أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016
2741
التاريخ: 2023-12-19
800
التاريخ: 2024-01-08
1004
التاريخ: 18-1-2017
3018
|
اصل التسمية:
في سبب تسمية هذه القبيلة قريشا أقوال مبثوثة في كتب السيرة والأدب تبلغ العشرين عدا. أما القَرْش في اللغة فهو الجمع, وإليك زبدة هذه الأقوال:
1- سموا قريش لتجمعهم إلى الحرم بعد تفرقهم في البلاد، وذلك حين غلب على مكة(1) قصي بن كلاب الذي سمي مُجمِّعا لذلك، وقال فيه الشاعر:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا... به جمع الله القبائل من فهر
2- أو لأنهم كانوا أهل تجارة وتكسب وضرب في البلاد ابتغاء الرزق، يتقرشون البياعات فيشترونها ولم يكونوا أهل زرع وضرع, من قولهم: فلان يتقرش المال أي: يجمعه.
3- أو لأنهم كانوا يفتشون الحاج فيسدون خلتها؛ فمن كان محتاجا أغنوه, ومن كان عاريا كسوه، ومن كان معدما واسوه، ومن كان طريدا آووه، ومن كان خائفا حموه، ومن كان ضالا هدوه ... إلخ.
4- أو لأن أباهم النضر بن كنانة اجتمع في ثوبه يوما, فقالوا: تقرش.
5- أو لأنه جاء إلى قومه, فقالوا: كأنه جمل قَرِيش أي: شديد.
6- أو لأن قصيا كان يقال له: القرشي.
7- أو سميت القبيلة بمصغر القرش, وهي دابة بحرية تخافها دواب البحر كلها(2).
8- أو سميت بقريش بن يخلد بن غالب بن فهر وكان صاحب عيرهم أو دليلها، فكانوا يقولون: قدمت عير قريش, خرجت عير قريش(3).
فهذه ثمانية وجوه في هذا الاسم, وكل وجه منها معه شفيع من معنى أو مناسبة، ينفذ به إلى القبول.
إلا أن منها جميعا قولين يظفران على التمحيص، أما الأول فهو أنه أطلق على النضر بن كنانة، فكل من كان من ولده فهو قرشي، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي. وهناك مذهب آخر له شأنه من حيث رواته الثقات، يرمي إلى أن هذ اللقب أطلق على حفيده "فهر بن مالك بن النضر" نقله صاحب المصباح عن السهيلي, وشارح القاموس عن ابن الكلبي, وقال: "إنه مرجع في هذا الشأن". وذُكر أيضا في سيرة ابن هشام. ونحن إذا دققنا في صيغة الرواية عند ابن هشام وصاحب المصباح وجدناها مبنية للمجهول: "ويُقال... " وبهذا نعلم أن الراويين ضعفّاها فكفيانا بذلك المئونة(4). وقول الشاعر:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا... به جمع الله القبائل من فهر(5)
المتقدم الذكر لا يمنع أن يكون ولد النضر جميعا من قريش, والنص على فهر لا يخرج إخوته وأولاد عمه من القرشية.
ولا بد من التنبيه هنا على حجة قوية ولعلها قاطعة, جاءت في سيرة ابن هشام وهي كفيلة بالفوز بطمأنينة الباحث، فقد ذكر بيتا لجرير في مدح هشام بن عبد الملك يعني فيه برة بنت مر أخت تميم بن مر وهي أم النضر هذا، وذلك قوله:
فما الأم التي ولدت قريشا ... بمقرفة النجار ولا عقيم
وما قرم بأنجب من أبيكم ... وما خال بأكرم من تميم(6)
وجرير من تميم.
وأما الثاني ففي بيان السبب في هذه التسمية وأي التفاسير هو الأرجح:
يستبعد الذهن أن تكون دابة البحر هي التي أوحت هذا الاسم ولو روي هذا القول عن ابن عباس؛ لبعد العرب حول مكة عن البحر وجهلهم حيوانه, ففي هذا الشرح تكلف ظاهر كالذي في اشتقاقه من الجمل القَرِيش. والذي لا يجد المرء غيره مذهبا يرتضيه هو أن تكون "قريش" من القرش بمعنى الجمع؛ لما كانوا يتعاطون من التجارة وجمع(7) المال, إذ كانوا معروفين بذلك عند العرب عامة. ذكر ابن هشام أن التقرش: التجارة والاكتساب، وأن القروش "أيضا" التجارة والاكتساب وأتى على ذلك بشاهد من كلام العرب. لكن الجاحظ أزال اللبس في ذلك وأحسن الإيضاح حين قال في صدد كلامه عنهم:
"وبالتجارة كانوا يعرفون؛ ولذلك قالت كاهنة اليمن: "لله در الديار، لقريش التجار" وليس فوقهم قرشي كقولهم هاشمي وزهري وتميمي؛ لأنه لم يكن لهم أب يسمى قريشا فينتسبون إليه, ولكنه اسم اشتق لهم من التجارة والتقريش"(8).
