أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-4-2017
3031
التاريخ: 10-12-2014
3315
التاريخ: 25-3-2022
2124
التاريخ: 25-3-2022
2534
|
لم يكن يمض على عُمر فتى قريش اكثر من خمس وثلاثين عاماً يومَ واجه اختلافاً كبيراً بين قريش فأزال بحكمته ذلك التخاصم ولقد كشفت هذه الحادثة عن مدى الإحترام الّذي كان فتى قريش محمَّد يحظى به لدى قريش كما وتكشف عن قوة اعتقادهم بصدقه وأمانته.
واليك تفصيل هذه الحادثة :
إنحدر سيلٌ رهيب من جبال مكة المرتفعة نحو بيت اللّه المعظم الكعبة المقدسة فلم يسلم من هذا السيل بيت في مكة حتّى الكعبة المعظمة الّتي تصدَّعتْ جدرانُها تصدعاً كبيراً بفعل ذلك السيل.
فعزمت قريشٌ على تجديد تلك البِنية المعظمة ولكنها تهيّبت ذلك وترددت في هدم الكعبة فأقدم الوليد بن المغيرة وهدمَ ركنين منها على شيء من الخوف فانتظر أهلُ مكة أن يحل به أمرٌ ولكنهم لما رأوا الوليد لم يصبه غضب من الآلهة اطمأنوا إلى أنه لم يرتكب قبيحاً وأنه عمل ما فيه رضى آلهتهم فاقدَمُوا جميعاً على هدم ما تبقى من الكعبة واتفق أن تحطّمت سفينة قادمة من مصر في تجارة لروميّ عند ميناء جدة بفعل الرياح والعواصف فعلمت بذلك قريش وأرسلت رجالا يبتاعون أخشابها ليستخدموها في بناء الكعبة المعظمة وأوكلوا أمر نجارتها إلى نجّار قِبطيّ محترف كان يقطن مكة .
ولما ارتفعت جدران الكعبة إلى قامة الرجل وآن الأوان لوضع الحجر الأسود في محله من الركن وقع الاختلاف بين زعماء قريش وتنازعوا في من يتولّى وضع الحجر الاسود في مكانه.
وتحالفت قبيلة بني عبد الدار مع بني عَديّ على أن يمنعوا من أن ينال هذا الفخار غيرُهم وعمدوا إلى اناء مملوء بالدم فوضعوا أيديهم فيه تاكيداً لذلك الميثاق.
من هنا تأخرت عملية البناء وتوقّفت خمسة أيام بلياليها وكاد أن تنشب بينهم حربٌ دامية وربما طويلة فقد اجتمعت طوائف مختلف من قريش في المسجد الحرام وهي تنتظر حادثة خطيرة فعمد ـ في الأخير ـ شيخ من شيوخ قريش يدعى أبو اُميّة بن مغيرة المخزومي من زعماء قريش وقال : يا معشر قريش إجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول مَن يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه فقبلوا برايه اجمع فكان أول داخل عليه فتى قريش محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) فلما رأوه قالوا : هذا الأمين رضينا هذا محمَّد.
فقال (صـلى الله علـيه وآله) : هلم اليّ ثوباً فأخذ الحجَر ووضعه فيه ثم قال : لتأخذْ كلُ قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوهُ جميعاً ففعلوا حتّى إذا بغوا به موضعه من الركن وضعه (صـلى الله علـيه وآله) هو بيده مكانه وبهذا حال دون وقوع حوادث دامية كادت أن تقع بسبب تنازع قريش واختلافها وحلَّ الوفاق محل الشقاق بعد أن رضي الكلُ بحكمه.
وإلى قضية التحكيم هذه يشير هبيرة بن أبي وهب في أبيات صوَّرت هذه الحادثة التاريخية الكبرى إذ قال :
تشاجَرَتِ الأحياء في فَصْل خطةٍ
جرت بينهم بالنَحس مِن بعد أسعد
تلاقَوا بها بالبُغض بعد مَودَّة
وأوقد ناراً بينهم شرّ موقد
فلما راينا الأمر قد جدَّ جدُّه
ولم يبقَ شيء غيرُ سلّ المهند
رضينا وقلنا العدل أولُ طالع
يجيء من البطحاء من غير موعد
ففا جأَنا هذا الامينُ محمَّدٌ
فقلنا رضينا بالأمين محمَّد
بخير قريش كلِها أمس شيمة
وفي اليوم مع ما يُحدثُ اللّه في غد
فجاء بأمر لم ير الناس مثلَه
أعمَّ وارضى في العواقب والبَدِ
وتلك يدٌ منهُ علينا عظيمةٌ
يروبُ لها هذا الزمان ويعتدي
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|