلع جذور الخوف والاضطراب من الأصل وطمأنته ان لا خطر يهدده وذلك عبر الاقتراب منه أكثر وتسليته.

4ـ إزالة امارات الحسد: يشعر الطفل أحياناً ومن دون مبرر بالحسد من طفل آخر اقل منه سناً،

فيظن ان الطفل الجديد استطاع استمالة واستقطاب اهتمام الأب والأم وظفر بمحبتهما ورعايتهما وعندها يتوصل الى شعور مفاده انه غير قادر على الحياة.

إن الحسد بين الأولاد الأوائل وباقي الأولاد يزداد أحياناً الى حيث يسلب الهدوء والسكينة من الطفل، وقد يدفعه الأمر دوماً الى التفكير بتدبير المكائد للطفل الذي استأثر بمحبة الوالدين مما يستلزم المزيد من الدقة في التعامل مع الطفل الحاسد.

على الوالدين أن يفهما وبمختلف الوسائل بانهما يحبانه كما في السابق وان محبتهما للطفل الاصغر لا تعني عدم محبتهما له وعدم اهتمامها به وإن حصل المزيد من الاهتمام والرعاية للطفل الاصغر فإنما لحاجته أكثر من غيره لهذا الأمر.

5ـ إزالة الخجل: يكون الطفل أحياناً خجولاً فلا يختلط بالآخرين مما يجعلهم يتهمونه بأنه متكبر ومغرور ولا يتفاهم مع احد.. في حين إن الخجل علامة على وجود حالة تتسم بالعجز وعدم القدرة التي يضجر الطفل منها تماماً.

إن الأطفال الخجولين يكونون مترددين في شؤونهم، ولهم تصرفات بدائية يرافقها تراجعات مفاجئة فهم كمن وقع بين أمرين مهمين وقوتين متعارضتين.

ومثل هؤلاء الأطفال يحبون ان يتركوا على حالهم في اللعب واللهو، يلعبون مع الدمى بشكل أفضل لأن الدمى لا تتكلم ولا تدافع عن نفسها فالحق دوماً معه.. انه يتكلم مع نفسه، ويصنع لنفسه الأصدقاء.

اما علاج هذا النمط فيتمثل في جرّهم الى المجتمع بالتدريج اذ ينبغي تشجيعهم على اقتحام الأوساط الاجتماعية ومنحهم الثقة بالنفس كي يمكنهم التعبير عن رأيهم وإثبات وجودهم أمام الآخرين ويواصلون حياتهم بكل هدوء وراحة.

6ـ علاج العجب بالنفس: إن روح الأشخاص يجب ان تبقى بعيدة عن حالة العجب بالنفس والتفاخر والمبالغة بالقدرات لأن الغرور والتكبّر عاملان هدامان ويسوقان الإنسان الى الهاوية لأنه لن يعرف حينئذ قدر نفسه ولا يقف على حقيقتها فضلاً على انه يفقد القدرة على التمييز تدريجياً ويبتلى بتخيلاته وتعقيدات الحياة.

لا شك إن الطفل لا يستطيع كتمان احاسيسه في بعض سني عمره حيث يظهر سخطه وغضبه اتجاه اي أذى يتعرض له ولذا من الضروري توفير الظروف التي يمكن للطفل فيها التعبير عن احاسيسه.

هنا يأتي دور المربي إذ ينبغي له العمل على تبديل الميول المنبعثة عن الهوى والانانية الى ميول إرادية تحمل بعداً سامياً على ان يكون ذلك عبر توعية الطفل بأساليب يدركها ويحبذها وصولاً الى تخليصه من حالة العجب بالنفس.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.