أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2016
2320
التاريخ: 22-04-2015
1974
التاريخ: 5-5-2016
1574
التاريخ: 2024-10-25
80
|
المؤلف : د. عدنان الشريف.
الكتاب : من علم الفلك القرآني , ص 54-59.
__________________________
قال تعالى : {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق : 1 - 3].
سمّى المولى
سورة من كتابه الكريم « بالطارق » وأقسم به وعرّفه بأنه « النجم الثاقب ». وبعد
خمسة عشر قرنا من التنزيل ، وبعد التقدم الكبير في دراسة النجوم نتساءل : هل أماط
علم الفلك اللثام عن « النجم الثاقب »؟ وهل
تسمية « الطارق » هي عامة لكل النجوم أم أنها تسمية
خاصة بنوع معيّن من النجوم؟ نرى ، والله أعلم ، أن « الطارق » هو نوع معيّن من النجوم. ولعل في
المعلومات الفلكية التالية عن بعض النجوم ما يساعدنا على التعرف على خصائص « الطارق » الذي حدّد هويته المولى بأنه « نجم ثاقب ».
{النَّجْمُ
الثَّاقِبُ} [الطارق : 3]
الطارق أو النجم الثاقب
الكازارات
هي النجوم الأكثر لمعانا في الكون ، ويعتقد بأنها تتألف من نوى المجرات المندثرة.
ويظهر في أعلى الصورة أحد الكازارات الذي يبعد عنا ثلاثة مليارات سنة ضوئية بمعنى
أن الضوء المنبعث منه بقي ثلاثة مليارات سنة حتى وصل إلى المرصد الذي التقط له هذه
الصورة الرائعة {وَمَا أَدْرَاكَ مَا
الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ
الثَّاقِبُ} [الطارق : 2 ، 3]
في
23 كانون الثاني 1987 توقعت الحسابات الفلكية أن النجم المسمى ساندوليك 202 ـ 69 Sanduleak
في غيمة « ماجلان الكبرى » ( أشير إليه بسهم ) هو في طور الاحتضار وسينفد وقوده
وفي 24 شباط 1987 حصل ما كان متوقعا ، فقد سجّلت المراصد في جميع أنحاء العالم انفجار النجم المحتضر وتحوّله قبل موته النهائي إلى نجم عملاق متجدد قدّر لمعانه بمائة ألف مرة لمعان شمسنا العادية ، واستغرق ضوؤه حتى وصل إلينا 180 ألف سنة. هل هذا النجم العملاق المتجدد ( Nova Super ) هو الذي أسماه المولى « بالطارق » أو « النجم الثاقب » ؟ الله أعلم
لقد
كشفت المراصد الفلكية في سنة 1963 عن موجات لا سلكية أطول بكثير من الموجات
الضوئية تأتينا من الفضاء الخارجي ، لها ميزة اختراق كل الأجسام مهما كانت سماكتها
، لذلك يمكن التقاطها في كل وقت ، إلا أن مصدرها بقي مجهولا.
وفي
سنة 1973 تمكنت مراصد الراديو المتطورة من كشف هوية هذه الموجات اللاسلكية التي
تخرق كل شيء ، إذ تبيّن أن مصادرها بعيدة جدّا ، فهي على حافة الكون ، كما يقول
الفلكيون ، والمسافة التي تفصلها عنا تصل إلى عدة مليارات من السنين الضوئية وحتى
عشرة مليارات سنة ضوئية ونيف. وآخر مصدر اكتشف حتى الآن بعيد عنا أربعة عشر مليار
سنة ضوئية. وقد أسميت مصادر هذه الإشعاعات « شبه النجوم » أو « الكازار » ( Quasar
) ، وميزتها شدّة الإشراق واللمعان بحيث إن ضوء البعض منها يفوق مائة ألف مليار مرة
ضوء شمسنا التي تنيرنا ، فهي الأشد لمعانا في الكون.
ملاحظة
كلمة كازار ( Quasar ) هي المختصر لما ترجمته بالعربية : مصدر إشعاع راديو شبه نجمي .
( Quasi Stellar Radio Source
)
. ( Source
de Rayonnement Radio Quasi Stellaire )
تعليق
أولا : أليست أشباه النجوم المسمّاة كازار ،
والتي تثقب بقوة إشعاعها الهائل مسافات تصل إلى مليارات السنين الضوئية ، هي التي
أسماها المولى « بالطارق » أو « النجم الثاقب »؟ الله أعلم.
ثانيا : بعض النجوم الكبيرة قبل أن يموت
يتحول إلى نجوم عملاقة ثم ينفجر انفجارا هائلا هو من الشدة بحيث إن اللمعان
والطاقة المتأتيان منه تعادلان مليارات من القنابل الهدروجينية. أليس النجم
العملاق المتفجر ( Nova Super
) هو « الطارق » أو « النجم الثاقب »؟ الله أعلم.
ثالثا : كل نجم ، وخاصة الكازار والنجم
العملاق المتفجر ، هو مصدر هائل لمختلف أنواع الأشعة. وبعض هذه الأنواع مضر
بالحياة ، إلا أن الغلاف الجوي المحيط بالأرض يعمل كدرع حافظ يقي الأرض وما عليها
من أحياء من الأشعة النجمية القاتلة ومنها أشعة النجم الثاقب. نلاحظ من هذه
الزاوية عمق الربط العلمي بين قوله تعالى : ( النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) وقوله
في الآية التي تليها : {إِنْ
كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق : 4] ،
بمعنى أن الله جعل لكل نفس حافظا من إشعاع النجم الثاقب بواسطة الغلاف الجوي وغيره
من سبل الوقاية التي جعلها المولى ، حافظا لكل النفوس من مختلف الأخطار التي تهدد
كيانها.
رابعا : في كتب التفسير واللغة أن « الطارق » كلمة مشتقة من الطّرق بمعنى الضرب الشديد ، فكل ما جاء بليل يسمى طارقا ، ولعل أقرب التفاسير القديمة للمفهوم العلمي هو تعريف « النجم الثاقب » « بأنه النجم الذي ارتفع على النجوم ». فصفة الثاقب تطلق على كل الأشياء النافذة والمضيئة والعالية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|