المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الاصنام  
  
2224   10:49 صباحاً   التاريخ: 16-1-2017
المؤلف : ابن الكلبي
الكتاب أو المصدر : الاصنام
الجزء والصفحة : ط2, ص1-11
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / عرب قبل الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017 2044
التاريخ: 2023-06-20 1098
التاريخ: 18-1-2017 1899
التاريخ: 2023-12-23 1287

أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، قرى عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة في سنة463، قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، إجازة، قال: حدثني أبو بكر أحمد بن محمد عبد الله الجوهري، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عليل العنزي، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الصباح بن الفرات الكاتب، قال: قرأت على هشام بن محمدٍ الكلبي في سنة201، قال: حدثنا أبى وغيره - وقد أثبت حديثهم جميعاً - أن إسماعيل بن إبراهيم " صلى الله عليهما " لما سكن مكة وولد له بها أولاد كثير حتى ملأوا مكة ونفوا من كان بها من العماليق، ضاقت عليهم مكة ووقعت بينهم الحروب والعداوات واخرج بعضهم بعضاً، فتفسحوا في البلاد والتماس المعاش.

وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم، تعظيماً للحرم وصبابةً بمكة. فحيثما حلوا، وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة، تيمناً منهم بها وصبابةً بالحرم وحبا له. وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة، ويحجون ويعتمرون، على إرث إبراهيم وإسماعيل " عليهما السلام ", ثم سلخ ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحبوا، ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره. فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم. وانتجبوا ما كان يعبد قوم نوحٍ " عليه السلام " منها، على إرث ما بقي فيهم من ذكرها. وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتنسكون بها: من تعظيم البيت، والطواف به، والحج، والعمرة، والوقوف على عرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، والإهلال بالحج والعمرة - مع إدخالهم فيه ما ليس منه, فكانت نزار تقول إذا ما اهلت: لبيك اللهم! لبيك! لبيك! لا شريك لك! - إلا شريكا هو لك! تملكه وما ملك! ويوحدونه بالتلبية، ويدخلون معه آلهتم ويجعلون ملكها بيده. يقول الله " عز وجل " لنبيه " صلى الله عليه و آله وسلم " : " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " . أي ما يوحدونني بمعرفة حقي، إلا جعلوا معي شريكاً من خلقي.

وكانت تلبية عك، إذا خرجوا حجاجاً، قدموا أمامهم غلامين أسودين من غلمانهم، فكانا امام ركبهم فيقولان: نحن غرابا عك! فنقول عك من بعدهما: عك إليك عانيه، عبادك اليمانيه، كيما نحج الثانية! وكانت ربيعة إذا حجت فقضت المناسك ووقفت في المواقف، نفرت في النفر الأول ولم تقم إلى آخر التشريق.

فكان أول من غير دين إسماعيل عليه السلام، فنصب الأوثان وسيب السائبة، ووصل الوصيلة وبحر البحيرة وحمى الحامية عمرو بن ربيعة، وهو لحى بن حارثة ابن عمرو بن عامر الأزدي

وهو أبو خزاعة وكانت أم عمرو بن لحى فهيرة بنت عمرو بن الحارث. ويقال قمعة بنت مضاض الجرهمي. وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة. فلما بلغ عمرو بن لحى، نازعه في الولاية وقاتل جرهما بني إسماعيل. فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة. ونفاهم من بلاد مكة، وتولى حجابة البيت بعدهم. ثم إنه مرض مرضاً شديداً، فقيل له: إن بالبلقاء من الشأم حمةً إن أتيتها، برأت. فأتاها فاستحم بها، فبرأ. ووجد أهلها يعبدون الأصنام، فقال: ما هذه؟ فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو. فسألهم أن يعطوه منها، ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة.

قال أبو المنذر هشام بن محمدٍ: فحدث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إسافاً ونائلة رجل من جرهم يقال له إساف بن يعلى، ونائلة بنت زيدٍ من جرهم وكان يتعشقها في أرض اليمن فأقبلوا حجاجاً، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلةً من الناس وخلوة في البيت، ففجر بها في البيت، فمسخا. فأصبحوا فوجدوهما مسخين. فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما. فعبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت بعد من العرب.

