أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1689
التاريخ: 2-06-2015
3195
التاريخ: 2-06-2015
4293
التاريخ: 10-10-2014
1951
|
قال تعالى : {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [القصص : 76 ، 82].
{ إن قارون كان من قوم موسى } أي كان من بني إسرائيل ثم من سبط موسى وهو ابن خالته عن عطا عن ابن عباس وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) وقيل كان ابن عم موسى لحا لأنه كان قارون بن يصهر بن فاهث وموسى بن عمران بن فاهث عن ابن جريج وقيل كان موسى ابن أخيه وقارون عمه عن محمد بن إسحاق « فبغى عليهم » أي استطال عليهم بكثرة كنوزه عن قتادة قال وكان يسمى المنور لحسن صورته ولم يكن في بني إسرائيل أقرأ منه للتوراة ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري فبغى عليهم وقيل كان عاملا لفرعون على بني إسرائيل فكان يبغي عليهم ويطالبهم لما كانوا بمصر عن سعيد بن المسيب وابن عباس وقيل إنه زاد عليهم في الثياب شبرا عن عطاء الخراساني وشهر بن حوشب .
{ وآتيناه من الكنوز } قال عطا : أصاب كنزا من كنوز يوسف { ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة } ما هذه موصولة بمعنى والذي وصلتها أن مع اسمها وخبرها أي أعطيناه من الأموال المدخرة قدر الذي ينيء مفاتحه العصبة والمفاتح هنا الخزائن في قول أكثر المفسرين وهو اختيار الزجاج كما في قوله سبحانه وعنده مفاتح الغيب فيكون المراد بمفاتحه خزائن ماله وهو قول ابن عباس والحسن وقيل هي المفاتح التي تفتح بها الأبواب عن قتادة ومجاهد .
وروى الأعمش عن خيثمة قال كانت مفاتيح قارون من جلود كل مفتاح مثل الإصبع واختلف في معنى العصبة فقيل ما بين عشرة إلى خمسة عشرة عن مجاهد وقيل ما بين عشرة إلى أربعين عن قتادة وقيل أربعون رجلا عن أبي صالح وقيل ما بين الثلاثة إلى العشرة عن ابن عباس وقيل إنهم الجماعة يتعصب بعضهم لبعض « إذ قال قومه » من بني إسرائيل { لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين } أي لا تأشر ولا تمرح ولا تتكبر بسبب كنوزك إن الله لا يحب من كان بهذه الصفة ويدل على أن الفرح بمعنى البطر قول الشاعر .
ولست بمفراح إذا الدهر سرني ولا جازع من صرفه المتقلب
وقول الآخر :
(ولا أرخي من الفرح الأزارا ) { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة } وهذا أيضا من مقالة المؤمنين من قوم قارون له وقيل إن المخاطب له بذلك موسى وإن ذكر بلفظ الجمع ومعناه اطلب فيما أعطاك الله من الأموال الدار الآخرة بأن تنفقها في سبيل الخير ووجوه الخير والبر { ولا تنس نصيبك من الدنيا } وهو أن تعمل في الدنيا للآخرة عن أكثر المفسرين ومعناه لا تنس أن تعمل لآخرتك لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا الذي يعمل به لآخرته وروي في معناه عن علي (عليه السلام) لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك وغناك أن تطلب بها الآخرة وقيل أمر أن يقدم الفضل وأن يمسك ما يغنيه عن الحسن وقيل معناه أنه كان قتورا شحيحا فقيل له كل واشرب واستمتع بما آتاك الله من الوجه الذي أباحه الله لك فإن ذلك غير محظور عليك .
{ وأحسن كما أحسن الله إليك } أي أفضل على الناس كما أفضل الله عليك وقيل أحسن فيما افترض الله عليك كما أحسن في إنعامه عليك عن يحيى بن سلام وقيل معناه وأحسن شكر الله تعالى على قدر إنعامه عليك وواس عباد الله بمالك « ولا تبغ الفساد » أي لا تطلب العمل « في الأرض » بالمعاصي « إن الله لا يحب المفسدين » ظاهر المعنى « قال » قارون { إنما أوتيته على علم عندي } اختلف في معناه فقيل أراد إنما أعطيت هذا المال بفضل وعلم عندي ليس ذلك عندكم عن قتادة يعني أنه قدر أن هذا ثواب من الله له لفضيلته كما أخبر سبحانه عن ذلك الكافر بقوله ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا وقيل معناه لرضا الله عني ومعرفته باستحقاقي عن ابن زيد وهذا قريب من الأول وقيل معناه إن المال حصل له على علم عندي بوجوه المكاسب وبما لا يتهيأ لأحد أن يكتسبه من التجارات والزراعات وغيرها وقيل على علم عندي بصنعة الذهب وهو علم الكيمياء عن الكلبي وحكي أن موسى (عليه السلام) علم قارون الثلث من صنعة الكيمياء وعلم يوشع الثلث منها وعلم ابن هارون الثلث منها فخدعهما قارون حتى علم ما عندهما وعمل بالكيمياء فكثرت أمواله .
{ أ ولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون } الكافرة بنعمته { من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا } كقوم عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ثم بين سبحانه أن اغتراره بماله وعدده من الخطأ العظيم لأنه لا ينتفع بذلك عند نزول العذاب به كما أن من كانوا أقوى وأغنى منه لم تغن أموالهم إشغالهم عنهم شيئا عند ذلك { ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } قال قتادة يعني أنهم يدخلون النار بغير حساب وقال قتادة إن الملائكة تعرفهم بسيماهم فلا يسألون عنهم لعلامتهم ويأخذونهم بالنواصي والأقدام فيصيرونهم إلى النار وهذا كقوله فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان وأما قوله فو ربك لنسألنهم أجمعين فإنما ذلك سؤال تقريع وتوبيخ لا ليعلم ذلك من قبلهم عن الحسن .