وقد تقدم الدليل آنفا على أن النضر هو قريش, ولا داعي لتسميته بذلك إلا لمعنى التجارة والكسب.
وقريش في الأصل طبقتان: قريش البطاح وقريش الظواهر(9) وعد في قريش الظواهر: بني محارب, والحارث بن فهر، وبني الأدرم بن غالب بن فهر, وبني هصيص بن عامر بن لؤي. الصفحة السابقة، والعمدة 2/ 184, والمحبر ص167.
أما قريش البطاح فهم الذين نزلوا بطحاء مكة وبطنها وهم سادة القرشيين، فيهم بنو هاشم وبنو أمية, ومنازلهم الشِّعب بين أخشبي مكة(10) وهم صُبابة قريش وصميمها وساداتها وأغنياؤها، اختطوا منازلهم في البطحاء ونزلوها.
وأما قريش الظواهر فهم الذين لم تسعهم الأباطح فنزلوا أعلى مكة خارج الشعب، فانتشروا حولها في ظواهرها وهم دون أولئك شرفا وغنى وشأنا. قال في لسان العرب: "وقريش البطاح أكرم وأشرف من قريش الظواهر". واستشهد لذلك بقول الشاعر(11):
فلو شهدتني من قريش عصابة... قريش البطاح لا قريش الظواهر
ويقول الفرزدق في مباهاته جريرا:
تنحّ عن البطحاء إن قديمها ... لنا، والجبال الراسيات الفوارع(12)
وقول الكميت:
فحللت معتلج البطا ... ح وحل غيرك بالظواهر(13)
وهناك قرشيون استوطنوا الطائف, وغيرها حيث اتخذوا الأموال والمزارع فلم ينسبوا إلى ظواهر ولا إلى بطاح. روى صاحب تاج العروس أن "في قريش من ليس بأبطحية, ولا ظاهرية".
أول بانٍ لمجد قريش وموطد لنفوذها هو قصي بن كلاب، إذ استنقذ أمر مكة وولاية البيت من جرهم وخزاعة بعد حرب شديدة, وجمع أشتات قومه فأنزلهم حول الحرم وملك أمرهم "فكان أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه. فكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء فحاز شرف مكة كله وقطع مكة رباعا بين قومه, فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي أصبحوا عليها ... فسمته قريش مجمعا لما جمع من أمرها, وتيمنت بأمره فما تنكح امرأة ولا يتزوج رجل من قريش ولا يتشاورون في أمر نزل بهم ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلا في داره... إلخ"(14).
فأنت ترى أن قصيا مكَّن دعائم قريش ونظم أمورهم ثم جعل من داره التي اتخذها لنفسه وجعل بابها إلى الكعبة مجلس شورى لقريش ودار حكومة معا وسماها دار الندوة. وكانت قريش بعده لا تقضي أمرا إلا فيها، فيها ينظمون عيرهم إلى الشام أو اليمن فلا تخرج عير إلا منها ولا يقدمون إلا نزلوا فيها، ويتفاوضون في أمر تجارتهم وحربهم وسلمهم. وفيها كان معظم المؤامرات التي ائتمروا بالنبي وأصحابه في بدء الدعوة، وكانت لهم محكمة يلجأ إليها المتخاصمون ويقضي فيها شيوخهم المقدمون. ولا ريب أن أمور التجارة القرشية بعد الذي صنع قصي لهم اطرد تقدمها وازدهارها, فاتسعت ونمت.
وأراد قصي تثبيت هيبة قريش في نفوس العرب ففرض عليهم خرجا يخرجونه في كل موسم من أموالهم, فإذا كان الحج قال قصي:
"يا معشر قريش: إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم، وإن الحجاج ضيف الله وأهله وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة, فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم" فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه, فيصنعه طعاما للناس أياما منى فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد(15) من الحجاج وأهل مكة, وهذه هي الرفادة.
امتدت أيام قصي حتى كبر فعهد إلى ولده عبد الدار باللواء والسقاية والرفادة؛ لأنه لم يشرف في حياته وكان بكره، فقد بطأ به عمله عن أن يلحق بأخيه عبد مناف الذي بلغ في الشرف والسيادة شأوا بعيدا، فخص قصي عبد الدار بذلك؛ جبرا له حتى يلحق بأخيه.
ثم تنازع على الشرف بنو عبد الدار وبنو عبد مناف وتحزب لكل من الفريقين أقوام وأفضى النزاع إلى الاستعداد للحرب، وتعاهد عند الكعبة بنو عبد الدار وحلفاؤهم على النصرة فسموا الأحلاف، وتعاقد بنو عبد مناف وغمسوا أيديهم في جفنة مملوءة طيبا فسموا المطيبين، ثم كان سعي بين الفريقين انفرج عن صلح بينهما على أن يكون لبني عبد مناف السقاية والرفادة, وأن يكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، فتحاجز الناس على ذلك حتى أتى الإسلام وهم عليه.