وكان أول من اتخذ تلك الأصنام، من ولد إسماعيل وغيرهم من الناس و سموهما بأسمائها على ما بقى فيهم من ذكرها حين فارقوا دين إسماعيل هذيل بن مدركة اتخذوا سواعا فكان لهم برهاطٍ من أرض ينبع. وينبع عرض من أعراض المدينة. وكانت سدنته بنو لحيان. ولم أسمع لهذيلٍ في أشعارها له ذكراً، إلا شعر رجلٍ من اليمن.

واتخذت كلب ودا بدومة الجندل  اتخذت مذحج وأهل جرش يغوث. وقال الشاعر:

حياك ود فإنا لا يحل لنا لهو      النساء وإن الدين قد عزما.

وقال الآخر:

 وسار بنا يغوث إلى مرادٍ       فناجزناهم قبل الصباح.

واتخذت خيوان يعوق فكان بقرية لهم يقال لها خيوان من صنعاء على ليلتين، مما بلى مكة.

ولم أسمع همدان سمت به ولا غيرها من العرب؛ ولم أسمع لها ولا لغيرها فيه شعراً. وأظن ذلك لأنهم قربوا من صنعاء واختلطوا بحمير، فدانوا معهم باليهودية، أيام تهود ذو نواسٍ، فتهودوا معه.

واتخذت حمير نسراً فعبدوه بأرض يقال لها بلخع. ولم أسمع حمير به أحدا، ولم أسمع له ذكرا في أشعارها ولا أشعار أحدٍ من العرب. وأظن ذلك كان لانتقال حمير أيام تبعٍ عن عبادة الأصنام إلى اليهودية.

وكان لحمير أيضا بيت بصنعاء يقال له ريام، يعظمونه ويتقربون عنده بالذبائح.

وكانوا فيما يذكرون يكلمون منه. فلما انصرف تبع من مسيره الذي سار فيه إلى العراق، قدم معه الحبران اللذان صحباه من المدينة. فأمراه بهدم رئام قال: شأنكما به. فهدماه وتهود تبع وأهل اليمن. فمن ثم لم أسمع بذكر رئام ولا نسرٍ في شيء من الأشعار ولا الأسماء.

ولم تحفظ العرب من أشعارها إلا ما كان قبيل الإسلام.

قال هشام أبو المنذر: ولم أسمع في رئام وحده شعراً، وقد سمعت في البقية.

هذه الخمسة الأصنام التي كانت يعبدها قوم نوحٍ، فذكرها الله " عز وجل " في كتابه، فيما أنزل على نبيه " عليه السلام " : " قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً ومكروا مكراً كباراً وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً وقد أضلوا كثيراً ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً " .

فلما صنع هذا عمرو بن لحى، دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها.

اشهر وأقدم الإلهة:

منـــاة:

وقد كانت العرب تسمى عبد مناة وزيد مناة. وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشل بقديد، بين المدينة ومكة.

وكانت العرب جميعا تعظمه وتذبح حوله. وكانت الأوس والخزرج ومن ينزل المدينة ومكة وما قارب من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له.

وكان أولاد معد على بقيةٍ من دين إسماعيل " عليه السلام ". وكانت ربيعة ومضر على بقيةٍ من دينه. ولم يكن أحد أشد إعظاماً له من الأوس والخزرج.

قال أبو المنذر هشام بن محمد: وحدثنا رجل من قريش عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن عمار ابن ياسر وكان أعلم الناس بالأوس والخزرج قال: كانت الأوس والخزرج ومن يأخذ بإخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها، فكانوا يحجون فيقفون مع الناس المواقف كلها، ولا يحلقون رءوسهم. فإذا نفروا أتوه، فحلقوا رءوسهم عنده وأقاموا عنده. لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك. فلإعظام الأوس والخزرج يقول عبد العزى بن وديعة المزني، أو غيره من العرب:

إني حلفت يمين صدقٍ برةً ... بمناة عند محل آل الخزرج!

وكانت العرب جميعا في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعا: الخزرج. فلذلك يقول: عند محل آل الخزرج.

ومناة هذه التي ذكرها الله " عز وجل " فقال: " ومناة الثالثة الأخرى " . وكانت لهذيلٍ وخزاعة.

