أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
1650
التاريخ: 27-04-2015
1542
التاريخ: 27-04-2015
2498
التاريخ: 2024-07-02
549
|
كذا نرفض ما أخرجه ابن أبي داود : « إنّ أبا بكر قال لعمر ولزيد : اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين من كتاب الله فاكتباه » (1) قال ابن حجر : « رجاله ثقات مع انقطاعه ». فإنّه بغضّ النظر عمّا في سنده تدفعه الضرورة ، فلا حاجة إلى الوجوه التي ذكرها ابن حجر التوجيه حيث قال : « كأنّ المراد بالشاهدين الحفظ والكتابة ، أو المراد أنّهما يشهدان على أنّ ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أو المراد أنّهما يشهدان على أنّ ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ، وكان غرضهم أن لا يكتب إلاّ من عين ما كتب بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا مجرّد الحفظ » (2) مع أنّ بعض تلك الوجوه غير قابل للتصديق به أبداً.
ولهذا الحديث ـ في الدلالة على كتابة القرآن بشهادة شاهدين ـ نظائر في كتبهم نذكر بعضها مع إسقاط أسانيده :
1 ـ « لمّا قتل أهل اليمامة أمر أبو بكر عمر بن الخطّاب وزيد بن ثابت فقال : أجلسا على باب المسجد فلا يأتينّكما أحد بشيء من القرآن تنكرانه يشهد عليه رجلان إلاّ أثبتمّاه ؛ وذلك لأنّه قتل باليمامة ناس من أصحاب رسول الله قد جمعوا القرآن » (3).
2 ـ « أراد عمر بن الخطّاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقّى من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً من القرآن فليأتنا به ، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب ، وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شهيدان ، فقتل وهو يجمع ذلك إليه ، فقام عثمان فقال : من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به ، وكان لا يقبل من ذلك شيئاً حتى يشهد عليه شهيدان ، فجاء خزيمة بن ثابت فقال : إنّي قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما ، قالوا : وما هما؟ قال : تلقّيت من رسول الله {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ ....} [التوبة : 128] إلى آخر السورة. فقال عثمان : وأنا أشهد أنّهما من عند الله ، فأين ترى أن نجعلهما؟ قال : اختم بهما آخر ما نزل من القرآن ، فختمت بهما براءة » (4).
3 ـ « كان عمر لا يثبت آية في المصحف حتى يشهد رجلان ، فجاء رجل من الأنصار بهاتين الآيتين : {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... } إلى آخرها ، فقال عمر : لا أسألك عليها بيّنة أبداً ، كذلك كان رسول الله » (5).
4 ـ خزيمة بن ثابت : « جئت بهذا الآية : { لَقَدْ جَاءَكُمْ ... } على عمر بن الخطّاب وإلى زيد بن ثابت ، فقال زيد : من يشهد معك؟ قلت : لا والله ما أدري. فقال عمر : أنا أشهد معه على ذلك » (6).
5 ـ زيد بن ثابت : « لمّا كتبنا المصاحف فقدرت آية كنت أسمعها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدتها عند خزيمة بن ثابت : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ...} [الأحزاب : 23] وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين ، أجاز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شهادته بشهادة رجلين » (7).
6 ـ « أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد ، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب إلاّ بشهادة عدلين ، وإنّ آخر سورة براءة لم توجد إلاّ مع أبي خزيمة ابن ثابت ، فقال : اكتبوها فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جعل شهادته بشهادة رجلين ، فكتب. وإنّ عمر أتى بآية الرجم فلم نكتبها لأنّه كان وحده » (8).
وممّا يزيد بطلان هذه الأحاديث وضوحاً وجود التكاذب فيما بينها ، وبيان ذلك :
إنّ الحديث الثاني صريح في أنّ الجمع كان في زمن عمر والآتي بالآيتين خزيمة بن ثابت والشاهد معه عثمان. لكن في الثالث « جاء رجل من الأنصار » وقال عمر : « لا أسألك عليها بيّنة أبداً كذلك كان رسول الله ». وفي الرابع : « فقال زيد : من يشهد معك؟ » قال خزيمة : « لا والله ما أدري ، فقال عمر : أنا أشهد معه ». وفي السادس : أنّ الجمع كان في زمن أبي بكر والكاتب زيد « فكان لا يكتب آية إلاّ بشهادة عدلين » وأنّ آخر سورة براءة لم توجد إلاّ مع خزيمة بن ثابت ، فقال : «أكتبوها فإنّ رسول الله جعل شهادته بشهادة رجلين ».
وأيضاً : وجود التكاذب بينها وبين الحديث التالي : « إنّهم جمعوا القرآن في المصاحف في خلافة أبي بكر ، وكان رجال يكتبون ويملي عليهم اُبَيّ ، فلمّا انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة : {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ ...} [التوبة : 127] فظنّوا أنّ هذا آخر ما نزل من القرآن ، فقال اُبَيّ بن كعب : أقرأني بعدها آيتين : {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ... } (9).
وهكذا ترتفع جميع الشبهات حول القرآن الكريم بعد سقوط الأحاديث التي هي المناشيء الأصليّة لها ...
__________________
(1) المصاحف : 55.
(2) فتح الباري 9 : 11.
(3) منتخب كنز العمّال 2 : 45.
(4) منتخب كنز العمّال 2 : 45.
(5) منتخب كنز العمّال 2 : 45 ـ 46.
(6) منتخب كنز العمّال 2 : 46.
(7) منتخب كنز العمّال 2 : 49 و 52.
(8) الإتقان 1 : 101.
(9) مجمع الزوائد 7 : 35.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|