ازدهر مجد قريش التجاري وبلغ أوجه في الحقيقة، بهاشم بن عبد مناف؛ لأن تجارة قريش قبله لم تكن تعدو مكة "وإنما كان يقدم عليهم الأعاجم بالسلع فيشترونها منهم ثم يتبايعونها بينهم ويبيعونها على من حولهم من العرب"(16), حتى جاء هاشم ففتح في وجوههم ما فتح.
كانت لهاشم دون إخوته الرفادة والسقاية فقام بأمرهما, إذ كان أخوه عبد شمس رجلا سفّارا مقلا ذا عيال, وهاشم موسر طماح بعيد النظر، وقد ضرب القرشيون على عهده في الأرض فأكثروا الأسفار التجارية. ومن الغريب أن أولاد عبد مناف كلهم حليفو أسفار طوحتهم الغربة فمات كل بناحية: أما هاشم فمات بغزة من أرض الشام فسميت به غزة هاشم، وأما أخوه المطلب فقد مات بردمان من أرض اليمن، وأما أخوه نوفل فمات بسلمان من أرض العراق، وعبد شمس مات بمكة.
اضطلع هاشم بأعباء الأمور وأكثر من الأسفار, وهو أول من عقد المعاهدات التجارية لقريش "كما سيأتي قريبا عند الكلام على الإيلاف" فثمّر الأموال, وارتفع له ذكر نابه بين قومه, واستفاضت له مكارم سار بها الركبان(17). قال ابن سعد:
"كان اسم هاشم عمرا فأصابت قريشا سنوات ذهبن بالأموال, فخرج هاشم إلى الشام فأمر بخبز كثير فخبز له فحمله في الغرائر(18) على الإبل حتى وافى مكة, فهشم ذلك الخبز -يعني كسره- وثرده ونحر تلك الإبل, ثم أمر الطهاة فطبخوا. ثم كفأ القدور على الجفان فأشبع أهل مكة, فكان ذلك أول الحيا بعد السنة التي أصابتهم, فسمي بذلك هاشما. وقال ابن الزبعرى في ذلك:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
وقال وهب بن عبد قصي في ذلك:
تحمّل هاشم ما ضاق عنـه ... وأعيا أن يقوم به ابن بيض
أتـاهم بالغــرائر متـأقـــات ... من أرض الشام بالبر النقيض
فأوسع أهل مكة من هشيم ... وشاب الخبز باللحم الغريض
فظــل القـوم بــين مكللات ... من الشيزاء حائرها يفيض(19) .
والظاهر أن هاشما لقي مجدا وعزا ومكانة لم يحظ ببعضها أحد، فأثار بذلك حسد الأقران له لما انقطعوا دون بلوغ شأوه وأورثوا هذا الحسد أبناءهم من بعدهم، ولم يشفع لهاشم ما قدم لقومه من خير وما رفع لهم من ذكر وما وطد لهم من تجارات، فإن ابن سعد يروي لنا بعد ما تقدم من صنع هاشم، أول ما زرع الشر بين بني أمية وبني هاشم قال: "فحسد هاشما أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان ذا مال فتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز عنه، فشمت به ناس من قريش فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة، فكره هاشم ذلك لسنه وقدره، فلم تدعه قريش وأحفظوه. فقال لأمية: فإني أنافرك على خمسين ناقة سود الحدق تنحرها ببطن مكة، والجلاء عن مكة عشر سنين، فرضي أمية بذلك وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي, فنفّر هاشما عليه، فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها من حضره وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين, فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية"(20).
جرى بنو قصي على سنة أبيهم في إطعام الحاج إلا أن هاشما امتاز منهم جميعا فسار بهذه السنة إلى شوط بعيد لم يبلغه أحد قبله ولا بعده، ولا غرو فقد كان من الغنى بالمكان المشهور وأسعفه في التجارة حظ قلما أتيح لغيره. وعلى يده وأيدي إخوته فتحت لقريش أسواق في بلاد الروم وفارس والحبشة، فصنع للحاجّ ما لم يصنعه أحد. ونحن عارضون لك من ذلك ما وصفه ابن أبي الحديد ومنبهوك خاصة على شرف هاشم وكمال مروءته في حرصه على ألا يطعم الحاج إلا ما حل كسبه:
كان يقوم أول نهار اليوم الأول من ذي الحجة فيسند ظهره إلى الكعبة من تلقاء بابها, فيخطب قريشا فيقول: "يا معشر قريش, أنتم سادة العرب، أحسنها وجوها وأعظمها أحلاما وأوسطها أنسابا وأقربها أرحاما. يا معشر قريش, أنتم جيران بيت الله, أكرمكم بولايته وخصكم بجواره دون بني إسماعيل، وحفظ منكم أحسن ما حفظ منكم جار من جاره, فأكرموا ضيفه وزوار بيته, فإنهم يأتونكم شعثا غبرا من كل بلد. فورب هذه البنية، لو كان لي مال يحمل ذلك لكفيتكموه, ألا وإني مخرج من طيب مالي وحلاله ما لم يقطع فيه رحم ولم يؤخذ بظلم ولم يدخل فيه حرام فواضعه، فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك فعل. وأسألكم بحرمة هذا البيت ألا يخرج منكم رجل من ماله لكرامة زوار بيت الله ومعونتهم إلا طيبا لم يؤخذ ظلما ولم يقطع فيه رحم ولم يغتصب" فكانت قريش تخرج من صفو أموالها ما تحتمله أحوالها, وتأتي به إلى هاشم فيضعه في دار الندوة لضيافة الحاج(21).