وكانت قريش وجميع العرب تعظمه. فلم يزل على ذلك حتى خرج رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " من المدينة سنة ثمانٍ من الهجرة، وهو عام فتح الله عليه. فلما سار من المدينة أربع ليالٍ أو خمس ليالٍ، بعث علياً(عليه السلام) إليها فهدمها وأخذ ما كان لها. فأقبل به إلى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ". فكان فيما أخذ سيفان كان الحارث بن أبي شمرٍ الغساني ملك غسان أهداهما لها: أحدهما يسمى مخذما والآخر رسوباً. وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما علقمة في شعره، فقال:

مظاهر سر بالى حديدٍ عليهما ... عقيلا سيوفٍ: مخذم ورسوب.

فوهبهما النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لعلى (عليه السلام)  "فيقال: إن ذا الفقار، سيف على(عليه السلام) ، أحدهما.

ويقال إن عليا(عليه السلام) وجد هذين السيفين في الفلس، وهو صنم طي، حيث بعثه النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فهدمه.

الـــلات:

واللات بالطائف، وهي أحدث من مناة. وكانت صخرةً مربعةً. وكان يهودي يلت عندها السويق.

وكان سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن مالكٍ. وكانوا قد بنوا عليها بناءً. وكانت قريش وجميع العرب تعظمها. وبها كانت العرب تسمى زيد اللات وتيم اللات.

كانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم. وهي التي ذكرها الله في القرآن، فقال: " أفرأيتم اللات والعزى " .

ولها يقول عمرو بن الجعيد:

فإني وتركي وصل كأسٍ لكالذي ... تبرأ من لاتٍ، وكان يدينها!

وله يقول المتلمس في هجائه عمرو بن المنذر:

أطردتني حذر الهجاء، ولا ... واللات والأنصاب لا تئل!

فلم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف، فبعث رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار. وفي ذلك يقول شداد بن عارضٍ الجشمي حين هدمت وحرقت، ينهى ثقيفاً عن العود إليها والغضب لها:

لا تنصر و اللات إن الله مهلكها! ... وكيف نصركم من ليس ينتصر؟

إن التي حرقت بالنار فاشتعلت  ... ولم تقاتل لدى أحجارها، هدر.

ن الرسول متى ينزل بساحتكم  ... يظعن، وليس بها من أهلها بشر.

وقال أوس بن حجرٍ يحلف باللات:

وباللات والعزى ومن دان دينها ... وبالله، إن الله منهن أكبر!

العـــزى:

وهي أحدث من اللات ومناة. وذلك أني سمعت العرب سمت بهما قبل العزى.

فوجدت تميم بن مر سمى ابنه زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة؛ وعبد مناة بن أد؛ و باسم اللات سمى ثعلبة بن عكابة ابنه تيم اللات؛ وتيم اللات بن رفيدة بن ثور؛ وزيد اللات بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مر بن أد ابن طابخة؛ وتيم اللات بن النمر بن قاسط؛ وعبد العزى بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم. فهي أحدث من الأوليين.

وعبد العزى بن كعب من أقدم ما سمت به العرب.

وكان الذي اتخذ العزى ظالم بن أسعد, كانت بوادٍ من نخلة الشآمية، يقال له حراض، بإزاء الغمير، عن يمين المصعد إلى العراق من مكة. وذلك فوق ذات عرقٍ إلى البستان بتسعة أميال. فبنى عليها بساً، يريد بيتا. وكانوا يسمعون فيه الصوت, وكانت العرب وقريش تسمى بها عبد العزى, وكانت أعظم الأصنام عند قريش. وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح.

وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول: واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى! فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! كانوا يقولون: بنات الله " عز وجل عن ذلك! " وهن يشفعن إليه. فلما بعث الله رسوله أنزل عليه: " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ " .

وكانت قريش قد حمت لها شعباً من وادي حراضٍ يقال له سقام. يضاهون به حرم الكعبة. فذاك قول أبي جندبٍ الهذلي ثم القردي في امرأة كان يهواها فذكر حلفها له بها:

لقـد حلفت جهداً يمينـــاً غليظةً ... بفرع التي أحمت فروع سقام

لئن أنت لم ترسل ثيابي فانطاق ... أبــــاديك أخــرى عيشنا بكلام

يعـــــز عليه صـــرم أم حويرثٍ ... فأمســـى يروم الأمر كل مرام

ولها يقول درهم بن زيدٍ الأوسي: إني ورب العزى السعيدة والله الذي دون بيته سرف !وكان لها منحر ينحرون فيه هداياها، يقال له الغبغب.

فله يقول الهذلي، وهو يهجو رجلا تزوج امرأةً جميلةً يقال لها أسماء:

لقد أنكحت أسماء لحى بقيرةٍ ... من الادم أهداها امرؤ من بني غنم!

