أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/10/2022
1524
التاريخ: 3-10-2014
6331
التاريخ: 5-10-2014
4968
التاريخ: 25-09-2014
5232
|
قال تعالى : {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} [النبأ : 1 - 5] .
تقدم أنّ هناك عدّة معان للـ «النبأ العظيم» ، مثل : القيامة ، القرآن ، أُصول الدين.. إلاّ أنّ القرائن الموجودة في مجموع آيات السورة تدعم تفسير «النبأ» بـ «المعاد» وترجحه على الجميع.
ولكنّنا نجد في روايات أهل البيت(عليهم السلام) وفي بعض روايات أهل السُنّة أنّ «النبأ العظيم» بمعنى إمامة أمير المؤمنين علي(عليه السلام) ، حيث كانت مثار جدال ونقاش بين جمع من المسلمين ، وهناك من فسّر «النبأ العظيم» بالولاية بشكل عام.
وإليكم ثلاث روايات ، على سبيل المثال لا الحصر
1. ما روى الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي (أحد علماء السنّة) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال في تفسير {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} : «ولاية علي يتساءلون عنها في قبورهم ، فلا يبقى ميت في شرق ولا غرب ولا في برّ ولا في بحر إلاّ ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت ، يقولان للميت : «مَنْ ربّك؟ وما دينك؟ ومَنْ نبيّك؟ ومَنْ إمامك؟» (1).
2. وروي أنّ رجلاً خرج يوم صفين من عسكر الشام وعليه سلاح وفوقه مصحف وهو يقرأ : {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} فخرج له علي(عليه السلام) ، فقال له : «أتعرف النبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون» ؟ قال : لا.
فقال له(عليه السلام) : «أنا والله النبأ العظيم الذي فيه اختلفتم وعلى ولايته تنازعتم ، وعن ولايتي رجعتم بعدما قبلتم ، وببغيكم هلكتم بعدما بسيفي نجوتم ، ويوم الغدير قد علمتم ، ويوم القيامة تعلمون ما علمتم» (2).
3. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال ، «النبأ العظيم الولاية» (3).
وللجمع بين مضمون ما تناولته الروايات وما جاء في تفسير النبأ العظيم بالمعاد ، لابدّ من الانتباه إلى ما يلي :
1. «النبأ العظيم» كمفهوم قرآني ـ مثل سائر المفاهيم القرآنية ـ له من السعة ما يشمل كل ما ذكر من معان ، وإذا كانت قرائن السورة تدلّ على أنّ المقصود منه «المعاد» ، فهذا لا يمنع من أنْ تكون له مصاديق أُخرى.
2. كما هو معلوم أنّ للقرآن بطوناً مختلفة وظواهراً متعددة ، وأدلة وقرائن الإستخراج مختلفة أيضاً ، وبعبارة أُخرى : أنّ لمعاني آيات القرآن دلالات التزامية لا يعرفها إلاّ مَنْ غاص في بحر علمها ومعرفتها ، ولا يكون ذلك إلاّ للخاصّة من الناس.
وليست الآية المذكورة منفردة في أنّ لها ظاهر وباطن دون بقية آيات القرآن ، حيث أنّ الأحاديث والرّوايات الشريفة فسّرت كثير من الآيات بمعان مختلفة ، بعضها ما ينسجم مع ظاهر الآية ، والبعض الآخر يشير إلى المعنى الباطن لها.
ولابدّ من التأكيد على حقيقة خطيرة ، وهي : لا يجوز قطعاً بأنْ نضع للقرآن معنىً باطناً بحسب رأينا وفهمنا ، بل لابدّ من وجود قرائن وأدلة واضحة ، أو بالإِعتماد على تفاسير النّبي(صلى الله عليه وآله) والأئمّة(عليهم السلام) الصحيحة ، لكي لا يكون وجود بطون للقرآن ذريعةً بأيدِ المنحرفين والمتطرفين وذوي الأهواء ليفسّروا القرآن بحسب ما يشتهون ويرغبون.
_______________________
1. رسالة الإعتقاد لأبي بكر محمد بن مؤمن الشيرازي (على ما ذكر في إحقاق الحق ، ج3 ، ص484).
2. تفسير البرهان ، ج4 ، ص420 ، ح9.
3 ـ تفسير البرهان ، ص 419 ، ح3.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|