أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
6625
التاريخ: 9-11-2014
4791
التاريخ: 8-10-2014
5099
التاريخ: 22-12-2015
4823
|
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار : 6 - 12].
لم تكن الآيات المبحوثة الدليل الوحيد على وجود المراقبين لأعمال الإنسان ، والكاتبين لها بخيرها وشرّها ، بل ثمّة آيات كثيرة وروايات عديدة تناولت ذلك... ومن جملة ما ورد من الأحاديث بهذا الشأن.
1 ـ سؤال عبد اللّه بن موسى بن جعفر(عليه السلام) لأبيه عن الملكين.. هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أنْ يفعله ، أو الحسنة ؟
فقال الإمام (عليه السلام) : «ريح الكنيف وريح الطيب سواء ؟» . قال : لا.
قال : «إنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نَفسه طيّب الريح ، فيقول صاحب اليمين لصاحب الشمال : قم فإنّه قد همّ بالحسنة ، فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده ، فأثبتها له ، وإذا همّ بالسيئة خرج نَفَسه منتن الريح ، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين ، قف فإنّه قد همّ بالسيئة ، فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده ، وأثبتها عليه» (1).
فالرواية تبيّن ما للنيّة من أثر على كامل وجود الإنسان ، وأنّ الملائكة يسجلون ما وقع من فعل من الإنسان ولكنّهم مطلعين على فعل الواقع قبل وقوعه ، وعليه فتسجيلهم لأعمال الإنسان دقيق جدّاً ، ولا يفوتهم شيئاً إلاّ وكتبوه في صحيفته.
والرواية أيضاً ، تأتي في سياق الحديث النبوي الشريف : «إنّما الأعمال بالنيات» (2)
للتأكيد على ما لنيّة الإنسان من أثر على فعله الحسن أو السيء.
وتبيّن أيضاً ، بأنّ وسائل الكتابة هي جوارح الإنسان الناوي للفعل ، فلسانه القلم وريقه المداد!
2 ـ وثمّة روايات تؤكّد على أنّ الملائكة مأمورة بتسجيل النوايا الحسنة دون النوايا السيئة ، ومنها : «إنّ تبارك وتعالى جعل لآدم في ذريته مَن هَمَّ بحسنة ولم ويعملها كتبت له حسنة ، ومَنْ هَمَّ بحسنة وعملها كتبت له بها عشراً ، ومَن هَمَّ بسيئة ولم يعملها لم تكتب له ، ومَن هَمَّ بها وعملها كتبت عليه سيئة».(3).
فالرواية تبيّن منتهى اللطف الرّباني الفصل الإلهي على الإنسان ، وتحث الإنسان على الأعمال الصالحة.. فنيّته السيئة لا تسجل عليه ، وفعله السيء يكتب عليه وفق موازين العدل ، في حين أنّ نيّته الحسنة وفعله الحسن يسجلان له وفق اللطف والتفضل الإلهي...
3 ـ وروي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أنّه قال : «يهمُّ العبد بالحسنة فيعملها ، فإنْ هو لم يعملها كتب اللّه له حسنة بحسن نيّته ، وإنْ هو عملها كتب اللّه له عشراً ، ويهمُّ بالسيئة أنْ يعملها ، فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء وإنْ عملها اُجّل سبع ساعات ، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال : لا تعجل عسى أنْ يتبعها بحسنة تمحوها ، فإن اللّه عزّوجلّ يقول : {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } ، أو الإستفغار فإنّ هو قال : استغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو ، عالم الغيب والشهادة ، العزيز الحكيم ، الغفور الرحيم ، ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه ، لم يكتب عليه شيء ، وإنْ مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة أو استغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات : اُكتب على الشقي المحروم» (4).
4 ـ وروي عن الإمام الصادق(عليه السلام) : «إنّ المؤمنين إذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضها لبعض : تنحوا عنهما فإنّ لهما سرّاً وقد ستر اللّه عليهما»! (5)
5 ـ وفي خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال فيها بعد أنْ دعى الناس فيها لتقوى اللّه : «اعلموا عباد اللّه ، إنّ عليكم رصداً من أنفسكم ، وعيوناً من جوارحكم ، وحفّاظ صدق يحفظون أعمالكم ، وعدد أنفاسكم ، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج ولا يكنّكم منهم باب ذو رتاج «أي إحكام) ، وإنّ غداً من اليوم قريب» (6).
______________________
1. اُصول الكافي ، ج2 ، ص429 ، باب «من يهمّ بالحسنة أو السيئة» ح 3.
2. وسائل الشيعة ، ج6 ، ص5.
3. اصول الكافي ، ج2 ، ص429 ، باب ( من يهم بالحسنة او السيئة ، ح1و2).
4. اُصول الكافي ، ج2 ، ص429 ، باب «من يهمّ بالحسنة أو السيئة» ح4.
5. المصدر السابق ، ص184 ، ح2 ، وتفسير نور الثقلين ، ج5 ، ص110.
6. نهج البلاغة ، الخطبة 157 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|