المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مصادر القانون
5-4-2019
Histone Code
7-8-2018
غرفة سحابية انتشارية diffusion cloud-chamber
13-8-2018
Regular graphs
6-8-2016
مكة تستسلم من دون إراقة دماء
21-6-2017
تفسير الاية (14-19) من سورة المجادلة
3-10-2017


التظاهر بالذنب  
  
2145   10:20 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2، ص244ـ248
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 2365
التاريخ: 2023-02-19 1012
التاريخ: 21-4-2016 4310
التاريخ: 2023-04-01 1292

من العوامل التي تؤدي الى الخروج على القيم الاجتماعية، وتبعث الجرأة والجسارة في نفوس الأفراد على الإجرام، تظاهر المجرمين بخروجهم على القانون. ولهذا السبب فإن الإسلام يمنع من ارتكاب الذنوب والجرائم من جهة، ويحذر الناس من التظاهر بالذنوب المؤدي الى فقدان الحياء من جهة اخرى.

(عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه : قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه و آله): إن المعصية إذا عمل بها العبد سراً لم تضرّ إلا عاملها ، وإذا عمل بها علانية ولم يعيَّر عليه أضرّت بالعامة) (1).

ـ انحراف المجتمع :

لا يخفى ان الحياء من الناس والخوف من استنكار الرأي العام بالنسبة إلى كل من الجرائم، يكون عندما يعتبر المجتمع تلك الاعمال مذمومة ومستهجنة. أما المجتمع المصاب بالانحراف والضلال، الذي تفقد فيه بعض الجرائم والمعاصي قبحها، ويعتبرها الجميع أموراً اعتيادية، فأنه لا يقف الانحراف في ذلك المجتمع عند فقدان الحياء من قبل المجرمين، بل قد يتفاخرون بأعمالهم الهدامة وجرائمهم الشنيعة.

المجتمع الذي يرى في العفة والامتناع عن العلاقات الجنسية غير المشروعة خرافة وجموداً ، ويعتبر الحرية في العلاقات غير المشروعة مثالاً للتقدم والوعي !!!

المجتمع الذي يعتبر الأمانة والصدق علامة البلادة والحماقة ، ويرى في الارتشاء والكذب والتزوير سنداً للكفاءة والنجاح !!!

المجتمع الذي لا يرى قبحاً في شرب الخمر والقمار !!!

في هذا المجتمع لا يوجد معنى للحياء ومراقبة الأفكار العامة ، ولا يجد المجرم في نفسه خوفاً من اللوم والتقريع ولا خشية من الاستنكار والاستهجان.

إن كل ذنب في المجتمع ، يشبه داء خطيراً يتضمن بين طياته مشاكل كبيرة لأفراده. ولكن المصيبة العظمى تتمثل في عدم اعتبار المجتمع ذلك العمل قبيحاً، وعدم اعتبار المرتكب له مستحقاً للعقوبة واللوم. فمن البديهي أنه في هذه الحالة يسير المجتمع نحو الهاوية ، ولا يمر زمن طويل حتى تظهر الآثار الوخيمة لتلك النظرة الخاطئة.

لقد اعتبر الرسول الأعظم (صلّى الله عليه و آله) هذه الظاهرة من أخطر المشاكل الاجتماعية حيث قال :

(كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر)؟!

فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله ؟ !

قال: نعم، وشرٌّ من ذلك. كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف ؟!

قيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟ّ

قال : نعم ، وشر من ذلك. كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً ؟!) (2).

لقد شرح الرسول الأعظم (صلّى الله عليه و آله) مظاهر الانحراف الاجتماعي في ثلاث مراحل :- الأولى ارتكاب الافراد للذنوب والجرائم. والثانية دعوة بعضهم إلى الفساد والإجرام والتناهي فيما بينهم عن عمل الخير والصلاح. والمرحلة الثالثة ـ وهي اخطر المراحل ـ ان يحصل تغيير اساسي في أفكار الناس فيروا الفساد والانحراف خيراً، وينظروا إلى الصلاح والخير شراً.

إن مما يؤسف له ان كثيراً من البلاد الإسلامية مصابة بهذه البلية العظمى، فقد فقدت غالبية الذنوب والجرائم قبحها في أنظار المسلمين وتعتبر افعالاً اعتيادية ومألوفة. هذه الصفة الذميمة مزقت حجب الحياء الإسلامي، والخوف من استنكار الناس، في أنظار المجرمين فيقدمون على الجرائم من دون خوف أو رادع ويصابون بالمآسي والمشاكل من جراء ذلك.

وفي الغرب فقدت بعض المسائل ـ وخصوصاً الأمور المرتبطة بالمسائل الجنسية ـ القبح الذي كان في أنظار الناس تجاهها... وعلى أثر ذلك نجد الشباب والفتيات يقدمون على أعمال فاسدة دون أي شعور بالخوف أو الاستنكار، وتكون النتيجة ان يتزلزل اساس طهارة النسل، والعفة الخلقية في تلك البلدان...  وهذا ما تدل عليه الاحصاءات الجنائية في تلك الدول وبعض الاحصاءات الاجتماعية الاخرى.

وعلى سبيل الشاهد نكتفي بنموذج بسيط من ذلك :

(يونايتدبرس ـ لقد أعلن (الدكتور رونالد جبسون) ... في مؤتمر جمعية الاطباء البريطانية، عند قراءة تقرير يتعلق بالقضايا الجنسية، بأنه في إحدى المدارس الإنكليزية للبنات كانت الفتيات اللاتي تتراوح اعمارهم بين الـ14 والـ15 سنة يضعن شارات خاصة على صدورهن، تشير إلى أنهن قد فقدن بكارتهن! لقد ادى هذا التقرير إلى اضطراب شديد في الأوساط الدينية ومن قبل أولياء امور الفتيات).

(لقد صرح الدكتور جبسون في مؤتمر كانتربوري أن البرامج التلفزيونية تقتل الذوق السليم عند الشباب، وتؤدي إلى إثارات فاسدة فيهم... ولقد أدت التعاليم الجنسية ـ التي لا يقصد منها غير معرفة شؤون الحياة ـ إلى نتائج مؤلمة جداً).

(أكد الدكتور جبسون في مؤتمر جمعية الأطباء البريطانية أن انعدام الضبط الخلقي يسيطر على جميع نقاط البلاد ، واعتبر الطب الروحي الجديد مقصراً كل التقصير).

(لقد أعلن (الدكتور امبروس لينك) ـ وهو من المعنيين الاختصاصيين في الأمراض الجنسية ـ بعد أيام من ذلك بأنه منذ عام 1957 وحتى الآن فقد ظهر مرض جنسي جديد بين الشبان الأحداث. وقد شاع بين الفتيان الذي تتراوح أعمارهم بين الـ 15 والـ 19 عاماً بنسبة 3 , 67% ، أما بين الفتيات اللاتي في نفس السن فقد ازداد المرض بنسبة 4 , 65% ) (3).

والخلاصة أن الحياء الذي يمنع الفرد من ارتكاب الذنوب ، ويلعب دوراً مهماً في ضمان رعاية القوانين وتطبيقها من الصفات الفاضلة عند الإنسان. وكما ذكر الرسول الأعظم (صلّى الله عليه و آله) فإن هذا النوع من الحياء يدل على قوة العقل ومتانة الشخصية، وهو رمز الضمير الحر والإرادة الرصينة.

____________

1ـ قرب الإسناد ص 26.

2ـ المصدر السابق .

3ـ جريدة ( اطلاعات ) الإيرانية ـ العدد / 10561.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.