المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإنتاج المعدني والصناعة في الوطن العربي
2024-11-05
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05

ماسكة الفضاء (الجاذبيّة العامّة)
6-11-2014
الانفتاح والانسداد
2-9-2016
حساء الكوسا وجوز الهند مع الكزبرة
2024-09-19
ذنوب تعجّل العقوبة
12-5-2016
مفاسد الغضب
18-2-2022
كيف يمكن ادخال ملكة ملقحة الى طائفة نحل مع استمرار الاعتناء بها؟
3-4-2017


العناية والاهتمام من حقوق الأطفال الأخرى  
  
1723   01:35 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص154
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

العناية والاهتمام هي من حقوق الأطفال الأخرى، والعناية بهذا الجيل امر ضروري وهام، لأن آثار الانحراف والضياع وصدماته عليهم ستكون اشد اثراً وعمقاً، وما اكثر الاختلالات والاضطرابات الناشئة عن تسامح الام وغفلتها وتربيتها الخاطئة للأبناء فإعطاء الحرية بلا قيد او شرط ، والحنان والعطف المفرط والعشوائي، وعدم امتلاك القدرة والقاطعية في امر التربية كلها ستسبب صدمات كبيرة لحاضر الطفل ومستقبله، فإن لم يلتفت الاهل، وخصوصاً الام الى العوامل اللازمة لبناء الطفل ومستقبله، فإن لم يلتفت الأهل، وخصوصاً الام، الى العوامل اللازمة لبناء الطفل وتربيته، سيتعرض الطفل لاحقاً الى مشاكل واختلالات عديدة.

يجب أن تكون العناية بطريقة ترافق فيها الأم طفلها كظله وتهتم به، وهذا الأمر يصدق خصوصاً عند الأطفال الصغار، لأن التأسيس وبناء الركائز الخاصة بالفضائل والأخلاق والعادات يتم في هذا السن، وينبغي مضاعفة هذه العناية عند الأطفال المعرضين للانحراف، للتخفيف من تلك المساوئ والعيوب، قال الإمام علي (عليه السلام) (من كلف بالأدب قلت مساويه).

فالأم التي تودّ ان يبقى ابنها اثراً وقرة عين لأبيه الشهيد، عليها السعي لتربيته ليلاً ونهاراً ولتنتبه إليه لكي لا تظهر فيه خصال غير مناسبة، ولا تعشش في نفسه، وهذه العناية ينبغي ان تشمل امر الغذاء، والدواء، والنوم، والاستراحة، والتردد ذهاباً وإياباً، والمعاشرة، ويجب الاهتمام على نحو الخصوص بإحساس الحرمان العاطفي عنده والاختلالات النفسية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.