أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-2-2017
![]()
التاريخ: 13-2-2017
![]()
التاريخ: 10-2-2017
![]()
التاريخ: 10-2-2017
![]() |
قال تعالى : { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء : 74] .
حث [الله تعالى ] في هذه الآية على القتال فقال : {فليقاتل في سبيل الله} هذا أمر من الله وظاهر أمره يقتضي الوجوب : أي فليجاهد في سبيل الله : أي في طريق دين الله {الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة} : أي الذين يبيعون الحياة الفانية بالحياة الباقية ، ويجوز : يبيعون الحياة الدنيا بنعيم الآخرة : أي يبذلون أنفسهم وأموالهم في سبيل الله ، بتوطين أنفسهم على الجهاد في طاعة الله ، وبيعهم إياها بالآخرة : هو استبدالهم إياها بالآخرة . {ومن يقاتل في سبيل الله} : أي يجاهد في طريق دين الله . وقيل : في طاعة ربه ، بأن يبذل ماله ونفسه ابتغاء مرضاته {فيقتل} : أي يستشهد {أو يغلب} : أي يظفر بالعدو ، وفيه حث على الجهاد ، فكأنه قال : هو فائز بإحدى الحسنيين : إن غلب ، أو غلب {فسوف نؤتيه أجرا عظيما} أي : نعطيه أعلى أثمان العمل . وقيل : ثوابا دائما لا تنغيص فيه .
_________________________
1 . تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 131 .
قال تعالى : { فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخِرَةِ } . يشرون ، أي يبيعون . وأحسن ما قيل عند تفسير هذه الآية ما يلي :
« ان الإسلام لا يقاتل على الأرض ، ولا للاستيلاء على السكان ، لا يقاتل ليجد الخامات للصناعات ، والأسواق للمنتجات ، أو لرؤوس الأموال يستثمرها في المستعمرات وشبه المستعمرات ، انه لا يقاتل لمجد شخص ، ولا لمجد بيت ، أو طبقة ، أو دولة ، أو أمة ، أو جنس ، إنما يقاتل في سبيل اللَّه . لإعلاء كلمة اللَّه في الأرض ، ولتمكين منهجه من تصريف الحياة ، ولتمتيع البشرية بهذا المنهج ، وعدله المطلق بين الناس ، مع ترك كل فرد حرا في اختيار العقيدة التي يتمتع بها » .
وتمنيت ، وأنا أقرأ قوله ، ( لا يقاتل الإسلام ليجد الخامات للصناعات ) ان يعطف عليه هذه الجملة : ولا ليشحم المعامل والفبارك بدماء الأحرار والنساء والأطفال .
{ ومَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } .
كل من ناصر الحق لوجه الحق ، وامتثالا لأمر اللَّه وحده فهو مشكور ومأجور ، سواء انتصر وغنم ، أو غلب وهزم . . واتفق المؤرخون على اختلاف نزعاتهم ان السر في انتشار الإسلام هو عقيدة النبي (صلى الله عليه وآله) والصحابة بأنهم الرابحون على كل حال ، مقتولين أو قاتلين ، فإن تكن الأولى فالمصير إلى الجنة ، وان تكن الثانية فقد علت كلمة الحق ، وهذا ما يبغون . . بالإضافة إلى اعتقادهم بأن أجلهم إذا جاء لا يستأخرون ساعة ، ولا يستقدمون . . ومتى بلغ معتقد المرء هذا المبلغ لم يقف في وجهه حاجز .
______________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 378 .
قوله تعالى : { فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ } ، قال في المجمع : يقال شريت أي بعت ، واشتريت أي ابتعت ، فالمراد بقوله يشرون الحياة الدنيا بالآخرة أي يبيعون حياتهم الدنيا ويبدلونها بالآخرة .
والآية تفريع على ما تقدم من الحث على الجهاد ، وذم من يبطئ في الخروج إليه ففيها تجديد للحث على القتال في سبيل الله بتذكير أن هؤلاء جميعا مؤمنون ، قد شروا بإسلامهم لله تعالى الحياة الدنيا بالآخرة كما قال : { إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } : [ التوبة : 111 ] ، ثم صرح على فائدة القتال الحسنة وأنها الأجر العظيم على أي حال بقوله : { وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ } « إلخ ».