والمرء -وإن حدثته نفسه فيما روى ابن أبي الحديد- موقن أن هاشما في الغاية من النبل والشرف وتحري الطيب من المكاسب. كان إذا جمع الأموال من قريش يأمر بحياض(22) من أدم فتجعل في موضع زمزم ثم يستقى فيها الماء من آبار مكة فيشربه الحاج, وكان يطعمهم أول ما يطعم, قبل التروية بيوم بمكة وبمنى وجمع(23) وعرفة. وكان يثرد لهم الخبز واللحم والسمن والسويق والتمر ويجعل لهم الماء فيسقون بمنى -والماء يومئذ قليل- في حياض من الأدم إلى أن يصدروا من منى, فتنقطع الضيافة ويتفرق الناس لبلادهم.
لم تكن أمور قريش وخدمة الحجيج لتصرف هاشما عن تجاراته وأسفاره, بل كان بين هذا وذاك يقود قوافل قريش إلى الشام, وقد تزوج قبيل وفاته في إحدى هذه الرحلات. والفضل لابن سعد في وقوفنا على بعض تفاصيل للعير التي خرج بها هاشم، كما له الفضل في معرفتنا ممارسة المرأة العربية للتجارة, ومشاركة الرجال في الجاهلية بالخروج إلى الأسواق والاتجار فيها, قال:
"خرج هاشم في عير لقريش، فيها تجارات. وكان طريقهم على المدينة، فنزلوا بسوق النبط فصادفوا سوقا تقوم بها في السنة يحشدون لها, فباعوا واشتروا ونظروا إلى امرأة على موضع مشرف من السوق، فرأى امرأة تأمر بما يشترى ويباع لها، فرأى امرأة حازمة جلدة، مع جمال. فسأل هاشم عنها: أأيّم هي أم ذات زوج؟ فقيل له: "أيّم, كانت تحت أحيحة بن الجلاح فولدت له عمرا ومعبدا، ثم فارقها" وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها، فإذا كرهت رجلا فارقته. وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. فخطبها هاشم فعرفت شرفه ونسبه، فزوجته نفسها ودخل بها وصنع طعاما ودعا من هناك من أصحاب العير الذين كانوا معه وكانوا أربعين رجلا من قريش, فيهم رجال من بني عبد مناف ومخزوم وسهم، ودعا من الخزرج رجالا وأقام بأصحابه أياما. وعلقت "منه" سلمى بعبد المطلب فولدته في رأسه شيبة فسمي شيبة. وخرج هاشم في أصحابه إلى الشام حتى بلغ غزة فاشتكى فأقاموا عليه حتى مات, فدفنوه بغزة ورجعوا بتركته إلى ولده"(24).
ذكر ياقوت أن قبر هاشم بغزة حيث مات، وأنها لذلك يقال لها: غزة هاشم, وروى لمطرود الخزاعي في رثائه:
مات الندى في الشام لما أن ثوى ... فيه بغزة هاشم لا يبعد
قال ياقوت: "مات هاشم بغزة وعمره خمس وعشرون سنة وذلك الثبت, وقيل: عشرون". وفي النفس من هذا التقدير شيء؛ لأن ما حفلت به حياة هاشم وما تم لقومه على يديه يندر أن يكمل لابن خمس وعشرين.
قام بأمر قريش بعد هاشم أخوه الأصغر المطلب بن عبد مناف, وكان ذا شرف في قومه وفضل, وكانت قريش إنما تسميه الفيض لسماحته(25) وفضله, وقد ضم إليه ابن أخيه شيبة بن هاشم في أحد أسفاره فدخل به مكة مردفا إياه على بعيره, فظنت قريش أنه غلامه فقالوا: عبد المطلب, فقال المطلب: ويحكم, إنه شيبة ابن أخي هاشم، قدمت به من المدينة. ولما خرج المطلب في رحلة له إلى اليمن مات بردمان، وكان آخر من مات من بني عبد مناف: نوفل الذي تقدم أنه مات بسلمان من أرض العراق، فذكرهم مطرود بن كعب الخزاعي في رثائه فقال:
أربعة كلهم سيد... أبناء سادات لسادات
ميت بردمان وميت بسلـ ... ـمان وميت بين غزات(26) ... إلخ
ثم انتهت السقاية والرفادة من بعده إلى عبد المطلب بن هاشم, فأدار أمور قومه وأهم ما صنع لهم حفر بئر زمزم, وقد كان في قريش ذا هيبة ومكانة.
