المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



رعايَة الأَولَويات ـ بحث روائي  
  
1729   12:54 مساءاً   التاريخ: 23-12-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص216-218
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-2-2018 2337
التاريخ: 12-10-2021 1964
التاريخ: 25-7-2016 1976
التاريخ: 2023-12-19 1074

628ـ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): إذا كانَ أحَدكم فَقيرا فَليَبدَأ بنَفسه، فَإن كانَ فَضلا فَعَلى‏ عياله، فَإن كانَ فَضلا فَعَلى‏ قَرابَته أو عَلى‏ ذي رَحمه، فَإن كانَ فَضلا فَهاهنا وهاهُنا(1).

629ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): أفضَل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه عَلى‏ عياله، ودينار ينفقه الرجل عَلى‏ دابته في سَبيل الله، ودينار ينفقه عَلى‏ أصحابه في سَبيل ‏الله(2).

630ـ أنس: قالَ رَسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ألا انَبئكم بخَمسَة دَنانيرَ بأَحسَنها وأفضَلها؟ قالوا: بَلى‏. قالَ: أفضَل الخَمسَة: الدينار الذي تنفقه عَلى‏ والدَتكَ، وأفضَل الأَربَعَة: الدينار الذي تنفقه عَلى‏ والدكَ، وأفضَل الثلاثَة: الدينار الذي تنفقه عَلى‏ نَفسكَ وأهلكَ، وأفضَل الدينارَين: الدينار الذي تنفقه عَلى‏ قَرابَتكَ، وأخَسها وأقَلها أجرا: الدينار الذي تنفقه في سَبيل الله(3).

631ـ الإمام الرضا (عليه السلام): أتى‏ رَجل إلَى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بدينارَين، فَقالَ: يا رَسولَ الله، اريد أن أحملَ بهما في سَبيل الله. قالَ: ألَكَ والدان أو أحَدهما؟ قالَ: نَعَم. قالَ: اذهَب فَأَنفقهما عَلى‏ والدَيكَ؛ فَهوَ خَير لَكَ أن تَحملَ بهما في سَبيل الله. فَرَجَعَ فَفَعَلَ. فَأَتاه بدينارَين آخَرَين، قالَ: قَد فَعَلت، وهذان ديناران اريد أن أحملَ بهما في سَبيل الله. قالَ: ألَكَ وَلَد؟ قالَ: نَعَم. قالَ (عليه السلام): فَاذهَب فَأَنفقهما عَلى‏ وَلَدكَ؛ فَهوَ خَير لَكَ أن تَحملَ بهما في سَبيل الله. فَرَجَعَ فَفَعَلَ. فَأَتاه بدينارَين آخَرَين، فَقالَ: يا رَسولَ الله، قَد فَعَلت، وهذان ديناران آخَران اريد أن أحملَ بهما في سَبيل الله. فَقالَ: أ لَكَ زَوجَة؟ قالَ: نَعَم. قالَ: أنفقهما عَلى‏ زَوجَتكَ؛ فَهوَ خَير لَكَ أن تَحملَ بهما في سَبيل الله. فَرَجَعَ وفَعَلَ. فَأَتاه بدينارَين آخَرَين، فَقالَ: يا رَسولَ الله، قَد فَعَلت، وهذان ديناران اريد أن أحملَ بهما في سَبيل الله. فَقالَ: ألَكَ خادم؟ قالَ: نَعَم. قالَ: اذهَب فَأَنفقهما عَلى‏ خادمكَ؛ فَهوَ خَير لَكَ من أن تَحملَ بهما في سَبيل الله. فَفَعَلَ. فَأَتاه بدينارَين آخَرَين، فَقالَ: يا رَسولَ ‏الله، وهذه ديناران اريد أن أحملَ بهما في سَبيل الله. فَقالَ: احملهما وَاعلَم بأَنهما لَيسا بأَفضَل دينارَيكَ(4).

632ـ الكافي عن أحدهما (عليه السلام): لا توجب عَلى‏ نَفسكَ الحقوقَ، وَاصبر عَلَى النوائب، ولا تَدخل في شَي‏ء مَضَرته عَلَيكَ أعظَم من مَنفَعَته لأَخيكَ(5).

633ـ محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن الإمام الصادق(عليه السلام): لا تَدخل لأَخيكَ في أمر مَضَرته عَلَيكَ أعظَم من مَنفَعَته لَه. قالَ ابن سنان: (يَعني)(6) يَكون عَلَى الرجل دَين كَثير، ولَكَ مال فَتؤَدي عَنه؛ فَيَذهَب مالكَ ولا تَكون قَضَيتَ عَنه(7).

634ـ الإمام الكاظم (عليه السلام): لا تَبذل لإخوانكَ من نَفسكَ ما ضَره عَلَيكَ أكثَر من مَنفَعَته لَهم(8).

_______________

1ـ سنن ‏النسائي: 7/304، صحيح مسلم: 2/693/41، السنن الكبرى: 10/521/21439 وح‏21538 كلها عن جابر نحوه، كنز العمال: 6/396/16230 وراجع مسند ابن حنبل: 5/164/14991.

2ـ صحيح مسلم: 2/692/38، سنن الترمذي: 4/344/1966، سنن ابن ماجة: 2/922/2760

وفيه «على فرس» بدل «على دابته»، مسند ابن حنبل: 8/324/22443، الأدب المفرد: 225/748 كلها عن ثوبان، كنز العمال: 6/428/16396.

3ـ مستدرك الوسائل: 7/241/8141 نقلا عن ابن أبي جمهور في درر اللآلي.

4ـ تهذيب الأحكام: 6/171/330 عن أبي الحسين الرازي، عوالي اللآلي: 3/195/10.

5ـ الكافي: 4/33/3 عن الحسن بن علي الجرجاني عمن حدثه.

6ـ أثبتنا ما بين المعقوفين من «مشكاة الأنوار».

7ـ الكافي: 4/32/1، مشكاة الأنوار: 329/1042 عن محمد بن سنان.

8ـ الكافي: 4/32/2 عن إبراهيم بن محمد الأشعري عمن سمع.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.