رأى قذعاً في عينها إذ يسوقها ... إلى غبغب العزى، فوضع في القسم.

فكانوا يقسمون لحوم هداياهم فيمن حضرها وكان عندها.

فلغبغبٍ يقول نهيكة الفزاري لعامر بن الطفيل:

يا عام لو قدرت عليك رماحنا ... والراقصات إلى منى فالغبغب!

 

لتقيـــت بالوجعـاء طعنة فاتكٍ ... مــران أو لثويت غير محسب.

وله يقول قيس بن منقذ بن عبيد بن ضاطر بن حبشية بن سلول الخزاعي ولدته امرأة من بني حداد من كنانة، وناس يجعلونها من حداد محاربٍ وهو قيس بن الحدادية الخزاعي:

                 تلينا بيت الله أول حلفةٍ ... وإلا فأنصابٍ يسرن بغبغب.

وكانت قريش تخصها بالإعظام.

فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل: وكان قد تأله في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من الأصنام:

تركت اللات والعزى جميعاً، ... كذلك يفعل الجلد الصبور.

فلا العزى أدين ولا ابنتيها  ... ولا صنمي بني غنمٍ أزور.

ولا هبلاً أزور وكان رباً  ... لنا في الدهر إذ حلمى صغير.

وكان سدنة العزى بنو شيبان بن جابر بن مرة بن عبس بن رفاعة بن الحارث ابن عتيبة بن سليم بن منصور من بني سليم. وكان آخر من سدنها منهم دبية ابن حرمى السلمي. وله يقول أبو خراشٍ الهذلي، و كان قدم عليه فخذاه نعلين جيدتين، فقال:

حذانى بعد ما خذمت نعالى ... دبيــة إنـــه نعـــم الخلـــــيل

مقابلتين من صلــوى مشب ... من الثيران وصلهما جميل.

فنعم معرس الأضياف تذحى ... رجــــــالهم شامـــــية بليل

يقاتـــــل جوعهــــم بمكللاتٍ ... من الفرني يرعبها الجميل

فلم تزل العزى كذلك حتى بعث الله نبيه " صلى الله عليه وآله وسلم " فعابها وغيرها من الأصنام، ونهاهم عن عبادتها، ونزل القرآن فيها.

فاشتد ذلك على قريش. ومرض أبو أحيحة وهو سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف مرضه الذي مات فيه. فدخل عليه أبو لهبٍ يعوده، فوجده يبكي. فقال: ما يبكيك، يا أباأحيحة؟ أمن الموت تبكي، ولا بد منه؟ قال: لا. ولكني أخاف أن لا تعبد العزى بعدي. قال أبو لهب: والله ما عبدت حياتك لأجلك، ولا تترك عبادتها بعدك لموتك! فقال أبو أحيحة: الآن علمت أن لي خليفة! وأعجبه شدة نصبه في عبادتها. فلما كان عام الفتح، دعا النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " خالد بن الوليد، فقال: انطلق إلى شجرةٍ ببطن نخلة، فاعضدها. فانطلق فأخذ دبية فقتله، وكان سادنها. فقال أبو خراش الهذلي في دبية يرثيه:

مــــا لدبية منذ اليــــوم لــــم أره  ... وسط الشـــروب ولم يلمم ولم يطف؟

لــو كان حيـــــاً، لغاداهم بمترعةٍ  ... من الرواويق من شيزى بني الهطف.

ضخم الرماد، عظيم القدر، جفنته ... حيـــــن الشتاء كحوض المنهل اللقف.

أمسى سقــــــام خلاءً لا أنيس به ... إلا السباع ومــــر الريــــــح بالــــغرف.

قال أبو المنذر: بطيف من الطوفان، من طاف يطيف؛ والهطف بطن من بني عمرو بن أسدٍ؛ اللقف الحوض المنكسر الذي يضرب أصله الماء فيتثلم، يقال: قد لقف الحوض.

قال أبو المنذر: وكان سعيد بن العاص أبو أحيحة يعتم بمكة. فإذا اعتم لم يعتم أحد بلون عمامته.