وفي أيامه هددت مكة وتعرضت مكانتها التجارية للهبوط؛ إذ قصدها أبرهة "يريد بلا شك الاستيلاء على مكة ومفاتيح تجارتها"(27), فاعتصمت قريش في شعف الجبال وفي الشعاب؛ تخوفا من معرة الجيش, وأخذ عبد المطلب بحلقة باب الكعبة مع نفر من قريش يستعدي رب البيت على الأحباش بما لا غرض لنا بذكره هنا، إلا أننا لا نرى مندوحة عن التعرض للتقدمة التي قدّم بها أنيس "سائس فيل أبرهة", عبد المطلب إلى أبرهة, إذ قال له: "أيها الملك! هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك, وهو صاحب عير مكة، يطعم الناس بالسهل والوحوش في رءوس الجبال"(28). وكان أبرهة أخذ لعبد المطلب مائتي بعير أصابها خارج مكة فأتاه يستردها. وإذا كان مائتا بعير مما يملك مثل عبد المطلب وأضفت إلى ذلك ما يذكر الرواة من أن عبد المطلب أمهر امرأته فاطمة بنت عمرو مائة ناقة ومائة رطل من الذهب(29)، وهو لم يشتهر بكثرة الأسفار كما اشتهر غيره من القرشيين، أمكنك أن تتصور الغنى الذي تمتع به هذا البطن من العرب.
وعبد المطلب هذا هو الذي رأس وفد قريش الذي ذهب إلى سيف بن ذي يزن ليهنئه بالملك وبالظفر. وقد لقي الوفد ورئيسه خاصة من إجلال الملك وإكرامه ما تجد تفصيله في العقد الفريد "1/ 175"
فارجع إليه ثمة، وكان قبيل ذلك قد وفد إلى معد يكرب حين ملك على اليمن(30). وينسب إلى عبد المطلب هذه الأبيات يذكر فيها حرمة البيت, ويعرض لجيش أبرهة:
نحـن آل الله في ذمته ... لم نزل فيها على عهد قدم
إن للبيت لـربا مـانعا ... مـن يـرد فيــه بـإثم يُخترم
لم تزل لله فينا حرمة ... يــدفع الله بهــا عنـــا النـم(31)
ثم أفضى الأمر من بعده إلى أصغر أولاده العباس بن عبد المطلب ورسول الله -صلى الله عليه (وآله) وسلم- يومئذ ابن ثماني سنين, وبقي الأمر في يده حتى جاء الإسلام.
ومن تمام الوصف أن نختصر هنا عن العقد الفريد توزيع "الوظائف الرسمية" على بطون قريش، في هذه الجمهورية التجارية في مكة، التي شبهها "لامنس" بجمهوريتي البندقية وقرطاجة؛ لسيطرة الماليين من أرباب التجارة وأصحاب رءوس الأموال(32):
قال ابن عبد ربه(33):
"من انتهى إليه الشرف من قريش في الجاهلية فوصله بالإسلام عشرة رهط من عشرة أبطن، وهم هاشم وأمية ونوفل وعبد الدار وأسد وتيم ومخزوم وعدي وجُمح وسهم:
1- فكان من هاشم: العباس بن عبد المطلب؛ يسقي الحجيج في الجاهلية وبقي له ذلك في الإسلام.
2- ومن بني أمية: أبو سفيان بن حرب؛ كانت عنده العُقاب راية قريش، وإذا كانت عند رجل أخرجها إذا حميت الحرب، فإذا اجتمعت قريش على أحد أعطوه العقاب وإن لم يجتمعوا على أحد رأسوا صاحبها فقدموه.
3- ومن بني نوفل: الحارث بن عامر, وكانت إليه الرفادة.
4- ومن بني عبد الدار: عثمان بن طلحة, كان إليه اللواء والسدانة مع الحجابة والندوة.
5- ومن بني أسد: يزيد بن زمعة بن الأسود، وكانت إليه المشورة. وذلك أن قريشا لا تجتمع على أمر حتى يعرضوه عليه, فإن وافقه والاهم عليه، وإلا تخير وكانوا له أعوانا.
6- ومن بني تيم: أبو بكر الصديق؛ وكانت إليه في الجاهلية الأشناق وهي الديات والمغرم. فكان إذا احتمل شيئا من الدماء فسأل فيه قريشا صدقوه وأمضوا حمالة من نهض معه, وإن احتملها غيره خذلوه.
7- ومن بني مخزوم: خالد بن الوليد؛ وكانت إليه القبة والأعنة، فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان على خيل قريش في الحرب.
8- ومن بني عدي: عمر بن الخطاب؛ وكانت إليه السفارة في الجاهلية. وذلك أنهم كانوا إذا وقعت بينهم وبين غيرهم حرب بعثوه سفيرا، وإن نافرهم حي لمفاخرة جعلوه منافرا ورضوا به.
9- ومن بني جمح: صفوان بن أمية؛ وكانت إليه الأيسار وهي الأزلام يستقسم لهم بها, إذا أرادوا أمرا من أمورهم العامة.
