المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

خلق الجنة والنار
11-08-2015
قاعدة « الميسور»
18-9-2016
Graph Vertex
18-3-2022
البحث عن العلة
12-10-2018
العوامل التي تؤثر في تشكيل السواحل - طبيعة السواحل - الفواصل والميل الطبقي
13/9/2022
نفاذ الماء والصوديوم Depletion of water and Sodium
5-3-2021


المصير الحتمي  
  
2108   01:32 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : أم زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص190
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

 هذا المصير الحتمي لا يمكن ان يتبدل بتعاليم الأنبياء الرصينة، ولا بالوسائل الطبية والتربوية فهو مجبر على الجنون، وهكذا الطفل الذي يولد في رحم الام احمقا بليداً، ويرث البله والبلادة من ابويه يستمر مدى العمر على ذلك الوضع، ولن تؤثر الاساليب التربوية فيه. ان مراحل النمو لا تستطيع ان تحول الطفل الضعيف البليد الشعور، المشتت العقل، الجبان، الخامل، الى رجل نشيط او زعيم قوي شجاع(1)، وبهذا الصدد يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : (الحمق داء لا يداوى ومرض لا يبرأ)(2)، وهكذا فالطفل الذي يولد من ام مصابة بالسل يملك التربة مساعدة لنشوء هذا المرض فيه وقد ورث هذه التربة المساعدة من امه. ومع هذا فان اصابته بالسل ليست قضاء حتميا وقدرا جبريا فان العوامل الصحية والظروف الحياتية  الصالحة يمكن ان تضمن سلامته من المرض، فاذا انفصل عن امه بعد الولادة مباشرة وخضع لمراقبة دقيقة في بيئة صحية فبإمكانه ان يعيش سالما مدى العمر، اما اذا تربي في حجر امه المصابة بالسل وارتضع من لبنها الملوث، فبالإمكان ان يصاب بالسل بسهولة، وكما سبق فان الحالات النفسية والبيئة الصالحة والطالحة للآباء والامهات تؤثر في الاطفال. وهكذا فالطهارة والرذالة، والشجاعة والجبن، والكرم والبخل، وغيرها من الصفات المختلفة تكون تربة مساعدة للصلاح او الفساد في سلوك الطفل... ولكن هذه الصفات ليست قدراً حتميا بل يمكن اصلاح الفاسد بالطرق التربوية الصالحة... وعلى النقيض من ذلك تبديل التربة المساعدة للصلاح الى الفساد بالطرق التربوية الفاسدة.

_______________

1ـ الانسان ذلك المجهول ص197.

2ـ غرر الحكم ودرر الكلم ص72 ط إيران.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.