{ فخرج على قومه } أي خرج قارون على بني إسرائيل « في زينته » التي كان يتزين بها وحشمه وتبعه وقيل إنه خرج في أربعة آلاف دابة عليها أربعة آلاف فارس عليهم وعلى دوابهم الأرجوان عن قتادة والأرجوان في اللغة صبغ أحمر وقيل خرج في جوار بيض على سرج من ذهب على قطف أرجوان على بغال بيض عليهن ثياب حمر وحلي من ذهب عن السدي وقيل خرج في سبعين ألفا عليهم المعصفرات .
{ قال الذين يريدون الحيوة الدنيا } من الكفار والمنافقين وضعيفي الإيمان بما للمؤمنين عند الله من ثواب الجنة لما رأوه في تلك الزينة والجمال { يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم } أي ذو نصيب وافر من الدنيا والمعنى أنهم تمنوا مثل منزلته ومثل ماله { وقال الذين أوتوا العلم } وهم المصدقون بوعد الله المؤمنون لهم { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا } مما أوتي قارون وحذف لدلالة الكلام عليه.
{ ولا يلقاها إلا الصابرون } أي ولا يلقى مثل هذه الكلمة ولا يوفق لها إلا الصابرون على أمر الله وقيل معناه ولا يعطاها يعني الجنة في الآخرة ودل عليها قوله « ثواب الله » .« إلا الصابرون » على طاعة الله وعن زينة الدنيا عن الكلبي .
{ فخسفنا به وبداره الأرض } قال السدي : دعا قارون امرأة من بني إسرائيل بغيا فقال لها إني أعطيك ألفين على أن تجيئي غدا إذا اجتمعت بنو إسرائيل عندي فتقولي يا معشر بني إسرائيل ما لي ولموسى قد آذاني قالت نعم فأعطاها خريطتين عليهما خاتمه فلما جاءت بيتها ندمت وقالت يا ويلتي قد عملت كل فاحشة فما بقي إلا أن أفتري على نبي الله فلما أصبحت أقبلت ومعها الخريطتان حتى قامت بين بني إسرائيل فقالت إن قارون قد أعطاني هاتين الخريطتين على أن آتي جماعتكم فأزعم أن موسى يراودني عن نفسي ومعاذ الله أن أفتري على نبي الله وهذه دراهمه عليها خاتمه فعرف بنو إسرائيل خاتم قارون فغضب موسى فدعا الله عليه فأوحى الله إليه إني أمرت الأرض أن تطيعك وسلطتها عليه فمرها فقال موسى يا أرض خذيه وهو على سريره وفرشه فأخذته حتى غيبت سريره فلما رأى قارون ذلك ناشده الرحم فقال خذيه فأخذته حتى غيبت قدميه ثم أخذته حتى غيبت ركبتيه ثم أخذته حتى غيبت حقويه وهو يناشده الرحم فأخذته حتى غيبته فأوحى الله إليه يا موسى ناشدك الرحم واستغاثك فأبيت أن تغيثه لو إياي دعا واستغاثني لأغثته .
قال مقاتل ولما أمر موسى الأرض فابتلعته قال بنو إسرائيل إنما فعل ذلك موسى ليرث ماله لأنه كان ابن عمه فخسف بداره وبجميع أمواله بعده بثلاثة أيام فلم يقدر على ماله بعده أبدا { فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله } أي فما كان له من جماعة منقطعة إليه يدفعون عنه عذاب الله تعالى الذي نزل به وإنما قال سبحانه ذلك لأنه كان يقدر مع نفسه الامتناع بحاشيته وجنوده { وما كان من المنتصرين } بنفسه لنفسه { وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس } حين خرج عليهم في زينته { يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر } وهذه كلمة ندم واعتراف وقد بينا أن عند الخليل وسيبويه لفظة وي مفصولة من كان وإن وقعت في المصحف موصولة يقول القائل إذا تبين له الخطأ وي كنت على خطأ .
وقال الفراء أصله ويلك فحذفت اللام وجعلت أن مفتوحة في موضع نصب بفعل مضمر كأنه قال اعلم أن الله تعالى قال وحدثني شيخ من أهل البصرة قال سمعت أعرابية تقول لزوجها أين ابنك ويلك فقال لها ويك أنه وراء البيت قال معناه أ ما ترينه وراء البيت وقيل معناه أ لا كان وأما كان وقال الكسائي ويكأن في التأويل ذلك أن الله وهو قول ابن عباس أي قالوا ذلك أن الله يبسط الرزق لمن يشاء لا لكرامته كما بسط لقارون ويقدر أن يضيق على من يشاء لا لهوان لكن بحسب المصلحة وقال مجاهد وقتادة ويكأن معناه أ لم تعلم { لو لا أن من الله علينا لخسف بنا } أي لو لا أنه أنعم علينا بنعمه فلم يعطنا ما أعطى قارون لخسف بنا كما خسف به وقيل معناه لو أن الله تعالى من علينا بالتجاوز عما تمنينا لخسف بنا لما تمنينا منزلة قارون{ ويكأنه لا يفلح الكافرون } أي لا يفوز بثواب الله وينجو من عقابه الجاحدون لنعمه العابدون معه سواه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|