10- ومن بني سهم: الحارث بن قيس؛ وكانت إليه الحكومة والأموال المحجّرة التي سموها لآلهتهم.
فهذه مكارم قريش التي كانت في الجاهلية, وهي: السقاية والعمارة(34) والعقاب والرفادة والسدانة والحجابة والندوة واللواء والمشورة والأشناق والقبة والأعنة والسفارة والأيسار والحكومة والأموال المحجرة، إلى هؤلاء العشرة من هذه البطون العشرة على حال ما كانت في أوليتهم، يتوارثون ذلك كابرا عن كابر.
وجاء الإسلام فوصل لهم ذلك. فكانت سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام وحلوان النفر في بني هاشم, والعمارة هي ألا يتكلم أحد في المسجد الحرام بهُجر ولا رفث ولا يرفع صوته، فكان العباس ينهاهم عن ذلك. وأما حلوان النفر فإن العرب لم تكن تملك عليها في الجاهلية أحدا, فإن كان حرب أقرعوا بين أهل الرياسة فمن خرجت عليه القرعة أحضروه صغيرا كان أو كبيرا، فلما كان يوم الفجار أقرعوا بين بني هاشم فخرج سهم العباس وهو صغير, فأجلسوه على المجن".
هذا أمر سراة قريش ورؤسائهم, فأما عامتهم فقد أخذوا يشغلون مركزا ممتازا بين قبائل العرب ساعدهم على بلوغه مقامهم في مكة حيث البيت والحرم، إذ كانوا يقومون بسدانة البيت وما يحتاج إليه من خدمة وعناية. فكانت العرب تعرف لقريش شرفها ومكانتها وغناها كما تعرف لها زعامتها الدينية وسيطرتها على مكة وإدارتها.
"ولم تزل العرب تعرف لقريش فضلها عليهم وتسميها: أهل الله"(35). وأبلغ تعبير عما بلغته قريش في نفوس العرب من منزلة في الجملة, قول رسول الله -صلى الله عليه [وآله] وسلم- فيما بعد: "الناس تبع لقريش في الخير والشر" (36).
والقرشيون من بين عامة سكان الحجاز أغنياء مهرة في أمور التجارة لا يكاد يعرف لكثير منهم عمل غير الاتجار "ومن لم يكن من قريش تاجرا, فليس بشيء"، فكانوا ينظمون عيرهم في الشتاء إلى اليمن حيث يتبايعون سلع الهند والحبشة المستفيضة هناك فيحملونها إلى الحجاز، وعيرا في الصيف إذ يرحلون بما حملوا من الحبشة والهند وما عندهم أيضا من محصول بلادهم كالتمر والأدم إلى الشام, فيفرغون في أسواقها: غزة وبصرى وغيرهما، ما في أحمالهم ويأخذون بدلا منها ما في الشام مما لا يكون بالهند ولا بالحبشة.
وكانوا يسيرون قوافل عظيمة معها حامياتها وأدواتها ومعهم الأدلاء يسيرون بين أيديهم. أما الحاميات فأكثر ما تكون من بني غفار ومن إليهم، ممن يتقاضون على مرافقة العير وحمايتها جُعْلا من قريش، هذا عدا عبدان قريش ومواليها وأحلافها.
اختلاط القرشيين بالروم والفرس والحبشان بسبب التجارة جعلهم يتميزون من سائر العرب بميزات أفادوها من هذا الاختلاط؛ فتعلم فريق منهم الكتابة من الحيرة ونشروها لما رجعوا إلى بلادهم, فكان في مكة والطائف عدد يسير يحسنون الكتابة(37). ويذكرون أنه كان لبشر أخي أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل صحبة بحرب بن أمية التاجر القرشي الكبير؛ لتجارته عندهم في بلاد العراق, فتعلم حرب منه الكتابة ثم سافر معه بشر إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب، فتعلم منه جماعة من أهل مكة, فبهذا كثر من يكتب بمكة من قريش قبل الإسلام. ولذلك قال رجل كندي من أهل دومة الجندل يمنّ على قريش بذلك:
لا تجحدوا نعماء "بشر" عليكم ... فقــد كــان ميمـــون النقيبــة أزهــــرا
أتاكم بخط الجــزم حتى حفظتم ... مـــن المـــال مــا قد كان شتى مبعثرا
وأتقنتــم مــا كـان بالمال مهملا ... وطــامنتــم مــا كـــان مـــنه منفــــرا
فأجــريتم الأقــلام عــودا وبدأة ... وضاهيــتم كتــاب كســرى وقيصـــرا
وأغنيتم عن مسند الحي حمــير ... وما زبرت في الصحف أقيال حميرا(38)
ومهما يكن, فقد كان أكثر كتاب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه [وآله] وسلم- منهم, ومن هنا كان القرشيون أقرب العرب من علم وثقافة وتهذيب؛ لمخالطتهم هؤلاء الأجانب المتحضرين وقبسهم شيئا من تعاملهم في بيوعهم, وأنظمتهم في تجارتهم حسبما كانوا يرون في الأسواق التي كانوا يحطون رحالهم فيها. وهذه الأسواق وإن لم تكن في الدرجة الأولى بين أسواق الرومان، ولا كان أهلها سابقين في مضمار الحضارة كثيرا, لم تخل من آثار بعيدة في التحضر استفاد منها تجار مكة شيئا بعتد به في السياسة والاقتصاد.