حدثنا العنزي أبو علي، قال: حدثنا علي بن الصباح، قال أخبرنا أبو المنذر، قال: حدثني أبى عن أبى صالح عن ابن عباس، قال: كانت العزى شيطانةً تأتي ثلاث سمراتٍ ببطن نخلة. فلما افتتح النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " مكة، بعث خالد بن الوليد، فقال له: إيت بطن نخلة، فإنك تجد ثلاث سمراتٍ، فاعضد الأولى! فأتاها فعضدها. فلما جاء إليه " عليه السلام " ، قال: هل رأيت شيئاً؟ قال: لا. قال: فاعضد الثانية! فأتاها فعضدها. ثم أتى النبي " عليه السلام " ، فقال: هل رأيت شيئا؟ قال: لا. قال: فاعضد الثالثة! فأتاها. فإذا هو بحبشية نافشةٍ شعرها، واضعةٍ يديها على عاتقها، تصرف بأنيابها، وخلفها دبية بن حرمى الشيباني ثم السلمي، وكان سادنها. فلما نظر إلى خالدٍ قال:

أعزاء، شدي شدةً لا تكذبي ... على خالدٍ! ألقى الخمار وشمري!

فــإنك إلا تقتــلي اليوم خالداً ... تبوئي بـــذل عاجــــلاً وتنصري.

فقال خالد:

يا عز كفرانك لا سبحانك! ... إني رأيت الله قد أهانك!

ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة. ثم عضد الشجرة، وقتل دبية السادن.

ثم أتى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، فأخبره. فقال: تلك العزى، ولا عزى بعدها للعرب! أما إنها لن تعبد بعد اليوم!.

فقال أبو خرٍاش في دبية الشعر الذي تقدم.

فقال أبو المنذر: ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئا من الأصنام! إعظامهم العزى، ثم اللات، ثم مناة.

فأما العزى، فكانت قريش تخصها دون غيرها بالزيارة والهدية. وذلك فيما أظن لقربها كان منها.

وكانت ثقيف تخص اللات كخاصة قريشٍ العزى.

وكانت الأوس والخزرج تخص مناة كخاصة هؤلاء الآخرين.

وكلهم كان معظماً لها أي للعزى. ولم يكونوا يرون في الخمسة الأصنام التي دفعها عمرو بن لحى وهي التي ذكرها الله تعالى في القرآن المجيد، حيث قال: ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسراً. كرأيهم في هذه ولا قريبا من ذلك. فظننت أن ذلك كان لبعدها منهم.

وكانت قريش تعظمها، وكانت غنى وباهلة يعبدونها معهم. فبعث النبي خالد بن الوليد فقطع الشجر وهدم البيت وكسر الوثن.

هبــــل:

كانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمها عندهم هبل.

وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة الإنسان، مكسور اليد اليمنى. أدركته قريش كذلك، فجعلوا له يداً من ذهبٍ وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. وكان يقال له هبل خزيمة.

وكان في جوف الكعبة، قدامه سبعة أقدحٍ. مكتوب في أولها: صريح والآخر: ملصق فإذا شكوا في مولود، أهدوا له هديةً، ثم ضربوا بالقداح. فإن خرج: صريح ألحقوه؛ وإن خرج: ملصق، دفعوه. وقدح على الميت؛ وقدح على النكاح؛ وثلاثة لم تفسر لي على ما كانت. فإذا اختصموا في أمرٍ أو أرادوا سفرا أو عملا، أتوه فاستقسموا بالقداح عنده. فما خرج، عملوا به وانتهوا إليه.

وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله " والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ". وهو الذي يقول له أبو سفيان بن حربٍ حين ظفر يوم أحدٍ: أعل هبل! أي علا دينك فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ": الله أعلى وأجل.

 إساف ونائلة:

لما مسخا حجرين، وضعا عند الكعبة ليعظ الناس بهما. فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام، عبدا معها. وكان أحدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم. فنقلت قريش الذي كان بلصق الكعبة إلى الآخر. فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما.

فلهما يقول أبو طالب " وهو يحلف بهما، حين تحالفت قريش على بني هاشم في أمر النبي عليه وعلى آله افضل الصلاة و السلام " :

أحضرت عند البيت رهطى ومعشري ... وأمسكت من أثوابه بالوصائل،

وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم ... بمفضى السيو، من إسافٍ ونائل.

قال: والوصائل البرود ولإسافٍ يقول بشر بن أبى خازم الأسدي:

  عليه الطير ما يدنون منه ... مقامات العوارك من إساف.

وقد كانت العرب تسمى بأسماء يعبدونها. لا أدري أعبدوها للأصنام أم لا؟ منها: عبد ياليل، وعبد غنم، وعبد كلال، وعبد رضى.

