أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1421
التاريخ: 16-6-2016
4836
التاريخ: 27-04-2015
4050
التاريخ: 17-10-2014
3077
|
عن ابي عبد الله الصادق ـ عليه السلام ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله : يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال الجاهلين ، كما ينفي الكير خبث الحديد (1).
اقول : فيه دلالة على ان الصحابة والصحابيات والتابعين لهم واللاحقين بهم ، وهكذا في كل قرن من القرون ، كانت طائفة منهم عدول بالغون حد التواتر ، ينفون عن القرآن تحريف المحرفين على وجه لا يشوبه شائبة تغيير ولا تبديل ، ولا زيادة ولا نقصان ، بوجه من الوجوه ، وبطريق من الطرق ، كما يصرح به التشبيه المذكور.
ويدل عليه ايضا ما في خبر آخر : يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين (2).
وحمل العدول على الائمة ـ عليهم السلام ـ يدفعه « في كل قرن » لانه لا يكون فيه الا واحد منهم ، وهو عدل لا عدول. والدين يشمل القرآن ، بل هو مبنى اصول الديانات وفروعها ، ومنه يستنبط مسموعها ومعقولها.
ويدل عليه ايضا قوله تعالى : انزلت عليك كتاباً لا يغرقه الماء ولا تحرقه النار.
اذ ليس المراد به ظاهره ، فانا نرى عياناً ان القرآن يغرقه الماء وتحرقه النار.
روي عن الصادق ـ عليه السلام ـ انه قال : وقع مصحف في البحر ، فوجدوه وقد ذهب ما فيه ، الا هذه الآية { أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ } [الشورى: 53] (3).
بل المراد به ان شياطين الانس والجن اللذين هما كالنار في ازالة احكام الله وآياته ، لا يقدرون على تحريفه حروفا ، وان كانوا يحرفونه حدوداً.
كما دل عليه ما في روضة الكافي في رسالة ابي جعفر ـ عليه السلام ـ الى سعد الخير : وكان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه وحرفوا حدوده (4).
او المراد انه كلوء عن التغيير ، محفوظ عن الزوال ، على وجه لو فرض القاؤه على الماء والنار لا يؤثران فيه ، لحفظه تعالى اياه ، كما اخبر عنه بقوله تعالى : {نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [الحجر: 9]. فيكون كناية عن صونه من جميع انحاء شوائب التغيير والزوال.
او انه لما كان محفوظا في الصدور ، يتلوه اكثر الامة ظاهرا ، كما قال الله تعالى : {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49] ولذا جاء في صفة هذه الامة : صدورهم اناجيلهم.
بخلاف سائر الكتب السماوية ، فانها ما كانت تقرأ الا من المصاحف ، كما ذكره صاحب الكشاف (5) ، لا يقدر احد على تحريفه وتغييره ، فكأنه تعالى لما جعله محفوظا في الصدور ، جعله على وجه لا يغرقه الماء ولا تحرقه النار.
وفي نهاية ابن الاثير : فيه انه قال فيما حكى عن ربه : وانزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان ، اراد انه لا يمحى ابدا بل هو محفوظ في صدور الذين اوتوا العلم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وكانت الكتب المنزلة لا تجمع حفظا ، وانما يعتمد في حفظها على الصحف ، بخلاف القرآن ، فان حفاظه اضعاف مضاعفة لصحفه. وقوله « تقرؤه نائماً ويقظان » اي : تجمعه في حالة النوم واليقظة. وقيل : اراد تقرؤه في يسر وسهولة (6) انتهى.
وفي حديث عقبة بن عامر : لو كان القرآن في اهاب ما اكلته النار (7).
قال ابو عبيد : اراد بالإهاب قلب المؤمن وجوفه الذي قد وعي القرآن فيكون المعنى من علمه الله القرآن لم تحرقه نار الاخرة ، فجعل جسم حافظ القرآن كالإهاب (8).
وقال ابن الانباري : معناه ان النار لا تبطله ، ولا تقلعه من الاسماع التي وعته ، والافهام التي حصلته ، كقوله في الحديث الاخر : وانزلت عليك كتابا لا يغسله الماء. اي : لا يبطله ، ولا يقلعه من الاوعية الطيبة ومواضعه ؛ لان وإن غسله الماء في الظاهر ، لا يغسله بالقلع من القلوب.
وعند الطبراني من حديث عصمة بن مالك : لو جمع القرآن في اهاب ما احرقته النار (9).
وعنده من حديث سهل بن سعد : لو كان القرآن في اهاب ما مسته النار (10).
ولنا في تلك المسألة رسالة مفردة جامعة للأقوال ، محتوية على اكثر ما يمكن ان يتمسك في الاستدلال ، فليطلب من هناك حقيقة الحال ، والصلاة على محمد وآله خير آل.
_____________________
(1) اختيار معرفة الرجال : 1 / 10 ـ 11.
(2) اصول الكافي : 1 / 32 ح 2.
(3) اصول الكافي : 2 / 632 ح 18.
(4) روضة الكافي : 8 / 53.
(5) الكشاف : 3 / 209.
(6) نهاية ابن الاثير : 3 / 367.
(7) كنز العمال : 1 / 517 ، برقم : 2312.
(8) نهاية ابن الاثير : 1 / 83.
(9) كنز العمال : 1 / 517 ، برقم : 2313.
(10) كنز العمال : 1 / 536 ، برقم : 2404.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|