بل, لقد تأثروا برحلاتهم هذه ببعض المعتقدات أيضا؛ فقد ذكروا أن عبادة الأصنام طارئة على أهل مكة من الشام، وأن عمرو بن لحي -فيما زعموا- أول من نشر عبادة الأصنام حول الكعبة حين حمل معه صنما من أصنام وجدها في جنوب الشام, فنصبه في الكعبة(39).
وفشت في جماعة من قريش زندقة, حتى قال صاعد: "كانت الزندقة في قريش, أخذوها عن أهل الحيرة"(40).
فأنت ترى أن هذه الرحلات أثّرت حتى في معتقدات العرب ومن القريب المألوف أن يحمل الرحّالون من البلاد التي ينزلونها شيئا من طرائقها في العادات والدين والأخلاق والعروض والأزياء يتحدثون عنه إذا ردتهم أسفارهم إلى بلادهم, فيعجبون منه ذويهم وجيرتهم ممن لم يكن له بتلك البلاد عهد، وما أكثر ما يحاول الإنسان تقليد من يملأ عينه.
أفادت قريش من هذه الرحلات وهذا الاختلاط بالأمم التي سبقتهم، كثيرا من اللباقة والكياسة إلى ما عرفت به من الفصاحة المشهود لهم بها, حتى إن العرب كانت تعرض شعرها على قريش. وعرض علقمة الفحل عليهم شعره فوصفوه بسِمْط الدهر(41)، وثقفت ألوانا من الدهاء والاحتيال، لا يحسنها إلا من رسخت قدمه في التجارة وأسبابها وضروب تعاطيها، حتى إذا دار الزمان وقضي للعرب أن تكون لهم دولة ذات سياسة داخلية وخارجية، كان أقطاب هذه الدولة وأركانها أولئك التجار الذين يعرفون كيف يتأتون للأمور, ويتلطفون لمواجهة الصعاب وتذليل العقبات وحل المشكلات .
________
(1) أكبر محطة تجارية داخل جزيرة العرب قبل الإسلام؛ لوقوعها وسط أحد الطريقين التجاريين الكبيرين للجزيرة كما مر بك أول هذا الكتاب، ثم لاتصالها بنجد والعراق ثم الفرس بطرق للقوافل، وميناؤها جدة يصلها بالبحر الأحمر وإن كانت رحلات قريش البحرية هي إلى الحبشة فقط عن طريق اليمن.
(2) نسبوا هذا القول إلى ابن عباس. جاء في خزانة الأدب 1/ 189 "السلفية": "سأل عمرو بن العاص عبد الله بن عباس: بِمَ سميت قريش؟ قال: "بدابة في البحر تسمى قريشا، لا تدع دابة إلا أكلتها، فدواب البحر كلها تخافها" قال المشمرخ بن عمرو الحميري:
وقريش هي التي تسكن البحـ ... ـر بها سميت قريش قريشا" ا. هـ
وكأن هذا البيت تعريف لغوي منظوم كما تنظم المتون، وزاد آخرون بعده:
قال المشمرخ بن عمرو الحميري:
تأكل الغث والسمين ولا تتـ ... ـرك فيه لذي جناحين ريشا
هكــذا في البلاد شأن قريش ... يأكلـــون البلاد أكلا كميشا
انظر حواشي الكشاف للزمخشري عند الكلام على سورة "لإيلاف قريش".
(3) انظر مادة "قريش" في القاموس وشرحه تاج العروس، وفي لسان العرب وخزانة الأدب 1/ 189 "السلفية".
(4) ومع ذلك فقد قال في العقد الفريد "2/ 203": "إنما جمع قصي إلى مكة بني فهر بن مالك، فجد قريش كلها فهر بن مالك، فما دونه قريش وما فوقه عرب".
وجاء في خزانة الأدب 1/ 190: "قال عبد الملك بن مروان: سمعت أن قصيا كان يقال له: القرشي، لم يسمّ قرشي قبله".
(5) البيت لحذافة بن غانم العدوي, انظر طبعة لجنة التأليف للعقد الفريد 2/ 312.
(6) سيرة ابن هشام 1/ 90، والإقراف: أن تكون الأم عربية والأب غير عربي، والقرم: السيد والفحل.
(7) انظر مروج الذهب للمسعودي 1/ 369 حيث يقول: "وأخذت قريش الإيلاف من الملوك ... وتقرشت، والتقريش: الجمع، ومنه قول ابن حلزة اليشكري:
إخوة قرشوا الذنوب علينا ... في حديث من دهرنا وقديم"
(8) رسائل الجاحظ ص156.