وذكر بعض الرواء أن رضى كان بيتا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة فهدمه المستوغر. وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وإنما سمى المستوغر، لأنه قال:

 ينش الماء في الربلات منها ... نشيش الرضف في اللبن الوغير.

قال: الوغير: الحار.

وقال المستوغر في كسره رضى في الإسلام، فقال:

ولقد شددت على رضاء شدةً ... فتركتها تلاً تنازع أسحما.

 ودعوت عبد الله في مكروهها، ... ولمثل عبد الله يغشى المحرما!

وقال ابن أدهم رجل من بني عامر بن عوفٍ من كلب:

ولقد لقيت فوارساً من قومنا ... غنظوك غنظ درادة العيار.

ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم ... ككراهة الخنزير للإيغار.

قال الايغار الماء الحار. والعيار رجل من كلبٍ وقع في غداةٍ قرةٍ على جرادٍ. وكان أثرم. فجعل يأكل الجراد. فخرجت واحدة من ثرمته. فقال: هذه والله حية! يعني لم تمت. وغنظوك دفعوك دفع الجرادة العيار.

فلما ظهر رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " يوم فتح مكة، دخل المسجد، والأصنام منصوبة حول الكعبة. فجعل يطعن بسية قوسه في عيونها ووجوهها ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " . ثم أمر بها فكفئت على وجوهها. ثم أخرجت من المسجد فحرقت.

فقال في ذلك راشد بن عبد الله السلمي:

قالت: هلم إلى الحديث! فقلت لا، ... يأبى الإله عليك والإسلام

أو ما رأيت محمداً وقبيله ... بالفتح، حين تكسر الأصنام؟

لرأيت نور الله أضحى ساطعاً ... والشرك يغشى وجهه الإظلام!

مناف:

فبه كانت تسمى قريش عبد مناف. ولا أدري أين كان، ولا من نصبه؟ ولم تكن الحيض من النساء تدنو من أصنامهم، ولا تمسح بها. إنما كانت تقف ناحية منها. ففي ذلك يقول بعلاء بن قيس بن عبد الله بن يعمر، وهو الشداخ الليثي، وكان أبرص. قال هشام بن محمد أبو المنذر: وحدثني خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه قال: قيل له: ما هذا يا بعلاء؟ قال: هذا سيف الله جلاه:

تركت ابن الحريز على ذمام ... وصحبته تلوذ به العوافي،

ولم يصرف صدور الخيل لا ... صوايح من أياتيم ضعاف

وقرنٍ قد تركت الطير منه ... كمعتنز العوارك من مناف.

قال: وكان لأهل كل دارٍ من مكة صنم في دارهم يعبدونه. فإذا أراد أحدهم السفر، كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به؛ وإذا قدم من سفره، كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا.

فلما بعث الله نبيه وأتاهم بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، قالوا: أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب! يعنون الأصنام.

واستهترت العرب في عبادة الأصنام: فمنهم من اتخذ بيتا، ومنهم من اتخذ صنما، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيتٍ، نصب حجراً أمام الحرم وأمام غيره، مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت. وسموها الأنصاب.

فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان، وسموا طوافهم الدوار.

فكان الرجل، إذا سافر فنزل منزلاً، أخذ أربعة أحجارٍ فنظر إلى حسنها فاتخذه رباً، وجعل ثلاث أثافي لقدره؛ وإذا ارتحل تركه. فإذا نزل منزلا آخر، فعل مثل ذلك.

فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها ويتقربون إليها، وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها: يحجونها ويعتمرون إليها, وكان الذين يفعلون من ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها ولصبابة بها. وكانوا يسمون ذبائح الغنم التي يذبحون عند أصنامهم وأنصابهم تلك، العتائر والعتيرة في كلام العرب الذبيحة؛ والمذبح الذي يذبحون فيه لها، العتر.

ففي ذلك يقول زهير بن أبي سلمى:

فزل عنها وأوفى رأس مرقبةٍ ... كمنصب العتر دمى رأسه النسك.

وكانت بنو مليحٍ من خزاعة - وهم رهط طلحة الطلحات - يعبدون الجن.

وفيهم نزلت: " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم " .

ذو الخلصة:

وكان مروة بيضاء منقوشةً، عليها كهيئة التاج. وكانت بتباله، بين مكة واليمن، على مسيرة سبعه ليالٍ من مكة. وكان سدنتها بنو أمامة من باهلة بن أعصر. وكانت تعظمها وتهدى لها خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن. ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة. قال رجل منهم:

لو كنت ياذا الخلص الموتورا ... مثلى وكان شيخك المقبورا.

لم تنه عن قتل العداة زورا وكان أبوه قتل، فأراد الطلب بثأره، فأتى ذا الخلصة، فاستقسم عنده بالأزلام فخرج السهم ينهاه عن ذلك، فقال هذه الأبيات:

ومن الناس من ينحلها      امرأ القيس ابن حجر الكندي.

ففيها يقول خداش بن زهير العامري لعسعس بن وحشي الخثعمي، في عهدٍ كان بينهم فغدر بهم:

وذكرته بالله بني وبينه ... وما بيننا من مدةٍ لو تذكرا.

وبالمروة البيضاء يوم تبالةٍ ... ومحبسة النعمان حيث تنصرا.

فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة وأسلمت العرب، ووفدت عليه وفودها، قدم عليه جرير بن عبد الله مسلماً. فقال له: يا جريرٍ! ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال: بلى! فوجهه إليه. فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة، فسار بهم إليه. فقاتلته خثعم وباهلة دونه. فقتل من سدنته من باهلة يومئذ مائة رجل، وأكثر القتل في خثعم، وقتل ما ئتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم. فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النار، فاحترق. فقالت امرأة من خثعم:

وبنو أمامة بالولية صرعوا ... ثملاً يعالج كلهم أنبوبا.

جاءوا لبيضتهم فلاقوا دونها ... أسداً تقب لدى السيوف قبيبا.

قسم المذلة بين نسوة خثعم ... فتيان أحمس قسمةً تشعيبا.

و ذوا الخلصة اليوم عتبة باب مسجد تبالة.

سعــــد:

وكان لمالكٍ وملكان، ابني كنانة، بساحل جدة وتلك الناحية صنم يقال له سعد وكان صخرةً طويلةً. فأقبل رجل منهم بإبلٍ له ليقفها عليه، يتبرك بذلك فيها. فلما أدناها منه، نفرت منه وكان يراق عليه الدماء. فذهبت في كل وجهٍ وتفرقت عليه وأسف فتناول حجراً فرماه به، وقال: لا بارك الله فيك إلها! أنفرت على إبلي!. ثم خرج في طلبها حتى جمعها و انصرف عنه، وهو يقول:

أتينا إلى سعدٍ ليجمع شملنا ... فشتتنا سعد. فلا نحن من سعد!

وهل سعد الأ صخرة بتنوفةٍ ... من الأرض، لا يدعى لغى ولا رشد.

ذو الكفين:

كان لدوس ثم لبني منهب بن دوس صنم يقال له ذو الكفين.

فلما أسلموا، بعث النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " الطفيل بن عمرو الدوسي فحرقه، وهو يقول:

 يا ذا الكفين لست من عبادكا! ... ميلادنا أكبر من ميلادكا!

                     إني حشوت النار في فؤادكا!.

ذو الشرى:

كان لبني الحارث بن يشكر بن مبشرٍ من الأزد صنم يقال له ذو الشرى.

وله يقول أحد الغطاريف:

إذن لحللنا حول ما دون ذي الشرى ... وشج العدى منا خميس عرمرم!

الاقيصر:

كان لقضاعة ولخمٍ وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارف الشام يقال له: الاقيصر.

وله يقول زهير بن أبي سلمى:

حلفت بأنصاب الاقيصر جاهداً ... وما سحقت فيه المقاديم والقمل!

وقال ربيع بن ضبع الفزاري:

 فإنني والذي نغم الأنام له ... حول الاقيصر، تسبيح وتهليل!

وله يقول الشنفري الأزدي، حليف فهم:

وإن امرأ أجار عمراً ورهطه ... على، وأثواب الاقيصر! يعنف.

نهم:

كان لمزينة صنم يقال له نهم وبه كانت تسمى عبد نهمٍ. وكان سادن نهمٍ يسمى خزاعة بن عبد نهمٍ، من مزينة ثم من بني عداءٍ.

فلما سمع بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ثار إلى الصنم فكسره، وأنشأ يقول:

ذهبت إلى نهمٍ لأذبح عنده     عتيرة نسكٍ، كالذي كنت أفعل.

