المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

ري أشجار الكيوي
2023-02-15
الضوابط التي يجب مراعاتها عند مناقشة مشكلة الإدمان
26-8-2020
الصفات الادارية
24-4-2016
حرارة التبخر
3-6-2017
جسور الكبريتيد الثنائية Disulfide Bridges
5-2-2018
Problems with Patients: planting roses
4-2-2022


نموذج آخر عن ضَعف قريش  
  
3671   10:16 صباحاً   التاريخ: 18-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص284-286.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /

لم يكن يمض على عُمر فتى قريش اكثر من خمس وثلاثين عاماً يومَ واجه اختلافاً كبيراً بين قريش فأزال بحكمته ذلك التخاصم ولقد كشفت هذه الحادثة عن مدى الإحترام الّذي كان فتى قريش محمَّد يحظى به لدى قريش كما وتكشف عن قوة اعتقادهم بصدقه وأمانته.

واليك تفصيل هذه الحادثة :

إنحدر سيلٌ رهيب من جبال مكة المرتفعة نحو بيت اللّه المعظم الكعبة المقدسة فلم يسلم من هذا السيل بيت في مكة حتّى الكعبة المعظمة الّتي تصدَّعتْ جدرانُها تصدعاً كبيراً بفعل ذلك السيل.

فعزمت قريشٌ على تجديد تلك البِنية المعظمة ولكنها تهيّبت ذلك وترددت في هدم الكعبة فأقدم الوليد بن المغيرة وهدمَ ركنين منها على شيء من الخوف فانتظر أهلُ مكة أن يحل به أمرٌ ولكنهم لما رأوا الوليد لم يصبه غضب من الآلهة اطمأنوا إلى أنه لم يرتكب قبيحاً وأنه عمل ما فيه رضى آلهتهم فاقدَمُوا جميعاً على هدم ما تبقى من الكعبة واتفق أن تحطّمت سفينة قادمة من مصر في تجارة لروميّ عند ميناء جدة بفعل الرياح والعواصف فعلمت بذلك قريش وأرسلت رجالا يبتاعون أخشابها ليستخدموها في بناء الكعبة المعظمة وأوكلوا أمر نجارتها إلى نجّار قِبطيّ محترف كان يقطن مكة .

ولما ارتفعت جدران الكعبة إلى قامة الرجل وآن الأوان لوضع الحجر الأسود في محله من الركن وقع الاختلاف بين زعماء قريش وتنازعوا في من يتولّى وضع الحجر الاسود في مكانه.

وتحالفت قبيلة بني عبد الدار مع بني عَديّ على أن يمنعوا من أن ينال هذا الفخار غيرُهم وعمدوا إلى اناء مملوء بالدم فوضعوا أيديهم فيه تاكيداً لذلك الميثاق.

من هنا تأخرت عملية البناء وتوقّفت خمسة أيام بلياليها وكاد أن تنشب بينهم حربٌ دامية وربما طويلة فقد اجتمعت طوائف مختلف من قريش في المسجد الحرام وهي تنتظر حادثة خطيرة فعمد ـ في الأخير ـ شيخ من شيوخ قريش يدعى أبو اُميّة بن مغيرة المخزومي من زعماء قريش وقال : يا معشر قريش إجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول مَن يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه فقبلوا برايه اجمع فكان أول داخل عليه فتى قريش محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) فلما رأوه قالوا : هذا الأمين رضينا هذا محمَّد.

فقال (صـلى الله علـيه وآله) : هلم اليّ ثوباً فأخذ الحجَر ووضعه فيه ثم قال : لتأخذْ كلُ قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوهُ جميعاً ففعلوا حتّى إذا بغوا به موضعه من الركن وضعه (صـلى الله علـيه وآله) هو بيده مكانه وبهذا حال دون وقوع حوادث دامية كادت أن تقع بسبب تنازع قريش واختلافها وحلَّ الوفاق محل الشقاق بعد أن رضي الكلُ بحكمه.

وإلى قضية التحكيم هذه يشير هبيرة بن أبي وهب في أبيات صوَّرت هذه الحادثة التاريخية الكبرى إذ قال :

تشاجَرَتِ الأحياء في فَصْل خطةٍ

                   جرت بينهم بالنَحس مِن بعد أسعد

تلاقَوا بها بالبُغض بعد مَودَّة

                   وأوقد ناراً بينهم شرّ موقد

فلما راينا الأمر قد جدَّ جدُّه

                   ولم يبقَ شيء غيرُ سلّ المهند

رضينا وقلنا العدل أولُ طالع

                   يجيء من البطحاء من غير موعد

 ففا جأَنا هذا الامينُ محمَّدٌ

                   فقلنا رضينا بالأمين محمَّد

بخير قريش كلِها أمس شيمة

                   وفي اليوم مع ما يُحدثُ اللّه في غد

فجاء بأمر لم ير الناس مثلَه

                   أعمَّ وارضى في العواقب والبَدِ

وتلك يدٌ منهُ علينا عظيمةٌ

                   يروبُ لها هذا الزمان ويعتدي




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.