فبين أن أمر المقاتل في سبيل الله ينتهي إلى إحدى عاقبتين محمودتين : أن يقتل في سبيل الله ، أو يغلب عدو الله ، وله أي حال أجر عظيم ، ولم يذكر ثالث الاحتمالين ـ وهو الانهزام ـ تلويحا إلى أن المقاتل في سبيل الله لا ينهزم .
وقدم القتل على الغلبة لأن ثوابه أجزل وأثبت فإن المقاتل الغالب على عدو الله وإن كان يكتب له الأجر العظيم إلا أنه على خطر الحبط باقتراف بعض الأعمال الموجبة لحبط الأعمال الصالحة ، واستتباع السيئة بعد الحسنة بخلاف القتل إذ لا حياة بعده إلا حياة الآخرة فالمقتول في سبيل الله يستوفي أجره العظيم حتما ، وأما الغالب في سبيل الله فأمره مراعى في استيفاء أجره .
____________________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 356-357 .
إعداد المؤمنين للجهاد :
بعد أن أوضحت الآية السابقة إحجام المنافقين عن مشاركة المجاهدين في القتال تتوجه الآية (٧٤) والتي تليها ـ بلغة مشجعة مشوقة ـ إلى المؤمنين فتدعوهم إلى الجهاد في سبيل الله ، ونزول هذه الآيات حين كان الإسلام مهددا من قبل مختلف الأعداء ـ سواء من الداخل أو الخارج ـ يدل على أهميتها في تربية الروح الجهادية لدى المسلمين.
وتوضح الآية في بدايتها أنّ أعباء الجهاد يجب أن تكون على عاتق أولئك النفر الذين باعوا حياتهم الدنيوية المادية الزائلة ، مقابل فوزهم بالحياة الأخروية الخالدة : {فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ ...} أي أن المجاهدون الحقيقيون هم وحدهم المستعدون للدخول في هذه الصفقة ، بعد أن انكشفت لهم دناءة الحياة المادية (وهو ما يفهم من لفظ الدنيا) ، فهؤلاء أدركوا أن هذه الحياة لا قيمة لها تجاه الحياة الأبدية الخالدة ، أمّا الذين يرون الأصالة في الحياة المادية الدنيئة ، ويعتبرونها أرفع وأكبر من الأهداف الإلهية المقدسة والأهداف الإنسانية السامية ، فلا يمكن أن يكونوا أبدا مجاهدين صالحين .
وتستمر الآية مبينة أنّ مصير المجاهدين الحقيقيين الذين باعوا الحياة الدنيا بالآخرة واضح لا يخرج عن حالتين : إمّا النصر على الأعداء ، أو الشهادة في سبيل الله ، وهم في كلتا الحالتين ينالون الأجر والثواب العظيم من الله تعالى {... وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} وبديهي أن جنودا كهؤلاء لا يفهمون معنى الهزيمة ، فهم يرون النصر إلى جانبهم في الحالتين : سواء تغلّبوا على العدو ، أو نالوا الشهادة في سبيل الله ، ومثل هذه المعنويات كفيلة بأن تمهد الطريق للانتصار على العدو ، ويعتبر التاريخ خير شاهد على أنّ هذه المعنويات هي العامل في انتصار المسلمين على أعداء فأقوهم عددا وعدّة .
ويؤكّد هذا الأمر حتى المفكرون من غير المسلمين ممن كتبوا عن انتصارات المسلمين السريعة التي حققوها في عصر الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي العصور التالية ، فهؤلاء المفكرون يرون أن منطق الفوز بإحدى الحسنيين أحد العوامل الحاسمة في تقدم المسلمين .
يقول مؤرخ غربي مشهور في كتاب له في هذا المجال : إنّ المسلمين لم يكونوا ليخافوا الموت في سبيل دينهم الجديد ، لما وعدوا به من هبات إلهية في الآخرة ، وأنّهم لم يعتقدوا بأصالة خلود هذه الحياة الدنيا ، ولذلك فهم قد تنازلوا عن هذه الحياة في سبيل العقيدة والهدف (2) .
والجدير ذكره هنا هو أنّ هذه الآية ـ وآيات أخرى من القرآن الكريم ـ اعتبرت الجهاد أمرا مقدسا إذا كان في سبيل الله ، ومن أجل إنقاذ البشر ، وإحياء مبادئ الحق والعدالة والطهارة والتقوى ، على عكس الحروب التي تشن بهدف التوسع وبدافع من التعصب والتوحش والاستعمار والاستغلال .
__________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 203-204 .
2. راجع غوستاف لوبون ، تاريخ الحضارة الإسلامية والعربية .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|