فقلت لنفسي حين راجعت علقها     أهذا إله أيكم ليس يعقل؟

 أبيت، فديني اليوم دين محمدٍ      إله السماء الماجد المتفضل.

ثم لحق بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فأسلم وضمن له إسلام قومه، مزينة. وله يقول أيضا أمية بن الأسكر:

إذا لقيت راعيين في غنم ...  أسيدين يحلفان بنهم،

بينهما أشلاء لحمٍ مقتسم، ... فامض، ولا يأخذك باللحم القرم!

عــائم:

كان لأزد السراة صنم يقال له عائم.

وله يقول زيد الخير، وهو زيد الخيل الطائي:

 تخبر من لاقيت أن قد هزمتهم، ... ولم تدر ما سمياهم، لا، وعائم!

سعيــر:

كان لعنزة صنم يقال له سعير فخرج جعفر بن أبي خلاسٍ الكلبي على ناقته. فمرت به، وقد عترت عنزة عنده، فنفرت ناقته منه. فأنشأ يقول:

نفرت قلوصى من عتائر صرعت ... حول السعير تزوره ابنا يقدم.

وجمـــــــوع يذكر مهطعين جنابه ... ما إن يحيـــر إليهــــــم بتكلم.

قال أبو المنذر: يقدم ويذكر ابنا عنزه، فرأى بني هؤلاء يطوفون حول السعير.

الانصاب:

وكانت للعرب حجارة غبر منصوبة يطوفون بها ويعترون عندها. يسمونها الأنصاب، ويسمون الطواف بها الدوار.

وفي ذلك يقول عامر بن الطفيل وأتى غنى بن أعصر يوماً وهم يطوفون ينصبٍ لهم، فرأى في فتياتهم جمالا وهن يطفن به فقال:

ألا ياليت أخوالي غنياً ... عليهم كلما أمسوا دوار!

وفي ذلك يقول عمرو بن جابرٍ الحارثي ثم الكعبي:

حلفت غطيف لا تنهنه سربها ... وحلفت بالأنصاب أن لا يرعدوا.

وقال في ذلك المثقب العبدي لعمرو بن هندٍ:

يطيف بنصبهم حجن صغار ... فقد كادت حواجبهم تشيب

حجن: صبيان.

وقال في ذلك الفزاري وغضبت عليه قريش في حدثٍ أحدثه فمنعوه دخول مكة:

أسوق بدنى، محقباً أنصابى ... هل لي من قومي من أرباب؟

وقال في ذلك أحد بني ضمرة، في حربٍ كانت بينهم: وحلفت بالأنصاب والستر! وفي ذلك يقول المتلمس الضبعي لعمرو بن هندٍ، فيما كان صنع به وبطرفة ابن العبد:

أطردتني حذر الهجاء ولا ... واللات والأنصاب لا تئل!

أي لا تنجو. من أطردت ليس من طردت.

وفي ذلك يقول عامر بن وائلة أبو الطفيل الليثي في الإسلام، وهو يذكر حرباً شهدها:

فإنك لا تدرين أن رب غارةٍ ... كورد القطار يعانها متتابع.

نصبت لها وجهي وورداً كأنه ... لها نصب قد ضرجته النقائع.

عميانس:

كان لخولان صنم يقال له عميانس بأرض خولان يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسماً بينه وبين الله " عز وجل " ، بزعمهم. فما دخل في حق الله من حق عميانس، ردوه عليه؛ وما دخل في حق الصنم من حق الله الذي سموه له، تركوه له.

وهم بطن من خولان يقال لهم الأدوم وهم الأسوم. وفيهم نزل فيما بلغنا: (وجعلوا الله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله يزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون).

وقال حسان بن ثابتٍ للعزى التي كانت بنخلة:

شهدت بــــإذن الله أن محمــــــــداً... رسول الذي فوق السموات من عل،

وأن أبــا يحيــــــى ويحيى كليهما ... له عمـــــــل في دينــــــــــــه متقبلا،

وأن التي بالســــــد من بطن نخلةٍ... ومــــن دانها فــــل من الخير معزل

وأن الذي عادى اليهود، ابن مريم ... رسول أتى من عند ذي العرش مرسل

وأن أخا الأحقــــــــــاف إذ يعذلونه ... يجاهد في ذات الإله ويعدل

قال هشام: والفل من الأرض المجدبة التي لا خير فيها ولا بركة. فشبها بذلك.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).