(9) عدّ المسعودي في قريش البطاح: بني عبد مناف وبني عبد الدار وبني عبد العزى، وبني زهرة, وبني مخزوم, وبني تيم بن مرة, وبني جمح, وبني سهم, وبني عدي, وبني عتيك بن عامر بن لؤي.
(10) أخشبا مكة: جبلاها, أبو قبيس والذي يقابله.
(11) هو ذكوان مولى عبد الدار, يقوله للضحاك بن قيس الفهري. انظر مروج الذهب للمسعودي 1/ 369.
(12) شرح شواهد المغني ص3.
(13) انظر لسان العرب وتاج العروس, مادتي: بطح، ظهر.
والكميت يخاطب هنا هشام بن عبد الملك، وقبل هذا البيت:
يابن العقائل للعقا ... ئل والجحـــاجحــة الأخاير
إن الخلافة والإلا ... ف برغم ذي حسد وواغر
دلفا من الشرف التليـ ... ـد إليـك بالرفد الموافر
فحللت ...
(14) سيرة ابن هشام 1/ 118.
(15) سيرة ابن هشام 1/ 122.
(16) الأمالي ج3 ص199.
(17) الطبقات لابن سعد ج1 ص43 طبعة ليدن.
(18) الطبقات 1/ 44، الغرائر: جمع غرارة, وهي: الجوالق "العدل". متأقات: ممتلئات. الغريض: الطري. والشيزاء ممدود شيزى: وهو الخشب الأسود يعمل منه القصاع. والحائر: الودك "الدهن".
(19) الطبقات 1/ 44، الغرائر: جمع غرارة, وهي: الجوالق "العدل". متأقات: ممتلئات. الغريض: الطري. والشيزاء ممدود شيزى: وهو الخشب الأسود يعمل منه القصاع. والحائر: الودك "الدهن".
(20) الطبقات 1/ 44.
(21) شرح نهج البلاغة 3/ 454.
(22) انظر طبقات ابن سعد 1/ 45
(23) المزدلفة.
(24) الطبقات: 1/ 45.
(25) ابن هشام 1/ 128.
(26) ومن الغريب الطريف أنه أصاب أولاد العباس بن عبد المطلب ما أصاب إخوة هاشم هؤلاء حتى قالوا: أبعد قبور إخوة على الأرض قبور أولاد العباس؛ فعبد الله بن عباس الحبر دفن في الطائف، والفضل بن عباس رديف رسول الله -صلى الله عليه (وآله) وسلم- مات في طاعون عمواس بالشام أيام عمر، وعبيد الله بن عباس الجواد مات بالمدينة، وقثم بن عباس شيبة النبي -صلى الله عليه(وآله) وسلم- مات بسمرقند زمن معاوية، وعبد الرحمن بن عباس قتل بأفريقية زمن عمر. ا. هـ ملخصا عن النوادر للقالي ص197.
(27) تاريخ العرب الأدبي للأستاذ رينولد نيكلسون, ترجمة محمد حسن حبشي في الرسالة عدد 189/ 64.
(28) المصدر السابق. هذا وقد كان أبرهة بنى بيتا مقدسا باليمن ليصرف الناس عن قصد الكعبة والحج إليها، فلما رأى اليمنيين وسائر العرب لا تنصرف عن الحج إلى مكة والطواف بكعبتها غاظه ذلك وعزم على هدمها. والحافز له على ذلك -فيما أرى- تجاري قبل كل شيء؛ إذ في إقامة الحج في اليمن ونقل أسواق العرب الكبرى إليها ما يجلب الحياة والانتعاش والنشاط للحركة الاقتصادية باليمن، وذلك بالطبع يستتبع عمرانها وتقدمها وغناها.
(29) إنسان العيون 1/ 48.
(30) مروج الذهب 2/ 10.
(31) هذا, وقد جاء في فهرست ابن النديم ص7 "أنه كان في خزانة المأمون كتاب بخط عبد المطلب بن هاشم في جلد أدم، فيه ذكر حق عبد المطلب بن هاشم من أهل مكة على فلان بن فلان الحميري من أهل وزل صنعاء، عليه ألف درهم كيلا بالحديدة، ومتى دعاه بها أجابه، شهد الله والملكان".
(32) مجلة المشرق سنة 1936 ص539.
(33) العقد الفريد 3/ 313 فما بعد "مطبعة لجنة التأليف 1372هـ".
(34) سيشرحها ابن عبد ربه بعد أسطر.
(35) الصاحبي ص23.
(36) تيسير الوصول 3/ 304.
(37) انظر بلوغ الأرب 3/ 368 وما بعدها. ولما دوّن عمر الديون أمر عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم وكانوا من كتّاب قريش فكتبوا ديوان الجند، فلولا التجارة ما كان لقريش هؤلاء الكتاب المخضرمون.
(38) انظر المزهر للسيوطي "النوع الثاني والأربعون 2/ 346, طبعة عيسى الحلبي" الأولى.
(39) انظر مثلا: مروج الذهب للمسعودي 1/ 367.
(40) طبقات الأمم لصاعد ص67.
(41) الأغاني 21/ 112.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|